قال رئيس مركز الصداقة الروسية الأذربيجانية ناتاليا كراسوفسكايا لمراسل Eurasia Diary إن العلاقات بين أذربيجان وروسيا في تصاعد ثابت ومستدام في التحسن والتعميق. وفي الوقت نفسه، فإن الجوانب السياسية للعلاقات التي تحددها قيادة البلدان والاتصالات العالمية مهمة.
- السيدة ناتاليا، برأيك، ما هو أساس تطوير العلاقات الثنائية بنجاح بين أذربيجان وروسيا؟ رئيس مركز الصداقة الروسي الأذربيجاني
- لا شك في أن التاريخ المشترك الكبير يربط بين روسيا وأذربيجان، عندما كنا نعيش وننمو معاً في دولة كبيرة واحدة، دون أي حدود، وفيما بعد، عندما كنا جيراناً وأصدقاء. وطوال هذه الفترة الطويلة التي تقاس بقرون، تكونت التصورات المشابهة لدى شعوبنا لأشياء كثيرة وتأسس العديد من الروابط المشتركة: من الحياة اليومية واللغوية والاقتصادية والثقافية. واليوم، نعمل معا على تقوية هذه الذاكرة التاريخية للشعبين الأخويين. بعد انهيار اتحاد الجمهوريات السوفياتية الاشتراكية، أظهر الزعيم الأذربيجاني حيدر علييف إرادة سياسية هائلة ووضع المبادئ الأساسية في العلاقات بين دولتينا والتي تتطور بشكل ناجح الآن: يتعاشر فلاديمير بوتين وإلهام علييف بعضهما البعض بإخلاص وثقة، وليس فقط على المستوى الرسمي، ولكن أيضا على العلاقات الشخصية وبلغة الصداقة الحقيقية. تتحول المفاوضات بينهما في كل مرة إلى قوة دافعة لمزيد من تطوير التعاون الاقتصادي والإنساني. وهذا هو السبب الثالث للشراكة الاستراتيجية الناجحة بين بلدينا. العلاقات بين روسيا وأذربيجان هي بناءة ومتعددة الأوجه، ويجري تنفيذ العديد من المشاريع المشتركة التي تغطي جميع مجالات حياتنا، مثل مواقف سياسية مشتركة في الساحة الدولية والتعاون الصناعي والتبادل الثقافي في جملته يعطي اندماجاً قوياً للصداقة والأخوة.
- ما مدى نجاح لتطوير العلاقات الثنائية في بداية عام 2019، وفي رأيكم ما هي المجالات التي ستُمنح اهتماماً خاصاً في العام الحالي؟
- تشهد العلاقات الروسية الأذربيجانية في الوقت الراهن تصاعداً واضحاً وستستمر في التحسن والتعميق. وضمان نجاحها هو برنامج التعاون الذي تم اعتماده في العام الماضي حتى عام 2024 ، لذا فإن الأولوية للسنة الحالية هي تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها بالفعل وتنفيذ خمسة خرائط للطريق تغطي جميع مجالات الأنشطة المشتركة. أستطيع أن أتوقع التطور النشط للتجارة والتعاون الاقتصادي في مشاريع الطاقة والنفط والغاز الكبيرة والعلوم والرعاية الصحية والتكنولوجيا العالية. وبشكل منفصل، يمكن أن نلاحظ الشراكة الإضافية في مشروع النقل العالمي بين الشمال والجنوب وفي التطوير المشترك لموارد بحر قزوين الذي حصل على قوة دفع جديدة بفضل اتفاقية الوضع القانوني له الموقعة في عام 2018. أما بالنسبة للتعاون الإنساني، فإني أجد صعوبة في استنتاج شيء ما: فالمشاريع المشتركة في المجال الثقافي واسعة جدا اعتباراً من المتاحف والتعليم إلى السياحة والجولات السياحية. وبطبيعة الحال، أود في هذا العام، أن يبدأ تقدم حقيقي في حل مشكلة قاره باغ الجبلية بتوسط روسيا، لأن بلدنا يعترف بشكل لا لبس فيه بالسلامة الإقليمية لأذربيجان ويدعو باستمرار إلى حل سلمي للصراع.
