ادلب: تسارع في السياسة على وقع التجهيزات الميدانية

تحليلات 16:44 21.08.2018
عبر الاشتباك السياسي او التحضير للاشتباك الميداني دخلت ادلب وريفها ضمن مرحلة جديدة من الهزيمة الاستراتيجية لجبهة "النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة، ولحلفائها من أميركيين وبعض الدول في الاقليم، انجازات حققتها الدولة السورية على المستوى السياسي والعسكري، ارتفعت فوق كل التهديد والوعيد، وفوق الهدير التركي المتدحرج نحو الرضوخ لارادة الحق، في مساحة الميدان العسكري الذي يضيق على جميع من يواجه الجيش السوري وحلفائه إلى حد الاختناق.
 
الاشتباك الاقليمي والدولي في الشمال السوري، حصد الجيش السوري وحلفاؤه أولى نقاطه، بفتح معبر ابو الضهور وبدء خروج الاهالي منه باتجاه مناطق الدولة السورية، ضمن سلسلة ابواب فتحها الجيش لتقدمه نحو ادلب وريفها، وسيسهل عليه وعلى حلفائه السيطرة على كامل ريف ادلب و ريف حلب الجنوبي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي، كما سيبعد الخطر التكفيري بشكل كبير عن حماه، كل ذلك ياتي في ظل ارتفاع جاهزية الجيش في مسرح العمليات، بالتوازي مع مشهد مضطرب في اوساط المجموعات المسلحة وعلاقتها مع حليفها التركي، الذي ينشط دبلوماسياً على خط موسكو وطهران، بعد القرار النهائي للدولة السورية لتحرير ادلب وريفها والمناطق المجاورة لها.
 
في الايام الماضية تركز الحراك السياسي المرافق لتحضيرات الجيش لمعركة ادلب، على عدة محاور، كان ابرزها محاولات مستميتة من الجانب التركي لكسب وقت اضافي، انفضت كل الجلسات مع الجانب الروسي، او حتى الاتصالات مع اطراف اخرى، ولم تنتج اي آلية لفصل جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة معها عن المسلحين المرتبطين بتركيا، وبناء على ذلك لن يكون هناك اي تحديد لحجم العمل العسكري الذي سيكون في الارياف الثلاثة، بالرغم من المعلومات التي تسربت عن حرص التركي بشكل دائم على طمأنة المجموعات المرتبطة به، انه لن يكون هناك عمل عسكري في ادلب، وحاولت زيادة مساحة الطمأنينة عبر ارسالها تعزيزات لنقاط المراقبة في المنطقة، الا ان ذلك افشله اهم حلفائها وهم جبهة النصرة، التي بدأت بالفعل ومن خلال المعلومات مراعاة الرغبة التركية بالاندماج ضمن تشكيلات عسكرية ومدنية جديدة تجنبها المعركة، وبالفعل حاولت جبهة النصرة اعادة هيكلية بنيتها الخاصة بالمؤسسات المدنية، في الوقت الذي تحاول فيه عدم تمرير مشروع المصالحة في ادلب، عبر الاعتقالات التي طالت نشطاء في ريف حلب الغربي وريف حماة وريف ادلب.
 
كل ذلك وتلك التطورات، لا تعني الجيش السوري بكل الاحوال، فالحرب على سورية رسخت قاعدة مهمة في علم السياسة، وهي ان التطورات السياسية هي احد مخرجات العمل العسكري، وليس العكس، وبالذات في معركة ادلب، ونظراً للمشهد المتداخل والمعقد هناك، يعلم الجميع ان الاطر السياسية ستنصاع لانجازات الجيش السوري، وستتكيف معها، وهذا الامكر تحديداً دفع جميع داعمي المجموعات المسلحة، الى القناعة بأن الجيش السوري سيستعيد ادلب، وان التفاهمات السياسية ستنطلق من قرار الجيش بالمعركة، وهذا ما لمسناه من تبدلات الموقف التركي ( والتي لانثق بها) ضمن استعدادها للمشاركة بمعركة ادلب، وتصفية جبهة النصرة.
 
وبكل الاحوال المعركة في إدلب هي مشهد مكرر من سيناريو نفذ في مناطق عديدة، وعلى اللبيب من السياسيين الاقليميين ان يتعظ من تجاربه السابقة ان كان في حلب او الغوطة او حتى الجنوب السوري، بالطبع مع مراعاة اختلاف الظروف والاجندات التي تحرك المجموعات المسلحة وطبيعة انتمائها لتنظيم القاعدة، وتوقعاتي الخاصة تقول انه لن يتأخر الوقت حتى نشهد انتصارات مشابهة لما انجز في مناطق مختلفة من سورية، انطلاقا من اصرار القيادة السورية على تحرير ادلب، وهذا الامر سيفرض على الجميع. 
 
هذه المعطيات وغيرها تترافق ايضا مع انقسامات حادة في المعسكر  الاخر، جبهة النصرة تعيش في اسوء مراحلها، فقيادات الصف الاول التي مازالت متمسكة بقرار مواجهة الجيش السوري، هرب معظم قادتها بحجة اداء فريضة الحج عبر تركيا نحو السعودية، في الوقت الذي ترك فيه افراد المجموعات المسلحة ضمن خديعة كبيرة، نفذتها النصرة سابقا في الغوطة حيث خرجت بقرار المواجهة ومن ثم انسحبت بالباصات الخضراء نحو ادلب، وفي درعا كذلك، هذا وما يجهله المسلحون ان هذه المجموعات تعمل باجندة خاصة باجهزة مخابرات اقليمية ودولية، وان انطلاق قطار المصالحة الوطنية في ادلب، سيساهم بشكل كبير في عودة الامان للمحافظة بالتوازي مع العمل العسكري الذي سينفذه الجيش هناك، وان تابعنا الحديث عن الانقسام  في صفوف التكفيريين، بالطبع هذا الحال ينطبق على مجموعات الحزب التركستاني، وحراس الدين وسواها من المجموعات التكفيرية المرتبطة بالقاعدة وهذا ما يفسر عمليات التصفية والاغتيال في صفوف المسلحين.
 
