ماذا يعني قصفُ الجيش السوري لإدلب؟

تحليلات 09:21 31.01.2019
العمل العسكري في خدمة السياسة، مستخدماً العنف لتحقيق أهداف ترسمها الدولة. هذا هو التعريف القانوني، وينطبق على قصف الجيش السوري لمنطقة إدلب منذ يومين الذي استهدف ظاهراً هيئة تحرير الشام الإرهابية «النصرة»، لكنه أصاب ومن حيث لا يدري الدور التركي في سورية الذي يسيطر على إدلب وعفرين وجيب حدودي كبير. ويريد بناء منطقة آمنة بعمق ثلاثين كيلومتراً داخل سورية تمتد من جرابلس الى المالكية المقابلة شرقاً لحدود العراق وقد يكتفي بأقل من ذلك استناداً الى اتفاقية أضنة.
العالم - مقالات وتحليلات
 
فهل اصاب هذا القصف تفاهمات آستانا وسوتشي بين روسيا وإيران وتركيا؟ أم أنه رسالة سورية روسية إيرانية الى «العثماني» الكامن في عواطف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لإفهامه أن اللعب على التناقضات قد انتهى؟
 
للإشارة فإن الدولة السورية وتحالفاتها تعاملوا مع أكثر من مئة ألف إرهابي عالمي دخل معظمهم الى سورية من حدود تركية بإشراف كامل من مخابراتها.
 
نفذ هؤلاء الإرهابيون ثلاثة أنواع من الاستراتيجيات.
 
أميركية غربية خليجية.
 
إسرائيلية.
 
تركية عثمانية.
 
بالمقابل وضعت الدولة السورية وتحالفاتها الروسية الإيرانية ثلاث استراتيجيات تدريجية:
 
فركّزت أولاً على الخطة الأميركية مع شيء من العناية بالتحرّكين الإسرائيلي والتركي ونجحت بالانتصار على كامل الإرهاب المدعوم والمموّل والمغطّى من الأميركيين والأوروبيين والخليجيين، حتى أن السعودية والإمارات وجدتا أن الحلف التركي القطري انتصر عليهما في عملية احتواء الإرهاب السوري والدليل أن الحليفة المشتركة لهما مع تركيا والأميركيين أي منظمة «داعش» انهارت ومعها بعض التنظيمات المتطرفة مقابل نمو النصرة الإرهابية وتنظيمات موالية لأنقرة التركية التحقت علناً وسراً بالمخابرات التركية.
 
أدّى هذا الانتصار السوري إلى إحباط أميركي تجسّد بإعلان نية واشنطن بالانسحاب من سورية وغضب إسرائيلي يحاول عرقلة مشاريع الحلول بمختلف مصادرها.
 
أما على المستوى الإسرائيلي، فتمكّنت سورية من إصابتها في دوريها، دعم الإرهابيين في مناطق القنيطرة والملاصقة للجولان المحتل وإرباك الجيش السوري بقصف متقطّع لمواقعه بذريعة أنها مراكز إيرانية او لحزب الله.
 
وبدا أن انتصار سورية على مجاميع الإرهاب في محافظة حوران والقنيطرة ومجمل الجنوب السوري قضى على دور «إسرائيل» بإسناد الإرهابيين.
 
لجهة القصف فقد تمكّن الجيش السوري من استعمال منظومات دفاع جوي بوسعها التعامل النسبي مع القصف الجوي وتوسيعه ليصبح رداً على كامل مواقع الجيش الإسرائيلي في الجولان المحتل والكيان الإسرائيلي الغاصب.
 
وجاء إعلان أمين عام حزب الله في مقابلته التلفزيونية الأخيرة ليكشف عن معادلة العين بالعين والسن بالسن والصاروخ بصاروخين في سورية ولبنان والعراق معاً.
 
ماذا يعني هذا التطوّر؟
 
لا يمكن تفسيره إلا بأن الدور الإسرائيلي في سورية آخذٌ بالتراجع، لكنه يحاول البحث عن منظمات إرهابية أخرى او يترقب فشلاً في الحوار بين الدولة السورية والأكراد فيستفيد بعلاقة ما مع قوات سورية الديمقراطية او ما يعادلها.
 
