• سعادة السفير نعرب عن شكرنا وامتناننا للمقابلة ونريد أن نؤكد على أن الجزائر تدخل دائماً في دائرة الاهتمامات البالغة لقرائنا. بهذا الصدد ماذا يمكنكم أن تبلغوا لقرائنا عن تاريخ العلاقات الجزائرية الأذربيجانية والوضع الحالي لهذه العلاقات؟
• أولاً أريد أن اشكركم على زيارتكم لسفارتنا في باكو. أود ان اقول للقراء أن العلاقات بين الجزائر وأذربيجان علاقات قديمة. ويمكن أن نقول أنها بدأت أيام الاتحاد السوفيتي. وأيام الاتحاد السوفيتي كان هناك الكثير من الأذريين يزورون الجزائر في المعاملات في شتى الميادين. وبعد ذلك أيام الثورة الجزائرية والسنوات الأولى للإستقلال كان الجزائرتيبعث بالشباب الجزائريين ليكونوامتأهلين في عدة مجالات، خصوصاً في المعهد العالي للبترول في باكو والاكاديمية البحرية للعسكرية الموجوده كذلك في باكو. هذه كانت بداية العلاقات. والجزائر اعترفت باستقلال أذربيجان في سنة 1992 وبدأنا بالعلاقاتالدبلوماسية في 1994. وكانت هناك علاقة دبلوماسية تمر عبر سفارتنا في موسكو. ومن ثم تم افتتاح سفارتنا في عام 2015 والعلاقات الان تمشي بطريقة سلسة ومنظمة.واذربيجان كذلك فتحت سفارتها في صيف 2016 فالعلاقات الان تمشي بخط متوازن ويمكن أن نقول أنها تمشي في المنهج الصحيح.
• وقراؤنا على علم جيد بتارخ نضال الشعب الجوائري المليئ بطولات وتضحيات ضد الاستعمار الفرنسي وحديثكم في هذا الموضوع سيثير الاهتمام البالغ لدى الجيل الجديد.
• شكرا على هذا السؤال. لأن هذا الموضوع مهمجدا حتى بالنسبة للجزائريين . احتل الاستعمار الفرنسي الجزائر في سنة 1830. وجاء الاحتلال على إثر نكسة تركيا في المعركة المعروفة ب"معركة نافارين" في عام 1827 خلال الحرب التيخاضتها ضد بريطانيا وروسيا وفرنسا. فكان عليها أن تستدعي حلفاءها الرئيسيين وهم الجزائر ومصر للمشاركة في هذه المعركة. و كانت أوربا تدعم استقلال اليونان. تدمرت البحرية الجزائرية في تلك المعركة عن آخرها وأنهزمت تركيا في هذه المعركة التي أدت إلى استقلال جزء من اليونان.وعلى أثر تدمير القوة البحرية الجزائرية استغلت فرنسا هذا الوضع وشنت الغارات على الموانئ الجزائرية لإضعاف الجزائر.
وفي عام 1830 جاء حوالي 30 ألف عسكري فرنسي واحتلوا العاصمة الجزائرية. لم يتمكنوا من احىلال الجزائر كلها: بل احتلوا العاصمة الجزائريةفقط . وبدأت الحروب المتواصلة على الاستعمار الفرنسي لمدة 70 عاماً. كان هناك اكثر من 77 ثورة ضد الاحتلال وأكبرها ثورة الامير الحاج عبد القادر الذي قاوم الاحتلال منذ عام 1830 الى عام 1847 بعدها اندلعت عدة ثورات ومنها ثورة أحمد باي التي كانت في نفس الفترة ومقاومات أولاد سيدي الشيخ ومقاومات الزعاطشة و ثورة الحاج المقراني وعدة مقاومات شملت كل الشعب الجزائري. كلما تقدم الاحتلال ازدادت المقاومة في وجهه، حتى أخر مقاومة كانت في اقصى جنوب الصحراء وكان يقودها الشيخ آمود الذي غادر الجازائر يتضامن مع الليبي . تضامن الشعب الجزائري في مقاومته مع الشعب الليبي خلال ثورة عمر المختار ضد المحتلين.
