وأوضح نصار، أن الجولة الأولى من المفاوضات شهدت أجواءً إيجابية ومتميزة وذلك بمشاركة نحو 90 من الخبراء الفنيين والمسئولين الحكوميين من الجانبين، منهم 50 خبير عن الجانب الأوراسى، لافتاً إلى أن تعجيل البدء فى المفاوضات من جانب الاتحاد الأوراسى يعكس الرغبة الحقيقية فى التوصل إلى اتفاق بين الجانبين خلال عام وكذا الاهتمام الذى يوليه الاتحاد الأوراسى لعقد اتفاق تجارة حرة مع مصر.
وأضاف نصار، أن الجانبين يرغبان فى الانتهاء من هذا الاتفاق خلال العام الجارى وذلك من خلال جولات تفاوضية مكثفة بصورة تبادلية تعقد لمرة واحدة كل ثلاثة أشهر، لافتاً إلى أن المفاوضات تتناول عدداً من الملفات الهامة التى تشمل تحرير تجارة السلع، وتحديد قواعد المنشأ، والتعاون فى مجال إدارة الجمارك وتيسير التجارة، بالإضافة إلى التدابير الصحية وتدابير الصحة النباتية، والعوائق الفنية أمام التجارة، إلى جانب المعالجات التجارية، والتجارة الإلكترونية، وحقوق الملكية الفكرية، فضلاً عن المنافسة والتعاون القطاعي.
ولفت إلى أن هذا الاتفاق يدعم منظومة التجارة البينية الاقليمية حيث تمثل مصر سوقاً كبيراً بالنسبة للدول أعضاء الاتحاد فضلاً عن كونها محوراً رئيسياً لصادرات دول الاتحاد الأوراسى للنفاذ لمختلف الأسواق الأفريقية والعربية والتكتلات الاقتصادية الأخرى التى ترتبط مصر معها باتفاقات تجارة حرة، مشيراً إلى أن دول الاتحاد تمثل نافذة متميزة للصادرات المصرية بمنطقة شمال ووسط قارتى آسيا وأوروبا بالإضافة إلى إمكانية توافر فرص زيادة المشروعات الاستثمارية المشتركة بين الجانبين والدعم الفنى الذى يمكن أن يقدمه الاتحاد، ولا سيما روسيا فى مجالات حيوية بالنسبة لمصر بما فى ذلك مجالات التجارة الإلكترونية وتطوير الاقتصاد الرقمي.
وأشار نصار، إلى حرص مصر على تعزيز دور القطاع الخاص فى مصر ودول الاتحاد الأوراسى خاصة وأنه اللاعب الرئيسى والمستفيد الأول من هذا الاتفاق، لافتاً فى هذا الإطار إلى أنه يجرى حاليا بحث الترتيبات الخاصة بعقد منتدى الأعمال المصرى الأوراسى، والذى تم الاتفاق على إقامته خلال مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسى مع رئيس الاتحاد الاقتصادى الأوراسى بموسكو أكتوبر الماضى
كما نوه الوزير إلى أن تواجد نائب رئيس وزراء أرمينيا فى الجولة الأولى للمفاوضات يمثل فرصة كبيرة ليس فقط لإنجاز الاتفاق، وإنما لبحث تنمية وتعزيز التعاون الثنائى بين مصر وأرمينيا خلال المرحلة المقبلة
ومن جانبه قال مهير جريجوريان نائب رئيس وزراء أرمينيا، إن العلاقات المصرية الارمينية علاقات متميزة تقوم على تحقيق المصلحة المشتركة للاقتصادين المصرى والأرمينى على حد سواء، مشيراً إلى أن اتفاق التجارة الحرة بين مصر ودول الاتحاد الأوراسى يسهم فى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر ودول الاتحاد بصفة عامة وتنمية العلاقات الثنائية بين مصر وأرمينيا بصفة خاصة
وأعرب جريجوريان، عن ثقته فى الانتهاء من كافة مراحل التفاوض الخاص باتفاق منطقة التجارة الحرة بين مصر ودول الاتحاد الاوراسى خلال العام الجارى خاصة فى ظل ترأس بلاده للاتحاد الأوراسى خلال عام 2019 ، مشيراً الى ان فريق التفاوض الخاص بالاتحاد الأوراسى لديه خبرات تفاوضية واسعة تمكنه من الوصول لنتائج متميزة فى كافة مسارات التفاوض.
