خالد الأسعد... "حارس تدمر" الأمين الذي قتله عشقه لـ"الأصنام"

ثقافة 21:00 19.08.2018

في نهار مختلف، جاء الخبر الصادم، "مقتل مدير آثار مدينة تدمر السورية خالد الأسعد"، غير أن الفاجعة فجيعتين، الأولى بوفاة عالم أثار فريد، والثانية بالوحشية التي قتل بها رجل ثمانيني.

صباح 18 أغسطس/ آب 2015 انتشرت على وسائل التواصل صورة صادمة لجثة مقطوعة الرأس معلقة على أحد أعمدة الإنارة في طريق رئيسي بمدينة تدمر السورية، (واحدة من أهم الممالك السورية القديمة التي ازدهرت بشكل خاص في عهد ملكتها زنوبيا تبعد 215 كيلو متر شمال مدينة دمشق).

أسفل الجثة لوحة ورقية بيضاء عليها بقع من دم، وعليها لائحة الاتهام التي بسببها قتل الرجل صاحب الـ81 حولا، وكأن القدر أراد أن تكون تلك الورقة البيضاء الملطخة بالدماء شاهدة على واحدة من أفظع جرائم تنظيم "داعش" الإرهابي.     

​خالد الأسعد تعرفه أعمدة تدمر، وحجارتها تميز رائحته، وتماثيلها تنام بين يديه، وزنوبيا أعطته أسرارها، يملك رصيد ضخم من الأبحاث والكتب والمراجع التي توثق تاريخ هذه المدينة الأعجوبة (تدمر) التي تشبه متحفا في الهواء الطلق.

للأسعد حوالي 40 مؤلفا عن الآثار في سوريا والعالم، عمل مع عدة بعثات أثرية أمريكية و فرنسية و ألمانية و إيطالية وغيرها خلال سنوات عمله الطويلة ونال عدة أوسمة محلية و أجنبية.
عرض الصورة على تويتر

​قتل خالد الأسعد، بوحشية تبدو عادية على التنظيم الإرهابي، وتهمته أنه يعمل "مدير لأصنام تدمر الأثرية" إلى جانب باقي التهم التي سجلتها لوحة الدم "موالاة النظام السوري، زار إيران مهنئا بانتصار ثورة الخميني، متواطئ مع المخابرات السورية وعلى علاقة مع مدير المكتب الأمني في القصر الرئاسي العميد حسام سكر".

​لكن هذا ليس كل شيئ، وخلف هذه الجريمة جرائم أخرى وقف فيها الأسعد بطلا يدافع فيها عن سوريا وتاريخها وحضارتها. يكشف الصحفي السوري خليل صويلح في مقاله بصحيفة "الأخبار" اللبنانية صباح إعلان مقتل الأسعد، إن الجماعة التكفيرية التي سيطرت على مدينة تدمر لم تحطم المدينة كما كان متوقعا، بل اكتفوا بتحطيم تمثال "أسد اللات" الذي كان يحرس بوابة المتحف، وتم تصوير هذا المشهد وتداوله على وسائل الإعلام لكنها كانت مجردة صورة رمزية للتداول، يقول صويلح "هم (داعش) يعلمون جيدا أهمية الكنوز التي غنموها".

​لكن أزمة التنظيم الإرهابي كانت في قرار اتخذته المديرية العامة للآثار، بتفريغ المتحف من محتوياته النفيسة، وعليه كان عليهم (أعضاء التنظيم) أن يقتفوا أثر التماثيل النادرة، "… ليس لتحطيمها، بل من أجل تهريبها، فالمافيات العالمية لتهريب الآثار تنتظر صفقة العصر"، حسب صويلح. ويضيف "كلمة السر كانت لدى شخص محدد هو خالد الأسعد الذي قضى نصف قرن من عمره يحرس هذه الكنوز، ويعرف سجل نفوس كل قطعة أثرية في هذه المدينة، ومثلما رفض مغادرة مدينته، رفض الإفشاء بأسراره لهؤلاء اللصوص، وحين فقدوا الأمل، قرروا إعدامه على طريقتهم".

تحية إلى روح الصديق والأخ الكبير الشهيد العالم الجليل الدكتور خالد الأسعد أبا الوليد .
الذي بقي صامدا" في بلد الزيتون والنخيل وارتقى شهيدا" قامة باسقة كشموخ النخيل في أرض صحراء تدمر الأبية على الغاصب والدخيل .
لقد سقى وروى ثرى تدمر بدمه الزكي ، كما كان يبذل قصارى جهده وعرقه من أجل أن تكون تدمر عنوانا" لحضارات الشرق واشعاعا" ساطعا" على حضارات العالم .

ويل لأمة تقتل علماءها من أجل أن يسود غوغاءها .

أبا الوليد سلام عليك في الخالدين .
- أما الزبد فيذهب جفاءا" وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض .

الخزي والعار للقتلة .

​ووصف المدير العام للمتاحف والآثار السورية مأمون عبد الكريم، في تصريحات لوسائل الإعلام وقتها مقتل الأسعد بأنه "الجريمة الحزينة والمأساوية".

وقال إن أسرة الأسعد أخبروه أن الأخير كان معتقلا منذ نحو شهر، بعد رفضه فرص الفرار من المدينة بعد سيطرة "داعش" الإرهابي عليها. وأضاف أن التنظيم كان يريد معرفة أين اختفى "ذهب تدمر"، فخلال فترة الاحتجاز، سأل المسلحون الأسعد مرارا عن مكان يعتقد أن الذهب مدفون فيه، والأماكن التي اخفي فيها كنوز المدينة. وعندما رفض قتل.

هكذا قتل خالد الأسعد لأنه أصر على ألا يترك معشوقته تدمر بيد تتار جدد يدمرون وينهبون ويسرقون ويبتاعون تاريخها في مزادات عالمية، وهو ابن تلك الحضارة الإنسانية، لذلك أحدث مقتله هزة قوية في العالم كله، ونعته مؤسسة اليونسكو، وقالت مدير منظمة الثقافة والعلوم اليونسكو التابعة للأمم المتحدة إيرينا بوكوفا إنها حزينة وغاضبة وتدين هذه الجريمة البشعة. وأضافت "أنهم قتلوا الأسعد لأنه رفض خيانة نشاطه القوي من أجل حماية آثار تدمر".

​واستعاد الجيش السوري مدينة تدمر، من يد التنظيم الإرهابي "داعش"، وقال محافظ حمص طلال البرازي، الأربعاء الماضي (16 أغسطس/ آب 2018)، أن تدمر ستكون جاهزة لاستقبال السياح في صيف 2019.

وأكد على أن هناك مشروع لدى السلطات لإزالة جميع الأضرار، التي لحقت بمدينة تدمر العريقة.

وكشف محافظ حمص، أن اليونسكو وروسيا وبولندا وإيطاليا وغيرها من البلدان والمؤسسات والمنظمات الأوروبية غير الحكومية اقترحوا تقديم المساعدة في هذه المسألة.

تحية الى روح #خالد_الأسعد نم قرير العين في جنة الخلد ايها الشهيد لقد عادت #تدمر الى اهلها.

​ومن جانبها، تحيى المؤسسات الثقافية السورية برعاية الحكومة ذكرى "العالم الفريد" في احتفالات يشارك فيها شخصيات وطنية وسياسية وإعلامية يتذكرون مآثر  الأسعد وأقواله في علم الآثار ومناقبه وأخلاقه وحكايته مع تدمر.

 
 

 


ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
جميع الأخبار