المصارف السورية والحرب: بعد سلسلة سطو العصابات المسلحة... الاحتيال يطل برأسه

تحليلات 14:00 02.12.2018

كشف مصرف بيمو السّعودي الفرنسي عبر إفصاحاته الدورية لسوق دمشق للأوراق المالية منذ أيام، عن تعرضه لعملية احتيال يوم 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، بمبلغ قدره 36.012 دولارا أمريكيا و12.000 يورو و 3.560.000 ليرة سورية (أي ما يعادل تقريبا 7265 دولارا أمريكيا).

الأمر الذي أعاد إلى الواجهة أسئلة حول مدى التزام المصارف في سوريا بكافة الممارسات الفضلى في العمل المصرفي وتشديد الرقابة وإجراءات الضبط الداخلي، ومراعاة متطلبات الحذر والحيطة، كما استعاد العديد من عمليات الاحتيال التي تعرضت لها المصارف العاملة في البلاد خلال السنوات السابقة.

فهل وقوع مثل هذه العمليات ناجم عن تقصير من قبل العاملين، أم نتيجة تواطؤ بعضهم مستغلا ثغرات قانونية، وما هو حجم ما نتحدث عنه من خسائر ومسروقات، وأي ضرر يلحق بسمعة المصرف وبثقة المودعين وبالقطاع المصرفي بشكل عام؟.

للتوسع في هذا الموضوع، وللإجابة على هذه التساؤلات، أجرت وكالة "سبوتنيك" لقاء خاصا مع الباحث الاقتصادي المصرفي علي محمود محمد، وجرى الحوار التالي:

بداية… عندما نتحدث عن الاحتيال الذي تتعرض له المصارف في سوريا، ما هو حجم هذا الاحتيال، وهل تفصح جميع المصارف عن عمليات الاحتيال التي تتعرض لها؟

نعم تفصح جميع المصارف عن أية عمليات احتيال قد تتعرض لها وذلك التزاما منها بمعايير الإفصاح للسوق المالي عن كل ما من شأنه أن يؤثر على عمل المصرف سواء تعيينات إدارية رفيعة أو تغييرات في أعضاء مجلس الإدارة وأية إفصاحات طارئة أخرى لأي سبب كان ومن ضمنها تعرضها للاحتيال والسرقة.

وقد أفصح مصرف بيمو السّعودي الفرنسي لسوق دمشق للأوراق المالية بتعرضه لعملية احتيال يوم 19 نوفمبر / تشرين الثاني الجاري بمبلغ قدره 36.012 دولار أمريكي و12.000 يورو و 3.560.000 ليرة سورية، وكان أيضا قد تعرض لعملية احتيال بتاريخ "19 سبتمبر / أيلول 2016" بمبلغ قدره 88.450 يورو و50.000 دولار أمريكي، وأوضح المصرف بأنه قد أحال الملف للجهات المختصة وبأن مخاطر إساءة الائتمان مغطاة بعقد مع شركة التأمين.

وكان بنك سوريا والمهجر قد تعرض أيضا لعملية احتيال بتاريخ 30 أغسطس / آب الماضي بمبلغ 21.700 دولار وتم إلقاء القبض على الفاعل.

ماذا عن المصارف الحكومية، هل تتعرض بدورها لعمليات الاحتيال؟؟ وهل هناك حجم تقريبي لعمليات الاحتيال وعمليات النهب خلال الحرب؟

تم الإعلان في الفترة السابقة عن عدة عمليات احتيال لفروع المصارف الحكومية فعلى سبيل المثال قام الجهاز المركزي للرقابة المالية بضبط عمليات اختلاس وتزوير وصلت لنحو 2.5 مليار ليرة حيث كانت تجري هذه العمليات (كما ذكر في الإعلام) لتحريك حسابات بعض المتعاملين الكبار المعروفين بحصولهم على حوالات مالية كبيرة.

