ذكرى 11/11 ودروس الحرب العالمية الأولى

تحليلات 18:00 11.11.2018

في مثل هذا اليوم، قبل مائة عام، 11 – 11- 1918، وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها، بعد أربع سنوات طاحنة (1914 – 1918) خلّفت عشرات ملايين الضحايا والجرحى والمفقودين. حربٌ لم ترحم وانتهت بعد أن مزقت أجساد وأحلام الملايين من ضفتي المتقاتلين، ومزقت معهم إمبراطوريات ودولاً وتحالفات ومحاور، وغيرت، إلى أجل، مفهومي الحرب والسلم العالميين، ومفاهيم حقوق الإنسان والدولة الوطنية وتوزع مناطق النفوذ، وفرضت نتائجها معادلات لا تزال موضع تأمل واحتفاء حتى يومنا هذا. 

سميت تلك الحرب عالمية، لأسباب عدة، منها: اتساع الرقعة الجغرافية للمناطق التي شهدت المعارك والموزعة على العديد من الجبهات والقارات، والسبب الثاني، بسبب العدد الكبير من الدول التي شاركت فيها، موزعين على تحالف إمبراطوريات وسط أوروبا (ألمانيا، النمسا، المجر، بلغاريا والإمبراطورية العثمانية)، وتحالف ثلاثي ضم فرنسا وإيطاليا وروسيا، الذين انضمت إليهم لاحقاً الولايات المتحدة الأميركية والبرتغال وصربيا. ويمكن اضافة سبب ثالث لوصفها بالعالمية، وهو العدد الهائل لضحاياها من العسكريين والمدنيين إذ بلغ 38 مليون إنسان، وهو الرقم الأكبر من بين حرب التاريخ. أما نتائج تلك الحرب التي انتهت بتوقيع اتفاقية هدنة بين وفدين عسكريين، فرنسي وألماني، فبروز خارطة عالمية جديدة، فثلاث امبراطوريات انهارت، وأعيد رسم الحدود ومناطق السيطرة في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، وفتت الخلافة العثمانية، وظهرت "عصبة الأمم" كياناً أممياً لمراقبة وحفظ السلام الدولي، كما تضخم النفوذ الأميركي وظهرت أول نظام شيوعي في روسيا.. لكن كل ذلك لم يكن كافياً للتعلم من أهوال الحرب.. بل مهّد الطريق للحرب العالمية الثانية.

في الذاكرة، الذاكرة الألمانية الجماعية تحديداً، ترتبط تلك الحرب بشكل رئيسي بالنزاع مع فرنسا، بحرب المواقع والخنادق على الجبهة الغربية، كما يرتبط أيضا بمعاهدة فرساي للسلام، التي اعتُبِرَت في ألمانيا مهينة ومذلة، وقادت مساراً تاريخياً أوصل إلى حروب هتلر الانتقامية في الحرب العالمية الثانية، لكنها أيضاً أوصلت إلى المصالحة التاريخية الألمانية – الفرنسية بين ديغول وآديناور ثم بين فرانسوا ميتران وهيلموت كول، ولاحقاً إلى الوحدة الأوروبية بعد جهود كبيرة، في السياسة والفلسفة والاجتماع، لضمان عدم تحول الاختلافات القومية والدينية واللغوية إلى خطوط فاصلة بين الدول وتطويرها إلى إعلانات صداقة أو تفاقمها إلى إعلانات عداء.

بعد مائة عام، الحرب العالمية الأولى تبدو مجرد ذكرى لمرحلة تاريخية مكتملة الفصول، وإذا كانت الأزمات التي نشأت بعدها، وخصوصاً فيما يتصل بالعالمين العربي والاسلامي، ما تزال حاضرة وهي تشكل فتيل تفجير حتى يومنا هذا، فإن في إرثها ونتائجها ما هو مدعاة تأمل، فإلى جانب مصالح القوة والهيمنة والسيطرة خارج الحدود، برز تيار فلسفي يرى في ثقافة التذكر منجاة من الحروب، وفي تحويل مشاعر الاستياء والغضب والانتقام قيماً للحق والسلم والتنوع، مدخلاً لتأسيس دول الحق والحريات والمواطنة.

