تحت عنوان أخطار تواجه الإقتصاد العالمي، كتبت البروفسور غريتا صعب في "الجمهورية": في ظل الحمائية والنزاعات الإقليمية الرئيسة والإرهاب وارتفاع الجريمة الإلكترونية وحتى التهديد بحروب نووية- لابد من القول إنّ كل ذلك يحدث واميركا قد تخلّت عن مسؤلياتها جزئياً في ظل ما يتبعه دونالد ترامب من سياسات حمائيلذلك نرى عدداً من المخاطر، جذورُها في الولايات
المتحدة والصين والإتّحاد الاوروبي. غير انّ هذه المخاطر لا تقتصر فقط على الجغرافيا انما تتعدّاها لتشمل اقتصادات العالم كله والحروب التجارية القائمة بينهم.
لذلك أيضاً نرى الصورة العالمية مشوّشة بعض الشيء والاقتصادات العالمية تمرّ حالياً في مرحلة جديدة، حيث إنّ المصارف المركزية بدأت بتقليص سياساتها النقدية في غياب ايّ مؤشرِ نموّ متوازٍ ما يؤدّي الى قدر كبير من عدم اليقين.
ووسط هذه السناريوهات يهمنا اساساً الانسحاب الاميركي من منظمة التجارة الحرة في شمال اميركا (Nafta) والتدابير التقييدية التي اتّخذتها الولايات المتحدة ضد الصين والتي تحرّض على حرب تجارية وزيادة مشاعر الحمائية في اماكن اخرى من العالم، ما جعل من الصعب على البلدان والمناطق مثل الاتحاد الاوروبي واليابان التحرك نحو جدول اعمال لتجارة أكثر تحرّراً- وهذا
الانجرار في الحمائية له انعكاساته التي تتجاوز نطاق اميركا الشمالية والصين لا سيما انّ الاسعار والبضائع في الاسواق العالمية سوف تتأثر، ما يعني دون أدني شك أنّ النموّ سيتراجع مع تراجع الإنفاق والاستثمار.
هذا مع العلم انّ البيانات الاقتصادية في اجزاء كثيرة من العالم بما فيها اوروبا وعدد من الاسواق الناشئة كانت تمهّد الطريق لعامي 2018-2019 عنوانه النموّ، إنما يبدو الامر عكس ذلك مع توقعات تباطؤ النموّ في الصين وأوروبا، كذلك في الهند. لكن وعلى ما يبدو انّ نسبة النموّ ستبقى 4 في المئة وسيكون ذلك اعلى مستوى لها منذ العام 2010.
هذا على الصعيد العالمي، اما على الصعيد الإقليمي فإنّ الصراعات بالوكالة تتنامى بين المملكة العربية السعودية وايران ما يعني احتمال فشل اسواق الطاقة العالمية، وهذا التنافر يعود لعدة عقود لكنه تزايد في السنوات الأخيرة ويُنذر بخطر الصراع المباشر بين البلدين في السنوات المقبلة وفي ظلّ التجاذبات الحاصلة والتدخّل العسكري في اليمن، وعدم وضوح السياسة الأميركية في
الشرق الاوسط، وزيادة العقوبات الاقتصادية على طهران ومقاطعة قطر، كلها امور تساعد على تشويش الصورة السياسية والجيوليتكية في المنطقة-
ة وعدائية تجاه الحلفاء والأعداء.