3 أسباب ستدفع إيران الى التفاوض مع ترامب..

سياسة 22:30 19.08.2018

رأى المبعوث الأميركي السابق للشرق الأوسط ومستشار "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" دنيس روس أنه "رغم التهديدات الجريئة التي تطلقها إيران بعد انسحاب أميركا من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات ضدها، فإنها ستقوم في نهاية المطاف بالتفاوض مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبخاصة في ظل وساطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

وتوقع روس، في مقال بمجلة "فورين بوليسي" الأميركية، أن "تلجأ إيران إلى التفاوض غير المباشر، لأن التفاوض المباشر سيبدو كأنه استسلام. وبدلاً من ذلك، يرجح أن يتقرب قادة إيران من الروس لاستغلال الروابط بين ترامب وبوتين"، لافتا الى أن "الاتفاق النووي الإيراني لا يزال يثير الاستقطاب حتى بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق؛ حيث يؤكد الداعمون للاتفاق أن إيران لن تتفاوض أبداً على أي تعديل في الاتفاق، بينما يعتبر المعارضون للاتفاق أن قرار ترامب بالانسحاب من شأنه أن يقود إلى صفقة أفضل".

صفقة أفضل
وبحسب تحليل الكاتب، يبدو أن ترامب نفسه يعتقد أن التوصل إلى صفقة أفضل لايزال أمراً ممكنا، وبخاصة لأنه عرض في الآونة الأخيرة إجراء محادثات مع الإيرانيين من دون شروط مسبقة، ولكن المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي أعلن عدم موافقته على ذلك وحظر أي محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، وذلك بعد إصرار محمد على جعفري، قائد الحرس الثوري الإيراني، أن الشعب الإيراني لن يسمح أبداً للمسؤولين بالتفاوض مع الشيطان الأكبر، وأن "إيران ليست كوريا الشمالية" على حد تعبيره.

واعتبر روس في مقاله أن "مؤيدي ترامب يتمتعون بموقف أقوى رغم محاولات إيران التظاهر بالقوة؛ حيث أن التاريخ والديناميات السياسية تشير إلى أن موقف إيران المتشدد إزاء المفاوضات سوف يتلاشى في غضون وقت قصير، بل ومن الممكن تماماً التصور بأنه سيتم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، بيد أن الجولة التالية من المفاوضات الأميركية الإيرانية لن تبدو مثل الجولة الأولى، وعلى الأرجح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيكون له دور أساسي في صناعة السلام بين الجانبين".

افتراضات خاطئة
ويوضح روس أن "ثمة افتراضات خاطئة لدى الجانب الأميركي، كما تعكس إشارة جعفري إلى كوريا الشمالية؛ لأن إيران لا تقوم على حكم رجل واحد. ويعتقد ترامب أن ممارسة نهج "أقصى درجات الضغط" الذي أفلح مع كوريا الشمالية يمكن تطبيقه الآن مع إيران، وبغض النظر على مدى صحة ذلك، فإن الحالتين مختلفتان تماما".

ففي حالة كوريا الشمالية كان هناك اجماع دولي قوي على وقف برنامجها النووي، وبالفعل حشدت إدارة ترامب الدعم لفرض عقوبات أكثر صرامة ضدها، ولكن على النقيض من ذلك لا اجماع دولياً في حالة إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، ومن الصعب تطبيق أقصى درجات الضغط مع معارضة الحكومات الأخرى وبخاصة الحلفاء الأوروبيين الذين يبذلون جهوداً لتطبيق لوائح وإجراءات لحماية شركاتهم من العقوبات الأميركية والاستمرار في ممارسة الأعمال التجارية مع إيران. وعلى الأقل لن يتخذ الحلفاء وغيرهم حذرهم لسد الثغرات في نظام العقوبات ومنع الإيرانيين من التهرب منها.

ومع ارتفاع أسعار النفط، ربما تتمكن إيران، من تغطية خسائر الإيرادات التي ستحدث عندما يطبق ترامب الجولة الثانية من العقوبات في الرابع من تشرين الثاني المقبل التي تطالب الدول بخفض مشترياتها النفطية من إيران أو المخاطرة بوقف الأعمال التجارية مع الولايات المتحدة.

ثلاثة أسباب لقبول التفاوض
ولكن ذلك لا يعني أن إيران لن تتفاوض على التغييرات في الاتفاق النووي؛ إذ يستعرض روس ثلاثة أسباب تدفع إيران إلى الاستجابة للرئيس ترامب، وهي:

أولاً: أن الشركات والبنوك الأجنبية تنسحب فعلاً من إيران رغم لوائح الحظر الجديدة التي تبناها الاتحاد الأوروبي؛ خوفاً من العقوبات الأميركية وحرصاً على عدم فقدان الأعمال التجارية مع الولايات المتحدة. وعلى سبيل المثال انسحبت من إيران شركات كبرى في مجال الطاقة والسيارات والشحن (توتال وبيجو ومايرسك) وكذلك البنوك مثل دويتشه بنك الألماني، وفي نهاية المطاف ستفعل البنوك الأخرى والشركات متعددة الجنسيات ما تفرضه مصالحها وليس الحكومات.