عندما جاء المحتلون الفرنسيون إلى الجزائر كان عدد السكان 6 ملايين. في نهاية القرن تحديداً في عام 1905 عملت فرنسا الإحصى لسكان وكان عددهم مليونين ونصف فقط . و مات ما يقارب 4ملايبن اثناء مقاومة للمحتلين. وفي بداية القرنالعشرين بدأت المقاومة السياسية حيث بدأ شباب المقاومة يتوحدون على شكل جمعيات ثقافية وفرق كرة قدم وغيرها من التجمعات التي تثبت هوية الشعب الجزائري، جمعيات صغيرة، لكنها تعبر عن رفض الشعب للاحتلال الفرنسي.
وعلينا أن نقول إن زعيم هذه الحركة كان حفيد الامير عبد القادر الامير خالد. كان الامير خالد نقيباً في الجيش الفرنسي وتعلم في فرنسا، دخل في أرقى الكليات في فرنسا. فلما تخرج كضابط،شارك في الحرب العالمية الاولى وجرح خلال المعرك ضد الالمان في 1916. وكان الجرح قوياً ولذلكخرج من الجيش. بعدها دخل في السياسة وكان من أول الناس الذين طالبوا بإستقلال الجزائر. كتب مع الفوج الذي كان يقوده منذ عام 1916 رسالة إلى الرئيس فيلسون، رئيس الولايات المتحدة الامريكية آنذاك والمشارك في مؤتمر فيرسال. وسلمه الرسالة التي تتضمن طلب الشعب الجزائري بالاستقلال. وكانت هذه الخطوة مهمة جدا واعطت شكلاً جديداً للمقاومة.
وكان أحد رفقاء الامير خالد واسمه مسالي الحاج مهاجراً في فرنسا وكان يشتغل في مصانع رينو للسيارات ويتابع الدراسات في العلوم السياسية.وفي عام 1924 كون أول حزب مغاربي لانه فيه توانسة ومغاربة وجزائريين. واطلقوا عليه اسم نجم شمال إفريقيا. من خصائص هذا الحزب انة من البداية كان يطالب في خروج المحتلين وضمان الحقوق في الدراسة والعمل و التعليم. وبعد عدة سنوات أي في ١٩٣٠ظهرت جمعية العلماء المسلمين وكان يرأسها الشيخ العالم عبد الحميد بن باديس و كان لديه حزب آخر اسمه البصائر لكي يعلم الشباب الجزائري ماذا يريد الوصول اليه. وقد تغير أسمة الى حزب الشعب . لكن هذا الحزب الذي جمع الشباب الجزائري وتوالت الاحداث الى ان أتفق الجزائريين مع فرنسا على المساهمة في الحرب العالمية الثانية ضد النازيين مقابل الاستقلال في عام 1939. استشهد حوالي 300 ألف جزائري في الحرب العالمية الثانية جنب الى جنب الفرنسيين.
ولكن عندما انهزم الالمان، لم تنفذ فرنسا وعدها.فلذلك خرج الجزائريون الى الشواريع من أجل المظاهرات ضد فرنسا، لكي تنفذ وعدها. فقتلت فرنسا اكثر من 45 الف من الجزائريين في 8 مايو 1945. فقرر مسالي الحاج وجماعة الحزب أن فرنسا دخلت في الحرب ولن تخرج الا بالحرب. لازم أن تخرج فرنسا بالحديد والنار، فتم تكوين منظمة سرية من الشباب المدربين. وأولهم كان أحمد بن بله الذي سوف يصبح لاحقاً رئيساً للبلاد وبدأوا التحضير لثورة.
كان من المفترض أن تقوم الثورة عام 1950، لكن سافر احد أعضاء المنظمة السرية إلى فرنسا خان العهد وأخبر البوليس الفرنسي عن هذه المنظمة. وتم القبض على العديد من أعضائها وبقية الأعضاء هربوا بعضهم إلى تونس والبعض الاخر إلى المغرب والبعض الاخر إلى فرنسا. وتفرقوا ولكي يعيدوا التنظيم احتاجوا الى أربع سنوات. في عام 1954، بعد أن هدأت الأوضاع اجتمع ستة اشخاص من حزب الحرية وكونوا جبهة التحرير الوطنية وأنها سميت بجبهه لانها مفتوحة لكل الاحزاب. في عام 1954 بدأت العمليات، حيث كانت هناك اكثر من 77 عملية هجومية عسكرية في أنحاء الوطن، وهكذا بدأت الثورة الجزائرية التي دامت حوالي 8 سنوات، وأستشهد فيها حوالي 1.5 مليون جزائري ومات حوالي 300 ألف فرنسي. هذه الأعداد فقط في الثوره وحدها وأغلب القتلة الفرنسيين من العسكريين، لأن الجزائريين لم يكونوا يقتلون المدنيين.
