بعد سريان العقوبات على إيران.. دعم خليجي دون ضمانات أمريكية تحليل

سعودية والإمارات والبحرين بحاجة إلى تأكيد من واشنطن بعدم السماح لطهران بتهديد الملاحة الدولية في الخليج العربي وعدم إغلاق مضيق هرمز

تحليلات 13:00 12.08.2018

بحلول 7 أغسطس/ آب الجاري، أصبح قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بفرض عقوبات على إيران ساري المفعول.

هذه العقوبات تشمل: تجارة الذهب والمعادن النفيسة إلى إيران، وشراء أو حصول إيران على الدولارات الأمريكية، وحظر التعاملات المتعلقة بالعملة الإيرانية.

وكذلك عقوبات أخرى على قطاع السيارات والمركبات وشراء الطائرات، مع استثناء صادرات الأدوية والأجهزة الطبية والمواد الغذائية.

منذ عقود تفرض واشنطن عقوبات اقتصادية على طهران، تم رفعها بعد توقيع الاتفاق الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني، عام 2015.

الاتفاق وقعته إيران مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة، الصين، روسيا، بريطانيا وفرنسا) إضافة إلى ألمانيا.

وفي 8 مايو/ أيار الماضي أعلن ترامب الانسحاب من الاتفاق، وإعادة فرض العقوبات على إيران، بداية من 7 أغسطس/ آب الجاري.

ومن المخطط له أمريكيا أن تبلغ العقوبات ذروتها في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

بعد انتخاب ترامب رئيسًا، خريف 2016، تبنى سياسة مناهضة لإيران بدت أكثر حزما من أسلافه، بمن فيهم جورج بوش الابن (2000: 2008).

وبوش هو من وضع إيران ضمن ما عرف آنذاك باسم "محور الشر"، الذي ضم إيران إلى جانب العراق وكوريا الشمالية.

** تنسيق أمريكي مع الحلفاء

تنسق الولايات المتحدة سياساتها المناهضة لإيران مع إسرائيل ودول أخرى، منها دول خليجية، وهي: السعودية والإمارات والبحرين.

في حين لا تبدو الدول الخليجية الأخرى، وهي الكويت وقطر وسلطنة عمان، ضمن الدول التي نسقت معها واشنطن في إقرار العقوبات.

وتلتقي الولايات المتحدة والدول العربية الحليفة وإسرائيل على ضرورة اعتماد استراتيجية الضغوط الاقتصادية، لخفض الصادرات النفطية الإيرانية إلى أدنى مستوياتها.

وكذلك استبعاد الشركات والمؤسسات المالية الإيرانية من التجارة الدولية، التي تعود بالإيرادات إلى الميزانية الإيرانية.

ويقول هؤلاء الحلفاء إن نسبة من هذه الإيرادات تذهب إلى تمويل الحرس الثوري الإيراني المشرف على الأنشطة الإيرانية في الخارج.

منذ الانسحاب من الاتفاق النووي، تدعم السعودية والإمارات والبحرين الاستراتيجيات الأمريكية، وفق ما أسماه وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، بـ "مقاربة بومبيو"، في إشارة إلى وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو.

وهذه المقاربة تعتبر أن "توحيد الجهود هو الطريق الصحيح لتدرك طهران عبثية تغولها وتمددها" في المنطقة (الشرق الأوسط)، التي عانت من خطاب وفعل إيراني لا يحترم السيادة والشأن الداخلي.

وترى البحرين، وفق وزارة خارجيتها في 21 مايو/ أيار الماضي، نفسها "في موقع واحد مع الولايات المتحدة في مواجهة الخطر الإيراني، والتصدي لمحاولات إيران لتصدير العنف والارهاب".

بينما أعلن العراق، حليف طهران، في 7 أغسطس/آب الجاري، أن العقوبات الأمريكية "ظالمة إلى حد كبير"، و"لن يتفاعل معها".

لكنه في الوقت نفسه "سيلتزم بالعقوبات لعدم تعريض العراقيين للضرر ولحماية الشعب العراقي"، من منطلق أن العراق "لا يستطيع الخروج عن المنظومة الدولية الخاصة بالاقتصاد العالمي".

** حرب اقتصادية

شكلت زيارة بومبيو للإمارات، في 10 يوليو/ تموز الماضي، محطة فارقة في السياسات الإماراتية الهادفة إلى تعاون ثنائي أوثق في مكافحة الإرهاب ومنع تمويله، بما فيه من جانب إيران.

كما دفعت الإمارات باتجاه فرض عقوبات جديدة على إيران، رغم حجم التجارة الكبير بين أبوظبي وطهران.

