في ضوء بيان البيت الأبيض.. لا فكاك للعلاقات الاستراتيجية مع السعودية تحليل

رغم جريمة قتل خاشقجي وتداعياتها

تحليلات 11:00 25.11.2018

الدور الأمريكي الذي يعد هو الأهم في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، لا يزال عرضة لتجاذبات دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة والمقاربة "الجائرة" بين ما تدعيه من قيم أخلاقية ومعايير الحرص على حقوق الإنسان، وبين واقع أن الأساس الذي يركن إليه صناع القرار يعتمد تغليب مصالح الولايات المتحدة الإستراتيجية على ما سواها.

طيلة عامين، ربط دونالد ترامب معظم سياساته في المنطقة بعلاقاته مع السعودية، واختار الرياض محطة أولى لأول جولة خارجية قام بها بعد وصوله إلى البيت الأبيض، في دلالة على أهمية المملكة لإدارته وللولايات المتحدة؛ كما أن صهره جاريد كوشنير هو الآخر يلعب أدوارا مهمة بصياغة علاقات البلدين من خلال العلاقة الوثيقة التي تربطه بولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

لا شك أن هناك رؤية خاصة لدى الرئيس الأمريكي تتعلق بعلاقات بلاده مع المملكة العربية السعودية، كانعكاس للتنافس بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري داخل الكونغرس، حيث يشدد معظم أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب من الحزب الديموقراطي وقلة من الحزب الجمهوري على ضرورة "إعادة تقييم العلاقات مع السعودية"، واتخاذ الولايات المتحدة موقفا أكثر "حزما" ضد المملكة العربية السعودية.

تأتي هذه المواقف خلافا لتوجهات الرئيس دونالد ترامب الذي يعتقد انه سيكتفي بالعقوبات التي فرضتها وزارة المالية الأمريكية على 17 شخصا سعوديا، أو عقوبات أخرى إذا كانت تتفق مع مقتضيات الأمن القومي الأمريكي والمصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة في علاقاتها مع السعودية في مكافحة الإرهاب والتصدي للنفوذ الإيراني وما يتعلق بسوق النفط العالمي ومبادرة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ويتمسك الرئيس ترامب بالعلاقات مع السعودية وبقاءها "شريكا ثابتا" لضمان مصالح بلاده "وإسرائيل وجميع الشركاء الآخرين في المنطقة"، وهو هدف يعتقد أنه يقود للقضاء التام على "الإرهاب في جميع أنحاء العالم".

البيان الذي صدر عن البيت الأبيض، مساء الثلاثاء 20 نوفمبر/ تشرين الثاني، على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكد على أن العلاقات بين البلدين "لن تخرج عن مسارها"؛ وهي علاقات وصفها وزير الخارجية الأمريكي جورج بومبيو، بعد بيان البيت الأبيض بأنها "شراكة تاريخية"، وأن الرئيس ترامب سيستمر في التشبث بالعلاقات مع المملكة العربية السعودية.

الرئيس دونالد ترامب في بيان البيت الأبيض أكد على أنه "سيدرس الأفكار التي يطرحها أعضاء الكونغرس بخصوص السعودية شرط توافقها مع أمن الولايات المتحدة".

وتحاول إدارة الرئيس الأمريكي تجاوز أي مخاوف تشير إلى تورط ولي العهد بمقتل جمال خاشقجي عبر بيان البيت الأبيض الذي يؤكد على التمسك بعدم خروج العلاقات بين البلدين عن "مسارها"، ما قد يثير غضب أعضاء في الكونغرس ودول أوروبية حليفة للولايات المتحدة تضغط باتجاه تحميل ولي العهد المسؤولية المباشرة عن مقتل خاشقجي.

مسؤول في الخارجية الأمريكية كشف لشبكة ""إيه بي سي" الأمريكية في البيت الأبيض، أنه اطلع على نسخة من تقرير وكالة المخابرات الأمريكي (سي آي إيه) خلص إلى أن ولي العهد السعودي "أمر بقتل الصحفي السعودي" معتبرا أن هذا "أمر بديهي".

لكن، وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في تصريحات سبقت بيان البيت الأبيض أدلى بها لصحيفة "الشرق الأوسط"، الثلاثاء 20 نوفمبر/تشرين الثاني، اعتبر ما يتم تداوله عن "استنتاج" توصلت إليه وكالة المخابرات الأمريكية أفادت بأن ولي العهد "أمر" بقتل خاشقجي، مزاعم "لا أساس لها من الصحة تماما"؛ الجبير عدّ "الاستنتاج" مجرد "تسريبات لم يعلن عنها بشكل رسمي"، وهي "مبنية على تقييم، وليس أدلة قطعية".

وليس بعيدا عن فحوى كلام الوزير الجبير، تحدث بيان البيت الأبيض، الثلاثاء، عن أن الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية "ستواصل تقييم كل المعلومات المتعلقة بمقتل خاشقجي"، في حالة من عدم "اليقين" بمعرفة "الحقائق المحيطة بجريمة قتل جمال خاشقجي".

