لماذا شنت إيران أول هجوم مباشر لها على إسرائيل؟

نزاعات 12:15 16.04.2024

أطلقت إيران طائرات مسيرة وصواريخ باتجاه إسرائيل بعد أن توعدت بالانتقام للهجوم الدموي على قنصليتها في العاصمة السورية دمشق.

       ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم على القنصلية الإيرانية، لكن يرجح على نطاق واسع أنها كانت وراء ذلك. ويُعد الهجوم الإيراني هو الهجوم المباشر الأول ضد إسرائيل. وقبل هذا الهجوم، كانت بين إسرائيل وإيران حرب خفية لسنوات عدة، إذ هاجمت كل منهما أهدافاً تابعة للأخرى دون الاعتراف بالمسؤولية عن ذلك. وتصاعدت هذه الهجمات بشكل كبير أثناء الحرب على غزة التي أشعل فتيلها الهجوم الذي شنته حركة حماس على بلدات إسرائيلية مجاورة للقطاع في أكتوبر الماضي.

ما هو سر العداء المتبادل بين إسرائيل وإيران؟

      كان البلدان حليفين حتى قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، والتي أتت بنظام جعل معارضة إسرائيل جزءاً أساسياً من أيديولوجيته. ولا تعترف إيران بحق إسرائيل في الوجود وتسعى إلى القضاء عليها. وكان المرشد الأعلى للبلاد، آية الله علي خامنئي، قد وصف إسرائيل في وقت سابق بأنها "ورم سرطاني، سوف يتم استئصاله وتدميره بلا شك.

      وترى إسرائيل أن إيران تشكل تهديدا وجوديا لها كما هو واضح من خطاب طهران وحشدها لقوات أقسمت على تدمير إسرائيل. كما تخوض طهران حرباً بالوكالة من خلال تمويل وتسليح الجماعات الفلسطينية، بما في ذلك حركة حماس وحزب الله اللبناني. علاوة على ذلك، ترى إسرائيل هذا التهديد واضحاً في سعي إيران إلى تطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران.

إيران أرادت الانتقام للهجوم على قنصليتها في سوريا

      تقول إيران إن القصف الذي تعرضت له إسرائيل ليلة السبت هو رد على الغارة الجوية التي وقعت في الأول من أبريل على مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، والتي أسفرت عن مقتل أحد كبار القادة الإيرانيين. وتتهم إيران إسرائيل بأنها وراء تلك الغارة التي تعتبرها انتهاكا لسيادتها. ولم تعلن إسرائيل أنها نفذت هذه العملية، لكن يُعتقد على نطاق واسع أنها فعلت ذلك. وقُتل 13 شخصا، من بينهم العميد محمد رضا زاهدي – أحد كبار القادة في فيلق القدس الذي يمثل الحرس الثوري الإيراني خارج البلاد الذي يُعد من أبرز الشخصيات الإيرانية التي تتولى مسؤولية تسليح مقاتلي حزب الله.

      ويأتي الهجوم على القنصلية في أعقاب سلسلة من الغارات الجوية ضد أهداف إيرانية يُعتقد أن إسرائيل وراءها. وقُتل عدد من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني في غارات جوية في سوريا خلال الأشهر القليلة الماضية. ويقوم الحرس الثوري الإيراني بنقل الأسلحة والمعدات، بما في ذلك الصواريخ عالية الدقة، عبر سوريا إلى حزب الله. وتحاول إسرائيل وقف هذه التحركات، كما تسعى إلى منع إيران من تعزيز وجودها العسكري في سوريا.

من هم حلفاء إيران؟

      كونت إيران شبكة من الحلفاء والقوات التي تدخل حروبا بالوكالة نيابة عنها في الشرق الأوسط، والتي تصفها طهران بأنها جزءا من "محور المقاومة" الذي يتحدى المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة. وتدعم الجمهورية الإسلامية هؤلاء الحلفاء بدرجات متفاوتة. وتُعد سوريا الحليف الأهم لإيران في المنطقة، إذ ساعدت طهران جنباً إلى جنب مع موسكو حكومة بشار الأسد السورية في النجاة من الحرب الأهلية التي استمرت عقدا من الزمن في البلاد.

      وعلى صعيد الجماعات المسلحة، يُعد حزب الله في لبنان هو أقوى ميليشيا مدعومة من إيران. ويتبادل مقاتلوه إطلاق النار عبر الحدود مع القوات الإسرائيلية يومياً تقريباً منذ اندلاع الحرب على غزة، مما اضطر عشرات الآلاف من المدنيين على جانبي الحدود إلى مغادرة منازلهم. كما تدعم إيران العديد من الميليشيات الشيعية في العراق، التي هاجمت القواعد الأمريكية في العراق وسوريا والأردن بالصواريخ. وردت الولايات المتحدة على تلك الهجمات بعد مقتل ثلاثة من جنودها في موقع عسكري بالأردن.

