40 عاما على الانفتاح الصيني.. مكاسب تصطدم بقلق عالمي

اسات الإصلاح والانفتاح التي تبنتها هذه الخطوة، إلا أن البلاد بدأت تعود إلى مراحل ما قبل الإصلاحات، من الناحية السياسية والاجتماعية، بسبب ممارسات "شي جينغ بينغ".

تحليلات 13:00 25.11.2018

بعد مرور 40 عاما على انفتاحها على العالم الخارجي، وصلت الصين إلى مرحلة من التقدم والتطور باتت تنافس فيها الولايات المتحدة التي كانت الجهة المحفزة لهذا الانفتاح.

الانفتاح الذي جنت الصين ثماره من خلال تحقيق ثروات، يواجه حاليا تشديد بكين رقابتها الداخلية على المواطنين من خلال برنامج "الأخ الأكبر" للرقابة، الذي تقول السلطات إنه يهدف إلى ضبط المواطنين وتقييم أدائهم الاجتماعي.

وبعد مرور 4 عقود على انطلاق الانفتاح الصيني، قطعت البلاد شوطا كبيرا في التقدم تمثّل في كونها من أكبر بلدان العالم التي تمتلك احتياطي العملات الأجنبية بقيمة تقدر بـ 3.12 تريليونات دولار.

كما يُصنف الاقتصاد الصيني ثاني أكبر اقتصاد عالمي، إذ يبلغ حجمه 11 تريليون دولار، فيما تعد ثالث بلد من حيث الاستثمارات الأجنبية المباشرة بقيمة 170 مليار دولار.

وفي الوقت الذي كانت فيه حصة اقتصاد بكين لدى الاقتصاد العالمي 1.8 بالمئة عام 1978، ارتفع هذا الرقم إلى 18.7 بالمئة خلال عام 2017، بحسب معطيات صندوق النقد الدولي.

وشهدت الفترة بين عامي 1949 و1978، أي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية وحتى إعلان الانفتاح على الخارج، سفر 200 ألف مواطن فقط إلى خارج البلاد، فيما سافر العام الماضي وحده 130 مليون صيني إلى دول العالم.

ـ مهندس الانفتاح الخارجي

ويعد مهندس هذا الانفتاح الذي أطلق سنة 1978، هو الزعيم الصيني السابق دينغ شياو بينغ، أبرز الشخصيات السياسية في تاريخ الصين القريب.

وسبق إعلان "شياو بينغ" الانفتاح الصيني بعام واحد، زيارة أجراها إلى الولايات المتحدة استمرت 9 أيام.

ولعب "شياو بينغ" دورا كبيرا في نمو اقتصاد الصين، وتحقيقها لأهداف الرفاه الاجتماعي، متبعا في ذلك سياسة خارجية براغماتية.

وبفضل سياسات الإصلاح التي أطلقها، تم فتح الباب أمام الشركات الخاصة والحكومية للاستثمار في الأسواق الداخلية والخارجية بشكل أكبر.

إلا أن السياسات الخارجية هذه والقائمة على أهداف براغماتية متواضعة، بدأت تخلّف مكانها سياسات تحقيق النفوذ على نطاق عالمي بقيادة الرئيس الصيني الحالي شي جينغ بينغ.

حتى أن نفوذ بكين بات يشكل قلقا لدى بعض دول العالم، وبالأخص عقب إطلاقها مشروع "الحزام والطريق" العالمي، والذي يوصف بـ "طريق الحرير الحديث"، ويشمل 68 دولة، ما يعني أنه حملة لكسر الهيمنة الأمريكية على التجارة العالمية من جهة، ولتغيير معادلة النظام الدولي من جهة أخرى.

لكن رغم سياسات الإصلاح والانفتاح التي أطلقها "شياو بينغ"، إلا أن البلاد بدأت تعود إلى مراحل ما قبل الإصلاحات من الناحية السياسية والاجتماعية، بسبب ممارسات "شي جينغ بينغ".