وأضاف أن الاتفاق سيسهم فى تحريك مجتمعات الاعمال بدول الاتحاد الأوراسى ومصر للبدء فى مشروعات استثمارية مشتركة فى مختلف المجالات، لافتاً إلى أن الاتفاق سيسهم أيضاً فى الاستفادة من كافة الميزات التنافسية والشراكات والاتفاقيات الثنائية الأخرى المبرمة مع الدول والاتحادات الأخرى
وبدورها قالت فيرونيكا نيكيشينا أن مفاوضات المرحلة الأولى بين الجانبين المصرى والأوراسى قطعت شوطاً كبيراً وتوصلت لنتائج إيجابية وبناءة تمهيداً للتوصل إلى الاتفاق النهائى فى أسرع وقت ممكن، مشيرةً إلى أهمية الانتهاء من كافة أعمال التفاوض الخاص بالاتفاق قبل نهاية العام الجارى.
وأضافت أن مبادئ المفاوضات الأساسية تشمل تنفيذ 4 جولات تفاوضية خلال شهور يناير وإبريل ويوليو وأكتوبر، مشيرةً إلى أهمية استمرار العمل المشترك بين هذه الجولات التفاوضية باستخدام وسائل التواصل المختلفة
وأشارت إلى حرص الاتحاد على إبرام اتفاق التجارة الحرة مع مصر حيث تعد من أولى الدول التى يقوم الاتحاد بالتفاوض معها لإبرام اتفاقية تجارة حرة حيث لم يبرم الاتحاد أى اتفاقيات تجارة حرة حتى الآن سوى مع فيتنام، وجارى التفاوض مع الصين والهند وتركيا، الأمر الذى يعكس أهمية ومركز مصر القوى بالنسبة للاتحاد.
ومن جانبها قالت السفيرة ماجدة شاهين، مستشار وزير التجارة والصناعة للعلاقات الدولية ورئيس فريق التفاوض المصرى، إن جولة المفاوضات الأولى شهدت تقدماً ملحوظاً فى معظم موضوعات التفاوض حيث تم تقسيم فريق التفاوض إلى 10 مجموعات عمل وهو ما ساهم فى تحقيق نتائج مثمرة وإيجابية، لافتةً إلى أنه تم الاتفاق على تقسيم قوائم السلع التى سيتم تحريرها إلى سلع يتم تحريرها فور دخول الاتفاقية حيز التنفيذ وأخرى يتم تحريرها تدريجياً.
وأوضحت أن الوفد المصرى حرص على تعزيز التعاون مع الجانب الأوراسى والاستفادة من خبراته فى مجال التجارة الإلكترونية دون أن يشمل ذلك التزامات جديدة على الجانب المصرى خاصة فى ظل حداثة هذا الموضوع وما توليه القيادة السياسية فى مصر للارتقاء بالتعامل الرقمى فى الإطار الحكومى مع منح الحماية الكلية للمستهلك بموجب قانون حماية المستهلك الجديد، الذى يشمل التجارة الإلكترونية، لافتةً إلى أنه تم أيضاً الاتفاق على تبادل القوانين الخاصة بالتجارة الإلكترونية المعمول بها فى دول الاتحاد للاستفادة من تجربتها ومعرفة ما يمكن التطلع إليه مستقبلاً فى العلاقة بين الجانبين فى هذا المجال.
وأضافت ماجدة شاهين، أن مصر بصدد التفاوض فى المستقبل القريب مع الدول الأفريقية فى إطار اتفاقية التجارة الحرة للقارة الأفريقية حول التجارة الإلكترونية وهو ما يعكس رغبتها فى أن يكون اتفاقها مع دول الاتحاد الأوراسى فى مجال التجارة الإلكترونية نموذجاً يحتذى به فى المفاوضات الأفريقية، مشيرةً إلى أن هذه هى المرة الأولى التى تقوم فيها مصر بالتفاوض فى مجال التجارة الإلكترونية بهدف تعزيز تجارة السلع وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من نفاذ منتجاتها إلى هذه الأسواق.
وأضاف أحمد عنتر وكيل أول الوزارة ورئيس جهاز التمثيل التجارى، أن النتائج التى تحققت خلال الجولة الأولى للمفاوضات هى انعكاس للرغبة الأكيدة لدى الجانبان المصرى والأوراسى للتوصل إلى اتفاق يحقق أهداف الطرفين فى تنمية وتوسيع حجم العلاقات الاستثمارية والتجارية والاقتصادية المشتركة بين مصر ودول الاتحاد.
كما أشاد الوزير مفوض تجارى ناصر حامد رئيس المكتب التجارى المصرى بموسكو بالتعاون الكبير من قبل الاتحاد الأوراسى فى تدشين المفاوضات الخاصة باتفاق التجارة الحرة مع مصر وتقديم كل التسهيلات لإنجاح المفاوضات وهو الأمر الذى يسهم فى تسريع وتيرة المفاوضات ومن ثم التوصل إلى الاتفاق النهائى بين الجانبين.
