وقالت مصادر ان المشاركين في مشاجرة جماعية في حي بيشاتنيكي بموسكو من طرف كانوا من السكان الشيشانيين أصلاً ومن طرف آخر من السكان الأذربيجانيين أصلاً، ويعود سبب الصراع إلى الاهانات المتبادلة. ويقال أن المسئولين في بعثة الشيشان الدائمة والسفارة الاذربيجانية في موسكو لم يتصلوا بأطراف الحادث.
وكما أفاد موقع "العقدة القوقازية"، أن المصادر تفيد عن الشجار الجماعي بمشاركة السكان من الأصول الشيشانية في موسكو. وفقا لشهود العيان، أنه شارك أكثر من 100 شخصاً في شجار بالقرب من مقهى "Neolith" في شارع كوريانوفسكايا بموسكو في ليلة 15 فبراير، ولكن شرطة العاصمة نفت هذه المعلومات. وقالت المصادر إن اثنين من رجال الشرطة تعرضا لسحجات وكدمات طفيفة، وأصيب احد من أطراف الصراع على الاقل.
واعتبر شاهد العيان الجدل طويل المدى بين الشيشانيين والأذربيجانيين سبباً جذرياً للحادث. ويقول إنه مع تطور الصراع الشخصي، تدخل فيه أبناء كلا البلدين.
وأبلغ سكان منطقة بيشاتنيكي في موسكو الذين شهدوا الحادث ، موقع"عقدة القوقاز" تفاصيل المشاجرة الجماعية. وقالت تاتيانا إيزميستيفا وهي من سكان موسكو،وكانت موجودة في الشارع عندما بدأ إطلاق النار:“لقد وقع الحادث في المقهى أمام مبنانا. حوالي 50 شاباً يرتدون ملابس سوداء كانوا يركضون ويصرخون ويطلقون النار، استمر الحادث حوالي 3-4 دقائق. ثم وصلوا إلى محطة الحافلات، واختفوا، فيما بعد وصلت الشرطة"
وجدت تاتيانا بيشاتنيكي صعوبة في وصف مظهر المشاركين في الحادث. وقالت: "لدينا إضاءة سيئة هنا. لم أتمكن من رؤية وجوههم، لا يمكنني معرفتهم".
وقال أحد سكان المنطقة والمدون عن الحياة في حي بيشاتنيكي بموسكو رستم بلالوف إن المشاجرات كانت تقع في مقهى "Neolith" في وقت سابق أيضاً.
وأضاف بلالوف قائلاً لمراسل العقدة القوقازية “لقد كان السكان يشتكون من هذا المقهى منذ عام 2017. هناك بالفعل العديد من حوادث إطلاق النار والصدمات والمشاجرات بين الحين والآخر. شعر الناس أنهم لم يكونوا آمنين هناك، وخاطبوا وكالات إنفاذ القانون التي أجرت تفتيشات. مرة أغلق المقهى، لكنه أعيد فتحه بعد فترة من الوقت”.
في رأي المدون، أن الناس من منطقة القوقاز يزورون هذا المقهى على الدوام. ويبدو أن الناس تجمعوا للمشاجرة على أساس انتمائهم العرقي".
ليس لدى موظفي بعثة الشيشان الدائمة لدى رئاسة روسيا معلومات عن مشاركة الشيشانيين في المشاجرة الجماعية. وأشار ممثل البعثة إلى أنهم عرفوا عن الحادث عبر الوسائل الإعلامية.
وأكد موظف البعثة الدائمة لموقع "العقدة القوقازية" أنه "لم يخاطبنا أحد. لا يوجد أي دليل على أن الشيشان شاركوا في المعركة، هكذا يدعي الإعلام، لكن ليس لدينا تأكيد ".
كما قال المسئول الصحفي بالسفارة الأذربيجانية بموسكو لمراسل "العقدة القوقازية" إنه يجري التحقق في المعلومات المتعلقة بمشاركة الأذربيجانيين في مشاجرة جماعية حتى لم يخاطب أحد من مواطني البلاد البعثة الدبلوماسية في موسكو، والآن ليس لدينا معلومات دقيقة ، يدرس موظفو السفارة ملابسات الحادث. وحتى الآن، لم نتلق أي طلب للمساعدة”.
يفيد موقع haqqin.az مستشهداً بمصادرها الخاصة أن المواجهة نشبت بين الشيشان والأذربيجانيين في موسكو بعد الصراع في شبكات التواصل الاجتماعي، وفقا لمصادر مطلعة. في البداية نشر في الشبكة تسجيل صوتي لمحديث شخصي حيث كان أحد المشاركين الشيشان الشّباب أهان الأذربيجانيين. في وقت لاحق، نشر شريط الفيديو في الشبكة يتبين في التسجيل شاب ضرب من قبل مجموعة من مجهولين، اضطر إلى الاعتذار عن تصريحاته. دفعت الإهانات المتبادلة في شبكات التواصل الاجتماعي أحد أطراف النزاع للقيام بإطلاق النار في مقهى Neolithic الذي ملكه من الطرف المعارضين.
وقال علي حسنوف، مساعد الرئيس الأذربيجاني للشئون السياسية في 15 فبراير إن الحكومة الأذربيجانية تعتبر المشاجرة الجماعية في موسكو كحادث جنائي على الأساس المعيشي. واستبعد المسئول الحكومي التوتر العرقي في العلاقات بين الشعبين الأذربيجاني والشيشاني ونقلت وكالة "أذرتاج" الحكومية الأذربيجانية قوله: “إن العلاقات بين الشعبين الأذربيجاني والشيشاني مجرب عبر التاريخ وأنها مثالية. إن الصداقة الشخصية بين الرئيس إلهام علييف ورئيس الشيشان رمضان قديروف، هي تأكيد واضح على ذلك.
قال العالم السياسي الأذربايجاني وعضو اللجنة الوطنية الأذربيجانية للتكامل الأوروبي توغرول جوفارلي إن مشاجرة جماعية في موسكو هي قضية جنائية خاصة لا تنطوي على صراع عرقي بين الأذربيجانيين والشيشانيين.
كما قال جوفارلي لمراسل "العقدة القوقازية" إنه "لا توجد أسباب للصراع بين الأذربيجانيين والشيشانيين، إن كانت تاريخية أو سياسية أواقتصادية أو ثقافية. على العكس من ذلك، فإن هذين الشعبين ملزمان بالصداقات. خلال الحرب في الشيشان، انتقلت آلاف العائلات الشيشانية إلى أذربيجان، حيث تم استقبالهم بحرارة ثم عاد بعضهم إلى الوطن. لقد زار الزعماء الشيشان باكو مراراً وتكراراً ، ولم تكن هناك أبداً صراعات بين الجاليات الأذربيجانية والمنظمات الشيشانية الاجتماعية في روسيا.