قال مصدر في الحزب الديمقراطي الكردستاني إن زيارة رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، لطهران ستُمثّل انعطافة مهمّة في علاقة الإقليم بإيران بعد سنوات من البرود.
كان بارزاني قد وصل إلى طهران، في زيارة هي الخامسة له في أقل من عام. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الرئيس إبراهيم رئيسي أكد، خلال اجتماعه معه، أن بلاده تتوقع من الإقليم منع استغلال أراضيه ضدها. وقال المصدر: قناعات طهران بوجود مكاتب لجهات مُعادية لها في إقليم كردستان العراق تقف وراء حوادث أمنيّة في بعض المدن الإيرانية، كانت عامل توتر مستمر، ونتج عنها أن قامت إيران بقصف عدّة مواقع في محافظة أربيل.
واستهلّ بارزاني زيارته إلى طهران بتصريحات قال فيها إن دعم إيران للأكراد، سواء في عهد نظام صدّام (الرئيس العراقي السابق صدّام حسين)، أم في مجزرة حلبجة أم هجوم داعـش، تُثبت أن إيران هي سند وصديق كبير في الأيّام الصعبة التي يمرّ بها العراق وكردستان. وقال المصدر إن لقاءات بارزاني مع المسؤولين الإيرانيين كانت عبارة عن جلسات مصارحة عن التداخلات الدولية المعقّدة على ساحة الإقليم، يمتدّ أغلبها إلى عشرات السنين، وساهم النظام السابق بشكل كبير فيها. أبلغهم بارزاني أنّ عمليّة تصفية هذه التعقيدات تحتاج إلى وقت ودعم من دول جوار العراق. ووفق المصدر، فإنّ رئيس الإقليم تعهّد للإيرانيين بإنهاء وجود المنظّمات المعادية لهم في كردستان العراق، من خلال تشكيل لجان أمنيّة مشتركة لتحديد مصادر التهديدات الأمنيّة داخل مُدن الإقليم، وأخرى لمنع أيّ عمليات تسلّل عبر الحدود المشتركة.
وكان رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان العراق فوزي حريري، قد قال، في تصريح صحفيّ، عند مغادرة بارزاني أربيل إلى طهران: نحن لن نسمح بأن يكون هناك تهديد من إقليم كردستان، لإيران أو تركيا أو سوريا. وذكر بيان عن رئاسة إقليم كردستان، تناقلته وسائل إعلام كرديّة، أن بارزاني اجتمع، الثلاثاء، مع القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، في طهران، حيث بحثا علاقات إيران مع العراق والإقليم، خصوصاً في المجال الأمني.
وأوضح البيان أن الجانبين شدّدا على أهميّة مواصلة تعزيز التعاون والتنسيق بين الجهات المعنيّة في إيران مع العراق والإقليم للحفاظ على الأمن والاستقرار على الحدود، ومكافحة التهديدات الأمنيّة من أيّ جانب، وناقشا أيضاً تأثير وعواقب الصراع في الشرق الأوسط على الوضع في المنطقة. وحول ما ستُقدّمه طهران للإقليم، تحدّث المصدر، أن من القادة الإيرانيّين من قام بالتوسّط لدى بغداد لإيجاد حلول بشأن المشكلات العالقة بين الإقليم والحكومة والبرلمان الاتحاديين، وأيضاً لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الأكراد.