ثانياً: الاقتصاد الإيراني كان يترنح بالفعل حتى قبل إعادة فرض الجولة الأولى من العقوبات في السادس من آب الجاري، وقد خسرت العملة الإيرانية 50% من قيمتها، ويعني ذلك أن حسابات البنوك الإيرانية باتت تساوي نصف ما كانت عليه آنذاك، ومن الواضح أن الرأي العام الإيراني في حالة غضب شديد انعكست في المظاهرات الواسعة النطاق منذ شهر كانون الأول الماضي احتجاجاً على مغامرات نظام الملالي في الخارج وسوء الإدارة والفساد وإهدار أموال الشعب الإيراني في الحروب الخارجية بدلاً من تغطية الاحتياجات الداخلية حيث تم انفاق المليارات على إنقاذ بشار الأسد في سوريا ودعم حزب الله في لبنان وحماس، واستخدم نظام الملالي العنف وشرطة مكافحة الشغب للرد على المظاهرات الشعبية والإضرابات التي انطلقت في جميع أنحاء البلاد.

ثالثاً: عندما يشعر نظام الملالي بالضغط فإنه، بحسب نمطه التاريخي، يلجأ إلى تعديل سلوكه، فعلى سبيل المثال أعلن آيه الله روح الله الخميني المرشد الأعلى الإيراني سابقاً أن إيران ستقاتل العراق حتى تهزمها ولكنه أنهى الحرب في آب عام 1988 عندما دمرت القوات الأميركية في الخليج السفن البحرية الإيرانية ومنصات النفط وقامت بإسقاط طائرة مدنية إيرانية عن طريق الخطأ، فيما بدا أنه دعما لصدام حسين. وكذلك توقفت إيران عن قتل المعارضين في أوروبا عندما هددت ألمانيا بفرض عقوبات، وبعد هزيمة الولايات المتحدة لجيش صدام حسين في 2003، وخشية من أن تكون إيران هي التالية، قدم نظام الملالي عروضاً بعيدة الأمد للحد من برنامجه النووي ودعمه لحزب الله وحماس، وعلاوة على ذلك أنه بعد أن أعلنت إيران أنها لن تتفاوض أبداً بشأن برنامجها النووي طالما أنها تخضع للعقوبات، فقد تفاوضت بالفعل عندما ضاعفت إدارة أوباما العقوبات ضدها.

وساطة بوتين
ويشير الكاتب إلى أن تعثر الاقتصاد الإيراني وتزايد الضغوط ضد نظام الملالي داخل إيران سوف يجبران الأخيرة على الأرجح على البحث عن سبيل للخروج من الأزمة وقبول التفاوض. ومن شأن ارتفاع سعر برميل النفط إلى 70 دولاراً أن يوفر للإيرانيين بعض الدعم، لاسيما أن ميزانيتهم استندت إلى سعر 55 دولاراً للبرميل؟ وعلاوة على ذلك سوف ينتظر قادة إيران لمعرفة عدد المشترين الأوروبيين الذين سوف يتوقفون عن شراء النفط الإيراني وكذلك معرفة ما إذا كان سيظهر مشترون آخرون.

ويتوقع كاتب المقال أن تلجأ إيران إلى التفاوض غير المباشر، لأن التفاوض المباشر سيبدو كأنه استسلام. وبدلاً من ذلك، يرجح أن يتقرب قادة إيران من الروس لاستغلال الروابط بين ترامب وبوتين، وبخاصة مع رغبة الأخير في اظهار النفوذ الروسي على المشهد العالمي وبالطبع سيكون بوتين سعيداً بالوساطة والتحكيم بين الولايات المتحدة وإيران، وربما يحرص بوتين أيضاً على أن تشمل المحادثات مستقبل سوريا.

ويختتم مقال "فورين بوليسي": "قد يقترح بوتين في اجتماعه القادم مع ترامب في أوائل 2019 توسيع قيود الاتفاق النووي على أجهزة الطرد المركزي الإيرانية والمواد المخصبة لمدة تتراوح بين 10 و 15 سنة في مقابل قيام الولايات المتحدة بإسقاط جميع عقوباتها. بعبارة أخرى، في مقابل تمديد القيود على التخصيب الإيراني من عام 2030 حتى 2045، تقوم الولايات المتحدة بإسقاط جميع العقوبات الحالية (النووية وغير النووية) وبالتالي لن يكون هناك أي غموض متبقٍ بشأن قدرة إيران على التعامل مع البنوك الأميركية".

(24)

 

 

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

انفجارات أصفهان.. القصة الكاملة للهجوم الإسرائيلي على إيران
12:00 20.04.2024
انطلاق الانتخابات العامة في الهند... وحزب مودي الأوفر حظاً
11:30 20.04.2024
الأمم المتحدة تستنكر التحطيم المتعمد للأجهزة الطبية بمستشفيات غزة
11:00 20.04.2024
أسطول الحرية مستعد للإبحار من تركيا لغزة. وتحذير لإسرائيل من أي هجوم
10:30 20.04.2024
إسرائيل تسعى إلى منع صدور أمر اعتقال بحق نتنياهو
10:00 20.04.2024
ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34 ألفا و12 شهيدا
09:30 20.04.2024
ميرزايف : نشهد أحداثًا تاريخية
09:00 20.04.2024
أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
جميع الأخبار