في 26 نوفمبر في اسطنبول تم الافتتاح الرسمي لقمة بوغازيتشي التاسعة تحت شعار "التنمية المستدامة والسلام للجميع".
كما تفيد وكالة AZERTAC أن مؤتمر قمة بوغازيتشي يعقد في اسطنبول منذ عام 2011 بصفة منبر التعاون الدولي الجارية تحت رعاية رئيس تركيا، سنوياً بدعوة رؤساء الدول والحكومات والمسؤولين ورؤساء المنظمات غير الحكومية ومراكز الأبحاث والشركات العالمية من أكثر من 100 بلد.
يعتبر هذا الحدث الدولي منبراً تجري فيه النقاشات حول مواضيع مهمة مثل زيادة تعميق العلاقات بين مختلف دول العالم في المجالات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية والطاقوية وإقامة التعاون بين الدول وفقاً لمتطلبات العهد الحديث وتطويره وتطوير آليات الأنشطة المشتركة لمعالجة قضايا تثير مخاوف الإنسانية إلخ.
وشارك في هذه القمة كل من رئيس تركيا رجب طيب أردوغان ورئيس مقدونيا جورجي إيفانوف ورئيس جمهورية شمال قبرص التركية مصطفى أكينشي والمسؤولون من الكويت وبولندا ، وقطر وماليزيا والدول الأخرى.
حضر القمة أيضاً مساعد رئيس جمهورية أذربيجان في القضايا الاجتماعية والسياسية علي حسنوف الذي مثل أذربيجان في القمة. وأعرب السيد على حسنوف في كلمته الملقاة في القمة عن امتنانه لرئيس تركيا رجب طيب أردوغان والدولة التركية لتنظيم هذا المؤتمر الذي يكتسب الأهمية الدولية الكبرى.
وفي معرض حديثه عن الحقائق المريرة في عصرنا، أشار مساعد الرئيس إلى أن بعض الدول بدلاً من أن تسلك طريق التنمية المستدامة في ظروف التعاون، تختار طريق العنف والاحتلال والتسليح. تمر هذه السياسة المناهضة للإنسانية عبر المحور الجيوسياسي للعالم بأسره، من حدود أمريكا الوسطى وأمريكا الشمالية إلى حدود سوريا وتركيا وميانمار وبنغلادش. وقد وقعت بالفعل هذه الكارثة في جنوب القوقاز لمدة 30 عاما. في السنوات الأولى من استقلالنا، أدت السياسة العدوانية التي تنتهجها أرمينيا المجاورة ومطالباتها الإقليمية على أذربيجان والتي ليس لها أساس تاريخي أو قانوني، إلى حقيقة أن أكثر من مليون مواطن أصبحوا لاجئين ونازحين داخليين، إلى جانب احتلال 20 % من الأراضى الأذربيجانية. كما أكدت بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا هناك حالات التدمير الوحشي للآثار الدينية والتاريخية القديمة في هذه الأراضي. واعترفت أكثر من 10 بلدان في العالم والعديد من الهياكل الدولية بالإبادة الجماعية في خوجالي التي ارتكبت أرمينيا ضد الأذربيجانيين.
لقد لفت على حسنوف الانتباه إلى أن نزاع قاره باغ لا يهدد اليوم السلام الهش في جنوب القوقاز فحسب، وإنما أيضاً أمن كل أوروبا والعالم. إن السبب الرئيسي في ذلك هو تجاهل القانون الدولي والسلامة الإقليمية للبلدان الأخرى ومناشدات الأديان السماوية لإقرار السلام، فضلا عن أوهام العظمة والرغبة في الاستيلاء على الأراضي من البحر إلى البحر والاستعداد لارتكاب أي تزوير وجرائم ضد الإنسانية في سبيل تحقيق هذه النوايا.
وقال المساعد الرئاسي: "على الرغم من حقيقة الاحتلال، اليوم بفضل سياسة رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف، فإن أذربيجان لم تضمن تطورها الديناميكي فحسب، بل تحولت أيضاً إلى بلد يلعب دوراً هاماً في التكامل الاقتصادي والثقافي لأوروبا والشرق الأوسط، مما يضمن أمن الطاقة في أوروبا" وأشار على حسنوف إلى أن المشاريع الدولية التي تنفذها الدولة الأذربيجانية مع شركائها ليست فقط مشاريع أمن الطاقة والمواصلات، وأنها تساهم مساهمة كبيرة في ضمان أمن شركائنا وتوحد القارات وتمكن من صنع الخريطة الجيواقتصادية الجديدة للعالم. وكما أكد الرئيس إلهام علييف أن جميع الدول المشاركة في هذه المشاريع، وعلى وجه الخصوص، الدول المجاورة ستستفيد من المشاريع التي تنجزها أذربيجان. يكفي التذكير بالأرباح التي ستحققها تركيا وأذربيجان في مصنع STAR Refinery الذي تم تشغيله مؤخراً. ومع ذلك، أن أرمينيا احتلت أراضي البلد الآخر كغزاة من القرون الوسطى والتي كانت تفضل الطريقة السهلة في الثراء. فإن النظام الإجرامي في أرمينيا اليوم معزول عن المشاريع الإقليمية. هكذا يجب أن تكون. إن الطغمة العسكرية التي تسير على طريق الاحتلال، لا يمكنها أن ترمن الحياة السعيدة لشعبها، ولكنها تسبب فقط الكوارث التي تتبين في مثال أرمينيا.
