مستقبل العلاقات الأمريكية الروسية بعد القمة في هلسنكي

تحليلات 09:00 22.07.2018

المقابلة الصحفية مع ألكسندر شوميلين، المستشرق والباحث العلمي الأقدم في قسم الأمن الأوروبي في معهد أوروبا لأكاديمية العلوم الروسية.

- هكذا، مضى اللقاء بين بوتين وترامب. ولكن بصرف النظر عن الكلمات العامة، لم يبين أي شيء عن نتيجة المحادثات. وقال ترامب إنه بعد المحادثات ستتغير العلاقات بين الدولتين إلى الأفضل، وقال بوتين إن المحادثات كانت ناجحة. ماذا يعني هذا الإيجاز والكلمات العامة؟

 - أولاً، من المهم تقسيم بين محتويات اللقاء والأسلوبية، التي أقيم فيها لقاء الرئيسان. بالحديث عن الأساليب، فإننا نعني تعبيرات الوجه، والإيماءات، إن صح التعبير، ولحن نغمة التواصل، ومسلكه ... حاولت أن أراقب كل ذلك بعناية. منذ البداية، كان من الواضح أن ترامب كان متوتراً للغاية، عصبياً. في الحين كان بوتين مركزاً وهادئاً نسبياً وسيطر بدون شك على الاجتماع. وأصبحت نتائجه نجاحاً له.

كل هذا مهم لفهم جوهر ما فجر المؤسسة الأمريكية، وحتى الطبقة السياسية في دول أوروبا، أي ما حدث خلال المؤتمر الصحفي عندما صرح ترامب أنه مع كل الاحترام الواجب للخدمات الأمنية الأمريكية، كان بوتين مقنعاً للغاية ، قائلاً إن روسيا لم تتدخل في الانتخابات الأمريكية. أذكر أن ترامب حرفياً قال ما يلي: "لا أرى أي سبب لماذا يمكن أن تكون روسيا". وفي مواجهة انتقادات حادة لدى عودته إلى واشنطن، سارع ترامب إلى إيجاد حجة لتبرير ما حدث، مستشهداً بـ "تحفظ". ومع ذلك، من غير المرجح أن تقنع هذه الحجة نقاد ترامب، بما أن ما قاله في هلسنكي يتناسب تماماً مع أسلوب الاجتماع ذاته، وجوه، ومسلك زعيمي الدولتين.

عند التحدث على المستوى العقلاني، فإن رغبة الصاحب الحالي للبيت الأبيض في إيجاد لغة مشتركة مع بوتين لها أسبابها الخاصة. للقيام بذلك، نحن بحاجة إلى فهم ما هي ظاهرة الرئيس دونالد ترامب.

- ترامب هو مؤيد للأحادية، وتدمير نظام المعاهدات الدولية، وإنشاء نظام جديد من الإجراءات الانفرادية والمعاهدات الفردية للبلدان مع أمريكا. ربما يفضله بوتين لأنه هو نفسه، يحاول تدمير النظام العالمي القائم؟ بالإضافة إلى ذلك، يضع ترامب التجارة في مركز سياسته. وهو من الحمائيين الذين يسعون لحماية السوق الأمريكية من السلع المنافسة من الدول الأخرى، وشن حروب تجارية مع الصين وأوروبا ، وانتقاد حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. لكنه لا يستطيع أن يتشاجر مع الجميع. من هنا اختيار الشركاء، مثل التقارب الحاد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. لماذا لا مع بوتين. هل توافق على هذا التقييم؟

