هل تنجح روسيا في تفادي مواجهة إيرانية-إسرائيلية شاملة في سوريا؟

شنت القوات السورية غارات جوية ضد المعارضة بالقرب من خط فصل القوات مع اسرائيل

تحليلات 11:30 26.07.2018

منذ انتصار الثورة الاسلامية في إيران عام 1979 دأب القادة الايرانيون على التأكيد على مناهضة إسرائيل والدعوة إلى ازالتها من الوجود لأنها "كيان غير شرعي يحتل أرضا اسلامية" حسب الخطاب الايراني المعهود.

بينما ترى إسرائيل أن إيران تمثل تهديدا على وجودها وأكدت على منعها من التوصل إلى إنتاج أو امتلاك اسلحة نووية أو أسلحة دمار شامل. كما يكرر القادة الاسرائيليون التأكيد على منع ايران من توسيع وترسيخ وجودها في الشرق الأوسط.

وتراقب اسرائيل الأوضاع في جارتها الشمالية سوريا عن كثب منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011 وعملت جاهدة على النأي بنفسها عن هذه الأزمة التي تحولت الى حرب أهلية طاحنة منذ اواخر 2012.

استقبلت اسرائيل في البداية الجرحى السوريين وعالجتهم في مستشفياتها سرا لكن لاحقا أقامت مستوصفا على الحدود الفاصلة بين البلدين في مرتفعات الجولان المحتلة وبدأت بتقديم المعونات والاغاثة لآلاف السوريين النازحين.

سوريا

 استخدمت اسرائيل الدبابات والمدافع في قصف اهداف داخل سوريامع تراجع القوات الحكومية السورية وسيطرة المعارضة على مساحات كبيرة من البلاد بدأت إيران بارسال آلاف المقاتلين للقتال إلى جانب القوات الحكومية وكانت البداية في بلدة القصير القريبة من الحدود اللبنانية حيث لعب حزب الله دورا أساسيا في المعارك ضد مسلحي المعارضة وطردهم منها عام 2013.

لعبت إيران والمقاتلون الشيعة الذين تديرهم دورا أساسيا في دعم الرئيس السوري بشار الأسد وفي الانتصارات العسكرية التي حققها منذ 2015 ونجاحه في طرد الجماعات المعارضة من معظم المناطق التي كانت تسيطر عليها.

مرحلة جديدة

تراجع القتال إلى حد بعيد خلال الأشهر القليلة الماضية وباتت المواجهات أقل حدة وتدور في جيوب صغيرة ومتناثرة. وتمكنت القوات الحكومية من حصر وجود المعارضة في جيب صغير في اقصى شمالي البلاد والذي يحظى بنوع من الحماية التركية.

ومع تراجع دوي المدافع تبدو إيران وروسيا منهمكتان بالتخطيط لوجودهما في سوريا على المدى البعيد.

تكتيك جديد

كرر جميع المسؤولين الاسرائيليين وعلى رأسهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تحذيره لإيران من إقامة قواعد عسكرية في سوريا الأمر الذي يمكنها من تنفيذ هجمات عليها إنطلاقا منها.

وتقول إسرائيل إن طهران قامت بنشر عناصر من الحرس الثوري الايراني وأسلحة في عدد من القواعد العسكرية والمطارات.

وكثفت اسرائيل من وتيرة هجماتها وغاراتها الجوية على الأهداف العسكرية داخل الأراضي السورية التي تقول إنها قواعد إيرانية أو تتمركز فيها قوات إيرانية.

الهجمات الاسرائيلية على سوريا ليست جديدة فقد شنت عشرات الهجمات الجوية والصاروخية خلال السنوات القليلة الماضية وحتى قبل اندلاع الازمة السورية.

جرت العادة أن تلتزام إسرائيل الصمت عند شن مثل هذه الغارات التي يقال أنها كانت تستهدف شحنات الأسلحة التي كانت في طريقها إلى حزب الله اللبناني، إلا أنها بدأت مؤخرا تعلن عنها ولا تخفيها، وتقول إنها ضد "أهداف إيرانية" وتشمل مختلف أرجاء سوريا، حيث شمل أحد هجمات شهر مايو/آيار الماضي أكثر من 35 هدفا في جنوب ووسط سوريا وصولا إلى الحدود مع العراق شرقا.

وقالت اسرائيل وقتها إنها خاضت أكبر مواجهة عسكرية مباشرة مع ايران وأكبر عملية عسكرية في سوريا منذ حرب 1973.