وكان هناك لجبهة التحرير قاعدتان مهمتنان والاولى في وجدة في تونس والثانية في بن وليد في ليبيا. وأنهما كانتا مهمتين لانها لاستلام الأسلحة الواردة من مصر، كان كل الدول العربية تقريبا يساعد الجزائر. وهناك الدول من المعسكر الشرقي مثل الاتحاد السوفيتي كان لها دوراً في مساعدة الثورة الجزائرية.
ساعدت الثورة الجزائرية في حصول كل من تونس والمغرب على الاستقلال. عند ما ازداد لهاب الثوره في الجزائر قوة، اضطرت فرنسا إلى منح الاستقلال للمغرب وتونس، لكي تتفرغ للجزائر. لانه كان في الجزائر يقيم 1.5 مليون فرنسي، وكان يتركز كل مصالح فرنسا في الجزائر، وما زاد الطين بلة هو اكتشاف البترول في الجزائر عام 1956 ايام الثورة. وقد جاء الجنرال ديغول للقضاء على الثوره ولكنه فهم بسرعه رغبة الشعب في الاستقلال. وكانت هناك محاولة للجنيرال في عام 1958، حيث ذهب الى القسطنطينية وخاطب في الناس وقال لهم إن فرنسا سوف تبنى لهم المنازل وتعطيهم القروض. كان يظن أن الشعب يريد المال ولكن الشعب الجزائري كان يريد أكسجين الاستقلال ولم يكن يرد المال. والآن هناك الصحراء الغربية، واحتل المغرب الصحراء الغربية ليبني سكن للصحراويين، ولكنهم يردون عليه نحن لا نريد سكن، بل نريد أكسجين الحرية، نريد أن نعيش في خيم مقابل الحريه.
فلذلك فهم الجنرال ديغول أن الشعب الجزائري لا يريد المال، بل يريد الاستقلال. فلذلك، يقول بعض المؤرخين إن عدد ضحايا الاستعمار الفرنسي هو أكثر من 1.5المليون شهيد، أستشهدوا من أجل الإستقلال. عندما امضى زعماء جبهة التحرير اتفاقية وقف القتال في 18 مارس 1962 قبل الجزائريون أن يبقى الفرنسيون في الجزائر، وأن تبقى لغتهم الفرنسية وأملاكهم في المدن وفي المزارع وديانتهم. ليست هناك مشكله في هذا الصدد. كان بال زعماء جبهة التحرير طويلاً ولم يقل عن إلزام العربية أن تكون لغه وحيدةلأ بل قبلوا كل الشروط الفرنسية، الا العلم الجزائري.
فكان هناك بعض من الناس الغلاة من ضمن الفرنسيين الذين رفضوا الاستقلال والأمن والسلام فخلقوا جماعة سموها OAS وأنها في الحقيقة كانت منظمة عسكرية سرية. وأنهم بدأو في قتل العرب كانوا يذهبون الى بعض الأسواق التي فيها العرب ويبدأون بإطلاق نيران الرشاشات ويومياً كانوا يقتلون 50 أو 60 او 80 من العرب وبلغ عدد مقتولين من 6 الاف الى 8 ألاف شهيد في شهر واحد.
