أين المعارضات السورية مما يجري؟

تحليلات 12:24 14.09.2018
منذ بداية الحرب على سورية دولة وشعباً، كانت الرواية المتداولة للأحداث في الصحافة الغربية والخليجية، غير الواقع وتقوم على أن هناك معارضة سياسية سورية تواجه نظاماً ديكتاتورياً قمعياً متوحشاً حسب الكلمات التي روجوها، والمصطلحات التي أطلقوها.
 
كُنا نتابع في كل يوم على شاشات التلفزة المسبقة الدفع، شخصيات بلغ عددها المئات لإيهامنا وإيهام الرأي العام العالمي أن حجم المعارضة في سورية يكاد يكون أغلبية مطلقة، وأن الرئيس الأسد متمسك بكرسي الرئاسة فقط لأنه يريد أن يبقى ضد إرادة شعبه.
 
بلغ الأمر بأطراف وداعمي تلك الحرب، أن أتوا بأشخاص لا يعرف عنهم أحد شيئاً، وحتى زوجاتهم لا تؤيدهم، وشكلوا لنا مجالس وجبهات وائتلافات، لا يستطيع الإنسان حفظ أسمائها وتصنيفاتها واتجاهاتها والأهم مصادر تمويلها وارتزاقها.
 
مع مرور الوقت وجدت الجهات الداعمة لها أن هؤلاء ليسوا إلا إمعات لا قيمة، ولا وزن لها، حتى اضطر الأمر بالأب الروحي لهم روبيرت فورد أن يستخدم معهم كلمات نابية، ومن ثم سقطت من أيديهم ورقة «المعارضة السياسية»، وبدأت المجالس والائتلافات التي شكلوها تتساقط وتهوي كورق شجر الخريف، من دون أن يتأسف أحد عليها، وهم الذين كانوا يتنقلون من شاشة إلى أخرى يطالبون ويدعون للديمقراطية والحرية، وهم أتباع للمال وأجهزة المخابرات الصغيرة منها والكبيرة.
 
شكلت الانتخابات الرئاسية السورية في حزيران 2014 أول صفعة قوية للرواية الغربية المتداولة، وآنذاك صمت الجميع بمن فيهم وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري الذي كان في بيروت يوم تدفق السوريون إلى مبنى السفارة السورية في لبنان، واصطفوا كيلومترات للإدلاء بأصواتهم في تلك الانتخابات ولم يكن أكثر المتفائلين في تلك الفترة يتوقع أن يرى هذا المشهد المذهل والمفاجئ والصاعق لأن جون كيري تلعثم آنذاك عندما طلب منه أن يعلق على ذلك الحدث!
 
كل ذلك نعرفه جميعاً وتابعناه، ولكن السؤال الآن: أين هؤلاء المعارضون السياسيون مما يجري في سورية، وعليها؟ وهل سمع أي منا كلمة منهم، أو تعليقاً على التهديدات الأميركية الغربية أو مقترحاً لكيفية التخلص من نفايات الإرهاب والقاعدة والفكر التكفيري؟ وكيف يمكن لهم بـ«صدورهم العارية» أن يساعدونا في مواجهة هذا الإرهاب الذي ضرب سورية بدعم غربي خليجي إسرائيلي، وبتمويل مفتوح من خزائن النفط والغاز؟
 
هل سمعنا تعليقاً واحداً منهم على ما كتبته إحدى الصحف الأميركية قبل أيام عن دعم "إسرائيل" للمجموعات المسلحة في الجنوب السوري، أو تعليقاً آخر عن ترحيل مجرمي «الخوذ البيضاء» بأمر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعبر "إسرائيل" إلى الشمال السوري، وإلى دول ليستقروا بها؟
 
هل خرسوا أمام موضوع مسرحيات الكيميائي التي أصبحت فضيحة العصر، ولم ينطقوا بكلمة ولا بحرف، معارضة صماء خرساء تنتظر نتائج الكبش الكبير لتعرف كيف سيتم الاستفادة منها كواجهة غربية في مستقبل سورية.
 
الواضح تماماً أننا أمام معارضات استخدمت في المرحلة الأولى من الحرب كتغطية لإخفاء الدور القذر للاعبين الحقيقيين، الولايات المتحدة وأتباعها، وقد قبلوا هذا الدور الأكثر قذارة من اللاعبين الحقيقيين لأنه يفترض بهم أنهم على الأقل أكلوا وشربوا في هذا الوطن، ولكنهم توهموا كما أسيادهم أن سورية ستسقط سريعاً من دون أن يدركوا أو يقرؤوا التاريخ والمعادلات الإقليمية والدولية وحساسية هذا البلد في هذه المعادلات ليظهروا كأحجار شطرنج تحرك على الرقعة، وترمى خارجها بمجرد عدم قدرتها على الدفاع عن الملك أي المشروع هنا.
 