الحروب، مثل التي يتذكرها العالم اليوم، من الماضي، وهكذا يجب أن تكون،  لكن لا شيء يؤكد أو يضمن أن الدول المؤثرة لن تعود لمثلها. صحيح أن العالم تغير ومعه مفهوم الحرب، لكن ذلك لا يسري على "الحروب الجديدة" التي تحدث على هامش وأطراف مناطق الرفاه والنفوذ والمصالح وعلى مرآى ومسمع من القانون الدولي، وهي مرشحة بقوة لأن تصل إلى المراكز. 
من دروس الحروب العالمية، أن ثقافة التذكر مهمة ومفيدة، وهي لا تقود إلى النسيان فحسب، بل إلى المسامحة وبناء المستقبل. وفي ذلك قمة التواضع والعظمة. 

علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

انتشال نحو 392 جثمانا من مجمع ناصر الطبي بخان يونس خلال 5 أيام
11:00 26.04.2024
الولايات المتحدة تبدأ مناقشة انسحاب قواتها من النيجر
10:43 26.04.2024
اللحوم تلحق بالأسماك والدواجن في حملة المقاطعة المصرية
10:30 26.04.2024
الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحققين مستقلين
10:16 26.04.2024
العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل مشنقة حول رقبة واشنطن نفسها
10:00 26.04.2024
العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغزة
09:45 26.04.2024
الإمارات تتعاون مع إندونيسيا للحد من تسرب النفايات إلى المحيطات والأنهار
09:30 26.04.2024
إقالة رئيس البرلمان البلغاري
09:15 26.04.2024
5 دول تخطط لقرار مشترك للاعتراف بدولة فلسطين
09:00 26.04.2024
حزب الله ينفي مقتل نصف قادته
17:00 25.04.2024
ماكرون يحذّر: "أوروبا تموت
16:20 25.04.2024
انفجار وتصاعد للدخان جرّاء هجوم على سفينة قرب عدن
16:00 25.04.2024
أرمينيا تتهم أذربيجان بزرع ألغام في قراباغ
15:46 25.04.2024
السعودية والكويت ترحبان بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن الأونروا
15:30 25.04.2024
الجيش الأمريكي يتصدى لهجوم حوثي في البحر الأحمر
15:15 25.04.2024
الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة
15:00 25.04.2024
دافكوفا تتصدر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بمقدونيا الشمالية
14:45 25.04.2024
بين أفول نظام دولى وميلاد آخر.. سنوات صعبة
14:19 25.04.2024
وصول سفينة عسكرية تركية إلى ميناء مقديشو
14:00 25.04.2024
مركز تركي- عراقي ضد العمال الكردستاني
13:45 25.04.2024
استمرار الاكاذيب الأرمينية ضد أذربيجان في محكمة العدل الدولية
13:25 25.04.2024
علييف وجباروف يزوران مدينة أغدام
13:00 25.04.2024
غضب وعمليات توقيف في جامعات أمريكية باحتجاجات مؤيّدة للفلسطينيين
12:45 25.04.2024
علييف وجباروف يطلعان علي الخطة الرئيسية لمدينة فضولي المحررة من الإحتلال الأرميني
12:20 25.04.2024
جنوب إفريقيا تدعو لتحقيق عاجل بالمقابر الجماعية في غزة
12:15 25.04.2024
تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العالم في 2023 بسبب النزاعات
12:00 25.04.2024
رئيس قيرغيزستان يصل فضولي
11:46 25.04.2024
زيارة رئيس قيرغيزستان إلي أذربيجان
11:18 25.04.2024
حول زيارة رئيس طاجيكستان إلى إيطاليا والفاتيكان
11:00 25.04.2024
أردوغان لا ينبغي السماح لإسرائيل بإخفاء المجازر في غزة
10:45 25.04.2024
أمير الكويت يتلقى رسالة من رئيس وزراء باكستان حول العلاقات الثنائية
10:30 25.04.2024
السيسي يحذر من التداعيات الكارثية لأي عملية عسكرية في رفح
10:16 25.04.2024
الأردن يحدد 10 سبتمبر موعداً لإجراء انتخابات مجلس النواب
10:00 25.04.2024
الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق مستقل في التقارير عن مقابر جماعية بمستشفيين بغزة
09:45 25.04.2024
أردوغان يعلن وقف العلاقات التجارية المكثفة مع إسرائيل
09:30 25.04.2024
ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 34 ألفا و262
09:15 25.04.2024
الصحفيين الأوزباك يزورون مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
09:00 25.04.2024
الملك سلمان يدخل المستشفى لإجراء "فحوصات روتينية"
17:00 24.04.2024
بلينكن يزور الصين للمرة الثانية في أقل من عام
16:30 24.04.2024
علييف يتحدث عن حرب غزة
16:00 24.04.2024
جميع الأخبار