هل خلقت الحرب على سوريا بيئة خصبة نشطت فيها عمليات استهداف المصارف؟. وعلى من تقع المسؤولية عند تعرض مصرف لعملية احتيال؟

بشكل عام تقع مسؤولية عمليات الاحتيال على عدة أطراف، فوجود بعض الثغرات في نظام الضبط الداخلي للمصرف، وعدم إيلاء المخاطر التشغيلية الإدارة الكافية واللازمة قد تكون بعض الأسباب، إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود أسباب أخرى خارجة عن إرادة المصرف،  فالوضع العام في سوريا خلال الفترة الماضية كان خير دليل على إمكانية نشوء أرض خصبة لمثل هذه العمليات، وهي ليست الحادثة الأولى في السوق المصرفي السوري خلال ظروف الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد، فقد تعرض مصرف بيمو السعودي الفرنسي لأكثر من حالة سرقة، وكذلك فروع مصارف (سوريا والمهجر، بيبلوس، سورية الدولي الإسلامي) في محافظة حمص لسرقات من قبل العصابات الإرهابية المسلحة أثناء أحداث حمص، وكذلك مصرف سوريا والخليج في محافظة دير الزور، وكذلك الأمر فقد تعرض المصرف الدولي للتجارة والتمويل في محافظة دمشق لحادثة اختلاس كبيرة.

إن للأزمات الاقتصادية والأخلاقية اِنعكاسات مباشرة على زيادة حالات السرقات والاحتيال التي تتعرض لها المصارف خاصة، ومثل هذه الحالات هي محل استنكار القطاع المصرفي كاملا (إدارات وموظفين) لكونها تطال سمعة الجهاز المصرفي ككل، ولا تقتصر على سمعة المصرف الضحية فقط، وكذلك تؤثر في السمعة الاقتصادية للبلد برمته.

هل يمكن التفصيل قليلا حول عمليات النهب التي تعرضت لها فروع المصارف في بعض المحافظات التي شهدت انفلاتا أمنيا كليا خلال الحرب؟

للأسف لا يمكن تفصيل هكذا حالات وذلك لكون المصارف تفصح فقط عن الحالة مع السبب مع تقدير المبالغ المسروقة أو المنهوبة، ولا يتم الدخول في التفصيل.

عن أي نوع من عمليات الاحتيال نتحدث هنا، هل هي نتيجة تلاعب من المحتالين أم أخطاء من العاملين في المصارف؟

فيما يخص مجريات عمليات السرقات التي حصلت في المصارف السورية في الفترة المنصرمة، بعضها كما ذكر في الإعلام وبينت الوقائع كان نتيجة لتواطؤ من قبل بعض الموظفين مستغلين بعضَ الثغرات في السياسات والإجراءات الناظمة لعمل المصرف ما مكنهم منَ القيام بعملية السرقة وإتمامها، ومن عمليات السرقة التي حصلت في محافظة حمص بداية الأزمة مثلا كانَ نتيجة لعمليات التخريب التي قامت بها بعض الجماعات المسلحة والتي دخلت بعض فروع المصارف.

هل هو ضعف في آليات ومعايير اختيار الموظفين وترقيتهم، أم أن الأمر أكثر تعقيدا مما يتصوره غير المتخصص؟

من منطلق جرائم الاحتيال فإنه من الصعب التمييز بين الموظف المحتال والموظف المستقيم فالعديد من صفات المحتالين الشخصية تشابه صفات الأمناء والمستقيمين فجرائم الاحتيال تختلف كليا عن الجرائم ضد أرواح الناس والجرائم الأخلاقية، وهناك الكثير من الدراسات  التي تناولت هذا الموضوع، فعلى سبيل المثال قامت شركة الاستشارات العالمية كي بي إم جي في العام 2016 بنشر نتائج دراسة 750 حالة احتيال في 81 دولة حول العالم وتبين ان الدافع الرئيس لحوالى 66% منها هو لتحقيق مكاسب شخصية أو نتيجة للجشع، و36% من المحتالين كانوا يعملون في مناصب تنفيذية، و32% منهم مديرون و20% موظفون، وأوضحت الدراسة ان 38% من المحتالين كانوا يحظون بالاحترام الشديد في مؤسساتهم ومن قبل زملائهم بينما 10% فقط كانت سمعتهم سيئة، والشيء الأهم في الدراسة هو أن حوالى 62% من الحالات التي تم ارتكابها تمت بمساعدة شخص واحد على الأقل من داخل المؤسسة.

وجاء في أحدث دراسة لجمعية فاحصي الاحتيال المعتمدين الأمريكية والتي تناولت فيها 2690 حالة احتيال وظيفي في 125 دولة، أن متوسط خسائر الشركة المالية من احتيالات الموظفين كان 50 ألف دولار أمريكي، بينما متوسط الخسارة من احتيالات المديرين 150 ألف دولار أمريكي، ولفتت الدراسة إلى أن 47% من  لمحتالين قضوا في المؤسسة فترة تزيد عن 6 سنوات وهذه الفترة كافية للتعرف على مواطن الضعف في الرقابة الداخلية وفي تصميم الإجراءات الرقابية.