وبموجب أتفاقية إيفين من 19 مارس 1962 أطلق صراح السجناء الجزائريين ومن ضمن السجناء كان بن بله ومن ثم بعث السيد الرئيس بوتفليقا رسالة الى بن بله لكي يعيده الى الجزائر وتم نقل الاخبار الى بن بله أن الفرنسيين يقتلون آلاف من الناس شهرياً. وتوجه بن بله الى محطة الراديو، وكان هناك محطات للجزائر في بعض الدول العربية مثل مصر وتونس والمغرب، فخاطب الجيش وقال إنه ليس هناك وقف إطلاق النار، وأمر الجيش في النزول وحماية المدنيين، لأنه لو تركت الأمور كماهيا سوف ينتهي الشعب الجزائري. فعندما سمع الفرنسيين عن نزول الجيش الجزائري الى المدن توجهوا الى الميناء واستقلوا السفن وهربوا الى فرنسا. وجعل هذا أعداد الفرنسيين في الجزائر قليل بعد هروبهم ولم يبقى الى إلا 48 الف فرنسي فقط. وقد اختلط هؤلاء الفرنسيون مع المواطنيين. وبالاختصار كانت الثورة الجزائرية، وسبحان الله، ضد الاحتلال الفرنسي الذي دخل الجزائر في 5 يوليو 1830 وخرج أيضاً في 5 يوليو 1962 أي في نفس يوم لدخولهم.
• سعادة السفير، ماذا يمكن أن تقولون عن مستقبل التعاون بين أذربيجان والجزائر. كما عرفنا من بعض الوسائل الإعلامية أن الجانب الجزائري مهتم خاصة بالتعاون في مجال العلوم والتكنولوجيات الحديثة
• في مجال التعاون في الحقيقة هناك العديد من المجالات أنا عندما أتيت الى أذربيجان ابتدأت في العلوم والتكنولوجيا الدقيقة. ولكن هناك مجالات أخرى مثل مجال التجارة مجال البترول. وأحب أن أنوه الى أن اي بلد يريد أن يبني علاقات مع بلد آخر يجب أن يكون هناك أساس قانونية، لكي يسهل العلاقات وتكون في إطار قانوني جيد. والآن نحن في صدد بناء القاعدة القانونية، وزير أذربيجان ذهب إلى الجزائر وأمضى مع وزير العدل اتفاقية التعاون بين البلدين. ووزير العدل الجزائري كان في أذربيجان وأمضي اتفاقية تسليم المطلوبين بين الطرفين. وهناك عدة قوانين سوف نوقعها في مجال حقوق الإنسان وفي المجال الاقتصادي والتجاري والمالي والبترولي نحضر لهذه الاتفاقيات ومع الوقت سوف ننفذها إن شاء الله
• سعادة السفير، كما هو معروف تكافح بعض الدول العربية المنظمات الإرهابية المختلفة والجائر أيضاً من هذه الدول. نرجو تزويدنا بمعلومات عن الوضع الداخلي في بلادكم وخاصة كفاحكم ضد القوى الإرهابية والمتطرفة التي تعمل تحت الستار الديني
• نحن لدينا خبرة جيدة في مجال مقاومة الإرهاب. لأن أحد الأحزاب استغل الانفتاح السياسي وكون حزباً إسلامياً في الجزائر. في نهاية الثمانينات خرج الحزب الإسلامي عن أهدافه المسطرة في قانونه الداخلي لكي يسيطر على السلطة، استخدم حيل للوصول إلى اهدافه وفلسفته. في ذلك الوقت كان يريد أن يستخدم الديمقراطية للوصول إلى السلطة، ثم ما يمنع الديمقراطية. وكان يقول ذلك صراحةً والقانون الداخلي لهذا الحزب كان فيه الكثير من المسائل ضد الدستور من ضمن هذه الأشياء أنه سوف يحرم شغل المرأة. ولن تكون هناك الشرطة وسوف تكون هناك جمعية مثل جمعية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية سابقاً. وهذا غير قانوني وغير دستوري إطلاقاً. فعندما فاز هذا الحزب في الانتخابات، ألغت الدولة هذه الانتخابات لعدم دستوريتها. هذا مهم جدا لأن بعض القنوات الإعلامية يروجون إلى بعض الشائعات مثل أن العسكر ألغوا الانتخابات. وهذا ليس صحيحاً، بل الدولة تدخلت عن طريق الجيش، لأن فلسفة هذا الحزب ضد الدستور أساساً، لأن هذا الحساب سوف يخلق الفوضى وسوف يغير الدستور. لذلك تدخلت الدولة للحفاظ على القانون. ومن ثم كانوا يقولون إن عمل وزارة المالية ليس صحيحاً نريد أن نعطي المال للناس مباشرة. وهذا من الناحية العملية شيء غير قابل للتطبيق لأن هناك قانون ودستور. ووزارة المالية تعرف أين سوف تصرف للتطوير أو بناء البنية التحتية. الطرق التي اعتمدوها كانت غير مهيكلة وغير نظامية وغير دستورية. فلهذا أوقفتهم الدولة ولما أوقفتهم الدولة كانت هناك بعض الدول التي ساعدتهم. وكل دولة لها مصالحها وقد كانت تدعم بالمال والسلاح.
