غالباً ما يعتقد الأهل أنّ التوأمين المتطابقين يتشابهان بكل شيء حتى على صعيد التصرفات. إلّا أنّ الدراسات في علم النفس والنموّ تؤكّد أن لا تشابه "نفسيّاً" بين الطفلين التوأمين المتشابهين بما أنّ كليهما يشكّل "فرداً" له خصائصه الجسدية والنفسية والعقلية الفريدة. فكيف يمكن للأهل أن يربّياهما؟ وما هي الخصائص النفسية لتلك التربية؟
تجدر الإشارة أوّلاً إلى أنّ التوأمين نوعان: التوأم المتغاير (Hétérozygote) حيث يتمّ تلقيح بويضتين خلال عملية الحمل، فتحمل الأم بجنينين تختلف وراثتهما الجينية ويمكن أن يكونا ذكراً وأنثى وليس بالضرورة من الجنس نفسه. أمّا نوع التوأم الآخر فهو التوأم المتطابق (Identical Twins / Homozygote)، حيث تنشطر البويضة خلال التلقيح إلى قسمين. ويكون التوأمان المتطابقان عادةً متشابهين في الشّكل ومن الجنس نفسه أيضاً.
مَن منّا لا يعرف توأماً متطابقاً يشبه بعضه قلباً وقالباً. وفي كلّ مرّة نصادفهما في أيّ مكان، نُخطئ باسميهما بسبب التشابه الكبير بينهما. فبين كل 80 حالة حمل نجد ظاهرة حمل بتوأم. وطبعاً لهذا النوع من الحمل تفسيرات بيولوجية وعلمية. ولكن حتى يومنا هذا، لم تحدَّد أسباب مباشرة وقاطعة لحالة التوأم المتشابه. ولكن أجمع العلماء بأنّ هناك أسباباً يمكن أن تكون وراء هذه الحالة وهي: العوامل الوراثية، العوامل العرقية (فهذه الظاهر تتكرّر في أفريقيا أكثر من قارة آسيا)، الحمل بعد عمر الـ35، عند الحمل لمرّة واحدة، بعض الأدوية التي تزيد الخصوبة...
متشابهان حتى في التكوين الشخصي؟
خلال اللحظة الأولى من الحمل، يتقرّر كل شيء يتعلّق بالوراثة الجينيّة عند الإنسان: الطول ولون الشعر والتكوين الجسدي والعضلي.... وصولاً إلى الأمراض الوراثية. ولكنّ التكوين الشخصي - النفسي لا ينتقل "وراثياً" من الأهل إلى الطفل، على الرغم من أنّ هناك العديد من النظريات والدراسات التي تعتبر أنّ التكوين الشخصي هو وراثيّ أيضاً.
ولكن ماذا عن التوأمين المتشابهين والتكوين الشخصي لديهما؟ هل بسبب إنشطار البويضة سيرث الولدان التوأمان الطبع نفسه؟ يطرح جميع الأهالي الذين لديهم توأم متشابه الكثير من الأسئلة التي تدور حول موضوع درجة الذكاء والتكوين الشخصي والطبع والتصرفات وغيرها من الأمور النفسية... وطبعاً يدور نقاش حاد ما بين علماء النفس والأطباء والمربّين ونجد خلافات كبيرة في أوجه النظر. فيفسّر الأطباء أنّ هناك "حتمية بيولوجية" ذات جذور جينية تجعل التوأمين متشابهين. فيضيف الأخصائيون النفسيون أنّ وجود هذا التشابه "الحتمي" هو ظاهري، ولكنّ مبدأ "التشابه النفسي" غير قابل للنقاش لأنّه غير موجود. بينما يتدخّل علماء التربية قائلين إنّ التكوين النفسي هو من خلال التفاعل ما بين التوأمين مع أهلهما وليس فقط على الصعيد الجيني البيولوجي".
لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.