تصعيد تدريجي

وبدأ التصعيد الكبير بين الطرفين في 10 فبراير/شباط 2018 عندما شنت الطائرات الاسرائيلية غارات على مطار تيفور وسط سوريا، حيث أقامت إيران قاعدة للطائرات المسيرة ( درون) هناك حسب المصادر الاسرائيلية وقتل في الغارة عدد من الخبراء والمستشارين الايرانيين.

جاءت الغارة بعد أن دخلت طائرة بلا طيار انطلقت من مطار تيفور إلى هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل فتصدت لها الطائرات الاسرائيلية واسقطتها. وقالت إسرائيل لاحقاً إن الطائرة كانت مسلحة.

المواجهة بين اسرائيل وايران في سوريا باتت مسألة وقت

سوريا

Image captionقالت اسرائيل إن الطائرة المسيرة التي أسقطتها فوق الجولان كانت تحمل أسلحة

وخلال الغارة الاسرائيلية على المطار تصدت وسائط الدفاع الجوي السورية للطائرات الاسرائيلية ونجحت في إسقاط طائرة فوق مرتفعات الجولان وردت اسرائيل على ذلك بتدمير عدد من قواعد الدفاع الجوي.

وفي 14 أبريل/نيسان تواترت أنباء عن انفجارات ضخمة في قاعدة عسكرية في جبل عزان في ريف محافظة حلب الشمالية قتل فيها عدد من عناصر مليشيا تابعة لإيران ونفى حزب الله والحكومة السورية هذه الأنباء.

وفي 30 أبريل شنت اسرائيل هجمات بصواريخ كروز وطائرات مقاتلة على أهداف في سوريا من بينها مستودع أسلحة قرب مدينة حماه وسط سوريا كما ذكرت الأنباء وتسببت الانفجارت التي تلت الهجوم بهزة أرضية شدتها 2.6 درجة على مقياس ريختر.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن 26 شخصا قتلوا في الهجوم، أغلبهم إيرانيون. كما شملت الغارات مطار النيرب العسكري المجاور لمطار حلب المدني.

أما الهجمات التي شنتها إسرائيل يوم 10 مايو/أيار فشملت ضرب أكثر من 35 هدفا بينها عدد من قواعد الدفاع الجوي، واستخدمت فيها الطيران الحربي وصواريخ كروز والمدفعية والدبابات.

وقال الجيش الاسرائيلي إنه استهدف عدداً كبيراً من المواقع العسكرية التابعة لايران في سوريا رداً على الهجوم الصاورخي الايراني على إسرائيل.

واتهمت إسرائيل فيلق القدس بالوقوف وراء الهجوم الصاروخي وأنه دفع ثمن ذلك.

عملية بحث

 قالت اسرائيل انها اسقطت طائرة مسيرة ايرانية فوق بحيرة طبريا في 11 يوليو/تموز

يدرك الاسرائيليون أن الطرف الوحيد القادر على الحد من الوجود الايراني في سوريا أو التحكم به هو روسيا، صاحبة الكلمة الأعلى حاليا خاصة بعد أن نجحت في تحييد تركيا تقريبا في الأزمة السورية.

فلا غرابة أن رحلات المسؤولين الاسرائيلين إلى موسكر مؤخرا أكثر بكثير من رحلاتهم إلى واشنطن أو أي دولة أخرى، والهدف الوحيد لكل هذه الزيارات هو ضمان أمن إسرائيل عندما تستتب الأوضاع في نهاية المطاف لصالح الأسد كما تشير كل الدلائل.

لا يمانع الاسرائيليون كما أعلن أكثر من مسوؤل اسرائيلي عودة قوات الأسد إلى المواقع التي كانت عليها قبل عام 2011 حسب اتفاقية فصل القوات بين البلدين لعام 1974 شريطة إبعاد إيران أو المليشيا التي تديرها في سوريا عن حدود إسرائيل مسافة 40 كم على الأقل وهو الأمر الذي يتم التفاوض عليه بين إسرائيل وروسيا.

وقالت روسيا إن المطالبات بخروج إيران من كل سوريا بشكل كامل غير واقعية.

ومع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الايراني وتشديدها العقوبات على إيران وتصعيد خطابها ضدها، تجد اسرائيل أنها باتت في موقع أفضل لزيادة وتيرة عملياتها العسكرية ضد الوجود الإيراني في سوريا.

