أحداث في الأردن كتذكير للربيع العربي

تحليلات 14:15 20.06.2018

أنار صادقوف، العالم الروسي في مجال العلوم السياسة، و الخبير في الشئون القوقازية والشرق الأوسطية، دكتوراه الفلسفة في العلوم التاريخية. حصراً  ل Eurasia Diary

يوم 30 مايو، في الأردن بدأت الاحتجاجات الناجمة عن مشروع قانون الضريبة على الدخل، والذي كان ينص على زيادتها  بنسبة 5% على الأقل، وهذا تلبيةً  لمتطلبات صندوق النقد الدولي المرتبطة بالائتمان في عام 2016 بقدر 723 مليون $ ولمدة ثلاث سنوات، إلى جانب القيام بالإصلاحات الاقتصادية وإدخال تدابير التقشف.

دعت النقابات العمالية المواطنين في البلاد إلى إضراب عام، وأصرت على استقالة الحكومة وإلغاء التغيرات المخططة من قبلها. وصلت المظاهرات ذروتها عندما أعلنت الحكومة الأردنية زيادة أسعار الوقود، وكانت النتيجة أن سكان العاصمة نظموا وقفة احتجاجية بسيارات أمام مبنى الحكومة.

وشملت الاحتجاجات جميع أنحاء البلاد على نطاق واسع، مما وكانت  ضغطاً إضافياً على مجلس الوزراء الذي أظهرت استطلاعات الرأي في السنوات الأخيرة المستوى المنخفض لشعبيته واضطر الملك عبد الله الثاني إلى اقالة رئيس الوزراء الحالي هاني الملقي في 4 يونيو، وعين وزير التربية والتعليم عمر الرزاز رئيساً للوزراء وأنه حصل على شهادة الدكتوراه في التخطيط الحضري من جامعة هارفارد، وكذلك شهادة الدكتوراه في القانون من نفس الجامعة. وكان من 2002 إلى 2006، مديراً للبنك الدولي في لبنان، وكما أنه سحب رسمياً فاتورة ضريبة الدخل. كلف رئيس الوزراء الجديد بمهام إعادة النظر في النظام الضريبي، وإقامة الحوار مع النقابات العمالية، وتحقيق الاستقرار في المجالات الاقتصادية والاجتماعية. بينما ينظر الكثير من الأردنيين إلى هذه التغييرات في مجلس الوزراء وعلى وجه الخصوص، شخصية رئيس الوزراء الجديد بإيجابية، ولكنهم على استعداد لتكرار الحركات الاحتجاجية في حالة عدم الرضا عن عمل الحكومة الجديدة.

وكان الوضع مماثلاً في يناير كانون الثاني عام 2011، عندما أدى الشغب الجماهيري الناجم عن ارتفاع الأسعار والبطالة والذي استمر عشرة أيام، إلى حل الحكومة، وأنه اقتصر هذه المرة على خمسة أيام.

Картинки по запросу короля Абдаллу II

الملك عبد الله الثاني

على خلفية الأحداث الدامية في سوريا واليمن وليبيا، والتي تحولت إلى حرب مدمرة، وتحمل الاحتجاجات في الأردن طابعاً سلمياً، والتي لم تؤد إلى إسقاط القيادة الحالية للدولة، كما حدث في تونس ومصر، ومارست الضغط اللازم على الملك لتغيير في الهيئات التنفيذية للسلطة. من الناحية الأخرى، لم تؤد الحكومة الحالية هي السابعة منذ تولي الملك عبد الله الثاني قيادة البلاد في عام 1999 والثانية بعد حل البرلمان في عام 2016 إلى تغييرات نوعية في مستوى معيشة الأردنيين العاديين.

ودعا المتظاهرون لتخطيط ميزانية طويلة الأجل، وزيادة الشفافية، ومحاربة الفساد، وأنه لا بد من مراجعة كاملة لنهج الحكومة في السياسة الاقتصادية والاجتماعية.

كان أحد الأسباب الرئيسية للأزمة الاقتصادية في الأردن هو وقف الدعم المالي من المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، بالإضافة إلى عدم وجود تمويل من وكالات الأمم المتحدة، على مساعدة اللاجئين الفلسطينيين والسوريين الذين يصل عددهم الإجمالي إلى 1 مليون شخص على الأقل. بعد أحداث "الربيع العربي" في عام 2011 قررت دول مجلس التعاون لدول الخليج  تقديم المساعدات للنطامين الملكيين  الأردني والمغربي بمبلغ 5 مليارات دولار لكل منهما في الإطار الاتفاق الذي مدته خمس سنوات. اجتمع ممثلو المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت بسرعة في مكة في 11 يونيو  واتخذوا قراراً  بتخصيص الأموال لعمان بمبلغ 2.5 مليار دولا، مما يشير إلى قلقهم الشديد وتصميمهم على وقف الاحتجاجات في الأردن من حيث المبدأ.