- مثل هذه التقييمات الحادة لكلا الرئيسن نسمعها اليوم بكثرة، خاصة وأن هناك الكثير من الذاتية فيها. لكننا نحتاج هنا إلى توضيحات. من بين مجموعة الأسباب التي يسعى ترامب إلى إقامة على أساسها علاقات وثيقة مع روسيا، برأيي، هناك حساباته مفادها ممارسة الضغط على الاتحاد الأوروبي بهذه الطريقة (عبر روسيا). أنظروا، كم هو بارد في كثير من الأحيان عند لقاءاته مع الأوروبيين وكم يتكلم بحرارة عن روسيا. يمكن الافتراض أنه بالتالي يبعث إشارات إلى أوروبا حول ما يلي: إذا لا تريد أن تدفع ما يكفي من المال لصيانة الناتو وتطويره، فلا تريد أن تلعب بقواعدنا في التجارة، إذن في هذه الحالة أستطيع أن أتفق مع بوتين. يقال إن الكرملين له مصالحه الخاصة في أوروبا والعالم. يبدو  أن نصبح شركاء معه. ما رأيكم في هذا القرار يا سادة؟

ومع ذلك، فإن هذه المحاولة لممارسة الضغط على أوروبا ليست سوى جزء من تفسير رغبات ترامب. في خططه، تحتل روسيا مكانة مهمة في اللعبة الكبيرة في الشرق الأوسط.

- عشية الاجتماع بين بوتين وترامب، نشرت صحيفة نيويوركر ملاحظات مثيرة للاهتمام حول القضايا التي يعتزم الطرفان مناقشتها. يتطابق هذا مع الاعتبارات التي عبرت عنها، ولكنها تحتوي على بعض التفاصيل المهمة. تدفع إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ترامب لتبادل أوكرانيا مع سوريا (الأحرى، مع التواجد الإيراني فيها). غرضهم هو: تعترف ترامب بالقرم الروسية يضمن رفع العقوبات على روسيا، والاتحاد الروسي بدوره يساعد الولايات المتحدة وإسرائيل في سحب القوات الإيرانية من سوريا، وذلك بعدم السماح لإيران على الاستمرار في توسيع نفوذها في الشرق الأوسط (لبنان وسوريا والعراق هي الآن تحت سيطرة جزئية للميليشيات الموالية لإيران والقوات الإيرانية). ما رأيك في ذلك؟

- هناك بعض الحقائق في هذه الفكرة، في رأيي. من وجهة نظري، أصبحت القضية الإيرانية موضوعاً رئيسياً في الاجتماع بين بوتين وترامب. قام ترامب بمنعطف حاد فيما يتعلق بسياسة الشرق الأوسط مقارنة بسلفه في البيت الأبيض. إذا كان أوباما بارداً تجاه إسرائيل وعمل بنشاط على إبرام الصفقة النووية مع إيران، فإن ترامب يقوم بكل شيء على العكس. وقد ألغى الاتفاق (خطة العمل المشتركة الشاملة - JCPOA) كخطوة مهمة في إحياء وتعزيز الشراكة الاستراتيجية الأمريكية مع إسرائيل والملكيات العربية في الخليج الفارسي/العربي.

والحقيقة هي أن ترامب يبني سياسته في الشرق الأوسط بتوجه في المقام الأول تجاه إسرائيل. ويرجع ذلك إلى مصالحها السياسية الداخلية (الحفاظ على دعم المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة)، وكذلك حساباته السياسة الخارجية (الشراكة مع إسرائيل لم تحول دون تعزيز مصالح الولايات المتحدة في العالم العربي، كما كان في الماضي). تمكنت أميركا الآن تحت "مظلة المعادية لإيران" من دمج صداقتها مع إسرائيل والملكيات العربية في الخليج الفارسي/العربي. دعونا نذكر في هذا الصدد أن رد فعل الممالك العرب على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب  إلى القدس لم يكن حاداً وخطيراً بالنسبة لواشنطن.

والآن يحاول ترامب الحصول على دعم بوتين بشأن سوريا ويريد من روسيا ممارسة ضغط على إيران ، ومنع اقتراب الجماعات الإيرانية والموالاة الإيرانية التي تقاتل إلى جانب الأسد، من الحدود الإسرائيلية، حتى تساعد على إضعاف مواقف الإيرانيين في سوريا.