وسوف أعطيك مثلاً كيف تأتي باخرة محملة بسلاح من هامبرغ في المانيا وتمر على هولندا ثم فرنسا ثم إسبانيا ثم المغرب، ومن ثم تدخل الجزائر. وتمسكها الشرطة الجزائرية وتعثروا على أسلحة فيها. وكيف مرت هذه الباخرة من كل هذه الدول ولم يعثروا على هذه الأسلحة! لانه كان هناك تواطؤ ضد الجزائر، لأن الجزائر كانت من ضمن الدول التي تقول لا للظلم في القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا، كانت تقول لا لهذا الظلم والعدوان. فتحالفت قوى الشر ضد الجزائر ولكن هزمناها، لأنه لدينا الجيش قوي وقد قبضنا على الكثير من الأجانب ومنهم المان وفرنسيين ومغاربة وليبيين وأفارقة وآخرين كانوا يقاتلون ضمن الإرهابيين الذين يقاتلون الدولة. لم يكن الإرهاب جزائرياً فقط بل كان أجنبياً. كان ضد الجزائر وليس ضد دولة واحدة بل العديد من الدول. فهذا مثل لكي نعرف أن الإرهاب خُططَ للجزائر. والان لدينا خبرة كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب والحمد لله الان الامن مستتب منذ أن جاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وعمل مبادرة الوئام الوطني والجيش الان الرابط على الحدود وكما تعلم لدينا حدود كبيرة جدا حوالي 7500 كيلومتر، الحمد لله، الان الأمن مستتب في الجزائر وكل شيء على ما يرام.
• كما هو معلوم، الجزائر بلد النفط والغاز مثل أذربيجان. نرجو الحديث عن التجربة الجزائية في صرف الأرباح الواردة في هذا المجال.
لدينا إنتاج نفطي تقريبا مقارب لأذربيجان، ولكن نصدر الغاز اكثر من أذربيجان. منذ أن جاء السيد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الحكم بلغت المدخلات من عام 1999 الى اليوم، أي خلال 20 عام تقريبا تريليون ومائتين مليار دولار. في الجزائر كل شيء مكتوب ومقيد ومعروف أين تصرف الأرباح. الان سوف أضرب لك بعض الامثال: بنينا أكثر من 5 آلاف منزل، من بينها أكثر من 30% سوسيال، للفقراء. إيجارهم الشهري ضعيف لانهم لا يملكون المال الكبير. خصصت هذه 5 آلاف منزل في الحقيقة للعائلات المتوسطة العبارة عن ستة أشخاص: الزوج والزوجة وأربعة أولاد. فهذا يعني أننا وفرنا السكن ل30 ألف شخص. تمت إزالة جميع الأحياء العشوائية تمت إعادة بنائها من جديد. بالنسبة للأرياف، فتعطي الدولة لكل مزارع 10 آلاف دولار ليبني لنفسه منزلاً، مساحته 200 متر مربع. هو يبنيها كيف ما يريد ويبلغ عدد هاؤلاء الناس تقريبا 3 ملايين فلاح. وبالنسبة للمدن، تبدأ الدولة الجزائرية الان ببناء حوالي خمس مدن جديدة. بالنسبة للطرقات، بهناك مشروع طريق سريع ييدأ من المغرب ويصل تونس، بطوله 1260 كيلومتر ويتصل بحوالي 24 مدينة. هناك طريق آخر للسيارات من شرق الجزائر إلى غربه. وهناك طريق السيارات الآخر السمى بطريق الوحدة الإفريقية. قبل أن يأتي السيد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كان طول الطرقات ب86 ألف كيلومتر وصار الان 140ألف