      وفي اليمن، تقدم إيران الدعم لجماعة الحوثي التي تسيطر على المناطق ذات الكثافة السكانية الأعلى في البلاد. ولإظهار الدعم لحماس في غزة، أطلق الحوثيون صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل، كما هاجموا سفناً تجارية بالقرب من شواطئها، مما أدى إلى غرق سفينة واحدة على الأقل. رداً على ذلك، قامت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بضرب أهداف للحوثيين. كما تمد إيران الجماعات الفلسطينية المسلحة بالأسلحة والتدريب، بما في ذلك حركة حماس التي هاجمت إسرائيل في 7 أكتوبر العام الماضي لتنطلق شرارة الحرب الحالية في غزة وتبدأ المواجهات في الشرق الأوسط بين إيران ووكلائها في المنطقة من ناحية، وإسرائيل وحلفائها من جانب آخر. ومع ذلك، تنفي إيران أي دور لها في هجوم 7 أكتوبر الماضي.

مقارنة بين القدرات العسكرية الإسرائيلية والإيرانية

      إيران دولة أكبر بكثير من إسرائيل جغرافياً، ويبلغ عدد سكانها حوالي 90 مليون نسمة، أي ما يقرب من عشرة أضعاف عدد سكان إسرائيل. لكن ذلك لا ينعكس في شكل قوة عسكرية أعظم. وتستثمر إيران مبالغ ضخمة في الصواريخ والطائرات المسيرة، مما ساعدها في تكوين ترسانة هائلة منها. كما تزود طهران حلفاءها في المنطقة بكميات كبيرة من هذه الأسلحة، بما في ذلك الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان.

      في المقابل، تمتلك إسرائيل واحدة من أكثر القوات الجوية تقدما في العالم. ووفقا لتقرير التوازن العسكري الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، تمتلك إسرائيل ما لا يقل عن 14 سرباً من الطائرات بما في ذلك طائرات F-15 وF-16 وأحدث طائرة شبح من طراز F-35. كما تتمتع إسرائيل أيضاً بخبرة في شن ضربات في عمق الأراضي المعادية.

هل تمتلك إسرائيل وإيران أسلحة نووية؟

      يُرجح أن إسرائيل لديها أسلحة نووية، لكنها تتبع سياسة رسمية تقوم على الغموض المتعمد. وعثرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على جزيئات من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء 83.7% وهي نسبة قريبة جدا من درجة النقاء اللازمة لتطوير سلاح نووي - في موقع فوردو تحت الأرض في إيران العام الماضي. وقالت إيران إن تقلبات غير مقصودة في مستويات التخصيب ربما تكون السبب في ارتفاع هذه النسبة.

وتخصب إيران اليورانيوم بشكل علني إلى درجة نقاء 60% منذ أكثر من عامين، في انتهاك للاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع قوى الغرب. مع ذلك، يوشك الاتفاق التاريخي أن ينهار منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جانب واحد وإعادة فرض العقوبات الخانقة على إيران في عام 2018. وتتمسك إسرائيل بموقف معارض للاتفاق النووي منذ إبرامه.

ما هي الرسالة التي تحاول إيران أن توصلها إلى العالم من هذا الهجوم؟

      لقد نجحنا في صد الهجوم. اعترضنا الصواريخ. معا سننتصر، هكذا قيَّم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأمور. لكن توم فليتشر، مستشار السياسة الخارجية لعدد من رؤساء وزراء المملكة المتحدة وسفير المملكة المتحدة السابق في لبنان، قال إن الهجوم الإيراني كان إشارة مرعبة لقدرة إيران ومدى نفوذها. وحذر فليتشر من أن القيادات في كل من إيران وإسرائيل يتعرضون لضغوط داخلية ويواجهون انتقادات دولية ومن الواضح أنهم على استعداد للعب بالنار. لكنه قال إن الهجوم الإيراني غير المسبوق يبدو أنه تم التخطيط له بعناية. وأضاف أن إيران أطلقت تحذيرات قبل تنفيذ تلك الهجمات، مما جعل من السهل التصدي لها، مقارناً ذلك بتبادل إطلاق النار الذي شاهده عندما كان سفيرا للمملكة المتحدة في لبنان الذي كان القصد منه هو إظهار القدرة ولكن ليس بالضرورة التصعيد. وقال أيضًا إنه أمر إيجابي أن إيران اختارت الرد بشكل مباشر وليس من خلال حزب الله. كما يطالب بعض الإسرائيليين الجيش بالتوسع في المواجهات مع الجماعة المسلحة اللبنانية لإبعادها عن الحدود.

      وقالت سنام فاكيل، من مركز تشاتام هاوس البحثي إن الهجوم كان ناجحا من وجهة نظر إيران، مرجحة أن طهران بهجماتها هذه حثت إسرائيل على تنفيذ تهديداتها. وقالت سنام لبي بي سي: هذه هي المرة الأولى التي تنتهك فيها إيران سيادة إسرائيل بشكل مباشر. وأضافت: من المؤكد أن الضربات كانت محسوبة وموجهة إلى منشآت عسكرية بهدف عدم إلحاق الكثير من الضرر أو إيذاء أي شخص.

