الحريري يعلن إقتراب موعد تشكيل الحكومة اللبنانية خلال أيام

تحليلات 13:22 11.10.2018
بعدما طفح كيل التراشق الكلامي بين قادة التيارات والأحزاب اللبنانية حول تحديد الحصص وإقتناء الوزارات السيادية خلال الحكومة القادمة التي يترأسها رئيس الوزراء المكلف، سعد الحريري، أطل الأخير يوم امس على وسائل الإعلام اللبنانية ليؤكد لمناهضيه أنه سيشكل الحكومة خلال العشرة أيام القادمة، لكن لا حسب المعايير التي يريدها معارضوه.
 
هذا التصريح لرئيس الوزراء المكلف سعد الحريري يحمل في طياته اكثر من رسالة الى داخل لبنان ومحيطه والقوى الدولية المؤثرة في الساحة اللبنانية نحاول التطرق الى أهمها لاحقا.
 
فبالرغم من مرور أكثر من ثلاثة اشهر على إنتهاء الإنتخابات البرلمانية الأخيرة التي شهدت إنحسارا ملحوظا لشعبية تيار المستقبل وفقدانه لبضعة مقاعد برلمانية، إلا أن القوى والتيارات المؤثرة في الساحة اللبنانية إرتأت ان يتم تكليف السيد سعد الحريري بإعتباره يترأس اكبر كتلة ("سُنية") لمسلمي لبنان، ليقوم بتشكيل الحكومة المرتقبة.
 
إلا أن بعض القوى الإقليمية المؤثرة في الساحة اللبنانية، أبدت عدم ارتياحها لهذا القرار اللبناني، حيث راحت تدفع اصابعها لعرقلة مسيرة تشكيل الحكومة في لبنان. وبالرغم من كل مساعي المصالحات الوطنية والتنازلات السياسية التي ابدتها القوى السياسية الفاعلة في الساحة اللبنانية، إلا أن التراشق الكلامي بين رموز التيارات بات على اشده، وكاد يعود بالتيارات المتصالحة إلى المربع الأول. خاصة وان التراشق اصبح يشكل خلفية اشتباك سياسي – دستوري بين الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، ووزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، الأمر الذي جسد جوهر الخلاف في التأخير لتشكيل الحكومة اللبنانية.
 
فبالرغم من كل الموافقات السابقة صرح وزير الخارجية جبران باسيل الجمعة الماضية وفي مؤتمر صحفي لقد تم تكليف الحريري بتشكيل الحكومة وفق شروط، وعليه ان يشكل الحكومة ويذهب بها الى البرلمان لكسب الثقة، لكنه اذا فشل في كسب ثقة البرلمان، سيكون امام شروط اخرى لتشكيل الحكومة، كي يكسب ثقة البرلمان، حسب ما أوردته صحيفة "الأخبار" اللبنانية.
 
هذه التصريحات حملت الرئيس المكلف سعد الحريري برد على باسيل، وصفه المراقبون بـ "الحاسم" حيث اعتبر خلال إجتماع مع المراسلين قبيل ترؤسه إجتماع كتلة المستبقل يوم أمس الثلاثاء، تصريحات وزير الخارجية بأنها "غير إيجابية".
 
الحريري الذي اراد تأكيد استمرار التشاور والاتفاق بين كافة الاطراف بما فيها المسيحية والمردة والدروز، قال للصحفيين "في اللحظة التي نضع فيها معايير، نكون نكبّل انفسنا بتشكيل أي حكومة في المستقبل، وهذا الأمر ليس له أصل، لا دستوري ولا عرفي ولا له لا تاريخ ولا جغرافيا".
 
هذا التصعيد الخطير الذي جاء على لسان الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة يكشف مدى فاعلية تأثير القوى الخارجية المؤثرة على الساحة اللبنانية، خاصة وانه اعلن ان ما يطالبه به مناهضوه "لا اصل له لادستوريا ولا عرفيا، بل لم يكن لهذه المطالبات لا تاريخ ولا تماشي مع الجغرافيا اللبنانية".
 