 

 

الشيخ علي جمعة يحذر العالم من خطر يأجوج ومأجوج القادم من أرمينيا

أحدث الأخبار

هل يتم التوقيع على اتفاقية سلام بين أذربيجان وأرمينيا؟
17:33 28.03.2024
إلمان مصطفى زاده: لا يمكن المساس بكرامة الأذربيجانيين
16:12 28.03.2024
علي ناغيف: فرنسا تحرض أرمينيا على حرب جديدة
16:02 28.03.2024
وساطة أفريقية لحل الصراع المسلح في الكونغو الديمقراطية
13:45 28.03.2024
المعارض ديوماي يفوز بانتخابات الرئاسة السنغالية
13:30 28.03.2024
قائد كتائب القسام يحث العرب والمسلمين على الزحف نحو فلسطين
13:15 28.03.2024
هل تبدأ الحرب العالمية الثالثة ؟
12:53 28.03.2024
حالة من الفوضي تعم مطار باريس
12:28 28.03.2024
مستقبلات إسرائيل على ضوء الحرب الراهنة
12:15 28.03.2024
وكالة الإغاثة التركية تقدم سفينتين لنقل المساعدات مباشرة إلى غزة
12:00 28.03.2024
ذكري تأسيس الأجهزة الأمنية في أذربيجان
11:53 28.03.2024
واشنطن لا تدعم مشروع خط أنابيب الغاز بين باكستان وإيران
11:45 28.03.2024
مؤسسة دولية تتوقع انخفاض الجنيه المصري أمام الدولار بنهاية 2024
11:30 28.03.2024
مصر: مفاوضات سد النهضة استنزاف للوقت.. وإثيوبيا ستدفع الثمن
11:15 28.03.2024
محطة الضبعة النووية ستوفر لمصر 7.7 مليار متر مكعب غاز سنوياً
11:00 28.03.2024
رئيس الصين ينتقد الحواجز التكنولوجية خلال زيارة رئيس وزراء هولندا لبكين
10:45 28.03.2024
نشر معلومات جديدة عن الهجوم الإرهابي في روسيا
10:34 28.03.2024
رياح الجنوب تحمل الرمال الساخنة إلى جنوب شرق أوروبا
10:30 28.03.2024
آيرلندا تعتزم التدخل في قضية الإبادة المرفوعة ضد إسرائيل
10:15 28.03.2024
الفلبين تؤكد الإفراج عن طاقم ناقلة نفط محتجزة في إيران
10:00 28.03.2024
العراق يبرم اتفاقا لتوريد الغاز مع إيران لمدة 5 سنوات
09:45 28.03.2024
إسرائيل استهدفت 212 في غزة مدرسة بشكل مباشر
09:30 28.03.2024
أردوغان نبذل قصارى جهدنا لينعم إخواننا في غزة بالسلام
09:15 28.03.2024
ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 32 ألفا و490 شهيدا وأكثر من 74 ألف إصابة
09:00 28.03.2024
بيتر ثيس: أذربيجان أصبحت شريكًا مهمًا للناتو بعد الحرب الأوكرانية
18:30 27.03.2024
توفيق عباسوف: أرمينيا تسعي إلي دعم التوجهات المناهضة لأذربيجان في جورجيا
17:38 27.03.2024
الولايات المتحدة تفرض عقوبات علي الصين
16:09 27.03.2024
تواصل ردود الفعل على اتفاق جوجل وإسرائيل
16:03 27.03.2024
هجوم سيبراني صيني يضرب المملكة المتحدة ونيوزيلندا
15:06 27.03.2024
أوكرانيا وبولندا تكملان عقد المتأهلين إلى نهائيات يورو 2024
14:59 27.03.2024
من التالي بعد هجوم موسكو؟
14:07 27.03.2024
تحذير من رئيس صربيا بشأن خطر محتمل قد يعم البلاد
13:30 27.03.2024
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
13:23 27.03.2024
خبراء ينجحون في إذابة الثلج من على عدسة تليسكوب إقليدس
10:30 27.03.2024
الهجرة تتسبب بهلاك أو اختفاء أكثر من 63 ألف شخص في العقد الماضي
10:15 27.03.2024
هنية يلتقي عبد اللهيان في طهران... ويؤكد إسرائيل فشلت بتحقيق أهدافها
10:00 27.03.2024
الكاكاو يكسر حاجز الـ10 آلاف دولار للطن عالميا
09:45 27.03.2024
السعودية تستهدف دخول قائمة أكبر 10 دول في مجال السياحة
09:30 27.03.2024
الأزمة الطبية في مستشفيات قطاع غزة وصلت لمستوى لا يمكن تصوره
09:15 27.03.2024
18 قتيلا في إنزال جوي خاطئ للمساعدات على غزة
09:00 27.03.2024
جميع الأخبار