سريلانكا وميانمار: لماذا يتجدد العنف بين البوذيين والمسلمين؟

أغلب الدمار لحق بممتلكات مسلمين

تحليلات 19:30 21.04.2019

نشرت السلطات في سريلانكا قوات من الجيش وعناصر مكافحة الشغب في إقليم غالي لوقف أعمال العنف بين المسلمين والبوذيين، كما فرضت حظر تجوال لليلة الثانية على التوالي.

وأعلنت شرطة الإقليم اعتقال 19 شخصا بعد الحادث، وأكدت سيطرتها على الاضطرابات في المنطقة.

وبدأت أحداث العنف بين الغالبية البوذية والأقلية المسلمة بسبب حادث مروري، إذ صدمت دراجة يقودها بوذي امرأة مسلمة في الشارع.

وتصاعد التوتر بين الطائفتين هذا العام، بسبب توجيه بعض الجماعات البوذية المتشددة اتهامات للمسلمين بإجبار الناس على اعتناق الإسلام وتخريب مواقع أثرية بوذية.

وقالت الشرطة إنها اعتقلت امرأة بوذية نشرت أخبارا كاذبة مفادها أن مسلمين كانوا على وشك تنفيذ هجوم على معبد بوذي.

سريلانكا

أكثر من 20 هجوما على المسلمين على مدى الشهرين الماضيين في سريلانكا

ويأتي الإجراء الذي اتخذته الشرطة بعد وقوع أكثر من 20 هجوما على المسلمين على مدى الشهرين الماضيين، تضمنت إحراق شركات يملكها مسلمون وهجمات بقنابل حارقة على مساجد.

وفي عام 2014، قُتل ثلاثة مسلمين في أحداث شغب أججتها جماعات بوذية متشددة.

وفي عام 2013، أُصيب سبعة أشخاص على الاقل في العاصمة السريلانكية كولومبو، عندما قاد رهبان بوذيون المئات من أنصارهم إلى مهاجمة متجر لبيع الملابس يمتلكه مسلمون.

يُذكر أن عدد سكان سريلانكا يتجاوز 21 مليون نسمة، ويدينون بالبوذية والهندوسية والإسلام والمسيحية.

ويشكل البوذيون نحو 70 في المئة من السكان، في حين يشكل المسلمون نحو تسعة في المئة فقط.

وانزوى المسلمون بعيدا عن الأنظار بعد دحر الجيش لمقاتلي نمور التاميل عام 2009، لكن السنوات الأخيرة تشهد حملات كراهية يقودها رهبان بوذيون ضد الأقلية المسلمة.

فلم يهاجم الرهبان البوذيون المسلمين؟

من المبادئ الراسخة لدى الرهبان البوذيين عدم المبادرة بقتل نفس، وعدم اللجوء للعنف. ولعل هذه المبادئ هي ما يميز جوهر التعاليم البوذية مقارنة بأي دين آخر.

ومن هذا المنطلق، تبرز التساؤلات حول استخدام الرهبان لخطاب الكراهية ضد المسلمين، وأحيانا الانضمام إلى جماعات من الغوغاء في هجمات تسفر عن سقوط عشرات القتلى.

ميانمار

 كهنة بوذيون متشددون

ويتكرر الأمر ذاته في بلد يفصله المحيط الهندي عن سريلانكا بنحو ألف ميل، وهو بورما. وما يبعث على الحيرة أن هذين البلدين لا يواجهان تهديدا من جانب مسلحين إسلاميين. كما أن المسلمين في كلا البلدين يمثلون أقلية تتحلى بالسلمية.

ففي سريلانكا، يقود رهبان وأعضاء البودو بالا سينا - أحد الألوية البوذية - حملة ضد ذبح الدواجن والماشية على الطريقة الإسلامية. وينظمون مسيرات مناهضة، ويدعون إلى تحرك مباشر ومقاطعة أنشطة الاعمال التي يديرها مسلمون.

