واقع السلمين في أكثر جوانبه ينتابه الضعف والتقصير، وبخاصة في ميدان العلوم و التقدم الاقتصادي والصناعي و التكنولوجي، وهذا الأمر لا يخفى على كثير من المسلمين، والسبب في ذلك يرجع إلى ضعف فهمنا لحقيقة الإسلام وأهدافه ومقاصده، وكذلك إلى ضعف الإيمان عموماً، ذلك الإيمان الذي يُنتج وُيولد العمل..والإيمان إذا لم ينعكس في حياة المؤمن إلى عمل فهو أماني وحديثُ نفس.
إن المسلمين الأوائل لما فهموا الإسلام بحقيقته، مع أنهم أُميّون استطاعوا بأقصر المدد وأبسط الأساليب أن يحققوا نهضة عربية إسلامية شاملة...بالإيمان وفهم الإسلام تحولوا من قبائل متنافرة متناحرة إلى عباقرة أنشئوا أعظم أُمة عالمية، وحّدت إلى جانبها عشرات الأُمم الأُخرى على اختلاف القوميات واللغات، وصهروها في بوتقة واحدة ليكونوا خير أُمة أُ خرجت للناس...أُمة عالمية قائمة على قواعد حضارية أوجدها الإيمان الحقيقي والفهم الصحيح للإسلام.. فمن تلك القواعد.. فرضية التعليم، فعلى العالم أن يُعلِّم وعلى الجاهل أن يتعلم بغير اختيار... والتعليم مجاني... ولا يحده زمان، فهو من المهد إلى اللحد، ولا يحده مكان (( اطلبوا العلم ولو بالصين .. ومن تلك القواعد العمل بالحكمة... والحكمة هي الإصابة في القول و العمل....ومن تلك القواعد التزكية والتربية.... أي تخليص النفس البشرية من رذائلها وتحليتها بالفضائل... فلا حسد ولا غرور ولا تكبر..
فالإسلام عندما استقبله العرب بإيمان قلبي صادق عميق، وفهموه فهما صحيحا بجوهره وحقيقته، بلغوا هذه المكانة العالية، وبنوا أعظم دولة في التاريخ، دولة انصهر الجميع فيها في قومية واحدة... هي قومية العلم لا قومية الأرض واللغة.. قومية العقل الحكيم...قومية مكارم الأخلااق....
فهل المسلمون اليوم يحملون هذه القواعد الحضارية ؟!.هل يحملون الفهم الصحيح للإسلام بحقيقته وجوهره...إن واقع المسلمين اليوم مُتخلّف بقدر ما هم بعيدون عن هذه القيم الحضارية التي صنعت٦ مجدهم وقوتهم وعزتهم.. ولكن ما هو الحل ؟...وكيف نستطيع النهوض بأُمتنا من جديد...
بدايةً علينا أن نقرأ تاريخنا قراءة صحيحة... لنستفيد من عبره، ونأخذ من دروسه.. كيف تنجح الأُمم.... كيف تنهض..كيف تسقط الحضارات.. لتجتنب كل ما يضر ويؤذي.. ونُقبل على كل ما ينفع ويُسعد..ثم يجب علينا أن نستفيد من الوسائل الحديثة مثل التعليم والإعلام وغيرها لإعداد جيل الحضارة والنهوض.. ويجب أن نختار العلماء الأكفاء - قادة العلم والحكمة والتزكية، الذين أثبتوا جدارتهم وكفاءتهم، وحققوا النجاح على كافة المستويات... وذلك بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، من هذا المنطلق فإنني أضمن وخلال عدة سنوات أن يبدأ العالم الإسلامي حركة نهوض واسعة، من الضعف إلى القوة، ومن التفكك إلى الوحدة، ومن التخلف إلى التقدم والعزة والكرامة... ويتحمل مسؤولية تحقيق هذا النهوض ثلاثة أصناف من الناس؛ وهم... الحكام والعلماء والأغنياء... فعلى حكام المسلمين أن يتجاوبوا مع هذه الحقيقة... وعلى أغنياء المسلمين أن يبذلوا أموالهم في سبيل نهوض هذه الأُمة...وعلى علماء المسلمين أن يُعلِّموا ويجددوا الإسلام بحقيقته وجوهره في نفوس المسلمين، ويقوموا ببناء الأُمة على مكارم الأخلاق وفضائلها..