 

 

 

 

 

 

 

علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

ميرزايف : الانفصالية الأرمنية اصبحت معرفة للعالم أجمع
15:00 30.04.2024
بيراموف يجتمع مع وزير الخارجية القطري
14:00 30.04.2024
علييف يستقبل رئيس معهد مسلم الباكستاني
13:40 30.04.2024
وفد كوري شمالي يزور طهران لحضور معرض تجاري
13:00 30.04.2024
مقتل جنديين إسرائيليين في غزة يرتفع الإجمالي إلى 263
12:30 30.04.2024
إدعاء أرميني جديد ضد أذربيجان
12:18 30.04.2024
كازاخستان تسعي لإقرار قانون للحد من العنف المنزلي
12:00 30.04.2024
قطر للطاقة توقع عقداً بستة مليارات دولار مع مؤسسة الصين الحكومية لبناء السفن
11:45 30.04.2024
طلاب مؤيدون للفلسطينيين يرفضون إخلاء خيمهم في جامعة كولومبيا
11:30 30.04.2024
رئيس الأركان المصري أول مسؤول عسكري رفيع يزور تركيا منذ 2013
11:16 30.04.2024
حمزة يوسف يعلن استقالته من رئاسة الحكومة الاسكتلندية
11:00 30.04.2024
تونس توقع اتفاق تمويل بقيمة 1.2 مليار دولار مع البنك الإسلامي للتنمية
10:45 30.04.2024
انتخاب رئاسة البرلمان الإيراني يهيمن على أوساط المحافظين
10:30 30.04.2024
القوات الإسرائيلية تعتقل 12 فلسطينيا من الضفة الغربية
10:15 30.04.2024
العراق يسترد 24 ألف قطعة أثرية خلال الأعوام الثلاثة الماضية
10:00 30.04.2024
الرئيس الصيني يزور فرنسا والمجر وصربيا الأسبوع المقبل
09:45 30.04.2024
الإسلامي للتنمية» يموّل مشروعات في تركيا بـ6.3 مليار دولار
09:30 30.04.2024
الذكري 15 علي الهجوم الإرهابي في أكاديمية النفط الحكومية الأذربيجانية
09:22 30.04.2024
4 شركات عالمية تتنافس على مشروعي مترو بغداد والنجف كربلاء
09:15 30.04.2024
207 أيام من العدوان.. نحو 34.5 ألف شهيد في غزة منذ 7 أكتوبر
09:00 30.04.2024
أسير فلسطيني يحصد جائزة البوكر العالمية للرواية
19:00 29.04.2024
إيران تحظر بث مسلسل الحشاشين المصري
18:00 29.04.2024
مؤتمر صحفي لإفشاء أسرار أبوظبي في بروكسل
17:24 29.04.2024
عاكف ناجي : موازين القوى تتغير
16:00 29.04.2024
خبير سياسي : استئناف المحكمة لدعوي أرمينيا يعتبر باطلًا
15:00 29.04.2024
بيراموف يزور قطر
14:38 29.04.2024
بلينكن يصل إلى السعودية في أول محطة من جولته بالشرق الأوسط
14:30 29.04.2024
بشار الأسد يؤكد ضرورة تعزيز التضامن العربي والعمل المشترك
14:00 29.04.2024
رئيسة وزراء إيطاليا تترشح للانتخابات الأوروبية وتتصدر قوائم حزبها
13:30 29.04.2024
بعد سقوطه في لغم ... إصابة أحد موظفي حرس الحدود في قزاخ
12:55 29.04.2024
زعيم المعارضة في ألمانيا يدعو للرد على خطاب ماكرون بشأن أوروبا
12:30 29.04.2024
لازاريني لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كاملة العضوية
12:00 29.04.2024
أسبوع الجزيرة في كازاخستان
11:26 29.04.2024
انطلاق المفاوضات حول الدستور الجديد في تركيا
11:00 29.04.2024
مقتل 15 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على ثلاثة منازل برفح
10:30 29.04.2024
كييف تقرّ بتدهور الوضع على الجبهة. وتتوقع فترة صعبة
10:16 29.04.2024
المطبخ المركزي العالمي يستأنف عملياته في قطاع غزة
10:00 29.04.2024
إندونيسيا: توزيع أقنعة واقية على سكان 16 قرية بعد ثوران بركان جبل إيبو
09:45 29.04.2024
الحزب الحاكم في اليابان يفقد 3 مقاعد لصالح المعارضة
09:30 29.04.2024
الرئيس الإيراني: انتفاضة الطلاب والنخب في الغرب لن تخمد بممارسة العنف
09:16 29.04.2024
جميع الأخبار