أدى انسحاب ترامب من الاتفاق النووي إلى تفاقم حدة أزمة الاقتصاد الإيراني، وهو ما بدا واضحا في تراجع أسعار صرف التومان (الريال) الإيراني إلى مستويات قياسية أمام العملات الأجنبية.

قبل بدء الاحتجاجات الشعبية الإيرانية، نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2017، بلغ سعر صرف التومان الإيراني 42000 تومان مقابل كل دولار أمريكي.

في حين تراجع إلى 65000 قبل إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، ليصل إلى 120000 تومان في السوق السوداء (الموازية).

وتبرز الحرب الاقتصادية المعلنة من الولايات المتحدة ضد إيران بشكل واضح في قطاعي النفط والمال.

وسيكون لإعادة فرض العقوبات تأثير حقيقي في انخفاض عمليات بيع وشراء النفط الإيراني.

إضافة إلى حزمة انعكاسات على النظام المصرفي الدولي، الذي سيقلص تدريجيا حجم تعاملاته مع إيران ووقف التبادل المالي بالعملة الإيرانية.

من المتوقع أن تستجيب دول مجلس التعاون الخليجي للعقوبات الأمريكية من منطلق العلاقات التاريخية مع الولايات المتحدة، التي تؤمن مظلة حماية أمنية للدول الخليجية الست.

وستجد بعض الدول، مثل قطر وسلطنة عمان والكويت، نفسها في موقف بالغ الدقة في خرق العقوبات المطبقة على الدول أو الشركات التي تتعامل مع إيران.

** تراجع التجارة الإيرانية- الخليجية

تراجع إجمالي حجم التبادل الإيراني مع دول مجلس التعاون الخليجي، بعد قطع السعودية علاقتها الدبلوماسية مع إيران، يناير/ كانون الثاني 2016.

وأدى قطع العلاقات الدبلوماسية إلى تدهور العلاقات الاقتصادية بين البلدين وكذلك بين إيران والبحرين، فيما انخفضت بشكل واضح مع سلطنة عمان والكويت.

وتمتلك الإمارات علاقات تجارية مع إيران بلغت نحو 11 مليار دولار، عام 2017.

وتشترك قطر مع إيران في أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم، وترتبط معها بعلاقات اقتصادية زادت بشكل واضح بعد الأزمة الخليجية، يونيو/حزيران 2017.

وتحتاج قطر إلى تخطي تداعيات المقاطعة التي فرضتها عليها كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، ضمن الأزمة الخليجية.

ويتركز احتياج قطر على استخدام المجال الجوي الإيراني في بعض رحلاتها الجوية، واستيراد مواد غذائية وأساسية لسد احتياجاتها كبديل عن دول المقاطعة.

وبلغ حجم التجارة غير النفطية بين إيران من جهة والإمارات والعراق والكويت وقطر والبحرين والسعودية من جهة ثانية نحو 24 مليار دولار، في 2017 والربع الأول من 2018.

وهو ما يمثل زيادة 17 بالمائة مقارنة بعام 2016، أي بفائض عوائد لإيران بلغت 3 مليارات دولار.

** اتهامات إيرانية للإمارات

تدعم الإمارات العقوبات الأمريكية متعددة الجوانب على إيران.

وخلال الأشهر القليلة الماضية اتخذت الحكومة الإماراتية سلسلة إجراءات، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، ضد الشبكات المالية الإيرانية المشتبه بارتباطها بأنشطة الحرس الثوري الإيراني.

ونقلت وسائل إعلام عالمية، في 12 يوليو/ تموز الماضي، عن وكيلة وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية، سيجال مانديلكر، أن بلادها نجحت بالتنسيق مع الإمارات في "تفكيك شبكة لصرف العملة كانت تنقل ملايين الدولارات إلى فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني".

في مقابل ذلك، اتهمت إيران، على لسان القائد في الحرس الثوري ناصر شعباني، يوم 6 أغسطس/ آب، الاستخبارات الإماراتية بالضلوع في زعزعة العملة الإيرانية، بحسب وكالة فارس الإيرانية.

الوكالة نقلت عن شعباني أن السلطات الإيرانية اعتقلت 13 متهما بالتلاعب بسوق العملة الأجنبية في إيران، كانوا على صلة بجهاز الاستخبارات الإماراتي، وكانوا مكلفين بشراء الدولار حتى ولو بأسعار مرتفعة ونقله إلى مدينة السليمانية شمالي العراق.

لذلك يمكن القول:

سيكون من المهم لدول مجلس التعاون الخليجي أن تحصل على تأكيد أمريكي بتقديم ما يكفي من الضمانات بعدم السماح لإيران بتهديد حركة الملاحة الدولية في الخليج العربي.