ما حصل ويحصل يؤكد بوضوح شديد أن الذين قبلوا أن يكونوا في محور الحرب على بلدهم هم عملاء صغار وليسوا معارضة سياسية بالمعنى الدقيق للكلمة، فالمعارضة التي تحتاج لمئات المليارات من الدولارات، وكل الإعلام العالمي والعربي، وكل مراكز الدراسات والبحوث، وآلاف مقاتلي الإجرام الدولي المتأسلم من أكثر من 80 جنسية في العالم، وإلى كل هذا الدعم الهائل هي ليست معارضة، وإنما كتلة عملاء صغار هم الآن في مزابل التاريخ.
 
في كل مقالاتي السابقة في «الوطن» كنت أميز دائماً بين المعارضة السياسية الوطنية المنتمية لقضايا شعبها وأمتها وبين العملاء الصغار، وكنت أشيد دائماً بهؤلاء المعارضين الوطنيين، ودورهم المهم، على الرغم من قلة عددهم، لأنه للأسف تحولت المعارضة إلى «مهنة من لا مهنة له» وإلى عمل للمتسولين الصغار والكبار، ما أدى إلى ارتباط هذا المصطلح بالعمالة للأجنبي.
 
هناك نقطة أخرى مهمة حين الحديث عن المعارضات السياسية وهو أن التيارات السياسية الكثيرة في سورية كانت معارضتها إما مطلبية، وإما قابلة للحوار، باستثناء تيار واحد وهو «جماعة الإخوان المسلمين» الذين يطلقون موجة إرهاب كل 10-15 عاماً، فلقد عملوا على ذلك في الستينيات ثم في السبعينيات والثمانينيات، وآخر موجة فاشية هي الموجة التي بدأت عام 2011، وخطورة «الإخوان» أنهم ليسوا حزباً وطنياً بالمعنى الدقيق للكلمة، وإنما جزء من منظمة عالمية ذات ارتباط مشبوه، إضافة للطرح المذهبي الطائفي المرفوض سورياً، ولذلك فإن انتشار «الإخوان» تاريخياً في الجغرافيا السورية كان حيث الجهل والتخلف، والمجتمعات المغلقة، كما أنهم حقيقة هم القوة الحقيقية التي كانت تتحرك على الأرض وتقتل في كل مكان تحت أسماء مختلفة، وهي الأم الحقيقية لكل حركات التطرف والتكفير التي فرختها من لدنها.
 
ومن هنا فإن كل الواجهات اليسارية والليبرالية التي انضمت لما يسمى «معارضات سورية» كانت مجرد ديكور تحت إبط «الإخوان المسلمين» الذين كانوا يمتلكون المال، وهم أسس المشروع الأميركي في المنطقة عامة وفي سورية خاصة.
 
«الإخوان المسلمون» يقودون جمهورهم الضحل والمتخلف والحاقد للمرة الثالثة إلى هزيمة مدوية لأنهم لم يقرؤوا تاريخ سورية، ولم يفهموا مجتمعها وتنوعه، ولم يدركوا أن السوريين لا يمكن أن يقبلوا هذا الفكر المتخلف الذي يتاجر بالدين والله في بازار السياسة، ويمتهن القتل والإجرام والعمالة طريقاً للوصول إلى الكرسي.
 
لذلك لا نستغرب صمت «المعارضات السورية» لأن كل الأنماط التي شكلت خارج سورية يسيطر عليها «الإخوان»، وهؤلاء مستعدون للتحالف مع الشيطان كما قالوا هم، من أجل إسقاط النظام السياسي الوطني في سورية، وهذا حقيقة هو ما يجري استخدامه ضدنا طوال سبع سنوات.
 
لن تسمعوا صوتاً للمعارضات السورية سوى صوت احتفالها بأي عدوان يشن على بلدها وشعبها، وهؤلاء مهما تواضعنا في التوصيف تجاههم، أنا آسف أن أسميهم «فاشيي» هذا الزمان، وعملاء صغاراً.
 
 بسام أبو عبد الله / الوطن
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
مارتن ليجون : فرض العقوبات علي إيران ليس حلًا
15:00 17.04.2024
دميتري سولونيك : هذا لن يساهم في استقرار المنطقة
14:00 17.04.2024
خبير سياسي: أرمينيا تسعي إلي أن تكون السعودية وسيطًا في أزمتها مع أذربيجان
13:00 17.04.2024
راي كريم أوغلو : الادعاءات التي قدمتها أرمينيا في محكمة العدل ليست إلا "أكاذيب"
12:25 17.04.2024
جميع الأخبار