هل تدق إسرائيل إسفينا بين روسيا وإيران؟

إسرائيل عززت من دفاعاتها في هضبة الجولان، جبهتها مع سوريا

تحليلات 16:00 03.06.2018

في وقت مبكر من هذا الشهر، وصلت المعركة الطويلة بين إسرائيل وإيران في سوريا إلى منعطف تصعيدي غير مسبوق. وما يُعتقد هو أن الهجوم الصاروخي الإيراني ضد مواقع للجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان المحتلة (الذي كان نفسه ردا على غارات جوية إسرائيلية سابقة ضد قاعدة إيرانية في سوريا) دفع تل أبيب إلى شن هجوم أوسع.

وشنّت الطائرات الإسرائيلية غارات على نحو 50 هدفا إيرانيا في سوريا، أي تقريبا كل قاعدة أو منشأة إيرانية معروفة هناك، ما أدى، بحسب محللين، إلى تراجع لقوتها العسكرية في سوريا لأشهر إن لم يكن لسنوات.

لكن، بات واضحا الآن أن الهجوم قد يؤدي إلى تغيير في الديناميات الإقليمية إلى ما هو أبعد من ذلك، كما قد تقدم التطورات في هضبة الجولان في الجنوب باعثا إضافيا.

ويتوقع أن تصبح هذه المنطقة في جنوب غرب سوريا، التي تضم محافظة القنيطرة التي تتاخم المواقع الإسرائيلية، مركزا لهجوم حكومي جديد.

ويحرص الرئيس السوري، بشار الأسد، على طرد عدد كبير من المليشيات العسكرية، على الأقل تلك المليشيات التي أعلنت ولاءها لتنظيم الدولة الإسلامية.

وقد تكون المعركة المحتملة هنا بوتقة صراعات جديدة، ستؤدي إلى إثارة التوترات بين الأطراف الخارجية الثلاث التي لها مصالحها الاستراتيجية الأكثر أهمية في البلاد، وهي إيران وإسرائيل وروسيا.

التوازن

إن العلاقة بين الدول الثلاث علاقة غير عادية على الإطلاق، وهذا أقل ما يقال. فإيران وإسرائيل عدوان لدودان لبعضهما بعضا. وسوريا في طريقها لأن تصبح أخطر جبهة في صراعهما المرير.

أما روسيا وإيران فهما الداعمان العسكريان الرئيسيان للرئيس الأسد في سوريا. وبدونهما ربما كان قد أطيح بالأسد من سدة الحكم.

لكن موسكو لديها علاقات وثيقة بإسرائيل، فرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كان مدعوا مؤخرا كضيف شرف في استعراض عسكري ضخم في موسكو، احتفالا بذكرى الحرب العالمية الثانية.

نتنياهو وبوتين

روسيا لم تتدخل حتى الآن للرد على هجوم إسرائيل المتكرر على سوريا

لذلك، كيف توازن روسيا علاقتها مع إيران وإسرائيل على حد سواء؟ وهل تتباين مصالحها الاستراتيجية في سوريا؟

يمثل العامل المثير في الحملة الجوية الإسرائيلية الطويلة للحد من أو، إن إمكن، تغيير اتجاه القوات الموالية لإيران في سوريا هو سلبية موسكو.

وتمتلك روسيا، الحليف المفترض لإيران، قاعدة جوية في سوريا بها أجهزة راداد وصواريخ أرض جو يمكنها بكل قوة التصدي لأي ضربات جوية إسرائيلية إذا أرادت. لكنها حتى الآن لم تفعل شيئا.

وتركوا، فعليا، السماء فوق سوريا ولبنان مفتوحة أمام العمليات الجوية الإسرائيلية.

وفي الحقيقة، هناك خط ساخن دائما بين القوات الإسرائيلية والروسية في سوريا لضمان أن ضربات إسرائيل الجوية لن تتعارض مع التحركات الجوية الروسية.

مصالح استراتيجية

بالتالي، ما هي النتيجة التي يمكن استخلاصها من السلوك الروسي؟ وهل هناك أمر لم تعد تتفق عليه موسكو وطهران؟ وماذا يمكن أن يعني ذلك بالنسبة للحرب غير المعلنة بين إسرائيل وإيران؟

في البداية، كان الأمر أبسط بكثير. فعندما بدا الأسد على وشك الانهيار في أغسطس/آب 2016، شعر حلفاؤه بأنهم مجبرون على مساعدته.

ووفرت روسيا دعما جويا قويا بينما ساعدت إيران بمليشياتها المختلفة، من بينها حزب الله في لبنان، قوات الأسد في الميدان.