لا بد هنا من الانتباه الى ان الاتراك لم يكونوا في هذه المرحلة في سبات عميق، وعندما لاحظوا أن الدور الأميركي السعودي لا يقبل بمشروع كونفدرالية كبرى للاخوان المسلمين وتبين لهم وجود اتجاه أميركي لإعادتهم الى داخل بلدهم على قاعدة سحب العصب العثماني منهم بانقلاب عسكري كاد يطيح أردوغان لولا دعم سري من روسيا وإيران، كما تأكدوا ان الاطاحة بالرئيس الاخواني محمد مرسي في مصر قضت على آخر آمالهم بدولة عثمانية جديدة.
 
وكان الاتحاد الأوروبي بدوره أنهى طموحاتهم بالانتساب اليه وتأمين مداخيل اقتصادية جديدة للأتراك في مدى اوروبي واسع وتوفير فرص عمل لمئات الآلاف من الشبان الاتراك واستيراد وتصدير مزدهرين.
 
كل هذه الأماني الاردوغانية تهاوت ولم يبقَ لديه الا سورية. وهذا تطلب من قادة انقرة الانفتاح على الروس وتعزيز مشروعهم السوري وتهدئة إيران.
 
هذه السياسة سمحت لهم ببناء تنظيمات إرهابية موالية لهم بشكل كامل وتأسيس منطقة آمنة داخل الحدود السورية والسيطرة على عفرين وادلب بواسطة النصرة وتنظيمات من صناعة مخابراتهم ونشر نقاط للجيش التركي في إدلب بموافقة من تفاهم استانا الذي يضم أيضاً روسيا وإيران.
 
هناك عناصر مستجدّة فرضت على سورية وروسيا الانتقال للتعامل مع الاستراتيجية العثمانية التركية. فهذه الأخيرة كانت مستفيدة من تركيز سورية وحلفائها على المخاطر الأميركية الخليجية الإسرائيلية فنجحت في السيطرة على مناطق سورية وتهرّبت من تنفيذ التزامات بضرب الإرهاب في إدلب، وتواصل إطلاق قرارات استعدادها لغزو شمال سورية وشرقها، بالذريعة التي لم يعد أحدٌ يصدّقها وهي ضرورة ضرب حزب العمال الكردي الإرهابي، حسب زعمها، وهذا حزب تركي موجود عندها.
 
ضمن ضرورة إنهاء هذه الاستراتيجية العثمانية قصف الجيش السوري منطقة إدلب، في اشارة الى بدء مرحلة تصفية الاحتلال التركي لمناطق في سورية وإنهاء الدور العثماني السياسي فيها.
 
فهل يجري هذا الأمر من دون موافقة روسيا وإيران؟
 
إعلان لافروف ان تركيا لم تلتزم باتفاقات استانا إنما هو اشارة الى الموافقة الروسية على القصف السوري، وإدانة العودة التركية الى اعتماد اساليب الفتنة العرقية بين العرب والأكراد والفرس من جهة والفتنة السنية الشيعية من جهة أخرى.
 
فالأتراك مصابون بإحباط من عودة بعض العرب الى سورية ومشروع الانسحاب الأميركي منها، وتراجع الدور الإسرائيلي فيها، لذلك يصرون على تسويات مع أميركا وروسيا في منطقة آمنة عند الحدود زاعمين أنها من حقوقهم بموجب اتفاق اضنة في 1998 وهم الذين يخرقون هذا الاتفاق منذ 2001.
 
بالنتيجة فإن الدور السياسي التركي الى تراجع مقابل صعود ملحوظ للدور السوري في الإقليم.
 
وهذا طبيعي لدولة تقاتل منذ ثماني سنوات في وجه تحالفات دولية وإرهابية غير مسبوقة بأحجامها.
 
لذلك تعود سورية إلى أداء دورين: داخلي وإقليمي لأنها نجحت في ارباك الاستعمار الجديد بدولتها وشعبها وجيشها الباسل.
 