ومع كل ذلك، فإن سلامة آليات اختيار الموظفين والتدقيق جدا قبل كل ترفيع لأحدهم لمنصب حساس، تنطوي على مخاطرة ما، ولكنها تزيد فرص الحفاظِ على ممتلكات المصرف وموجوداته النقدية والثابتة ما يجنبه والجهاز المصرفي ككل أية حوادث مشابهة أُخرى.

هل يؤثر نشر عمليات الاحتيال التي يتعرض لها مصرف ما في وسائل الإعلام على ثقة المودعين بهذا المصرف؟

إن هذه السرقات لا تمس حق المودعين بأموالهم بتاتا لأن جميع المصارف ملزمة بتوقيعِ عقد تأمين مع إحدى شركات التأمين، فبعد أن يحال ملف السرقة إلى الجهات المختصة ويتم التحقيق بالأمر واكتشاف السبب الكامن وراء حدوث السرقة، فإن شركة التأمين ملزمة بالتعويض للمصرف عن كامل الأموال المسروقة (بحسب شروط العقد).

في ختام هذا اللقاء، هل ترون أن القطاع المصرفي في سوريا حافظ خلال الحرب على تماسكه؟

لابد من القول: إن الحرب في سوريا مرت بأقل الخسائر على القطاع المصرفي والذي بقي صامدا بالحد الأدنى، وكذلك تعتبر عمليات الاحتيال التي حدثت مقبولة نوعا وكما على مستوى الفروع المنتشرة جغرافيا على مساحة البلد، فأي عمل في ظل الحرب معرض للكثير من المخاطر فما بالنا بالقطاع المالي والمصرفي لذا يمكن وصفها بالعمليات العابرة والمنخفصة التأثير على الرأي العام وعلى أصول وممتلكات المصارف.

 

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
مارتن ليجون : فرض العقوبات علي إيران ليس حلًا
15:00 17.04.2024
دميتري سولونيك : هذا لن يساهم في استقرار المنطقة
14:00 17.04.2024
خبير سياسي: أرمينيا تسعي إلي أن تكون السعودية وسيطًا في أزمتها مع أذربيجان
13:00 17.04.2024
راي كريم أوغلو : الادعاءات التي قدمتها أرمينيا في محكمة العدل ليست إلا "أكاذيب"
12:25 17.04.2024
مصر وتركيا لترسيخ العلاقات بعد إنهاء القطيعة
12:00 17.04.2024
كيف تتعامل مصر مع تداعيات استمرار التوتر في البحر الأحمر؟
11:45 17.04.2024
سلطنة عمان: سيول تودي بحياة أكثر من 16 شخصا جلهم من التلاميذ
11:30 17.04.2024
رئيسي يتوعد برد واسع وموجع على أدنى عمل يستهدف مصالح طهران
11:15 17.04.2024
رئيس وزراء باكستان يستقبل وزير الخارجية السعودي
11:00 17.04.2024
تركيا تدير علاقاتها مع إيران وأمريكا بحذر
10:45 17.04.2024
فريق التوعية بمخاطر الذخائر المنفجرة يجري دورات للتوعية بمخاطر الذخائر المنفجرة
10:36 17.04.2024
بوتين يبحث هاتفيا مع الرئيس الإيراني الأزمة في الشرق الأوسط
10:30 17.04.2024
العمانية للغاز توقع اتفاقية توريد مع جيرا اليابانية لمدة 10 أعوام
10:15 17.04.2024
السعودية وباكستان تبحثان تكثيف التعاون الأمني والاستراتيجي
10:00 17.04.2024
الأمم المتحدة تعثر على قنابل غير منفجرة تزن ألف رطل في مدارس بغزة
09:45 17.04.2024
الأمم المتحدة تدعو إسرائيل للتوقف عن المشاركة في عنف المستوطنين
09:30 17.04.2024
استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي
09:15 17.04.2024
أردوغان: نتنياهو هو المسؤول الوحيد عن أحدث توتر في الشرق الأوسط
09:00 17.04.2024
"ضد الهجوم الإيراني".. السعودية تعترف بمساعدة إسرائيل
22:12 16.04.2024
جميع الأخبار