قاسم سليماني

 إيران عززت وجودها العسكري في سوريا بقيادة قاسم سليماني

ومن هذا المنطلق، كانت أهداف روسيا وإيران متوافقة سواء لتعزيز الموقف العسكري أو، إذا أمكن، تمكين النظام من مواصلة الهجوم لاستعادة الأراضي التي فقد السيطرة عليها.

بالنسبة لروسيا، كان هذا كله يتعلق بتوفير الدعم لحليف قديم، حليف تعود العلاقة معه إلى سنوات الحرب الباردة.

وشعرت روسيا بالقلق من زعزعة الوضع المتزايدة في المنطقة، والخوف من أن يؤدي زحف داعش في نهاية المطاف إلى إثارة المشاعر بالقرب من حدود روسيا.

وكانت هناك اعتبارات جيو-استراتيجية أيضا، إذ شكلت سوريا وقاعدة روسيا البحرية الصغيرة (التي يجري توسيعها الآن) قبضة صغيرة لموسكو في الشرق الأوسط، وهي المنطقة التي كانت حريصة على تجديد نفوذها فيها لتراجع نفوذ واشنطن بها.

كما هدفت إيران، أيضا، إلى مساعدة حليف مهم وقديم لكن كانت لها حسابات جيو-استراتيجية في سياستها هي الأخرى.

فسوريا الضعيفة والمقسمة لن تشكل تهديدا كبيرا لإسرائيل، في حين ترى إسرائيل إيران وسعيها المحتمل للحصول على قنبلة ذرية تهديدا وجوديا، كما أن إيران نفسها ترى أن القوة العسكرية الإسرائيلية بعيدة المدى تشكل تهديدا كبيرا وعقبة أمام طموحاتها الإقليمية.

ولهذا، إذا تمكن نظام الأسد من الاسقرار، ورسخت قوات إيرانية أو قوات بالوكالة وجوها في سوريا، عندئذ يمكن مواجهة إسرائيل بالقرب من حدودها.

ممر إيراني

في الواقع، فإن النفوذ الإيراني المتنامي في العراق واستمرار وجود الرئيس الأسد يمكن أن يوفر فرصة لإنشاء ممر بري يمتد عبر سوريا إلى لبنان، وهو ما قد يسمح في يوم من الأيام بوصول الأسلحة والإمدادات العسكرية إلى حزب الله.

في الوقت الحالي، يصل كثير من هذه الصواريخ والمعدات جوا. لكن طرقا كهذه قد تُعترض وتتوقف يوم ما. ولا زال إيران نظاما ثوريا يتوق إلى تصدير رسالته إلى العالم العربي.

وشهدت انتصارات الأسد المتنامية ترسيخ مجموعة من القوات الموالية لإيران وجودها في سوريا، بداية من وحدات من قوات الحرس الثوري حتى مجموعة متنوعة من الميليشيات، كالفيلق الأجنبي الشيعي، الذي جرى تجنيده في باكستان وأفغانستان وأماكن أخرى.

وأطلقت إسرائيل حملة دعائية كبرى لإقناع العالم بأن إيران تسعى إلى وجود عسكري دائم في سوريا، وتؤكد أن هذا أمر لن تسمح به.

بقاء المليشيات في الخليج

دفعت التوترات المتصاعدة إلى وجود نشاط دبلوماسي كبير بين إسرائيل وروسيا. وخلال هذا الأسبوع فقط، يزرو وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، موسكو لإجراء محادثات مع نظيره الروسي، سيرغي شويغو.

وتشير كل المؤشرات إلى أن روسيا منزعجة من ضراوة الضربات الإسرائيلية على المنشآت الإيرانية، خوفا من أنه إذا استمر هذا الوضع فيمكن أن يؤدي إلى مواجهة قد تهدد سيطرة الرئيس الأسد على السلطة.

ويبدو أن روسيا مستعدة لدعم خطة تحظر اقتراب أي قوات موالية لإيران من حدود إسرائيل.

إسرائيل اتهمت إيران بتكثيف هجماتها انطلاقات من سوريا

 إسرائيل اتهمت إيران بتكثيف هجماتها انطلاقات من سوريا

وعلى المدى القصير، يعني هذا أن الميليشيات الموالية لإيران بعيدة عن أي هجوم حكومي جديد على الجولان الجنوبي.

لكن هذا يرجح أن يكون بمثابة وسيلة مؤقتة، فإسرائيل تعارض وجود إيران العسكري في سوريا برمته، وكانت معظم غاراتها الجوية بعيدة كل البعد عن الجولان.

ومن غير المحتمل تخلي إيران عن مصالحها الخاصة واستسلامها.

ودعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى انسحاب جميع القوات الأجنبية من سوريا، وهي الدعوة التي كررها وزير خارجيته، سيرغي لافروف، منذ أيام قليلة، وقال إنه يتعين على القوات السورية فقط الانتشار جنوبي البلاد.