د. وفيق إبراهيم - شام تايمز
الشيخ علي جمعة يحذر العالم من خطر يأجوج ومأجوج القادم من أرمينيا

أحدث الأخبار

هل يتم التوقيع على اتفاقية سلام بين أذربيجان وأرمينيا؟
17:33 28.03.2024
إلمان مصطفى زاده: لا يمكن المساس بكرامة الأذربيجانيين
16:12 28.03.2024
علي ناغيف: فرنسا تحرض أرمينيا على حرب جديدة
16:02 28.03.2024
وساطة أفريقية لحل الصراع المسلح في الكونغو الديمقراطية
13:45 28.03.2024
المعارض ديوماي يفوز بانتخابات الرئاسة السنغالية
13:30 28.03.2024
قائد كتائب القسام يحث العرب والمسلمين على الزحف نحو فلسطين
13:15 28.03.2024
هل تبدأ الحرب العالمية الثالثة ؟
12:53 28.03.2024
حالة من الفوضي تعم مطار باريس
12:28 28.03.2024
مستقبلات إسرائيل على ضوء الحرب الراهنة
12:15 28.03.2024
وكالة الإغاثة التركية تقدم سفينتين لنقل المساعدات مباشرة إلى غزة
12:00 28.03.2024
ذكري تأسيس الأجهزة الأمنية في أذربيجان
11:53 28.03.2024
واشنطن لا تدعم مشروع خط أنابيب الغاز بين باكستان وإيران
11:45 28.03.2024
مؤسسة دولية تتوقع انخفاض الجنيه المصري أمام الدولار بنهاية 2024
11:30 28.03.2024
مصر: مفاوضات سد النهضة استنزاف للوقت.. وإثيوبيا ستدفع الثمن
11:15 28.03.2024
محطة الضبعة النووية ستوفر لمصر 7.7 مليار متر مكعب غاز سنوياً
11:00 28.03.2024
رئيس الصين ينتقد الحواجز التكنولوجية خلال زيارة رئيس وزراء هولندا لبكين
10:45 28.03.2024
نشر معلومات جديدة عن الهجوم الإرهابي في روسيا
10:34 28.03.2024
رياح الجنوب تحمل الرمال الساخنة إلى جنوب شرق أوروبا
10:30 28.03.2024
آيرلندا تعتزم التدخل في قضية الإبادة المرفوعة ضد إسرائيل
10:15 28.03.2024
الفلبين تؤكد الإفراج عن طاقم ناقلة نفط محتجزة في إيران
10:00 28.03.2024
العراق يبرم اتفاقا لتوريد الغاز مع إيران لمدة 5 سنوات
09:45 28.03.2024
إسرائيل استهدفت 212 في غزة مدرسة بشكل مباشر
09:30 28.03.2024
أردوغان نبذل قصارى جهدنا لينعم إخواننا في غزة بالسلام
09:15 28.03.2024
ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 32 ألفا و490 شهيدا وأكثر من 74 ألف إصابة
09:00 28.03.2024
بيتر ثيس: أذربيجان أصبحت شريكًا مهمًا للناتو بعد الحرب الأوكرانية
18:30 27.03.2024
توفيق عباسوف: أرمينيا تسعي إلي دعم التوجهات المناهضة لأذربيجان في جورجيا
17:38 27.03.2024
الولايات المتحدة تفرض عقوبات علي الصين
16:09 27.03.2024
تواصل ردود الفعل على اتفاق جوجل وإسرائيل
16:03 27.03.2024
هجوم سيبراني صيني يضرب المملكة المتحدة ونيوزيلندا
15:06 27.03.2024
أوكرانيا وبولندا تكملان عقد المتأهلين إلى نهائيات يورو 2024
14:59 27.03.2024
من التالي بعد هجوم موسكو؟
14:07 27.03.2024
تحذير من رئيس صربيا بشأن خطر محتمل قد يعم البلاد
13:30 27.03.2024
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
13:23 27.03.2024
خبراء ينجحون في إذابة الثلج من على عدسة تليسكوب إقليدس
10:30 27.03.2024
الهجرة تتسبب بهلاك أو اختفاء أكثر من 63 ألف شخص في العقد الماضي
10:15 27.03.2024
هنية يلتقي عبد اللهيان في طهران... ويؤكد إسرائيل فشلت بتحقيق أهدافها
10:00 27.03.2024
الكاكاو يكسر حاجز الـ10 آلاف دولار للطن عالميا
09:45 27.03.2024
السعودية تستهدف دخول قائمة أكبر 10 دول في مجال السياحة
09:30 27.03.2024
الأزمة الطبية في مستشفيات قطاع غزة وصلت لمستوى لا يمكن تصوره
09:15 27.03.2024
18 قتيلا في إنزال جوي خاطئ للمساعدات على غزة
09:00 27.03.2024
جميع الأخبار