أطلق العدوان السعودي الإماراتي معركة جديدة باتجاه مدينة الحديدة الإستراتيجية، ولكن رغم التهويل الإعلامي استطاع الجيش اليمني واللجان الشعبية المدافعة عن المدينة من تحقيق مفاجئة مدوية بإدخال سلاح جديد تمكن من تفجير بارجة عملاقة وانسحاب البقية.
القائد الميداني في الجيش اليمني العميد عابد الثور في حوار خاص مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء أجاب عن العمليات العسكرية التي تخوضها القوى المدافعة عن الحديدة.
*هل تتوقعون تصعيد كبير من قبل قوى العدوان بعد حادثة اليوم وهل من مفاجئات جديدة؟
**إعلان تحالف العدوان عن بدء عملية "النصر الذهبي" فجر يوم الأربعاء 13 حزيران / يونيو لتحرير مدينة الحديدة الساحلية، وفي نفس الوقت الذي تحركت فيه السفن الحربية المعادية ومن ضمنها بارجة عملاقة ذات ثلاث مستويات للأبراج الحاملة للمدافع ذات العيارات الكبيرة وتحمل أكثر من كتيبتين مشاة لتنفيذ مهمة الإبرار على الشاطئ اليمني قبالة مدينة الفازة الساحلية من الجهة الجنوبية بحوالي عشرة كيلومترات، والتي تتمركز فيها وحدة مشاة ميكانيكية معادية من جنسيات متعددة، حتى تتزامن مهمة هذه الوحدة المعادية بتنفيذ عملية هجومية باتجاه تموضع قواتنا شرق الفازة بحوالي 5 كيلومترات، وفي نفس الوقت تتزامن مع وصول البارجة العملاقة المصحوبة ببارجات حربية مساندة بكافة الأسلحة والوسائط النارية المتعددة وكذالك الزوارق واللنشات البحرية، ولكن كانت قواتنا البحرية على أهبة الاستعداد للتعامل مع كافة الأهداف البحرية المعادية، وبأسلحة مناسبة، تفقد العدو سيطرته على المعركة البحرية كاملة..
وتم اختيار الهدف الأكثر فاعلية وقوة وتأثيراً على سير المعركة البحرية، وهي البارجة الرئيسية وتم استهدافها بصاروخين مناسبين وأصاباها إصابة مباشرة ومؤثرة وسمع دوي الانفجار الأول إلى مسافات بعيدة في البر وصلت إلى أكثر من ثلاثين كيلومترا،
وبعدها توالت الانفجارات المتتالية في البارجة وإشعال النيران في أغلب سطح البارجة، وانسحبت البوارج الأخرى المرافقة في اتجاهات مختلفة إلى الخلف باتجاه جزيرة زقر وجنوب الجزيرة بطريقة ملفتة للنظر وذلك من خلال الانتشار العشوائي الغير منظم، ومحاولات يائسة لزوارق ولنشات وسفن طبية وإطفاء وإسعاف للوصول والاقتراب من البارجة للقيام بأعمال الإنقاذ لما يمكن إنقاذه من طاقم البارجة وقوة الإنزال البحري والتي لا تقل عن ثلاثمائة مقاتل، وكذالك التحليق الكبير لطيران الجيش الاباتشي فوق منطقة البارجة التي تم استهدافها بدقة عالية، وتم إعطابها وإخراجها من الجاهزية، إضافة إلى حجم الخسائر في الأرواح والعتاد المحمول لقوات المشاة الميكانيكية، وتفيد التقديرات الأولية عن نسبة الخسارة 70% على اعتبار أن عمليات الإغاثة والإنقاذ تمت خلال الساعتين الأولى، وهذا ما لا تؤكده المشاهد على الواقع من خلال عمليات المراقبة المستمرة لوضع البارجة وتدميرها، والتي استمرت عمليات الإنقاذ إلى قرابة الساعة الثانية عشرة ظهراً، وهذا يعزز أن البارجة دمرت بشكل كبير وان حجم الخسائر في الأرواح أكثر من 70 %،