هذا إلى جانب الشكوى المستمرة من زيادة حجم الأسر المسلمة.

والوضع في ميانمار أكثر خطورة. والعداء للمسلمين هناك تتزعمه جماعة (969) بقيادة الراهب اشين ويراثو، الذي حُكم عليه بالسجن عام 2003 لاتهامه بالتحريض على الكراهية الدينية، وأُفرج عنه عام 2012. ويشير إلى نفسه بـ "بن لادن بورما".

التذمر الاقتصادي

ولعل من الأمور ذات الدلالة والمغزى أن أعمال العنف ضد المسلمين تبدأ في متاجر، إذ تستغل الحركات المناهضة للمسلمين حالة التذمر الاقتصادي على نحو يجعل الأقلية الدينية دوما كبش فداء للآمال والطموحات المحبطة للأغلبية.

ميانمار

 موقف حكومة ميانمار من أزمة الروهينجا أثار انتقادات كثيرة

وتتنافى الأفكار العدوانية مع التعاليم البوذية، التي تدعو إلى القضاء على العدوانية من خلال التأمل، بحيث ينمو التعاطف تجاه جميع الكائنات.

وبغض النظر عن كيفية بدء الديانة البوذية، إلا أنها في مرحلة لاحقة دخلت في اتفاق مع سلطة الدولة. ولجأ الرهبان البوذيون للملوك، الذين كانوا مسؤولين عن العنف، من أجل الحصول على الدعم والتأييد. في حين لجأ الملوك إلى الرهبان لإصباغ صفة الشرعية الشعبية التي لا تمنحها إلا هذه الرؤية الأخلاقية السامية.

المثل العليا

ويبرر النشطاء المسيحيون والإسلاميون وزعماء "الأمم المحبة للحرية" ما يرون أنه أعمال عنف ضرورية باسم المصلحة العليا والخير الأسمى، والحكام والرهبان البوذيون ليسوا استثناءا.

وأحد أشهر الملوك في تاريخ سريلانكا هو دوتوغامانو، الذي تروي ملحمة ماهافامسا تاريخ توحيده للجزيرة في القرن الثاني قبل الميلاد.

وتروي الملحمة أنه انتقى 500 راهب وخاض بهم حربا ضد ملك غير بوذي.

وبرر حكام ميانمار، الذين أُطلق عليهم اسم "ملوك الصلاح"، الحروب بأنها كانت باسم ما وصفوه بالعقيدة البوذية الحقيقية.

الهوية الوطنية

ونهضت البوذية بدور رائد في الحركات الوطنية التي ظهرت في ميانمار وسريلانكا، بغية التحرر من نير الإمبراطورية البريطانية. وأفضى ذلك أحيانا إلى أعمال عنف.

والاكثر أهمية أن الكثير بدأ يشعر بأن البوذية جزء لا يتجزأ من هويته الوطنية، وأن موقف الأقليات في هذه الدول المستقلة حديثا لا يبعث على الراحة.

ميانمار

 لاجئون من الروهينغا تعرضوا لاعتداء في سريلانكا

وفي عام 1983، اندلع توتر عرقي في سريلانكا تحول إلى حرب أهلية. ففي أعقاب مذبحة مناهضة للتاميل، سعت جماعات انفصالية تاميلية في شمال وشرق الجزيرة إلى الانسلاخ عن الحكومة التي تهيمن عليها أغلبية سنهالية.

وخلال الحرب، وقعت أسوأ أعمال عنف ضد المسلمين في سريلانكا على يد متمردي التاميل. وبعد ان وضعت الحرب الدموية أوزارها بهزيمة المتمردين عام 2009، يبدو أن غضب الأغلبية وجد هدفا جديدا في الأقلية المسلمة.

وفي ميانمار، استخدم الرهبان البوذيون نفوذهم الأخلاقي لتحدي الحكم العسكري في البلاد، والجدل الدائر بشأن الديمقراطية، في ثورة عام 2007. واختار الرهبان آنذاك الاحتجاجات السلمية لتحقيق أهدافهم.

