"الإصلاح" اليمني والإمارات.. تقارب لحظي أم تحول جذري؟

ي مشهد غير مألوف ظهر قادة الحزب الإسلامي اليمني في لقاء مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد بالعاصمة الإماراتية الأربعاء بعد حرب إعلامية واتهامات متبادلة بين الطرفين

تحليلات 10:00 25.11.2018

حالة من التفاؤل طغت على المشهد السياسي في اليمن، بعد التقارب اللافت بين حزب "التجمع اليمني للإصلاح" الإسلامي ودولة الإمارات، ثاني أكبر دول التحالف العربي بقيادة السعودية.

وفي مشهد غير مألوف، ربما كان مؤشرا على إعادة تشكيل خارطة التحالفات السياسية في البلد المضطرب، ظهر رئيس حزب الإصلاح محمد اليدومي والأمين العام للحزب عبدالوهاب الآنسي، الأربعاء، في العاصمة الإماراتية برفقة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.

وربما بالغ بعض المراقبين في وصف اللقاء بـ"الحدث السياسي الأبرز في 2018"، كونه جرى عقب علاقة توتر بين الطرفين، وصلت إلى تهم متبادلة وحرب إعلامية.

وبلغت حالة العداء ذروتها الشهر الماضي، مع نشر موقع "بزفيد نيوز" الأمريكي، تحقيقا يكشف استقدام الإمارات مرتزقة أجانب لتنفيذ اغتيالات في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة، جنوبي اليمن، ومن بين المستهدفين قيادات بارزة في حزب الإصلاح.

ولم يكد يمر شهر واحد على نشر التحقيق الذي توعد على إثره موالون لحزب الإصلاح بمقاضاة الإمارات، حتى جاء اللقاء "الودي" في أبوظبي، والذي طوى على ما يبدو ملف التحقيق، وسط تأكيد الطرفان على نتائج اللقاء الأول.

وسبق أن اجتمع الطرفان لأول مرة منذ حرب اليمن التي اندلعت في مارس/ آذار 2015، في الرياض، بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عقب مقتل الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، على يد الحوثيين.

وحينها، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، إن اللقاء أكد على "توحيد الجهود لهزيمة إيران والحوثيين، وإن الإصلاح أعلن فك ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين، وأمامنا فرصة لاختبار النوايا".

غير إن ما حدث بعد ذلك مثل انتكاسة لعلاقة الطرفين، إذ تفجرت الأحداث في مدينة عدن أواخر يناير/ كانون الثاني المنصرم، واصطف موقف "الإصلاح" الذي يُعد أحد أكبر الأحزاب في اليمن، إلى جانب القوت الموالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، في القتال ضد القوات الموالية للإمارات.

كما شن إعلام "الإصلاح" ونشطاؤه هجوما على الإمارات التي أنزلت قوات لها بجزيرة سقطرى جنوبي اليمن في مايو/ آيار الماضي، وفي سبتمبر/ أيلول من العام الجاري ظهر مسؤول إماراتي في مقطع فيديو يحرض أطفال الجزيرة للهتاف ضد الحزب.

** تحالفات جديدة

مراقبون اعتبروا أن حسابات الربح والخسارة، وموازين القوى المحلية والإقليمية، علاوة على تطورات الوضع في اليمن مع تصاعد الضغط الدولي على التحالف العربي لإنهاء حرب اليمن، جعل المصالح المشتركة لكل من الإمارات و"الإصلاح" تطفو على السطح.

ووفق وكالة الأنباء الإماراتية "وام" فإن بن زايد "أكد خلال اللقاء حرص الإمارات على دعم كل الجهود المبذولة لمساعدة الشعب اليمني، فيما أعربا اليدومي والآنسي عن شكرهما للدور الإماراتي والسعودي في الوقوف ضد المليشيات الانقلابية (الحوثيين)، ومساعدة اليمن على استعادة أمنه واستقراره، ليبدأ مرحلة جديدة من البناء والتنمية".

وفي تصريح للأناضول، قال رئيس الدائرة الإعلامية لحزب "الإصلاح" عدنان العديني، إن "زيارة قيادة الإصلاح لأبوظبي جاءت تلبية لدعوة من الإمارات، ضمن مساعي تقوية التحالف العربي لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة".

وأضاف: "تقوية موقف الشرعية اليمنية ودعم قيادتها السياسية هو الخطوة الأهم في سبيل تحقيق ذلك".

وحول الملفات التي بحثها الطرفان في أبوظبي، تحفظ العديني عن ذكر تفاصيل، مكتفيا بالقول إن "الطرفين بحثا الملف الأهم، وهو ملف دعم الحكومة الشرعية في اليمن".

كان العديني ظهر يوم لقاء قادة الإصلاح بولي عهد أبوظبي على قناة "العربية الحدث" في تطور لافت آخر، متهما قطر بدعم الحوثيين، وقال إن "الدوحة تواجه إرادة اليمنيين بتقديم الدعم للحوثيين"، مدينا ذلك الدعم سواء كان ماليا أو إعلاميا، على حد وصفه.

وغالبا، ما اتهم حزب الإصلاح -الذي تأسس عقب الوحدة بين شطري البلاد في 13 سبتمبر / أيلول 1990، بصفته تجمعا سياسيا ذا خلفية إسلامية وامتدادا لفكر جماعة "الإخوان المسلمين" -من خصومه بتلقي الدعم من قطر، وبدت علاقته مع الدوحة في السابق أكثر انسجاما.

