الصاروخ 'المتميز' وصل إلى شمال تل أبيب.. والقادم أعظم

تحليلات 15:44 27.03.2019
الصاروخ الذي أطلقته المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة ودمر مبنيين في شمال مدينة تل أبيب، لا يمكن تقييمه من زاوية الخسائر المادية أو البشرية، التي أوقعها في صفوف الإسرائيليين، وإنما من كونه يشكل بداية مرحلة نوعية جديدة، سيكون لها وقع الصدمة في دولة الاحتلال وقادتها، لأنه يسجل تآكل منظومة الردع الإسرائيلية الممثلة في القبب الحديدية أولا، وحدوث تطور نوعي غير مسبوق في سلاح الصواريخ الفلسطيني، جاء انعكاسا لإبداع العقول الفلسطينية التي تقف خلف تطوير قدراته التدميرية، ودقة إصابة أهدافه ثانيا.
 
شهر آذار (مارس) الحالي سيدخل التاريخ العربي على أنه شهر الجيل الجديد من الصواريخ التي لم تعد عبثية دون جدال، صواريخ باتت تضلل الرادات الإسرائيلية المتقدمة جدا، وتصل إلى أهدافها بدقة، مما يعني أن الأجواء باتت مفتوحة أمامها، ولم تعد البنى التحتية الإسرائيلية في مأمن، ونحن نتحدث هنا عن المطارات والموانئ وحتى مفاعل ديمونا النووي نفسه.
 
***
 
الصاروخ الجديد الذي حمل اسم 'جعبري 80'، نسبة إلى الشهيد أحمد الجعبري الذي اغتيل عام 2012، وصل مداه إلى 120 كم، وانطلق من مدينة رفح جنوب القطاع، وتؤكد معظم التقارير الأولية أن وحدة الصواريخ في جناح كتائب القسام هي التي تقف خلفه، وإن كان المتحدث الرسمي باسمها لم يعلن ذلك رسميا، ونجزم بأنه سيحقق المصالحة لأبناء القطاع، وسيوحدهم جميعا خلف فصائل المقاومة.
 
بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع في الوقت نفسه، وصف الهجوم بأنه 'وحشي'، وتوعد بالانتقام، وقرر قطع زيارته للولايات المتحدة فور ختام لقائه مع الرئيس دونالد ترامب في حركة 'مسرحية' بواعثها انتخابية محضة.
 
هناك عدة احتمالات للانتقام الإسرائيلي على هذه الصدمة المروعة التي صاعدت منسوب القلق والرعب لدى المستوطنين الإسرائيليين الذين كانوا يعتقدون أنهم في مأمن، يمْكن حصرها كالتالي:
 
أولا: أن يعطي نتنياهو الضوء الأخضر للجيش بشن هجوم شامل على قطاع غزة وإعادة احتلاله، والقضاء نهائيا على حركات المقاومة فيه، وعلى رأسها حماس والجهاد الإسلامي، وهذا أمر مستبعد كليا بالنظر إلى الانسحابين الإسرائيليين المهينين من غزة وجنوب لبنان.
 
ثانيا: أن يلجأ نتنياهو إلى أسلوبه المعتاد، أي شن غارات مكثفة على القطاع وإحداث أكبر حجم ممكن من الأضرار المادية، ولكن بأقل قدر ممكن من الأضرار البشرية لتجنب رد انتقامي، والاستعانة بالوسيط المصري كصديق.
 
ثالثا: إحياء سياسة الاغتيالات لقيادات حركة المقاومة، وهي السياسة التي توقفت في الفترة الأخيرة بعد التوصل إلى اتفاقات التهدئة بوساطة مصرية.
 
نتنياهو لا يريد حربا قبل أسبوعين من الانتخابات الإسرائيلية، ولكنه وبسبب هذه الانتخابات، والمنافسة الشرسة التي يواجهها لا يستطيع إلا أن يرد، وإلا ظهر بمظهر القائد الضعيف والجبان في مواجهة مقاومة تتصاعد وتيرتها، لا تتمثل في صواريخ القطاع فقط، وإنما في العمليات الفدائية النوعية في الضفة الغربية التي كان آخرها عملية سلفيت البطولية.
 
أيا كان الرد، فإن هذا الصاروخ أفسد احتفالات نتنياهو وترامب، ومن خلفهما اللوبي اليهودي في واشنطن بفرض 'الشرعية' الإسرائيلية على احتلال هضبة الجولان المحتلة، وكشف عن إرادة عربية إسلامية قوية بالعودة إلى خيار المقاومة، وإفشال صفقة القرن بالتالي، هذا أكثر ما تخشاه القيادة الإسرائيلية التي اعتقدت أن العرب استسلموا بالكامل، وباتت بعض حكوماتهم المطبعة ترى فيهم حلفاء استراتيجيين.
 
نتنياهو الذي هرول إلى القاهرة طالبا وساطة الرئيس عبد الفتاح السيسي لوقف الجولة الأخيرة والثالثة من الحرب في قطاع غزة بعد 48 ساعة من سقوط 500 صاروخ وقذيفة في العمق الإسرائيلي، ربما يخرج الخاسر الأكبر من هذه الحرب، لأن حركات المقاومة سترد بقوة أكبر، وصاروخ الجعبري الذي أصاب تل أبيب مجرد رسالة تحذير لما هو قادم.
 
***
 
الشعب الفلسطيني بات أمام خيارين: الأول الموت جوعا، أو الموت شهيدا، ونجزم بأن خياره الثاني هو المرجح، دون أي تردد.
الإسرائيليون وبمساعدة بعض الحكومات العربية فرضوا حصارا تجويعيا على مليوني فلسطيني، مرفوقا بكل أنواع الإذلال والمهانة، ويتوقعون أن يقذفهم هذا الشعب بالأرز والرياحين، إنهم لا يعرفون هذا الشعب الذي لم يتوقف عن النضال منذ مئة عام على الأقل.
 
صاروخ تل أبيب قد يكون 'فاتحة الشهية' للطبق الأدسم الذي سيليه، وربما يدفع بملايين من الإسرائيليين إلى الملاجئ بحثا عن السلامة، وهذا في حد ذاته ثلاثة أرباع الانتصار، والأهم من كل ذلك أن هذا الرد الصاروخي سيشجع أطرافا أخرى على الرد الانتقامي على أي عدوان يستهدفهم، ونحن نتحدث هنا عن الأشقاء السوريين واللبنانيين والإيرانيين أيضا.
 
غزة والضفة تتعانقان بحرارة على أرضية مقاومة الاحتلال، بنهجين يكملان بعضهما البعض، ويلتقيان على أرضية واحدة وهي جعل الاحتلال الإسرائيلي أكثر كلفة بشريا وماديا.. والأيام بيننا.
 
* عبدالباري عطوان ـ رأي اليوم
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
جميع الأخبار