لكن ما مدى التأثير الروسي على طهران وحلفائها؟

من الواضح أن موسكو ترغب في تحقيق الاستقرار في سوريا، بما يمكّن نظام الأسد من "إعلان النصر".

وتعد إيران حليفا رئيسيا على الأرض لتحقيق هذا الهدف. لكن الصراع الإقليمي بين إسرائيل وإيران يلوح في الأفق بقوة. وبعدما قررت منح إسرائيل على ما يبدو حرية للحركة في الأجواء، فإن روسيا قد تجد جمهورا أقل تقبلاً لدعم طهران.

 
علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

رئيس قيرغيزستان يصل فضولي
11:46 25.04.2024
زيارة رئيس قيرغيزستان إلي أذربيجان
11:18 25.04.2024
حول زيارة رئيس طاجيكستان إلى إيطاليا والفاتيكان
11:00 25.04.2024
أردوغان لا ينبغي السماح لإسرائيل بإخفاء المجازر في غزة
10:45 25.04.2024
أمير الكويت يتلقى رسالة من رئيس وزراء باكستان حول العلاقات الثنائية
10:30 25.04.2024
السيسي يحذر من التداعيات الكارثية لأي عملية عسكرية في رفح
10:16 25.04.2024
الأردن يحدد 10 سبتمبر موعداً لإجراء انتخابات مجلس النواب
10:00 25.04.2024
الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق مستقل في التقارير عن مقابر جماعية بمستشفيين بغزة
09:45 25.04.2024
أردوغان يعلن وقف العلاقات التجارية المكثفة مع إسرائيل
09:30 25.04.2024
ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 34 ألفا و262
09:15 25.04.2024
الصحفيين الأوزباك يزورون مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
09:00 25.04.2024
الملك سلمان يدخل المستشفى لإجراء "فحوصات روتينية"
17:00 24.04.2024
بلينكن يزور الصين للمرة الثانية في أقل من عام
16:30 24.04.2024
علييف يتحدث عن حرب غزة
16:00 24.04.2024
قري قازاخ الأذربيجانية الأربع في الإعلام العالمي
15:00 24.04.2024
مصر ترحب بالقرار الأذربيجاني الأرميني
13:45 24.04.2024
الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
13:30 24.04.2024
تزايد الدين العام يهدد التصنيف الائتماني لفرنسا
13:00 24.04.2024
جامايكا تعترف رسميا بدولة فلسطين
12:30 24.04.2024
ذعر أممي من المقابر الجماعية في غزة... ومطالبات بتحقيق
12:00 24.04.2024
في زيارة علنية نادرة... مسؤولون من كوريا الشمالية يصلون إلى إيران
11:00 24.04.2024
موسكو: تدريبات الناتو في فنلندا "عمل استفزازي"
10:30 24.04.2024
ميرزايف يتحدث عن حرق العلم الأذربيجاني والتركي في أرمينيا
10:00 24.04.2024
7 قتلى و15 جريحاً في حادث سير بالجزائر
09:30 24.04.2024
الصليب الأحمر: إجلاء مليون مدني من رفح "غير ممكن"
09:00 24.04.2024
تفعيل نظام مير الروسي في مصر.. انعكاسات مهمة على السياحة والتبادل التجاري
18:00 23.04.2024
مشروع مسام ينتزع 857 لغماً في اليمن خلال أسبوع
17:30 23.04.2024
علي موسي إبراهيموف: الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل
17:07 23.04.2024
شنجن للخليجيين لمدة 5 سنوات من أول طلب
17:00 23.04.2024
مسجد باريس يعرب عن قلقه بشأن تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي حول التسلل الإسلامي
16:00 23.04.2024
مصر تؤكد السيطرة على حدودها مع غزة
15:30 23.04.2024
وصول المعتمرين الإيرانيين المدينة المنورة بعد توقف 9 سنوات
15:00 23.04.2024
ميرزاييف: "السياسات الأرمينية العدائية قادتها إلى الهاوية"
14:00 23.04.2024
تورال إسماعيلوف : إيران تري أن أذربيجان تمثل تهديدًا لها
13:00 23.04.2024
تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر
12:15 23.04.2024
وفد من البنتاجون يزور النيجر لمناقشة انسحاب القوات الأمريكية
12:00 23.04.2024
بدأ عملية تحديد إحداثيات الحدود الأذربيجانية الأرمينية
11:50 23.04.2024
سلطان عُمان يزور الإمارات ويبحث مع محمد بن زايد التعاون والعمل المشترك
11:45 23.04.2024
زيارة أردوغان للعراق. دلالات على مرحلة جديدة من التعاون
11:30 23.04.2024
إيران وباكستان تبحثان إصلاح العلاقات بعد توترات حدودية
11:16 23.04.2024
جميع الأخبار