قال د. خالد جمال السويدي، المدير التنفيذي في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية: «هدفي الأكبر أن أجري من أبوظبي إلى مكة، لتعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين الإمارات والسعودية».
جاء ذلك خلال محاضرة بعنوان «السر.. والطريق إلى مكة»، والتي وقّع في ختامها كتابه «السر.. ليس هناك سر»، التي أقيمت مساء أول من أمس في مقر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بأبوظبي.
«ألتراماراثون»
أدار المحاضرة الإعلامي خالد بن ققه، واتخذ النقاش طابعاً حميمياً، حيث كان السويدي يتجول بين الجمهور ليجيب عن أسئلتهم، بعد أن سرد تجربته في الكتابة بعد «الألتراماراثون» الذي قام به في فبراير الماضي، عبر رحلة استغرقت 3 أيام و8 ساعات، بما يعادل (نحو327 كلم)، من خلال كتابه «السر؟!.. ليس هناك سر».
وأكد في حديثه أهمية قيامه بهذه الرحلة في «عام زايد» وقال: كان السباق ضد نفسي، أنا لا أسابق أحداً، لأنني أتحدى نفسي. وذكر أن طبيعة الغذاء ساعدته بنسبة 80% واللياقة بنسبة 20%.
وبالعودة إلى بدايات تدريبه قال السويدي: «في 2015 كان وزني 129 كيلوغراماً، واستطعت خلال 3 أعوام أن أنزل من وزني 59 كيلوغراماً، وأردت في الوقت ذاته أن أجري من الفجيرة إلى أبوظبي في أكتوبر الماضي، وكان الهدف من الرحلة مساعدة مرضى السرطان».
وعن رحلته القادمة من أبوظبي إلى مكة قال: «المسافة بين المدينتين تبلغ 2800 كيلومتراً، ومن المقرر قطع المسافة خلال 37 يوماً و8 ساعات بواقع 55 كيلومتراً يومياً. وأوضح: الهدف من الرحلة محاولة التعبير عن وحدة القلوب ووحدة المصير.
لا للمستحيل
وأكد السويدي أنه لا يوجد مستحيل إذا أراد الإنسان بذل الجهد، وبحسب تجربته الشخصية التي حقق فيها الجري للمسافة التي تربط الفجيرة بأبوظبي، قال: «كان الجسد يتعب في البداية، بعد مرحلة من الجري ومن ثم يتعب العقل، وأكمل الجري». وتابع: «لكن عندما يتعب القلب أبدأ بالتفكير في الحياة، وفي تلك اللحظات أتعلم أشياء لم أتعلمها في عمري كله».
وأشار إلى أن التحدي الذي تعلمه في حياته يعود لأمور عدّة منها تحدي والده د. جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، مع مرض السرطان، وإرادته القوية. وقال: هناك أشياء أخرى في حياتي منحتني الفكرة المستحيلة ووضعت هدفاً يبدو مستحيلاً واستطعت أن أنجزه.
وواصل: «الاجتهاد، والهدف هو الأهم، إذ يجب أن يحقق الإنسان التغيير بناءً عن رضاه عن نفسه، وكل إنسان قادر على ذلك». واستشهد بتجربته قائلاً: «الصفات التي أتحلى بها يتحلى بها كل الناس».
مساعدة
وذكر السويدي أن الجري لمسافات طويلة رياضة صعبة جداً، والذين يركضون عادة لمسافات طويلة يفعلون ذلك من أجل مساعدة المجتمع.
سيرة
خالد جمال السويدي، حاصل على الدكتوراه في الدراسات الشرق أوسطية والمتوسطية، من «كينغز كوليدج لندن» في المملكة المتحدة، عن أطروحة «الهوية الوطنية في الإمارات: تحليل نظري وإحصائي»، وله العديد من الاهتمامات بالمجالات الرياضية والإنسانية والتطوعية والخيرية.