كيلومتر، أي تتضاعف تقريبا. أما سدود المياه كان عندنا 47 سد، والان عندنا تقريباً 85 سد. وما يخص للجامعات الجزائرية، كانت 35 جامعة، والآن يبلغ عدد الجامعات مع المعاهد العليا 114. وكان العدد الإجمالي للطلبة الجامعيين ألف وستمائة طالب والان بلغ عددهم مليونين، و كان عدد المستشفيات 300 مستشفى والآن هناك اكثر من 600 مستشفى. وكانت لدينا مشكلة في مياه الشرب، لأننا لسنا ببلد اوروبي، لدينا فقط المنطقة الشمالية التي تهطل فيها الامطار وبقية المناطق لا تهطل فيها الامطار بكثرة. فأمرالسيد الرئيس ببناء محطة تحلية مياه البحر والآن لدينا اكثر من 15 محطة لتحلية مياه البحر، يعني الماء الآن متوفر في كل أنحاء الجمهورية. ويغطي الكهرباء الان 97% من الجزائر. بالرغم أن الجزائر دولة كبيرة جدا ومصروفات تغطية 60% تقريبا من الجزائر غالية جداً. ولا نستطيع أن نغطي كل أنحاء الجزائر حالياً بمشاريع البنية التحتية، لأن الجزائر دولة كبيرة، ومساحتها تقريبا اثنين مليون وخمسمائة الف كيلومتر مربع من المستحيل أن تغطي كل الأنحاء. وهناك مناطق الجنوب لا تحتاج إلى الغاز لأنها مناطق حاره فتستخدمون قارورات الغاز. وهناك الحاجة لمساعدة الشباب لكي يفتحوا مصانع صغيرة ومتوسطة جديدة. وهناك دعم للمشاريع الصغيرة للنساء. وهناك عروض للاستصلاح الزراعي. اما عدد الطلاب المدارس تقريبا 12 ألف طالب وطالبة. أما الصناعة فتوجد في الجزائر تقريبا 20 مصنع للسيارات. أما إنتاج الحديد في هذه السنة سوف يبلغ 12 ألف طن. ويتم تصدير تقريبا 30 مليون طن من الأسمنت إلى الخارج. وهناك الكثير من الأشياء التي تصدرها الجزائر مثل الأشياء الإلكترونية والمنتجات الزراعية. هناك نهضة جيدة في الجزائر، حتى ترك بعض المواطنين الجزائريين أعمالهم في فرنسا وبداوا بفتح مشاريع أخرى في الجزائر لان هناك مناخ مميز للعمل.
• سعادة السفير، كما تعرفون تعاني أذربيجان من مشكلة احتلال أراضيها وسؤالنا حول موقف بلادكم في قضية النزاع الأرميني الأذربيجاني في قاره باغ الجبلية
• نحن في الجزائر لدينا مبدأ لا نحود عنه. ونحن مررنا به الاستعمار ونعرف ما هو الاستعمار وما هو الاحتلال. ولا يوجد هناك بلد عانى من الاستعمار كما عانت الجزائر. فلذلك الجزائر تقاوم الاحتلال، سياستنا الخارجية تنطلق من حقيقتنا وواقعنا وتجربتنا. نحن ضد الاحتلال في أي مكان في العالم مائه في المائه. ناغورني قاره باغ جزء من أذربيجان ولازم ترجع إلى أذربيجان طبق المبادئ الأممية وطبق ما قالته الأمم المتحدة.
• شكراً، سعادة السفير، ما هو تريدون أن تبلغوا لقرائنا؟
• أريد أن أقول للقراء ان أذربيجان تخطو بخطوات مهمة وجبارة في طريق النمو والتقدم فعلى الشعب الأذربيجاني أن يعمل ويساندوا البرامج التي يأتي بها السيد الرئيس لانها برامج ذات نفع و ذات أهمية للبلد و سوف تسمو بالبلد الى أعلى المراتب وشكراً لكم
الإعداد: د.ذاكر قاسموف والصحفي هاشم ممادوف