ماذا تريد 'إسرائيل' من التحشيد العسكري قرب غزة؟!

تحليلات 18:00 28.03.2019
أثارت الحشود العسكرية الكبيرة لقوات الجيش الاسرائيلي على حدود قطاع غزة حفيظة الكثيرين من وجود نية لتنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد قطاع غزة، ردا على الصاروخ الذي سقط على أحد المنازل في منطقة هشارون الأثنين الماضي.
 
ليس سرا أن هذه هي المرة الأولى التي يستنفر فيها الجيش الاسرائيلي قوات كبيرة بهذا العدد منذ انتهاء حرب 2014، حيث يدور الحديث عن استدعاء ما يقارب فرقة مقاتلة بقيادة أركانها، ما يعني أن قيادة القوات انتقلت الآن من قائد فرقة غزة العميد أليعزر تولدينو إلى قائد المنطقة الجنوبية اللواء هرتسي هليفي، كما حصل في حرب 2014 عندما تولى قائد المنطقة الجنوبية آنذاك اللواء سامي ترجمان قيادة المعركة التي شارك فيها ما يقارب فرقتين مقاتلتين.
 
وهنا نستعرض بعض السيناريوهات وتقديرات الموقف التي من شأنها أن تفسر أسباب حشد هذا العدد من القوات:
 
التقدير الأول: أن الحديث يدور عن اجراءات اعتيادية معد لها مسبقا تقضي بإرسال تعزيزات إلى فرقة غزة من أجل التعامل مع مليونية العودة التي من المقرر أن تخرج يوم السبت المقبل في الذكرى السنوية الأولى لانطلاق مسيرات العودة، ولكن السؤال؟ هل يستدعي ذلك الأمر حشد مثل هذا العدد من القوات لمنع المتظاهرين من تخطي الجدار باتجاه الأراضي المحتلة؟ والإجابة هي بالطبع لا، فالجيش لم يسبق له أن حشد مثل هذه الأعداد في ذروة غليان مسيرات العودة المعروفة بأحداث 14 مايو التي استشهد فيها عشرات الفلسطينيين.
 
التقدير الثاني: أن الجيش الاسرائيلي لا يخاطر، ولهذا حشد هذا العدد من القوات تحسبا لاتساع رقعة المواجهة نحو عملية عسكرية واسعة قد تتضمن الزج بالقوات البرية إلى داخل قطاع غزة، وإن كان هذا السيناريو لم تتجاوز نسبته أكثر من 10% حتى هذه اللحظة، حيث أنه هذه النسبة قد تزيد أو تنقص وفقا لتطورات الموقف الميدانية.
 
التقدير الثالث: أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يريد أن يغتنم الفرصة لتنفيذ عملية عسكرية ضد غزة تنقذه من مأزقه السياسي وتنعكس آثارها على صناديق الاقتراع لصالح حزب الليكود في الانتخابات المقبلة، وهنا لا بد من توضيح عدة أمور:
 
1-هناك شبه إجماع لدى المنظومة السياسية والأمنية الاسرائيلية بعدم نجاعة العمل العسكري مع قطاع غزة ، ما لم يكن الهدف منه تحقيق الحسم الذي يتغذى على الردع والذي لن يتأتى إلى بتنفيذ حرب شاملة ضد القطاع لإسقاط حكم حماس، وهذا ما تخشاه القيادة الاسرائيلية في هذه المرحلة خوفا من الثمن الباهظ الذي ستدفعه "إسرائيل" إزاء هذه الحرب، ولكن إذا ما وصلت "إسرائيل" إلى نقطة اللاعودة فإنها ستضطر راغمه لدخول هذه الحرب في المرحلة الحالية.
 
2-سيحرص نتنياهو حاليا على الإمساك بالعصاة من المنتصف، فهو لا يريد أن يصل إلى نقطة اللا عودة نحو حرب شاملة قد تستمر لأشهر إن لم تكن لسنوات للقضاء على حكم حماس، حيث أنه يعي جيدا بأن العودة بدون حسم من أي عملية عسكرية جديدة ستكون بمثابة انتهاء حياته السياسية، ولذلك سيكون هو الأحرص على عدم توسيع التصعيد نحو مواجهة عسكرية جديدة مع غزة .
 