وبعد يوم من اللقاء، وصل وزير الخارجية اليمني خالد اليماني إلى أبوظبي والتقى بنظيره الإماراتي عبدالله بن زايد.

ووفق "وام"، فإن الوزير الإماراتي "أكد على موقف الإمارات الثابت تجاه اليمن وشعبها ووقوفها إلى جانب اليمن من خلال تحالف دعم الشرعية ودعمها للجهود الأممية لعودة الاستقرار لليمن وكذلك ضمان وصول المساعدات الإنسانية".

**خطوة إيجابية ولكن..

في كل الأحوال، وحسب متابعين للشأن اليمني، يمثل التقارب بين حليفي الحرب باليمن، ضد الحوثيين المتهمين بالحصول على دعم من إيران، عامل قوة للطرفين؛ إذ يمتلك "الإصلاح" أكبر قاعدة مقاتلين في صفوف المقاومة الشعبية والجيش اليمني، بينما الإمارات هي القوة العسكرية الثانية في التحالف العربي.

ويرى الصحفي والباحث السياسي اليمني نبيل البكيري، في حديث مع الأناضول، أن "لقاء أبوظبي" يمثل تطورا مهما وإيجابياً يصب في صالح الكل، بعد التوتر الذي تصاعد مع الاغتيالات التي استهدفت قيادة حزب الإصلاح، وما كشفه عقب ذلك تحقيق "بزفيد نيوز".

مع ذلك يعتقد البكيري والذي يترأس المنتدى العربي للدراسات بصنعاء، أن "التفاهمات لن تمثل جديدا، خصوصا أن السياسة الإماراتية تقوم على العداء لكل ما له علاقة بالإسلام السياسي، وفي اليمن تعتبر أبوظبي حزب الإصلاح حركة إرهابية بحكم ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين".

ويترقب الصحفي والباحث اليمني ما سيتمخض عنه "لقاء أبوظبي" على أرض الواقع خلال الأيام القادمة.

ويقول: "هي خطوة إيجابية لكن نجاحها مرهون بما سيتحقق على الأرض، ولندع الأيام تخبرنا عن صدقية نوايا الإماراتيين، وانعكاس ذلك في الخطاب الإعلامي، وتطورات الداخل اليمني".

**تحدي "الإصلاح"

على الجانب الآخر، يرى أستاذ الاتصال بجامعة صنعاء أمين سلطان، أن حزب الإصلاح بتركيبته المتنوعة، لديه ميول برجماتية، مضيفا أن "اللقاء حمل تسوية ما للطرفين، لكن ما بينهما من عداء لن يردم بسهولة".

ويقول للأناضول إن "جزءا من التعقيد في العلاقة بين الطرفين، هو خلاف الإمارات وقطر، وعلاقة حزب الإصلاح بقطر".

ويضيف موضحا: "الإصلاح لن يكون قادرا على السيطرة على قواعده التي ترى في الإمارات عدوا، بما في ذلك مجموعة من النشطاء والإعلاميين المقيمين بالخارج، فهو سيكون أمام تحدي بين إسكاتهم أو خسارتهم، وباعتقادي الأمر صعب".

**مقتل خاشقجي

وحول دلالات التوقيت، يرى سلطان أن "اللقاء كان بإيعاز سعودي، خصوصا بعد التطورات الأخيرة المتعلقة بقضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، والضغوط القوية لإنهاء حرب اليمن؛ فالسعودية تريد أن تخفف حالة الاحتقان في المنطقة".

ويتابع: "اللقاء باعتقادي هو تأهيل حزب الإصلاح لتغييرات كبيرة في اليمن تتعلق بوقف الحرب، وإعادة تموضع وتموقع القوى اليمنية، وإعادة هيكلة ميدانية وسياسية وعسكرية وأمنية، وعلى كافة المستويات".

ويستند سلطان في تحليله، إلى تزامن زيارة قيادة الإصلاح إلى أبوظبي مع زيارة وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت، الذي عقد جولة بالمنطقة، وخرج بتعهد من جميع الأطراف لوقف الحرب والتوصل إلى سلام في اليمن.

 

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

وزير الخارجية المصري يبحث الملفات الإقليمية والدولية مع نظيرته الجنوب أفريقية
14:00 20.04.2024
مباحثات تركية- مصرية تتناول جهود وقف النار في غزة
13:30 20.04.2024
دولة فلسطين نحو اعترافات إضافية غداة الحجب الأمريكي لعضويتها الأممية
13:00 20.04.2024
ثوران جديد لبركان روانغ في إندونيسيا. وخطر تسونامي لا يزال قائماً
12:30 20.04.2024
انفجارات أصفهان.. القصة الكاملة للهجوم الإسرائيلي على إيران
12:00 20.04.2024
انطلاق الانتخابات العامة في الهند... وحزب مودي الأوفر حظاً
11:30 20.04.2024
الأمم المتحدة تستنكر التحطيم المتعمد للأجهزة الطبية بمستشفيات غزة
11:00 20.04.2024
أسطول الحرية مستعد للإبحار من تركيا لغزة. وتحذير لإسرائيل من أي هجوم
10:30 20.04.2024
إسرائيل تسعى إلى منع صدور أمر اعتقال بحق نتنياهو
10:00 20.04.2024
ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34 ألفا و12 شهيدا
09:30 20.04.2024
ميرزايف : نشهد أحداثًا تاريخية
09:00 20.04.2024
أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
جميع الأخبار