إلى أي مدى ستكون موسكو مستعدة للتعاون في هذا الاتجاه مع الولايات المتحدة - سيثبتها لنا الزمن. دعونا أيضًا نلاحظ أن المصالح الحقيقية لروسيا في الشرق الأوسط أوسع من تلك التي يوفرها التعاون مع إيران. العالم العربي (السني) في نطاقه وأهميته ، بالمعنى المجازي ، يفوق على إيرران.

دعونا نكون صريحين ، وأفاق تحسين علاقات روسيا مع الولايات المتحدة، وطرح مسألة "الاحتياجات الأمنية لإسرائيل" في هلسنكي، لا يمكن إلا أن يزعج الإيرانيين. في نفس اليوم الذي تحدثت فيه مع ممثلين عن وزارة الخارجية والمحللين الإيرانيين، يمكنني القول إنهم قلقون للغاية.

 - لكن أقوالك تثير التساؤلات . لماذا يتعين على بوتين تقديم تنازلات للولايات المتحدة بشأن سوريا؟ صفقة إيران في مقابل أوكرانيا أمر غير مرجح. حظر الكونغرس لترامب إزالة العقوبات من روسيا، لا يتمكن الكرملين من ممارسة مثل الضغط على الايرانيين في سوريا لإخراج الإيرانيين من هناك (لم يكن لدي الكرملين القوة والنفوذ الكافية في سوريا ليحل محل القوات الإيرانية والموالية لإيران، التي تشكل جزءاً كبيراً من قوات الأسد وتسيطر على سوريا) . ماذا يمكن أن يقدم ترامب وبوتين بعضهما للبعض؟

- كثير. يمكن لموسكو أن تتخذ بعض الخطوات للحد من نفوذ إيران في سوريا (على سبيل المثال، مع الأخذ بعين الاعتبار الانخفاض المحتمل في وعد البنتاغون في وجودها العسكري في سوريا)، على الرغم من أنه صحيح أن قدرتها على القيام بذلك محدودة. وبدون الدعم الإيراني للأسد، من الصعب أنه يسيطر على البلاد.

يمكن لترامب في المقابل أن يساعد في تخفيف الضغط الدولي على روسيا. ونتيجة لذلك، وبالفعل في منظور القريب يمكن أن تصبح  روسيا لاعبا أكثر تأثيراً على الساحة الدولية. ربما بعد ذلك سيكون الكثير من الادعاءات على بلادنا أقل جهورياً.

وعلاوة على ذلك، تحتاج الولايات المتحدة وروسيا إلى التعاون في سوريا بالاعتبار أنه هناك الحقيقة أنه على أراضيها ما زال تتواجد القوات العسكرية للدولتين، والتي في الظروف غير المواتية قد تدخل في الصدام المباشر. مع كل شيء، سوريا منقسمة. وهذا، على ما يبدو، لفترة طويلة.

أجرى المقابلة  ميخائيل ماجد، الكاتب الصحفي والخبير في الشئون الشرق الأوسطية،

حصراً لـ Eurasia Diary

 

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

ثوران جديد لبركان روانغ في إندونيسيا. وخطر تسونامي لا يزال قائماً
12:30 20.04.2024
انفجارات أصفهان.. القصة الكاملة للهجوم الإسرائيلي على إيران
12:00 20.04.2024
انطلاق الانتخابات العامة في الهند... وحزب مودي الأوفر حظاً
11:30 20.04.2024
الأمم المتحدة تستنكر التحطيم المتعمد للأجهزة الطبية بمستشفيات غزة
11:00 20.04.2024
أسطول الحرية مستعد للإبحار من تركيا لغزة. وتحذير لإسرائيل من أي هجوم
10:30 20.04.2024
إسرائيل تسعى إلى منع صدور أمر اعتقال بحق نتنياهو
10:00 20.04.2024
ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34 ألفا و12 شهيدا
09:30 20.04.2024
ميرزايف : نشهد أحداثًا تاريخية
09:00 20.04.2024
أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
جميع الأخبار