قمة مكة المكرمة حول الأزمة الاقتصادية في الأردن

سيتم تخصيص مبلغ  بقدر 1 مليار دولار، وثم يلحقه  خط التمويل بقدر 300 مليون دولار لمدة خمس سنوات. ولكن أعرب المسئولون الاردنيون عن خيبة آمالهم، حيث كانوا يتوقعون   مساعدات أكبر، باعتبارها غير كافية لحل المشاكل الاقتصادية الملحة. وأعربت الدوحة عن استعدادها لاستثمار 500 مليون دولار في البنية التحتية والسياحة الأردنية، وخلق 10 ألاف فرصة لعمل المواطنين الأردنيين في قطر نفسها. أعرب الاتحاد الأوروبي، في المقابل، عن قناعته في أن الأردن بحاجة إلى دعم اقتصادي، وأكدت رئيسة المفوصية للشئون الخارجية فيديريكا موغيريني في المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي في عمان،     استمرارية المساعدات المالية من الاتحاد الأوروبي كما كان في وقت سابق.

وأما صندوق النقد الدولي فمن المرجح أن تطالب عمان تمديد تنفيذ الخطة لعدة سنوات، وتخفيف بعض المواقف، لأن الحكومة الماضية أخطأت بشدة في تقييم مخاطر التأثير السلبي على السكان.

وقد تم بالفعل رفع الضرائب على مدى العامين الماضيين، وأدى هذا إلى زيادة إرادات الميزانية ب1.4 مليار دولار، واثارت هذه الإجراءات سلباً على الطبقة المتوسطة والشركات الخاصة التي تحملت إلى حد كبير العبء الأكبر من الديون. يقيّم البنك الدولي التوقعات الاقتصادية الفورية بشكل ضعيف، وقد وصل معدل البطالة إلى 25 سنة كحد أقصى.

تتزايد تكلفة السلع اليومية باستمرار، منذ عام 2006، وتضاعف التضخم، في عام 2018 فقط ارتفع سعر البنزين خمس أضعاف ، وارتفعت فواتير الكهرباء بنسبة 55 %.

«Неарабские эмираты»: мигранты в странах Персидского залива

المهاجرون العاملون في دول الخليج  

تعود الحصة الكبيرة من الإنفاق إلى مصروفات أجهزة الدولة والقوات المسلحة.

وفقا للبيانات الرسمية ، كانت حصة الميزانية العسكرية في ميزانية البلاد بقدر 1.87  مليار دولار (15.8 % من الإنفاق الحكومي أو 4.8 % من الناتج الوطني الإجمالي) في عام 2017. وهذا من أحد أعلى المعدلات في المنطقة التي هي عسكرة للغاية. تتلقى عمان بشكل منتظم المساعدات الأمريكية التي بلغت أكثر من 20 مليار دولار منذ عام 1951، بالإضافة إلى ذلك، قدمت واشنطن في وقت سابق 1.1 مليار دولار للاحتياجات الإنسانية للاجئين السوريين في المملكة الهاشمية.

من خلال تقديم المساعدات المالية، تحاول الولايات المتحدة، وكذلك السعودية،  ممارسة التأثير على السياسة الخارجية الأردنية. على وجه الخصوص، أعلنت عمان في 15 يونيو عن استدعاء سفيرها من إيران ، وهذا نتيجة مباشرة للدعم المالي المقدم من الرياض وحلفائها، والذي تم إيقافه في عام 2017  بسبب عدم الرضا عن تصرفات عمان في يونيو من العام الماضي بعد فرض حصار على قطر، ولم يقطع الأردن العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة واكتفى بخفض مستواها فقط.

Картинки по запросу короля Иордании и наследного принца КСА

ازدادت العلاقات بين عمان والرياض برودة  بعد قرار دونالد ترامب  حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى هناك. ووفقاً للمحللين المحليين، عارض السعوديون دعوات المملكة الهاشمية لعقد القمة الطارئة للدول الإسلامية مباشرة بعد الإعلان عن القرار الأمريكي، ومارسوا الضغوط على الملك عبد الله الثاني، لعدم حضوره شخصياً.

على ما يبدو أن قرار استدعاء السفير الأردني من طهران سيكون خطوة أولى في سلسلة القرارات المملكة بشأن القضايا الأكثر أهمية وحساسية بالنسبة للولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، على الرغم من أنت في الماضي القريب، سعى الأردن إلى اتخاذ موقفاً أكثر حيادياً وتجنب المشاركة في التكتلات الإقليمية أو الائتلافات.

ملخصاً، على الأردن إنجاز الإصلاحات الاقتصادية الأساسية لكيلا يتواجه الاحتجاجات، وإقالة الحكومات بصورة دورية  ولا يخضع في انتهاج السياسة الخارجية لرغبات الجهات المانحة  التي مع مرور الوقت ستؤثر أيضاً على السياسة الداخلية، مما يجعل قيادة البلاد دمية لهم.

