وخابت كل التوقعات، فبعدما تأمّل اللبنانيون إعلان تشكيل الحكومة العتيدة قبل حلول عيد الأضحى المبارك، ها هو العيد يطرق أبواب الوطن محمّلاً بانتكاسة الرجاء، فلا تأليف ولا وعدٌ قريب!
حركةٌ خجولة داخل الأسواق التي شهدت تراجعاً ملحوظاً في ظلّ الأوضاع الاقتصادية المتردّية وجمود يضرب المحالّ التجارية التي يشكّل موسم الأعياد بالنسبة إليها فرصة ذهبية لتحريك عجلة المبيع خشية كساد البضائع التي تكبّد التجار خسائر مالية فادحة!
وفي حين أن الفوضى السياسية المحلية والتناحرات الإقليمية بلغت ذروتها فإن تداعياتها قد انعكست على التاجر والمواطن في آن. فارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وانقطاع الكهرباء وأزمة المولدات، وتأخر بعض المؤسسات عن دفع رواتب موظفيها، كلّها اسباب باتت تدفع اللبنانيين نحو الالتفات الى تأمين أساسيات العيش من الغذاء والدواء والانصراف عن التسوّق الذي اصبح يعتبر من الكماليات بالنسبة اليهم ولا سيّما مع اقتراب الدخول في العام الدراسي الجديد، حيث ينشغل الناس بتوفير ما يدّخرونه طوال فصل الصيف لدفع الأقساط المدرسية التي تتزايد عاما بعد عام.
ما لا شكّ فيه أن الفراغ الحكومي يعكس هواجس لدى اللبنانيين الذين لا يشعرون بالثقة باستتباب الوضع السياسي، إذ يبدو الخوف من المجهول متحكّماً بالحركة الاقتصادية، فلا شهيّة على الشراء ولا رغبة بإفراغ الجيوب، والقلق ما بين تفاقم الأزمات وحالة المراوحة السياسية لا يبشّر بأي خير على الإطلاق، ولا ينبىء بتطورات ايجابية على المدى المنظور، الأمر الذي بات يرتدّ سلباً على الواقع الاقتصادي اللبناني.
هذا الحصار الذي فرضه تلكّؤ المعنيين عن الوقوف امام مسؤولياتهم تجاه المواطنين، وحجم اللامبالاة والمماطلة في انهاء ملفّ التشكيل، ينذر بانهيارات لمجمل القطاعات الاقتصادية والتجارية والسياحية في لبنان، وبالتالي سيؤدي الى انزلاق الوطن نحو حافّة الهاوية، وإذا كان اللبناني يعدّ ايامه مستلقياً على كفّ عفريت، يبقى الخوف أن يسهو فلا يصحو مجددا الا على "كفّ" من العيار الثقيل!
الحكومة لبنان الأبرز