الخلايا النائمة لحفتر.. هل ينجح سيناريو بنغازي في طرابلس؟

قصف قوات حفتر لحي أبو سليم بالصواريخ أسقطت عنه الغطاء الأخلاقي وقد تحرمه من تعاطف سكان العاصمة

تحليلات 15:00 21.04.2019

مع انطلاق هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يقود الجيش في الشرق، على العاصمة الليبية طرابلس، ومن عدة محاور، حتى ظهرت فجأة مجموعات مسلحة وأخرى مدنية خلف جبهات القتال، وأعلنت ولاءها لحفتر، مما شكل ذلك خنجرا في ظهر قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا.

فقبل أسابيع من بداية الهجوم على طرابلس، في 4 أبريل/ نيسان الجاري، خرجت مظاهرة صغيرة، شارك فيها العشرات، أعلنت دعمها للعملية العسكرية التي كان يقوم بها حفتر للسيطرة على مدة الجنوب.

وبعد تحرك قوات حفتر للسيطرة على العاصمة، سيطرت مجموعة مسلحة على كوبري 27، الذي لا يبعد عن غرب طرابلس سوى بنحو 27 كلم، وأعلنت ولاءها للواء المتقاعد، وحتى وإن تدخلت قوات الوفاق بسرعة وأسرت جميع عناصر الكتيبة (128 شخصا أغلبهم دون سن الرشد)، إلا أنها كشفت أن لحفتر، خلايا نائمة خلف خطوط المواجهة، وحتى وإن كانت غير مدربة بشكل جيد إلا أنها مزودة بأسلحة خفيفة ومتوسطة وحتى بعربات مسلحة، مما يطرح تساؤلات حول كيفية إيصال هذه الأسلحة الثقيلة إلى ضواحي العاصمة دون أن تنتبه إليها الأجهزمة الأمنية للوفاق.

وفي مثال آخر، عن لجوء حفتر إلى الخلايا النائمة، سقوط مطار طرابلس الدولي، بسرعة في يد قوات حفتر، مما دفع قائد الأركان السابق يوسف المنقوش، في تصريح صحفي، بالقول إن "القوة التي تحركت إلى مطار طرابلس الدولي، قوة محلية من المنطقة الغربية، وأشار إلى منطقة السواني القريبة من المطار.

ورغم طرد هذه القوة من المطار القديم، إلا أنها سيطرت على منطقة السواني، التي تبعد عن وسط طرابلس، نحو 30 كلم، وتمكنت قوات قادمة، على الأغلب، من مدينة الزهراء، بمنطقة ورشفانة، من الالتحام بالقوة المحلية في السواني، حيث تجري حاليا معارك شرسة.

كما تحدثت مواقع إخبارية عن قيام مظاهرات محدودة في منطقتي سوق الجمعة، شرقي طرابلس، وغوط الشعال، غربي العاصمة، وأظهرت صفحات للتواصل الاجتماعي موالية لحفتر، صور فيديو لإشعال نيران ليلا على طريق معزول، بسوق الجمعة، لم يتسن للأناضول التأكد من صدقيته.

لكن أول إعلان لـ"الخلايا النائمة" لحفتر، ظهر في بيان الثلاثاء، تحت اسم "حراك طرابلس"، أعلن فيه دعمه للهجوم الذي تشنه قوات حفتر على العاصمة ومحيطها.

وتحدث البيان "المجهول"، عن تشكيل غرفة عمليات، تحت اسم "لجنة الترتيبات الأمنية بين طرابلس والقوات المسلحة"، مكونة من عناصر وقيادات من الشباب، تتواصل مع قوات حفتر بشكل مباشر، ومع المناضلين الفاعلين داخل طرابلس.

وأشار إلى وجود الكثير من أعضائه داخل العاصمة، وأنهم في انتظار ساعة الصفر، لفرض السيطرة الكاملة على العاصمة بالتنسيق مع الجيش الليبي

وهذا ما يفسر تقديم رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، تعليمات لوزارة الداخلية، بالقبض على "الخلايا النائمة" في طرابلس، عقب اجتماع مجلس الوزراء، في 9 أبريل/ نيسان الجاري.

** تجربة الخلايا النائمة ببنغازي

أسلوب الخلايا النائمة، استعمله حفتر، أول مرة في مدينة بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس)، فبعدما فشل في السيطرة على المدينة، بعد إطلاقه عملية الكرامة في 15 مايو/ أيار 2014، وخسر كل معسكراته به خلال مواجهات مع تحالف "مجلس شوى ثوار بنغازي"، لجأ إلى خيار الصحوات أو ما يسمى "الانتفاضات المسلحة"، التي انطلقت في 15 أكتوبر/ تشرين الأول من نفس العام.