وكما قال الشاعر:
وإنما الأُمم الأخلاق ما بقيت
فإن هُمُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
هذا هو الواقع من حيث التشخيص.. ومن حيث الدواء... ويبقى العمل..
: هل هذا الواقع المؤسف للمسلمين بداية النهضة أم نهاية لها ؟
هذا يتوقف على الامكانات والوسائل والرجال الذين يقومون بأداء هذا الواجب. فحسب كفاءة الطبيب وإعداد الأدوية المناسبة يكون الشفاء.. سرعة أو بطئاً..وجوداً أو عدماً.. نفعاً أو ضررا..... قد يُخطئ الطبيب... أو يكون غير ذي أهلية، فينقلب الأمر بعكس ما يُراد له...فنهوض الأُمة مُرتبط بالإمكانات والوسائل والرجال.
إن الحل موجود، والمنهج موجود، ولكنّ الأمر يتوقف على العمل الذي ينبعث من دراسة وتحليل واقع المسلمين، ثم تنامي الشعور بالواجب، فكل فرد من أفراد الأُمة يجب أن يتحمل مسؤولياته، وعليه أن يعمل في حدود طاقاته وإمكاناته، وخصوصاً الحكام والعلماء والأغنياء، وعليهم جميعاً أن يساهموا ويشاركوا بأداء الواجب، آنذاك سيكونون تواقين إلى الرقي والخلق والإبداع والإبتكار. ويزيلون التخلف والجهل الذي بات وصمة عار رسمت فوق ظهورهم ويعيدون حضارتهم التي قبرت منذ قرون.
رئيس المركز الدولي لحوار الحصارات
الشيخ الزيتوني لطفي الشندرلي
في عصر التكنولوجيا ....... هل كتب على المسلمين التخلف والإنحطاط.....؟
واقع السلمين في أكثر جوانبه ينتابه الضعف والتقصير، وبخاصة في ميدان العلوم و التقدم الاقتصادي والصناعي و التكنولوجي، وهذا الأمر لا يخفى على كثير من المسلمين، والسبب في ذلك يرجع إلى ضعف فهمنا لحقيقة الإسلام وأهدافه ومقاصده، وكذلك إلى ضعف الإيمان عموماً، ذلك الإيمان الذي يُنتج وُيولد العمل..والإيمان إذا لم ينعكس في حياة المؤمن إلى عمل فهو أماني وحديثُ نفس.
إن المسلمين الأوائل لما فهموا الإسلام بحقيقته، مع أنهم أُميّون استطاعوا بأقصر المدد وأبسط الأساليب أن يحققوا نهضة عربية إسلامية شاملة...بالإيمان وفهم الإسلام تحولوا من قبائل متنافرة متناحرة إلى عباقرة أنشئوا أعظم أُمة عالمية، وحّدت إلى جانبها عشرات الأُمم الأُخرى على اختلاف القوميات واللغات، وصهروها في بوتقة واحدة ليكونوا خير أُمة أُ خرجت للناس...أُمة عالمية قائمة على قواعد حضارية أوجدها الإيمان الحقيقي والفهم الصحيح للإسلام.. فمن تلك القواعد.. فرضية التعليم، فعلى العالم أن يُعلِّم وعلى الجاهل أن يتعلم بغير اختيار... والتعليم مجاني... ولا يحده زمان، فهو من المهد إلى اللحد، ولا يحده مكان (( اطلبوا العلم ولو بالصين .. ومن تلك القواعد العمل بالحكمة... والحكمة هي الإصابة في القول و العمل....ومن تلك القواعد التزكية والتربية.... أي تخليص النفس البشرية من رذائلها وتحليتها بالفضائل... فلا حسد ولا غرور ولا تكبر..