- كيف تقيم دور الدبلوماسية اللشعبية والمنظمات غير الحكومية في تعزيز العلاقات بين أذربيجان وروسيا؟
- لا شك في أن الجوانب السياسية للعلاقات التي تحددها قيادتا بلدينا مهمة جدا، و لا تقل الروابط الشعبية والاجتماعية أهمية، لأن الروابط بين الأفراد تعتبر رسالة هامة لتقريب روسيا وأذربيجان بعضهما من البعض لأنها تساهم في بناء علاقات حسن الجوار. أذربيجان بلد مفتوح لأي تظاهر لصداقة. تكمن جذور هذه الواقعة في التعددية الثقافية الأصلية للأذربيجانيين الذين تعايش مختلف الشعوب والطوائف العرقية والدينية على أراضيهم خلال قرون عديدة بسلام. لكن الشراكة الإنسانية ليست مجرد وعي بثقافتها الوطنية ولكن أيضاً الرغبة في فهم الثقافات الأخرى وقبولها. الميزة الرئيسية التي يجب أن يعتمد عليها التبادل الإنساني بين شعبينا هي غياب حاجز لغوي. بالإضافة إلى ذلك رأيت في السنوات الأخيرة طفرة في تاريخ أذربيجان وثقافتها ولغتها في روسيا وتكثفت التبادلات السياحية بشكل كبير وهذا هو ما يمنح للروس الفرصة لرؤية جارنا الجنوبي بأعينهم ليتأكدوا شخصياً من حسن ضيافة الأذرييين وموادتهم. وهذا هو دبلوماسية الشعب التي ليست عبثاً أن يسمى ب"القوة الناعمة".
تم إنشاء مركز الصداقة الروسية الأذربيجانية في إطار مجموعة الصداقة البرلمانية الروسية الأذربيجانية تحت رئاسة عضو دوما للدولة دميتري سافيليف لخلق جو من الثقة بين شعبينا وتدمير الأساطير السلبية. نسعى جاهدين لتسليط الضوء على مجموعة متنوعة من الأحداث الثقافية، وتعريف الروس عن كثب على ثقافة أذربيجانية غنية ونابضة بالحياة ومتنوعة. من المقرر عقد سلسلة كاملة من اجتماعات المائدة المستديرة حول العلاقات الثقافية بين بلدينا في مجلس دوما تحت رعاية مجموعة الصداقة البرلمانية الروسية الأذربيجانية بمشاركة مركزنا. أفيم الحدث الأول من هذا القبيل تحت عنوان "الجسور الثقافية بين روسيا وأذربيجان كأساس للحوار بين الثقافات" قبل عدة أيام.
- من المعروف أنك تحدثت أيضاً في هذه المائدة المستديرة. ما هو مكان تكثيف الحوار بين الثقافات الذي تخصصه للتبادل الثقافي والبرامج التعليمية المشتركة؟
- الاهتمام بلغة وثقافة وروح الناس وأنها مترابطة ما بينها للغاية. أعتقد أنه على مستوى الدولة، سواء في روسيا أو في أذربيجان، ينبغي بذل كل جهد ممكن لتحفيز هذا الاهتمام لبعضنا للبعض. كثيراً ما أتواصل مع الأشخاص الذين زاروا أذربيجان وشاركوا في الأعياد الوطنية أو زاروا عائلات أذربيجانية عادية، وأنهم يصبحون أصدقاء لأذربيجان ومشبعين بروح البلد.
إن المجال الثقافي والتربوي المشترك الذي يتم تشكيله اليوم والتأثيرات المتبادلة والإثراء المتبادل للثقافة ستجلب الكثير من المكافآت إلى كلا البلدين. ينطلق التعاون بين الجامعات الروسية والأذربيجانية من هذا المبدأ: تم اتخاذ مسار لتطوير وتحديث التعليم الوطني مع الدراسة للتجربة الروسية مع التجربة الأذربيجانية وترابطهما المتبادل. وبالتالي، فإن تفاعل الجامعات في روسيا وأذربيجان ليس فقط عاملاً في تطوير أنظمة التعليم والعلوم، بل هو أيضاً ظاهرة تشكل أساساً لشراكة اجتماعية واقتصادية وإنسانية طويلة الأجل. علاوة على ذلك، أعتقد أن أذربيجان الصديقة يمكن أن تصبح نقطة انطلاق لنشر اللغة الروسية وثقافتنا في تركيا وفي بلدان الشرق الأوسط.
- ما هي الأنشطة القادمة الأخرى التي تخطط للمشاركة فيها وهل تنوي زيارة باكو؟
- في منتصف مارس، سيعقد منتدى باكو العالمي في باكو والذي سيكون موضوعه السياسة الخارجية الجديدة. ومن المتوقع أن يشارك في المنتدى 450 مشاركاً من أكثر من 70 دولة، لأن أذربيجان كانت منذ زمن طويل مركزاً للحوار حيث تتم مناقشة المشاكل العالمية، ويتم تحديد طرق حلها، ويتم تقديم نماذج التسامح الديني والعرقي والسياسي للمجتمع العالمي. وأعتقد أن الطابع الوطني للأذربيجانيين، وهم شعب منفتح جدا ومضياف وودود مستعد دائما لحوار مثمر، يسهم كثيرا في ذلك.
سوف أشارك أيضا في المنتدى. ومما يثير الاهتمام بشكل خاص نقاش "دور العلم والثقافة في اتخاذ القرارات الحديثة" وكذلك اجتماع مخصص لدور القادة الشباب في السياسة العالمية. بالطبع، أتطلع جداً إلى الاجتماع القادم مع الأراضي الأذربيجانية، حيث سيقابلني الأصدقاء والزملاء وربيع باكو الذي لا ينسى.
أجرت المقابلة اناستاسيا لافرينا