 

 

 

الشيخ علي جمعة يحذر العالم من خطر يأجوج ومأجوج القادم من أرمينيا

أحدث الأخبار

هل يتم التوقيع على اتفاقية سلام بين أذربيجان وأرمينيا؟
17:33 28.03.2024
إلمان مصطفى زاده: لا يمكن المساس بكرامة الأذربيجانيين
16:12 28.03.2024
علي ناغيف: فرنسا تحرض أرمينيا على حرب جديدة
16:02 28.03.2024
وساطة أفريقية لحل الصراع المسلح في الكونغو الديمقراطية
13:45 28.03.2024
المعارض ديوماي يفوز بانتخابات الرئاسة السنغالية
13:30 28.03.2024
قائد كتائب القسام يحث العرب والمسلمين على الزحف نحو فلسطين
13:15 28.03.2024
هل تبدأ الحرب العالمية الثالثة ؟
12:53 28.03.2024
حالة من الفوضي تعم مطار باريس
12:28 28.03.2024
مستقبلات إسرائيل على ضوء الحرب الراهنة
12:15 28.03.2024
وكالة الإغاثة التركية تقدم سفينتين لنقل المساعدات مباشرة إلى غزة
12:00 28.03.2024
ذكري تأسيس الأجهزة الأمنية في أذربيجان
11:53 28.03.2024
واشنطن لا تدعم مشروع خط أنابيب الغاز بين باكستان وإيران
11:45 28.03.2024
مؤسسة دولية تتوقع انخفاض الجنيه المصري أمام الدولار بنهاية 2024
11:30 28.03.2024
مصر: مفاوضات سد النهضة استنزاف للوقت.. وإثيوبيا ستدفع الثمن
11:15 28.03.2024
محطة الضبعة النووية ستوفر لمصر 7.7 مليار متر مكعب غاز سنوياً
11:00 28.03.2024
رئيس الصين ينتقد الحواجز التكنولوجية خلال زيارة رئيس وزراء هولندا لبكين
10:45 28.03.2024
نشر معلومات جديدة عن الهجوم الإرهابي في روسيا
10:34 28.03.2024
رياح الجنوب تحمل الرمال الساخنة إلى جنوب شرق أوروبا
10:30 28.03.2024
آيرلندا تعتزم التدخل في قضية الإبادة المرفوعة ضد إسرائيل
10:15 28.03.2024
الفلبين تؤكد الإفراج عن طاقم ناقلة نفط محتجزة في إيران
10:00 28.03.2024
العراق يبرم اتفاقا لتوريد الغاز مع إيران لمدة 5 سنوات
09:45 28.03.2024
إسرائيل استهدفت 212 في غزة مدرسة بشكل مباشر
09:30 28.03.2024
أردوغان نبذل قصارى جهدنا لينعم إخواننا في غزة بالسلام
09:15 28.03.2024
ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 32 ألفا و490 شهيدا وأكثر من 74 ألف إصابة
09:00 28.03.2024
بيتر ثيس: أذربيجان أصبحت شريكًا مهمًا للناتو بعد الحرب الأوكرانية
18:30 27.03.2024
توفيق عباسوف: أرمينيا تسعي إلي دعم التوجهات المناهضة لأذربيجان في جورجيا
17:38 27.03.2024
الولايات المتحدة تفرض عقوبات علي الصين
16:09 27.03.2024
تواصل ردود الفعل على اتفاق جوجل وإسرائيل
16:03 27.03.2024
هجوم سيبراني صيني يضرب المملكة المتحدة ونيوزيلندا
15:06 27.03.2024
أوكرانيا وبولندا تكملان عقد المتأهلين إلى نهائيات يورو 2024
14:59 27.03.2024
من التالي بعد هجوم موسكو؟
14:07 27.03.2024
تحذير من رئيس صربيا بشأن خطر محتمل قد يعم البلاد
13:30 27.03.2024
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
13:23 27.03.2024
خبراء ينجحون في إذابة الثلج من على عدسة تليسكوب إقليدس
10:30 27.03.2024
الهجرة تتسبب بهلاك أو اختفاء أكثر من 63 ألف شخص في العقد الماضي
10:15 27.03.2024
هنية يلتقي عبد اللهيان في طهران... ويؤكد إسرائيل فشلت بتحقيق أهدافها
10:00 27.03.2024
الكاكاو يكسر حاجز الـ10 آلاف دولار للطن عالميا
09:45 27.03.2024
السعودية تستهدف دخول قائمة أكبر 10 دول في مجال السياحة
09:30 27.03.2024
الأزمة الطبية في مستشفيات قطاع غزة وصلت لمستوى لا يمكن تصوره
09:15 27.03.2024
18 قتيلا في إنزال جوي خاطئ للمساعدات على غزة
09:00 27.03.2024
جميع الأخبار