اي ان اللغة التي اعتمدها الحريري في الرد على مناهضيه تكشف ملامح العودة لسياسة الإقصاء التي رفضها الشعب اللبناني منذ اكثر من عقدين، خاصة وانها فُرضت على لبنان ومزقت شعبه الواحد الى كانتونات تحت مسميات دينية ومذهبية، في حين ان لبنان واللبنانيين عرفوا في العالم بأنهم أهل لخليقة السماح والتسامح والتعايش.
 
ولم تكن الشواهد التي سجلها الشعب اللبناني بمختلف فئاته وتياراته قليلة إزاء لبنان ووحدة لبنان وسيادته، ونبذ العنف والتشدد، والتطلع للعيش الهانئ والسلام. ومن باب التذكير يمكن الإشارة الى الصفوف المتراصة التي تشكلت إبان عدوان الكيان الصهيوني على لبنان في تموز عام 2006، وإحتفال كافة التيارات اللبنانية بالإنتصار بعد دحر العدوان، والى غير ذلك من وقفات جسدها ابناء لبنان، ضد العنف والتشدد، بدءا من معارضة مخيمات الاعتصام حاول إرساءها الداعشي الهارب "الشيخ احمد الأسير"، مرورا بدعم ابناء الشعب للجيش اللبناني في عملياته ضد المتطرفين والتطرف بكل أشكاله.
 
وختاما يرى المراقبون انه كلما تأخر تشكيل الحكومة اللبنانية، كلما إزدادت التدخلات الخارجية، التي لا تخدم لا الشعب ولا الوطن اللبناني، وإن من مصلحة الجميع القبول بالتوافقات التي توصلت اليها قيادات التيارات السياسية، وإجتياز اي قرارات فردية او متأثرة بأفراد يتأثرون بالقوى الاقليمية الخارجية.
 
وإن عشرة ايام لتشكيل حكومة توافق وطني يبدو انها كافية، وإذا لم يستثمر الحريري هذه الفرصة الذهبية، فإن اول الخلافات ستصدر من تياره (المستقبل) الذي اكد في اجتماعه يوم امس اذا فشل الحريري في كسب ثقة البرلمان للحكومة التي سيشكلها، فإن كتلة المستقبل لا توافق على حكومة غير حكومة الوفاق، كما لا توافق على حكومة الأكثرية، وقد لاتقبل الحريري نفسه على رأس الحكومة.
 
وهذا ما قد يشكل نذير شؤم لا يأتي على لبنان وحده، بل انه سيغرق المنطقة في نزاعات لايجني احد منها سوى الدمار الشامل، والسماح للكيان المحتل وحماته بتمرير مخططاتهم على المنطقة برمتها، خاصة والمنطقة جاثمة على بركان تُشعل حِمَمَه بين الحين والآخر بلدا من بلدانها كما أصابت العراق وسوريا واليمن حتى الآن.
 
*عبد الهادي الضيغمي
الشيخ علي جمعة يحذر العالم من خطر يأجوج ومأجوج القادم من أرمينيا