والآن يستخدم بعض الرهبان نفوذهم الأخلاقي لتحقيق هدف مختلف تماما. فمجتمع الرهبنة، المؤلف من 500 ألف راهب، لا يخلو من الغاضبين، خاصة أن أعدادا منهم أودعت الأديرة في الطفولة هربا من الفقر أو اليتم.

حماة البلاد

وطبيعة العلاقة بين المتطرفين البوذيين والأحزاب الحاكمة في البلدين غير واضحة المعالم.

فوزير الدفاع السريلانكي السابق، جوتابايا راجاباكسا، وصف الرهبان بأنهم "حماة البلاد والدين والعرق".

ميانمار

 أكثر من 500 ألف روهينجي فروا إلى بنغلاديش

ويبدو ان الرسالة المعادية للمسلمين لاقت صدى لدى بعض السكان.

وعلى الرغم أن البوذيين يمثلون أغلبية في البلدين، لكن يتفق الكثير منهم على ضرورة اتحاد بلادهم، وأن دينهم يواجه تهديدا.

ويعتقد الكثير من البوذيين أن الإسلام المتشدد يحتل بؤرة الصراعات الأكثر عنفا في العالم. فهم يشعرون أنهم هدفٌ لحملات تحويلهم عن دينهم تنظمها الديانات التوحيدية. كما يعتقدون أنه إذا كانت الديانات الأخرى تتسم بالغلظة، فمن الأفضل لهم أن يسلكوا نفس المسلك.

 

 

 

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
مارتن ليجون : فرض العقوبات علي إيران ليس حلًا
15:00 17.04.2024
دميتري سولونيك : هذا لن يساهم في استقرار المنطقة
14:00 17.04.2024
خبير سياسي: أرمينيا تسعي إلي أن تكون السعودية وسيطًا في أزمتها مع أذربيجان
13:00 17.04.2024
راي كريم أوغلو : الادعاءات التي قدمتها أرمينيا في محكمة العدل ليست إلا "أكاذيب"
12:25 17.04.2024
مصر وتركيا لترسيخ العلاقات بعد إنهاء القطيعة
12:00 17.04.2024
كيف تتعامل مصر مع تداعيات استمرار التوتر في البحر الأحمر؟
11:45 17.04.2024
سلطنة عمان: سيول تودي بحياة أكثر من 16 شخصا جلهم من التلاميذ
11:30 17.04.2024
رئيسي يتوعد برد واسع وموجع على أدنى عمل يستهدف مصالح طهران
11:15 17.04.2024
رئيس وزراء باكستان يستقبل وزير الخارجية السعودي
11:00 17.04.2024
تركيا تدير علاقاتها مع إيران وأمريكا بحذر
10:45 17.04.2024
فريق التوعية بمخاطر الذخائر المنفجرة يجري دورات للتوعية بمخاطر الذخائر المنفجرة
10:36 17.04.2024
بوتين يبحث هاتفيا مع الرئيس الإيراني الأزمة في الشرق الأوسط
10:30 17.04.2024
العمانية للغاز توقع اتفاقية توريد مع جيرا اليابانية لمدة 10 أعوام
10:15 17.04.2024
السعودية وباكستان تبحثان تكثيف التعاون الأمني والاستراتيجي
10:00 17.04.2024
الأمم المتحدة تعثر على قنابل غير منفجرة تزن ألف رطل في مدارس بغزة
09:45 17.04.2024
الأمم المتحدة تدعو إسرائيل للتوقف عن المشاركة في عنف المستوطنين
09:30 17.04.2024
استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي
09:15 17.04.2024
أردوغان: نتنياهو هو المسؤول الوحيد عن أحدث توتر في الشرق الأوسط
09:00 17.04.2024
"ضد الهجوم الإيراني".. السعودية تعترف بمساعدة إسرائيل
22:12 16.04.2024
جميع الأخبار