واعتمد أسلوب حفتر، على إثارة النزعات الجهوية والإيديولوجية، حيث قام بتأليب سكان بنغازي، على العائلات المنحدرة من مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، وتحميل ثوار بنغازي وجماعة "أنصار الشريعة" بالوقوف وراء الاغتيالات التي كانت تحدث في بنغازي.

وفي الوقت الذي كان مقاتلو مجلس شورى ثوار بنغازي، يحاصرون قوات حفتر في قاعدة بنينا الجوية، التي تبعد 25 كلم شرق بنغازي، قام "الصحوات" (الخلايا النائمة) بقطع الطرق المؤدية للمدينة، وارتكبوا مجازر في حق عائلات مقاتلي ثوار بنغازي (الذكور) خاصة المنحدرين من مصراتة، كما هدموا بيوتهم.

وفي ظل هذا الوضع، اضطر "ثوار بنغازي" لفك الحصار على مطار بنينا، والتراجع إلى الأحياء الداخلية وسط المدينة، وكان ذلك نقطة الانعطاف في سير المعارك، وأخذ حفتر حينها زمام المبادرة، وبدأ هجومه المعاكس، لكنه استغرق ثلاث سنوات قبل السيطرة على كامل بنغازي.

** سقوط مدن في الجنوب والغرب بلا قتال

واستعمل حفتر أسلوب الخلايا النائمة خلال عملية السيطرة على مدن الجنوب، حيث دخل عدة مدن بدون قتال، رغم أنها يفترض أنها تابعة لحكومة الوفاق.

وفي المنطقة الغربية، دخل حفتر، عدة مدن دون قتال أيضا، على غرار صبراتة وصرمان وغريان، ولعبت الدعاية والإغراءات المالية، فضلا عن الوضع الاقتصادي والأمني المتردي في أغلب المدن الليبية، دفع مجموعات مسلحة وأفراد لإعلان ولائهم لحفتر.

وفي طرابلس، المدينة الأكبر في ليبيا، والتي تضم نحو مليوني نسمة، سعى حفتر لإحداث انتفاضة مسلحة من الداخل، وخروج مظاهرات مؤيدة له، خاصة وأن العاصمة يقطنها خليط من القبائل، وسكانها لديهم ولاءات متعددة.

لكن من أكثر القبائل الموالية لحفتر، والتي لها امتدادات داخل طرابلس، نجد قبيلة ترهونة (90 كلم جنوب شرق طرابلس)، التي تعتبر من أقدم القبائل الليبية التي استوطنت العاصمة، وكذلك قبيلة الزنتان (140 كلم جنوب غرب طرابلس)، لكن هذه القبيلة منقسمة الولاء بين حفتر وأسامة الجويلي، قائد المنطقة العسكرية الغربية، التابعة لحكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا.

لذلك فليس غريبا أن يكون لحفتر أنصار داخل طرابلس، وإن نجح هذا الأسلوب في السيطرة على بعض المدن المحيطة بالعاصمة، وأحياء بضواحيها الغربية والجنوبية بشكل مؤقت، إلا أنه من المستبعد تكرار سيناريو بنغازي، بالنظر إلى كثافة القوات المتواجدة بالعاصمة، خصوصا بعد وصول تعزيزات من مصراتة والزنتان، إلا أن الخلايا النائمة لحفتر ستظل تشكل تهديدا لظهر القوات المدافعة عن طرابلس في أي لحظة. 

** أحلام حفتر تتحطم على أسوار أبو سليم

راهن حفتر، على وقوع نزاع بين قوات مصراتة وكتائب طرابلس، على غرار ما حدث من اقتتال في 2017، كما روجت دعايته الحربية، لإشاعة انسحاب كتيبة الأمن المركزي أبو سليم، بقيادة عبد الغني الككلي، من جبهات القتال خشية محاولة كتائب مصراتة اغتياله.

لكن هذه الدعاية لم تؤد إلى تفكك التحالف بين كتائب طرابلس ومصراتة والزنتان والزاوية، بل أدى هجوم حفتر على طرابلس لتوحيد أقوى كتائب الغرب الليبي بعد خلاف واقتتال بينهم، مما أدى إلى وقف زحف قوات حفتر، التي توغلت إلى غاية منطقة صلاح الدين، بعين زارة، جنوبي العاصمة.

لم يكن يفصل بين قوات حفتر وحي أبو سليم، والذي يعد أكبر حي في طرابلس من حيث الكثافة السكانية، سوى بضع كيلومترات، وكان حفتر يأمل في أن يسيطر على الحي المحاذي لمشارف وسط العاصمة، خلال الأسبوع الأول من الهجوم، إلا أنه بدلا من ذلك تراجعت قواته كيلومترات أخرى إلى الوراء أمام مقاومة شرسة لقوات الوفاق؛ وخاصة كتائب ثوار طرابلس، والأمن المركزي أبو سليم، والكتيبة 301 (الحلبوص) من مصراتة.