3-جبهة غزة تختلف عن غيرها من الجبهات، فهي تفتقر للأهداف العسكرية التكتيكية التي من الممكن تحقيقها من خلال عملية عسكرية محدودة كما كان في السابق، وهذا ما دفع رئيس الأركان السابق الجنرال غادي أيزنكوت لقول العبارة المشهورة على لسانه " لا يوجد لدينا ما نفعله في غزة وأن مشكلة غزة سياسية واقتصادية بالدرجة الأولى ".
 
التقدير الرابع: أن الحديث يدور عن خداع عسكري مدروس يمارسه الجيش الاسرائيلي للفت الأنظار عن الجبهة الشمالية، وأنه يخطط لتوجيه ضربة للجولان السوري للقضاء على خلايا حزب الله والقوات الإيرانية المنتشرة هناك، وهذا أمر محتمل وممكن لعدة أمور من بينها :
 
1-أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يدرك بأنه من الممكن أن تحقق مثل هذه الضربة صورة نصر لـ"إسرائيل" تنعكس اثارها على صناديق الاقتراع لصالح حزب الليكود في الانتخابات المقبلة، وذلك في ظل وجود تهديدات عسكرية واضحة في الجولان تشكل خطرا كبيرا على الأمن القومي الإسرائيلي بإجماع جميع المستويات السياسية والعسكرية في "إسرائيل".
 
2-مقدرة الجيش الاسرائيلي على ضبط المعركة والتحكم بها في تلك الجبهة نظرا لطبيعة سوريا المعقدة في ظل نفوذ الكثير من الأطراف الإقليمية والدولية في سوريا بما في ذلك روسيا والصين وأمريكا.
 
3-ما تناولته وسائل الإعلام من أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قد عرض على الرئيس الأمريكي يوم أمس الاثنين خطة للقضاء على النفوذ الإيراني في سوريا، كما أن ترامب قد رحب بها، بالتزامن مع اعترافه بالسيادة الاسرائيلية على هضبة الجولان.
 
4- اللقاء الأخير بين الرئيس الروسي بوتين ونتنياهو في موسكو، والذي جاء في إطار الزيارة الأخيرة التي أجراها نتنياهو إلى روسيا برفقة قائد سلاح الجو وركن الاستخبارات بالجيش الإسرائيلي، حيث إن الزيارات التي يرافقه فيها مثل هؤلاء الضباط الكبار يتركز فحواها في الشؤون العسكرية والأمنية.
 
5- ما كشفته وسائل الإعلام الإسرائيلية قبل أسابيع عن خلايا حزب الله العسكرية في الجولان ومصانع الأسلحة والصواريخ الإيرانية في الجولان، حيث أن الحديث يدور عن تعمد نتنياهو نشر ذلك وتسليط الضوء على هذه التهديدات تمهيدا لتوجيه ضربة عسكرية للقضاء على هذه الخلايا حسب التوقعات، فلو أنه لا يرغب بإشعال جبهة الجولان لما نشر مثل هذه المعلومات التي تمتلكها الاستخبارات الإسرائيلية منذ سنوات في هذه الأوقات .
 
6- الشكوى التي قدمتها "إسرائيل" إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من التواجد العسكري لحزب الله وايران في الجولان السوري، فعادة ما يلحق مثل هذه الشكاوي عمل عسكري.
 