أحدث الأخبار

هولوكوست بدون يهود
12:00 29.03.2024
من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبنان؟
11:45 29.03.2024
أناتولي أنتونوف : العلاقات مع الولايات المتحدة لن تتحسن
11:40 29.03.2024
مصر تسجل أقل معدل نمو زيادة سكانية خلال نصف قرن
11:30 29.03.2024
ما لم يقال عن زيارة وفد الاتحاد الأوروبي إلى جنوب القوقاز
11:25 29.03.2024
حكمت حاجييف: أذربيجان هي حلقة الوصل بين آسيا الوسطى وأوروبا
11:20 29.03.2024
محكمة العدل الدولية تمهل إسرائيل شهرا لإرسال تقريرها حول مجازر غزة
11:15 29.03.2024
روسيا تمنع التجديد لمراقبي العقوبات على كوريا الشمالية
11:00 29.03.2024
أرمينيا توقف بث برنامج سولوفيوف
10:57 29.03.2024
انتخاب السعودية لرئاسة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة
10:45 29.03.2024
أرمينيا : سيتم إعادة هذه القري إلي أذربيجان
10:44 29.03.2024
العدل الدولية تأمر إسرائيل بإجراءات لإيصال المساعدات إلى غزة
10:30 29.03.2024
السجن 25 عاماً لملك العملات المشفرة بتهمة سرقة 8 مليارات دولار
10:15 29.03.2024
الأمين العام لأوبك حاجة العالم للنفط ستستمر لسنوات وعقود
10:00 29.03.2024
إعصار في مدغشقر يودي بـ11 شخصاً
09:45 29.03.2024
إسرائيل تتخذ خطوات فعلية لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم التحذيرات الدولية
09:30 29.03.2024
إثيوبيا تتوقع الانتهاء من مشروع سد النهضة العام المقبل
09:15 29.03.2024
إبراهيم تراوري يمدد حربه على الإرهاب في بوركينا فاسو
09:00 29.03.2024
تدشين اتحاد عمال مستقل في مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
18:30 28.03.2024
هل يتم التوقيع على اتفاقية سلام بين أذربيجان وأرمينيا؟
17:33 28.03.2024
إلمان مصطفى زاده: لا يمكن المساس بكرامة الأذربيجانيين
16:12 28.03.2024
علي ناغيف: فرنسا تحرض أرمينيا على حرب جديدة
16:02 28.03.2024
وساطة أفريقية لحل الصراع المسلح في الكونغو الديمقراطية
13:45 28.03.2024
المعارض ديوماي يفوز بانتخابات الرئاسة السنغالية
13:30 28.03.2024
قائد كتائب القسام يحث العرب والمسلمين على الزحف نحو فلسطين
13:15 28.03.2024
هل تبدأ الحرب العالمية الثالثة ؟
12:53 28.03.2024
حالة من الفوضي تعم مطار باريس
12:28 28.03.2024
مستقبلات إسرائيل على ضوء الحرب الراهنة
12:15 28.03.2024
وكالة الإغاثة التركية تقدم سفينتين لنقل المساعدات مباشرة إلى غزة
12:00 28.03.2024
ذكري تأسيس الأجهزة الأمنية في أذربيجان
11:53 28.03.2024
واشنطن لا تدعم مشروع خط أنابيب الغاز بين باكستان وإيران
11:45 28.03.2024
مؤسسة دولية تتوقع انخفاض الجنيه المصري أمام الدولار بنهاية 2024
11:30 28.03.2024
مصر: مفاوضات سد النهضة استنزاف للوقت.. وإثيوبيا ستدفع الثمن
11:15 28.03.2024
محطة الضبعة النووية ستوفر لمصر 7.7 مليار متر مكعب غاز سنوياً
11:00 28.03.2024
رئيس الصين ينتقد الحواجز التكنولوجية خلال زيارة رئيس وزراء هولندا لبكين
10:45 28.03.2024
نشر معلومات جديدة عن الهجوم الإرهابي في روسيا
10:34 28.03.2024
رياح الجنوب تحمل الرمال الساخنة إلى جنوب شرق أوروبا
10:30 28.03.2024
آيرلندا تعتزم التدخل في قضية الإبادة المرفوعة ضد إسرائيل
10:15 28.03.2024
الفلبين تؤكد الإفراج عن طاقم ناقلة نفط محتجزة في إيران
10:00 28.03.2024
العراق يبرم اتفاقا لتوريد الغاز مع إيران لمدة 5 سنوات
09:45 28.03.2024
جميع الأخبار