ويبدو أن قوات حفتر، بعد أن عجزت عن الوصول إلى حي أبو سليم، كما لم تتفجر انتفاضة مسلحة في الحي، أو انسحاب كتائب طرابلس من الجبهة، قامت بقصف الحي بصواريخ غراد، التي يبلغ مداها ما بين 20 إلى 40 كلم، للإيحاء بأنها تقدمت إلى مشارف أبو سليم.

غير أن نتائج القصف كانت عكسية، بعد أن خلفت مقتل وإصابة العشرات، وسخطا شعبيا وأمميا من هذه الجريمة، التي دفعت سكانا في طرابلس للخروج في مظاهرات للتنديد بها، مما شكل ذلك إحراجا لقوات حفتر أمام الرأي العام، وخسارة أخلاقية قد تفقده تعاطف سكان طرابلس، الذين كان يعول عليهم للانتفاض ضد قوات الوفاق.

وفي تصريح سابق للأناضول، قال الكاتب الليبي المختص بالشؤون الميدانية جهاد الباجقني، إنه كانت هناك خيارات أخرى لحفتر، تتمثل في "تحريك الخلايا النائمة التابعة له في طرابلس للظهور العلني لصالحه، غير أنه بعد قصف الثلاثاء، فإنه الآن خيار منته، فلن يجرؤ أحد على الخروج لصالحه".

فجريمة قصف سكان حي أبو سليم، لا شك أنها نزعت الغطاء الأخلاقي، عن قوات حفتر، وقد تكون بداية تخلي أنصاره وحلفائه، وربما حتى قادته عنه، وعن أحلامه بحكم ليبيا.

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
مارتن ليجون : فرض العقوبات علي إيران ليس حلًا
15:00 17.04.2024
دميتري سولونيك : هذا لن يساهم في استقرار المنطقة
14:00 17.04.2024
خبير سياسي: أرمينيا تسعي إلي أن تكون السعودية وسيطًا في أزمتها مع أذربيجان
13:00 17.04.2024
راي كريم أوغلو : الادعاءات التي قدمتها أرمينيا في محكمة العدل ليست إلا "أكاذيب"
12:25 17.04.2024
مصر وتركيا لترسيخ العلاقات بعد إنهاء القطيعة
12:00 17.04.2024
كيف تتعامل مصر مع تداعيات استمرار التوتر في البحر الأحمر؟
11:45 17.04.2024
سلطنة عمان: سيول تودي بحياة أكثر من 16 شخصا جلهم من التلاميذ
11:30 17.04.2024
رئيسي يتوعد برد واسع وموجع على أدنى عمل يستهدف مصالح طهران
11:15 17.04.2024
رئيس وزراء باكستان يستقبل وزير الخارجية السعودي
11:00 17.04.2024
تركيا تدير علاقاتها مع إيران وأمريكا بحذر
10:45 17.04.2024
فريق التوعية بمخاطر الذخائر المنفجرة يجري دورات للتوعية بمخاطر الذخائر المنفجرة
10:36 17.04.2024
بوتين يبحث هاتفيا مع الرئيس الإيراني الأزمة في الشرق الأوسط
10:30 17.04.2024
العمانية للغاز توقع اتفاقية توريد مع جيرا اليابانية لمدة 10 أعوام
10:15 17.04.2024
السعودية وباكستان تبحثان تكثيف التعاون الأمني والاستراتيجي
10:00 17.04.2024
الأمم المتحدة تعثر على قنابل غير منفجرة تزن ألف رطل في مدارس بغزة
09:45 17.04.2024
الأمم المتحدة تدعو إسرائيل للتوقف عن المشاركة في عنف المستوطنين
09:30 17.04.2024
استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي
09:15 17.04.2024
أردوغان: نتنياهو هو المسؤول الوحيد عن أحدث توتر في الشرق الأوسط
09:00 17.04.2024
"ضد الهجوم الإيراني".. السعودية تعترف بمساعدة إسرائيل
22:12 16.04.2024
مطار دبي الثاني عالمياً بقائمة أكثر المطارات ازدحاماً في 2023
18:00 16.04.2024
توفيق عباسوف : هكذا تتعامل القوي العالمية مع قضايا المنطقة
16:00 16.04.2024
خبير إسرائيلي : إذا اندلعت حرب فإن إيران ستكون الخاسر الأكبر
14:21 16.04.2024
استمرار جلسات الاستماع في القضية التي رفعت ضد أذربيجان في محكمة العدل
13:34 16.04.2024
مركز ترتر الإقليمي للتدريب المهني يعقد دورة تدريبية لفريق إزالة الألغام النسائي
12:41 16.04.2024
جميع الأخبار