مشيراً إلى أن أذربيجان تتميز بنشاطها في عمليات حفظ السلام في المنطقة، قال على حسنوف إن بلدنا يشارك بنشاط في برامج التعاون لحلف الناتو والاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ورابطة الدول المستقلة. وتعمل أذربيجان على تطوير التعاون مع جميع جيرانها باستثناء أرمينيا العدوانية، في شكل ثنائي ومتعدد الأطراف. بالطبع ، إذا لم يكن هناك عدوان عسكري ضد وحدةا أراضينا، ولم تكن الموارد المالية والبشرية لبلدنا تصرف للقضاء على الاحتلال، فإنه كان تطور أذربيجان والمنطقة في الوقت الحاضر على مستوى آخر.
قال مساعد الرئيسك " إننا نحلم عن المنطقة والعالم الذي لم يضطر الناس الذين يشتركون الجغرافيا المماثلة والثقافة المماثلة أو القريبة إلى اختيار مسار الهجرة ويفضلون البقاء في أراضيهم التاريخية، يعيشون ويعملون فيها. وأضاف قائلاً إنه يجب على الجميع أن يجد الشجاعة يقول للمحتلين : "قيفوا"؛ وينبغي دعم جميع المبادرات المقدمة في هذا الاتجاه ويجب توحيد الجهود لهذا الغرض. من هذا المنطلق، تساهم قمة بوغازيتشي للسنة التاسعة على التوالي في التنمية المستدامة والبحث عن السلام. لقد فعلت تركيا الكثير لحل الصراعات واعتماد السلام المستدام في المنطقة. تحولت سياسة الدولة التركية تحت قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الفاعل الجيوسياسي الهام في العالم وتنجز تركيا العمليات السلمية وتشن الصراع الدبلوماسي المكثف وكل هذا نشاط واسع يهدف إلى حل عادل للصراعات في المنطقة، بما في ذلك مشكلة قره باغ الجبلية. نتمنى النجاح لتركيا الشقيقة في هذه المسألة.
تحدث رئيس مقدونيا جورجي إيفانوف والعضو السابق في الحكومة البولندية زادزيك روستوفسكي عن المشاكل السياسية والاقتصادية التي عانت منها أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
وأشار وزير تركيا الأسبق في شئون الاتحاد الأوروبي إيجمين باخيش إلى أن النزاعات القائمة تعتدي على وحدة الأراضي للدول هي المشاكل الإنسانية الرئيسية في العالم.
قال رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز الذي شدد على أن مشكلة الشرق الأوسط وصلت إلى مرحلة بالغة الخطورة إن الأردن مؤيد للسلام والتنمية، وأن الحرب الأهلية في سوريا تعرقل العلاقات التجارية بين دول المنطقة.
أشاد رئيس وزراء جمهورية الشيشان للاتحاد الروسي مسلم خوجييف بمساهمة العلاقات الاقتصادية الروسية التركية لتنمية المنطقة، وتحدث في التفاصيل حول الإمكانات الاقتصادية والبيئة والاستثمارية في بلاده.
وقال رئيس مجلس إدارة المصدرين في تركيا إسماعيل غول إن المنتجات تامصنوعة المعمولة في تركيا تتزايد بسرعة في الأسواق الخارجية وإن البحث عن طريقة قصيرة وآمنة للمصدرين هو أهم قضية في الاقتصاد العالمي الحديث. في هذا السياق، يفتح خط سكة حديد باكو- تبليسي-قارس ومطار اسطنبول آفاقاً جديدة للعلاقات الاقتصادية في منطقة أوراسيا. لكن الأهم من ذلك هو توفير السلام والاستقرار.
وأعرب مؤسس برنامج التعاون الدولي جنكيز أوزكنجيل عن امتنانه لجميع الضيوف لمشاركتهم في قمة بوغازيتشي مؤكداً على ثقته في أن القضايا التي تمت مناقشتها ستثير اهتمام المجتمع المحب للسلام في كوكب الأرض.
أنهت القمة أعمالها في 8 نوفمبر، بعد عقد الاجتماعات والمناقشات حول الموضوعات مثل "التهديد الدولي لتنمية الجميع: الحروب التجارية" و"شفرة المستقبل المستدام في العالم الذي يبحث عن اتجاهات جديدة" و"الحاجة إلى تغييرات في إدارة العالم" و" الدفاع والأمن في العالم" و"نحو تقنيات المستقبل " و"دور الوسائل الإعلامية في تنظيم التنمية الاقتصادية "وإلخ.
في إطار مؤتمر القمة أدلى مساعد الرئيس الأذربيجاني في القضايا الاجتماعية والسياسية علي حسنوف بتصريحات للوسائل الإعلامية من أذربيجان والبلدان الأجنبية.