لم يجزم بيان البيت الأبيض بمسؤولية ولي العهد "المباشرة" عن مقتل جمال خاشقجي بشكل قاطع، بينما ترك الباب مفتوحا لمزيد من التكهنات التي من بينها، وفقا للبيان، "احتمال كبير أن يكون ولي العهد على علم بهذا الحادث المأساوي"، مع التشديد على أنه "ربما كان يعلم وربما لم يكن يعلم".

إلا أن ترامب في آخر موقف له، لا يستبعد أن يكون "ولي العهد السعودي كان لديه علم بهذا الحادث المأساوي" مستندا إلى مواصلة أجهزة المخابرات الأمريكية تقييم المعلومات المتاحة لديها بشأن مقتل خاشقجي.

قد تكون المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس الأمريكي تاركا مسافة كبيرة في العلاقات مع السعودية بين المملكة وولي عهدها، قد يفهم منه ابتعاده بشكل ما عن "التمسك" بالعلاقة مع ولي العهد والتركيز على العلاقات مع الدولة السعودية التي ينظر إليها على نطاق واسع أنها رهن "إرادة" وقرارات ولي العهد الذي يمسك بأهم مفاصل الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية.

غير أنه في الوقت ذاته، لا تنوي الولايات المتحدة، وفقا لبيان البيت الأبيض، الثلاثاء 20 نوفمبر/تشرين الثاني، إلغاء العقود العسكرية مع الرياض لأن ذلك "حماقة" ستكون "روسيا والصين أكبر المستفيدين" من ذلك.

وتعتزم الولايات المتحدة "أن تبقى شريكا راسخا للسعودية"، كون العلاقات معها هي ليست مع شخص ولي العهد إنما مع "المملكة العربية السعودية"، في عزل واضح بين التعامل الأمريكي مع دول ومع أشخاص، مثل ولي العهد الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع جاريد كوشنير المكلف بملف السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والذي يعوّل كثيرا على ولي العهد لإتمام ما يعرف بـ "صفقة القرن" التي تراجعت بعض خطواتها في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها.

في كل الأحوال، فإن قضية مقتل جمال خاشقجي دخلت منعطفا فارقا مع "استخلاص" وكالة المخابرات الأمريكية بأن ولي العهد هو من "أمر" بقتل خاشقجي، خلافا للرواية الرسمية السعودية التي طالما نفت علاقته بالجريمة.

لكن يبقى موقف الرئيس الأمريكي بعد "استخلاص" وكالة المخابرات الأمريكية وكيفية تعاطيه مع الدولة السعودية وولي عهدها مع اتجاه في الرأي العام الدولي ينحو قليلا باتجاه "تكذيب" أية رواية رسمية سعودية تستبعد مسؤولية محمد بن سلمان المباشرة عن مقتل جمال خاشقجي.

والأهم من كل ذلك، تبقى المصالح الاقتصادية والعلاقات الإستراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية والحفاظ عليها لخدمة المصالح الأمريكية في المقام الأول الذي يتقدم على ما سواه لدى راسمي السياسات الخارجية الأمريكية من الدائرة المحيطة بالرئيس الأمريكي، والذي أكد في آخر مواقفه المعلنة ببيان عن البيت الأبيض، الثلاثاء، على أن الولايات المتحدة "تعتزم أن تظل شريكا راسخا للسعودية".

 

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

وزير الخارجية المصري يبحث الملفات الإقليمية والدولية مع نظيرته الجنوب أفريقية
14:00 20.04.2024
مباحثات تركية- مصرية تتناول جهود وقف النار في غزة
13:30 20.04.2024
دولة فلسطين نحو اعترافات إضافية غداة الحجب الأمريكي لعضويتها الأممية
13:00 20.04.2024
ثوران جديد لبركان روانغ في إندونيسيا. وخطر تسونامي لا يزال قائماً
12:30 20.04.2024
انفجارات أصفهان.. القصة الكاملة للهجوم الإسرائيلي على إيران
12:00 20.04.2024
انطلاق الانتخابات العامة في الهند... وحزب مودي الأوفر حظاً
11:30 20.04.2024
الأمم المتحدة تستنكر التحطيم المتعمد للأجهزة الطبية بمستشفيات غزة
11:00 20.04.2024
أسطول الحرية مستعد للإبحار من تركيا لغزة. وتحذير لإسرائيل من أي هجوم
10:30 20.04.2024
إسرائيل تسعى إلى منع صدور أمر اعتقال بحق نتنياهو
10:00 20.04.2024
ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34 ألفا و12 شهيدا
09:30 20.04.2024
ميرزايف : نشهد أحداثًا تاريخية
09:00 20.04.2024
أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
جميع الأخبار