وكذلك عدم السماح لطهران بتنفيذ تهديداتها المتكررة بإغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره نفط دول مجلس التعاون الخليجي والعراق.

يعتقد مسؤولون أمريكيون أن تخفيف العقوبات الدولية على إيران في عهد الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما (2009-2017)، وفر لطهران عائدات مالية إضافية.

وهي عائدات يقول هؤلاء المسؤولون إنها أتاحت لطهران فرصا أكبر لتعزيز تدخلاتها الإقليمية وتمدد نفوذها عبر دعم القوات الحليفة لها في بلدان المنطقة.

علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

علييف وجباروف يزوران مدينة أغدام
13:00 25.04.2024
غضب وعمليات توقيف في جامعات أمريكية باحتجاجات مؤيّدة للفلسطينيين
12:45 25.04.2024
علييف وجباروف يطلعان علي الخطة الرئيسية لمدينة فضولي المحررة من الإحتلال الأرميني
12:20 25.04.2024
جنوب إفريقيا تدعو لتحقيق عاجل بالمقابر الجماعية في غزة
12:15 25.04.2024
تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العالم في 2023 بسبب النزاعات
12:00 25.04.2024
رئيس قيرغيزستان يصل فضولي
11:46 25.04.2024
زيارة رئيس قيرغيزستان إلي أذربيجان
11:18 25.04.2024
حول زيارة رئيس طاجيكستان إلى إيطاليا والفاتيكان
11:00 25.04.2024
أردوغان لا ينبغي السماح لإسرائيل بإخفاء المجازر في غزة
10:45 25.04.2024
أمير الكويت يتلقى رسالة من رئيس وزراء باكستان حول العلاقات الثنائية
10:30 25.04.2024
السيسي يحذر من التداعيات الكارثية لأي عملية عسكرية في رفح
10:16 25.04.2024
الأردن يحدد 10 سبتمبر موعداً لإجراء انتخابات مجلس النواب
10:00 25.04.2024
الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق مستقل في التقارير عن مقابر جماعية بمستشفيين بغزة
09:45 25.04.2024
أردوغان يعلن وقف العلاقات التجارية المكثفة مع إسرائيل
09:30 25.04.2024
ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 34 ألفا و262
09:15 25.04.2024
الصحفيين الأوزباك يزورون مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
09:00 25.04.2024
الملك سلمان يدخل المستشفى لإجراء "فحوصات روتينية"
17:00 24.04.2024
بلينكن يزور الصين للمرة الثانية في أقل من عام
16:30 24.04.2024
علييف يتحدث عن حرب غزة
16:00 24.04.2024
قري قازاخ الأذربيجانية الأربع في الإعلام العالمي
15:00 24.04.2024
مصر ترحب بالقرار الأذربيجاني الأرميني
13:45 24.04.2024
الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
13:30 24.04.2024
تزايد الدين العام يهدد التصنيف الائتماني لفرنسا
13:00 24.04.2024
جامايكا تعترف رسميا بدولة فلسطين
12:30 24.04.2024
ذعر أممي من المقابر الجماعية في غزة... ومطالبات بتحقيق
12:00 24.04.2024
في زيارة علنية نادرة... مسؤولون من كوريا الشمالية يصلون إلى إيران
11:00 24.04.2024
موسكو: تدريبات الناتو في فنلندا "عمل استفزازي"
10:30 24.04.2024
ميرزايف يتحدث عن حرق العلم الأذربيجاني والتركي في أرمينيا
10:00 24.04.2024
7 قتلى و15 جريحاً في حادث سير بالجزائر
09:30 24.04.2024
الصليب الأحمر: إجلاء مليون مدني من رفح "غير ممكن"
09:00 24.04.2024
تفعيل نظام مير الروسي في مصر.. انعكاسات مهمة على السياحة والتبادل التجاري
18:00 23.04.2024
مشروع مسام ينتزع 857 لغماً في اليمن خلال أسبوع
17:30 23.04.2024
علي موسي إبراهيموف: الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل
17:07 23.04.2024
شنجن للخليجيين لمدة 5 سنوات من أول طلب
17:00 23.04.2024
مسجد باريس يعرب عن قلقه بشأن تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي حول التسلل الإسلامي
16:00 23.04.2024
مصر تؤكد السيطرة على حدودها مع غزة
15:30 23.04.2024
وصول المعتمرين الإيرانيين المدينة المنورة بعد توقف 9 سنوات
15:00 23.04.2024
ميرزاييف: "السياسات الأرمينية العدائية قادتها إلى الهاوية"
14:00 23.04.2024
تورال إسماعيلوف : إيران تري أن أذربيجان تمثل تهديدًا لها
13:00 23.04.2024
تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر
12:15 23.04.2024
جميع الأخبار