وتعتبر هذه العملية النوعية لقواتنا البحرية في غاية الأهمية والدقة، وإفشال محاولات العدو في تنفي المعركة البحرية الأقوى والأكبر باتجاه الحديدة في بدايتها ووضع قوات العدوان ودول الإسناد اللوجستي وعلى رأسها إسرائيل، في موقف حرج، كون الإدارة العامة للمعركة والفعلية هي إسرائيلية، ولعل المعارك السابقة التي خاضتها السعودية والإمارات كانت فاشلة وفقدت فيها 12 قطعة بحرية هامة، وتأتي هذه العملية لتؤكد ضعف القدرات البحرية المعادية وتؤكد قدرة قواتنا البحرية اليمنية على التعامل مع أي هدف بحري معادي مهما كان حجمه وتسليحه وعتاده ودعمه، وهنا إشارة إلى المستوى الذي وصلت إليه قواتنا البحرية من تطور في أسلحتها وقدراتها الدفاعية عن كامل الساحل اليمني، وحرمان الأعداء من تحقيق أي نتائج أو مكاسب عبر البحر رغم الفارق الكبير في حجم ونسبة البحرية المعادية وإمكانياتها وإسنادها، وهذه المعادلة تجعل من المعركة البحرية القادمة التي أعلنها تحالف العدوان باتجاه الحديدة في موضع الشك والضعف والفشل، وهذا ما أشارت إليه الكثير من المنظمات والدول والعسكريين من أن معركة الساحل الغربي التي تزعم الإمارات والسعودية القيام بها باتجاه الحديدة ستكون فاشلة وسوف تزيد من مخاطر أمن البحر الأحمر وسوف تؤثر على الملاحة البحرية الدولية، وسوف تعزز من قدرات القوات البحرية اليمنية،
عملية متزامنة
تزامنت هذه العملية مع عملية هجومية قامت بها قواتنا البرية باتجاه تموضع وانتشار قوات الأعداء في جنوب الفازة وباغتت العدو وأنزلت الهزيمة الساحقة في قواته والتي يصل قوامها إلى سريتين مشاه ميكانيكية، وأحبطت قواتنا كل مخططات العدوان التكتيكية وأربكت قراره، وكبدت الأعداء خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد واغتنام الكثير من الأسلحة والعتاد وأجبرت من تبقى على الفرار إلى الجنوب باتجاه الخوخة وحققت قواتنا ضربات رئيسية وموجهة لقيادة العدو وتشكيلاته الميدانية، وهنا إشارة لتمكن قواتنا من إشراك كل صنوف القوات في تنفيذ عمليتين في وقت واحد، وهذا ما لا كان يتوقعه العدوان،
*خلال زيارة الرئيس الفار هادي إلى الإمارات طلب رسمياً عدم مشاركة قوات حزب الإصلاح في معركة الحديدة، هل من محاولات للقاء مع قوات الإصلاح؟
**هادي لا يمتلك القرار في السماح للإصلاح بالمشاركة في معركة ما يسمى بتحرير الحديدة، أو منعه لأنه وببساطة القرار في يد السعودية وحليفها الجنرال علي محسن نائب الرئيس هادي، وهو الذي يقود القوات المعادية من مأرب والاتجاه الشرقي للبلاد ووضعه ليس بأفضل من هادي، اللهم إن الجنرال يخوض المعارك بإشرافه وقياداته التي يثق فيها، وهذا ما وسع دائرة الخلاف الكبيرة بين الإمارات والإخوان وحلفاء كلا منهما،
* الأمم المتحدة عبر مبعوثها البريطاني أعلنت عن مقترح لحل مسألة الحديدة، هل ممكن أن تقبلوا بالحل الأممي أم أن القتال مستمر حتى دحر العدوان؟
**المبعوث الأممي ومقترح حل مشكلة الحديدة لم توافق عليه الإمارات والسعودية، لأن فيه مخالفة لمخططات الإمارات في مشروع السيطرة الكاملة على البحر الأحمر وموانئها وبالتالي فشل المشروع الإسرائيلي في فرض الهيمنة الإسرائيلية على كل البحر الأحمر وخطوط الملاحة البحرية الدولية من خلال احتلال الإمارات لكل الجزر اليمنية والموانئ، وتحقيق هدف إنشاء السوق شرق أوسطية ومقرها في تل أبيب وإحكام السيطرة على خطوط التجارة العالمية وحركة النفط والغاز والطاقة النقل والملاحة الدولية.
*حذرت أمريكا خلال الفترة الماضية الأمارات من الهجوم على الحديدة كيف تقرؤون هذا التصريحات، هل من باب التهرب من المسؤولية؟
**رغم كل المحاذير للإمارات من مغبة إصرارها على احتلال الحديدة والتي قد تجعل الإمارات في مربع ضيق وقد تدخل بلاده في أزمة حقيقية وحرب واسعة مع اليمن وقوات صنعاء، وهذا نابع من تقديرات الدول صاحبة القرار والعسكريين من أن اليمن يمتلك قدرات هائلة للدفاع عن أرضه وساحله الغربي، وامتلاك اليمن لأسلحة غير معروفة وقد تكون ذات تأثير كبير وخطير على الإمارات والسعودية.