بقلم: المتخصص بالشأن الإسرائيلي عبيدة مدوخ - عكا
علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

أمير الكويت يتلقى رسالة من رئيس وزراء باكستان حول العلاقات الثنائية
10:30 25.04.2024
السيسي يحذر من التداعيات الكارثية لأي عملية عسكرية في رفح
10:16 25.04.2024
الأردن يحدد 10 سبتمبر موعداً لإجراء انتخابات مجلس النواب
10:00 25.04.2024
الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق مستقل في التقارير عن مقابر جماعية بمستشفيين بغزة
09:45 25.04.2024
أردوغان يعلن وقف العلاقات التجارية المكثفة مع إسرائيل
09:30 25.04.2024
ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 34 ألفا و262
09:15 25.04.2024
الصحفيين الأوزباك يزورون مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
09:00 25.04.2024
الملك سلمان يدخل المستشفى لإجراء "فحوصات روتينية"
17:00 24.04.2024
بلينكن يزور الصين للمرة الثانية في أقل من عام
16:30 24.04.2024
علييف يتحدث عن حرب غزة
16:00 24.04.2024
قري قازاخ الأذربيجانية الأربع في الإعلام العالمي
15:00 24.04.2024
مصر ترحب بالقرار الأذربيجاني الأرميني
13:45 24.04.2024
الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
13:30 24.04.2024
تزايد الدين العام يهدد التصنيف الائتماني لفرنسا
13:00 24.04.2024
جامايكا تعترف رسميا بدولة فلسطين
12:30 24.04.2024
ذعر أممي من المقابر الجماعية في غزة... ومطالبات بتحقيق
12:00 24.04.2024
في زيارة علنية نادرة... مسؤولون من كوريا الشمالية يصلون إلى إيران
11:00 24.04.2024
موسكو: تدريبات الناتو في فنلندا "عمل استفزازي"
10:30 24.04.2024
ميرزايف يتحدث عن حرق العلم الأذربيجاني والتركي في أرمينيا
10:00 24.04.2024
7 قتلى و15 جريحاً في حادث سير بالجزائر
09:30 24.04.2024
الصليب الأحمر: إجلاء مليون مدني من رفح "غير ممكن"
09:00 24.04.2024
تفعيل نظام مير الروسي في مصر.. انعكاسات مهمة على السياحة والتبادل التجاري
18:00 23.04.2024
مشروع مسام ينتزع 857 لغماً في اليمن خلال أسبوع
17:30 23.04.2024
علي موسي إبراهيموف: الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل
17:07 23.04.2024
شنجن للخليجيين لمدة 5 سنوات من أول طلب
17:00 23.04.2024
مسجد باريس يعرب عن قلقه بشأن تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي حول التسلل الإسلامي
16:00 23.04.2024
مصر تؤكد السيطرة على حدودها مع غزة
15:30 23.04.2024
وصول المعتمرين الإيرانيين المدينة المنورة بعد توقف 9 سنوات
15:00 23.04.2024
ميرزاييف: "السياسات الأرمينية العدائية قادتها إلى الهاوية"
14:00 23.04.2024
تورال إسماعيلوف : إيران تري أن أذربيجان تمثل تهديدًا لها
13:00 23.04.2024
تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر
12:15 23.04.2024
وفد من البنتاجون يزور النيجر لمناقشة انسحاب القوات الأمريكية
12:00 23.04.2024
بدأ عملية تحديد إحداثيات الحدود الأذربيجانية الأرمينية
11:50 23.04.2024
سلطان عُمان يزور الإمارات ويبحث مع محمد بن زايد التعاون والعمل المشترك
11:45 23.04.2024
زيارة أردوغان للعراق. دلالات على مرحلة جديدة من التعاون
11:30 23.04.2024
إيران وباكستان تبحثان إصلاح العلاقات بعد توترات حدودية
11:16 23.04.2024
أمير قطر يبدأ اليوم زيارة لبنجلاديش لتعزيز التعاون الاقتصادي
11:00 23.04.2024
القمة الثلاثية في تونس تناقش تحديات أمنية واقتصادية مشتركة
10:46 23.04.2024
الشيخ مشعل الأحمد يبدأ زيارة دولة للأردن
10:30 23.04.2024
الرئيس الألماني يزور تركيا حاملاً 60 كيلوجراماً من الشاورما
10:16 23.04.2024
جميع الأخبار