ويبقى الاهم من ذلك كله ان رسالة الدولة السورية واضحة منذ بداية الحشودات في العاشر من شهر اب، انه لا مكان لارهاب في اي بقعة جغرافية في سورية، وان القرار محسوم والرهانات والتمنيات في دول الجوار او الدول الداعمة للارهاب لن تجدي نفعاً ومن يعول على تركيا والسعودية والولايات المتحدة الامريكية كمن يعول على الشيطان الذي يتركه وحيدا في يوم الحساب.
 
* حسين مرتضى - العالم 
تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي  التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر

أحدث الأخبار

تفعيل نظام مير الروسي في مصر.. انعكاسات مهمة على السياحة والتبادل التجاري
18:00 23.04.2024
مشروع مسام ينتزع 857 لغماً في اليمن خلال أسبوع
17:30 23.04.2024
علي موسي إبراهيموف : الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل
17:07 23.04.2024
شنجن للخليجيين لمدة 5 سنوات من أول طلب
17:00 23.04.2024
مسجد باريس يعرب عن قلقه بشأن تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي حول التسلل الإسلامي
16:00 23.04.2024
مصر تؤكد السيطرة على حدودها مع غزة
15:30 23.04.2024
وصول المعتمرين الإيرانيين المدينة المنورة بعد توقف 9 سنوات
15:00 23.04.2024
ميرزاييف: "السياسات الأرمينية العدائية قادتها إلى الهاوية"
14:00 23.04.2024
تورال إسماعيلوف : إيران تري أن أذربيجان تمثل تهديدًا لها
13:00 23.04.2024
تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر
12:15 23.04.2024
وفد من البنتاجون يزور النيجر لمناقشة انسحاب القوات الأمريكية
12:00 23.04.2024
بدأ عملية تحديد إحداثيات الحدود الأذربيجانية الأرمينية
11:50 23.04.2024
سلطان عُمان يزور الإمارات ويبحث مع محمد بن زايد التعاون والعمل المشترك
11:45 23.04.2024
زيارة أردوغان للعراق. دلالات على مرحلة جديدة من التعاون
11:30 23.04.2024
إيران وباكستان تبحثان إصلاح العلاقات بعد توترات حدودية
11:16 23.04.2024
أمير قطر يبدأ اليوم زيارة لبنجلاديش لتعزيز التعاون الاقتصادي
11:00 23.04.2024
القمة الثلاثية في تونس تناقش تحديات أمنية واقتصادية مشتركة
10:46 23.04.2024
الشيخ مشعل الأحمد يبدأ زيارة دولة للأردن
10:30 23.04.2024
الرئيس الألماني يزور تركيا حاملاً 60 كيلوجراماً من الشاورما
10:16 23.04.2024
الإنفاق الدفاعي العالمي بلغ 2443 مليار دولار عام 2023 وسط 55 نزاعاً
10:00 23.04.2024
إطلاق صواريخ من العراق باتجاه قاعدة للتحالف الدولي بسوريا
09:45 23.04.2024
استقالة رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية
09:17 23.04.2024
بغداد وأنقرة تتجهان لطيّ صفحة الخلافات السياسية
09:00 23.04.2024
سيول تحتج على إرسال الزعماء اليابانيين قرابين لضريح ياسوكوني
18:00 22.04.2024
مشاهد قاسية لجثامين انتُشلت من مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي
17:30 22.04.2024
هل حان وقت احلال السلام في القوقاز؟
17:00 22.04.2024
مشتريات الصين من الذهب تعزز ارتفاع أسعاره وتحطيمه أرقاماً قياسية
16:30 22.04.2024
منتدى خليجي- أوروبي يبحث الأمن والتعاون الإقليمي
16:00 22.04.2024
باسل الحاج جاسم : ترسيم الحدود بين اذربيجان وأرمينيا خطوة لتجاوز عقبات السلام الدائم في القوقاز
15:09 22.04.2024
هنية إدارة غزة يجب أن تتم بإرادة فلسطينية
15:00 22.04.2024
فكرت صادقوف: " جنوب القوقاز اقترب من السلام الدائم
13:51 22.04.2024
شابنام حسنوفا : زيارة الرئيس إلهام علييف إلي روسيا ليست صدفة
13:00 22.04.2024
تحديد 29 يونيو موعدا لإجراء الانتخابات الرئاسية في موريتانيا
12:00 22.04.2024
انتخابات تشريعية في المالديف على خلفية منافسة بين الهند والصين
11:00 22.04.2024
أمير الكويت يعين الشيخ أحمد العبد الله نائباً للأمير
10:30 22.04.2024
أمير قطر يصل إلى الفلبين في مستهل جولة آسيوية تشمل بنجلاديش ونيبال
10:15 22.04.2024
الغارات الإسرائيلية تقتل 48 شخصاً في غزة خلال 24 ساعة
10:00 22.04.2024
العراق يتباحث مع أردوغان بشأن حصة عادلة من المياه لنهري دجلة والفرات
09:45 22.04.2024
الرئيس الإيراني يزور باكستان
09:30 22.04.2024
الأردن: نتنياهو يريد جر الولايات المتحدة لمواجهة مع إيران
09:15 22.04.2024
جميع الأخبار