ووفقا للدستور الجديد الذي تم التصديق عليه من قبل مجلس الشعب الصيني في مارس / آذار الماضي، ستكون مدة ولاية رئيس البلاد "غير محدودة" بعد أن كانت محددة بولايتين مجموعهما 10 سنوات من الحكم.

ومع انفتاح بكين باتجاه الغرب، بدأت الشركات الغربية نقل خطوط إنتاجها إلى الصين، مستغلة رخص اليد العاملة، لتحوّل بذلك هذا البلد إلى مصنع عالمي.

بالتزامن مع استمرار الصين في جذب رفاه دول الغرب، وخاصة أمريكا، إلى أراضيها، بدأ "شي جينغ بينغ" الذي وصل الحكم سنة 2013، بتشديد سياسات الرقابة في الداخل، وكان آخر هذه السياسات آلية "الأخ الأكبر".

وتسعى إدارة "شي" لتطبيق هذه الآلية في عموم البلاد بحلول عام 2020، في خطوة لتقييم السلوك الاجتماعي للمواطنين عبر تطبيقات الهواتف الذكية أو كاميرات المراقبة.

ـ المنافسة العالمية بين الولايات المتحدة والصين

ساهمت "الحرب التجارية" وحرب الضرائب التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الصين، في تبرير ممارسات نظيره الصيني لتقوية الجيش والقيام بدعايات قومية.

ولم تقف بكين مكتوفة الأيدي تجاه العقوبات والضرائب الإضافية التي فرضتها واشنطن عليها في مارس / آذار الماضي، بل اتخذت خطوة مماثلة بفرضها ضرائب إضافية على منتجات أمريكية بقيمة 60 مليار دولار، مقابل فرض واشنطن ضرائب على بضائع صينية بقيمة 250 مليار دولار.

ـ مشروع "الحزام والطريق" الصيني

أطلقت الصين مبادرة "الحزام والطريق" التي تهدف من خلالها إلى الانفتاح على العالم برا وبحرا، في خطوة اعتبرت سعيا من بكين لتوسيع نفوذها العالمي.

وفي إطار المشروع الذي يعد بمثابة إعادة إحياء لمشروع "طريق الحرير" التاريخي، قامت الصين باستئجار ميناء غوادر الباكستاني الاستراتيجي لـ 43 عاما.

ـ انتقادات للصين بسبب ممارستها "العبودية المعاصرة" في إفريقيا

إحدى المناطق التي ينتشر فيها النفوذ الصيني، هي البلدان الإفريقية التي تمنحها بكين قروضا منذ عام 2000، الأمر الذي دفع الرأي العام الدولي إلى توجيه اتهامات لها بممارسة "العبودية المعاصرة".

ويبلغ مجموع الديون والقروض التي منحتها الشركات الحكومية والبنوك الصينية للدول الإفريقية، 143 مليار دولار خلال الفترة بين عامي 2000 ـ 2017، ما دفع وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون إلى تحذير الزعماء الأفارقة من الحصول على قروض وديون من بكين، مقابل مخاطرتهم بسيادة أراضيهم.

وفي السياق نفسه، تعهدت الصين بتقديم مساعدات للدول الإفريقية بقيمة 60 مليار دولار على شكل هبة، وقروض دون فائدة، ومساعدات تنموية، ودعم الاستيراد.

ولم تقتصر العلاقات الصينية الإفريقية على المجال الاقتصادي فحسب، بل أنشأت بكين قاعدة عسكرية لها في جيبوتي التي تتميز بموقع استراتيجي في القارة السمراء.

رغم المباحثات واللقاءات الدولية والثنائية رفيعة المستوى بين المسؤولين الصينيين والأمريكيين، لم يتم التوصل بعد إلى نتائج أو تسوية ملموسة بخصوص الحرب التجارية المستمرة بينهما منذ مارس / آذار الماضي، فيما تتجه الأنظار في هذا الإطار إلى نتائج اللقاء المرتقب بين زعيمي البلدين في الأرجنتين على هامش قمة العشرين، نهاية نوفمبر / تشرين الثاني الجاري.

 

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
جميع الأخبار