فالإسلام عندما استقبله العرب بإيمان قلبي صادق عميق، وفهموه فهما صحيحا بجوهره وحقيقته، بلغوا هذه المكانة العالية، وبنوا أعظم دولة في التاريخ، دولة انصهر الجميع فيها في قومية واحدة... هي قومية العلم لا قومية الأرض واللغة.. قومية العقل الحكيم...قومية مكارم الأخلااق....
فهل المسلمون اليوم يحملون هذه القواعد الحضارية ؟!.هل يحملون الفهم الصحيح للإسلام بحقيقته وجوهره...إن واقع المسلمين اليوم مُتخلّف بقدر ما هم بعيدون عن هذه القيم الحضارية التي صنعت٦ مجدهم وقوتهم وعزتهم.. ولكن ما هو الحل ؟...وكيف نستطيع النهوض بأُمتنا من جديد...
بدايةً علينا أن نقرأ تاريخنا قراءة صحيحة... لنستفيد من عبره، ونأخذ من دروسه.. كيف تنجح الأُمم.... كيف تنهض..كيف تسقط الحضارات.. لتجتنب كل ما يضر ويؤذي.. ونُقبل على كل ما ينفع ويُسعد..ثم يجب علينا أن نستفيد من الوسائل الحديثة مثل التعليم والإعلام وغيرها لإعداد جيل الحضارة والنهوض.. ويجب أن نختار العلماء الأكفاء - قادة العلم والحكمة والتزكية، الذين أثبتوا جدارتهم وكفاءتهم، وحققوا النجاح على كافة المستويات... وذلك بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، من هذا المنطلق فإنني أضمن وخلال عدة سنوات أن يبدأ العالم الإسلامي حركة نهوض واسعة، من الضعف إلى القوة، ومن التفكك إلى الوحدة، ومن التخلف إلى التقدم والعزة والكرامة... ويتحمل مسؤولية تحقيق هذا النهوض ثلاثة أصناف من الناس؛ وهم... الحكام والعلماء والأغنياء... فعلى حكام المسلمين أن يتجاوبوا مع هذه الحقيقة... وعلى أغنياء المسلمين أن يبذلوا أموالهم في سبيل نهوض هذه الأُمة...وعلى علماء المسلمين أن يُعلِّموا ويجددوا الإسلام بحقيقته وجوهره في نفوس المسلمين، ويقوموا ببناء الأُمة على مكارم الأخلاق وفضائلها..
وكما قال الشاعر:
وإنما الأُمم الأخلاق ما بقيت
فإن هُمُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
هذا هو الواقع من حيث التشخيص.. ومن حيث الدواء... ويبقى العمل..
: هل هذا الواقع المؤسف للمسلمين بداية النهضة أم نهاية لها ؟
هذا يتوقف على الامكانات والوسائل والرجال الذين يقومون بأداء هذا الواجب. فحسب كفاءة الطبيب وإعداد الأدوية المناسبة يكون الشفاء.. سرعة أو بطئاً..وجوداً أو عدماً.. نفعاً أو ضررا..... قد يُخطئ الطبيب... أو يكون غير ذي أهلية، فينقلب الأمر بعكس ما يُراد له...فنهوض الأُمة مُرتبط بالإمكانات والوسائل والرجال.
إن الحل موجود، والمنهج موجود، ولكنّ الأمر يتوقف على العمل الذي ينبعث من دراسة وتحليل واقع المسلمين، ثم تنامي الشعور بالواجب، فكل فرد من أفراد الأُمة يجب أن يتحمل مسؤولياته، وعليه أن يعمل في حدود طاقاته وإمكاناته، وخصوصاً الحكام والعلماء والأغنياء، وعليهم جميعاً أن يساهموا ويشاركوا بأداء الواجب، آنذاك سيكونون تواقين إلى الرقي والخلق والإبداع والإبتكار. ويزيلون التخلف والجهل الذي بات وصمة عار رسمت فوق ظهورهم ويعيدون حضارتهم التي قبرت منذ قرون.
رئيس المركز الدولي لحوار الحصارات
الشيخ الزيتوني لطفي الشندرلي