لقد مر العامان من وصول ممثل اليونيسف إدوارد كارواردين إلى أذربيجان كرئيس لمكتب اليونيسف في البلاد.
شارك انطباعاته عن إقامته لمدة عامين في باكو على صفحته على فيسبوك كما أعرب عن شكره على دعمه. تقدم Eurasia Diary للقراء النص الكامل لذكريات إدوارد كارفاردين.
يمر الوقت بسرعة كبيرة، حيث مرت سنتان تقريباً من وصولي إلى باكو. لقد سعدت بالبيئة الجديدة، ولكن غير المألوفة تماماً. إذا نظرنا إلى الوراء، بالطبع أشعر بمزيد من الثقة - وليس بالضرورة في حد ذاته (لم تكن محاولاتي لمعرفة اللغة الأذربيجانية ناجحة، تماما مثل محاولة لطهي الطبق الأذربيجاني الشهير للفطور- عجة البيض مع الطماطم)، لكنني بالتأكيد على ثقة من أن أذربيجان تتحمل المسؤولية لأطفالها.
لماذا أعتقد ذلك؟ لأنه خلال العامين الماضيين لقد التقيت أطفالاً رائعين، وشباباً وأسراً، حقاً يمكن اعتبارهم كلهم "ذهباً للأمة" والذين أعلنهم الرئيس إلهام علييف لمفتاحاً لتطوير أذربيجان.
على الرغم من أن معظم أوقات العمل لليونيسف يركز على تحسين السياسات الخاصة بالأطفال، وتعزيز القدرات التقنية والمعرفة بين العاملين مع الأطفال ورعايتهم، ويخص جميع جهودنا لشيء محسوس جداً وهم الأطفال الحقيقيين... العائشن في الحياة الواقعية.
لقد ذهبت إلى صفوف في المدارس ، حيث يتعلم الأطفال المعوقين والأطفال الأصحاء معاً. لقد شاهدت كيف يحاول التلاميذ والمدرسون التغلب على العزلة الاجتماعية المرتبطة بالمعوقين. هذا هو "ذهب الأمة".
لقد تحدثت مع المراهقين الذين يعيشون في المنطقة الأمامية، الشباب الذين عانوا من الخوف والتوتر الناجم عن الصراع. وأنا اقتنعت في أنهم قادرون على خلق أفضل الخدمات والفرص لتقديم مساهمة طويلة لبيئتهم. وهذا أيضا، هو "الذهب للأمة".
لقد التقيت الآباء والأمهات الذين التقطت أطفالهم بعد دورة التحضير في المدرسة. سمعت كيف كانوا يتحدثون عن أبنائهم مع الإثارة والفخر، الحديث المكمل بأفكار وتمنيات. أظهر هؤلاء الأطفال تعطشاً للمعرفة. وهذا نتيجة دعم الوالدين وتشجيعهما. هذا هو "ذهب الأمة".
وكنت واقفا بجانب الوالدين والمدربين للشباب الرياضيين المعوقين وشاهدت الثابت والفخر في عيونهم عندما تحدثوا عن إنجازات هؤلاء الشباب. في رأيت الرسالة المبعوثة إلى المجتمع ككل، "انظروا إلى مواهب أطفالنا ولا يوجهوا انتباهكم على عيوبهم." هذا هو "ذهب الأمة".
إن الأطفال والشباب الأذربيجانيين هم أكثر موارد البلد قيمة. ومع ضمان الإمكانيات الاستثمارية والقانونية الصحيحة سيوفر "هذا الذهب للأمة" الثمار التي من شأنها تحسين حياة الأجيال القادمة، من خلال تحسين الصحة والإنتاجية، وتحسين التعليم، والحد من التبعية، وزيادة مستوى التعليم والتضامن الاجتماعي.
لكنني التقيت أيضا مع هؤلاء الأذربيجانيين الذين لا تزال حياتهم صراعاً من أجل البقاء. على سبيل المثال ، عائلة مكونة من ستة أشخاص ذوي أب معاق وأم عاطلة عن العمل تعيش في شقة من غرفتين. أو أم وحيدة، تركها زوجها التي كانت خجيلة لتظهر في محيطها الخاصة وأنها اضطرت إلى العودة إلى منزل والدها، وأصبحت معزولة على نحو متزايد، أو المراهقين الذين يعانون من الفقر واليأس من التنمر والاستغلال من قبل الكبار.
يعد معيار الأمة الناجحة بقدرتها على خلق فرص معقولة لأولئك الذين يواجهون مثل هذه التحديات من أجل تغيير أوضاعهم إلى الأفضل.
في أذربيجان، لا يزال هناك أطفال وشباب يحتاجون إلى دعمنا، لأنهم يستحقون بداية رائعة في الحياة. لا يزال الطفل الذي يعاني من الإعاقة يتريى في المنزل، معزولاً عن الأصدقاء. لم تلد الطفلة التي عرفت غب رحم أمها بنت وهذا ببساطة لأن والدها يعرف أنها بنت ولذلك أنها لن تترك الرحم على قيد الحياة. فالشباب الذين يرتكبون جريمة صغيرة يتركون المدرسة، ومن المرجح، بالتالي أن يستمرىن في الانخراط في الجريمة من أجل البقاء على قيد الحياة. حتى الطفل الوليد الذي يكون نموه البدني والفكري في خطر بالفعل لأن أمه لا تعرف أهمية الرضاعة الطبيعية لطفلها حصرياً مع حليب الثدي خلال الأشهر الستة الأولى.
لكن هذه هي المشاكل التي سنحلها ، من خلال جهودنا المشتركة مع الحكومة والبرلمان وسلطات المناطق المحلية والقطاع المدني.
وأنا واثق من أننا سنتغلب على هذه المشاكل، لأنه في العامين الماضيين، كل طفل، وكل من والدين ولكل عامل في الصحة، كل ندرس، وكل موظف عامل مع الشباب، وكل قاض، وكل مستشار في المساعدات القانونية، وكل مدرب رياضي، وكل رئيس لاسلطة محلية أو رئيس لوكالة حكومية ، كل عضو في البرلمان وكل وزير حكومي التقيت بهم، وواجهت نفس القناعة الراسخة بأننا إذا قضينا معاً على الحواجز الاجتماعية التي تمنع لجميع الأطفال أفضل بداية في الحياة، وسوف تستمر أذربيجان لتنمو وازدهار.
أتطلع إلى ما يمكننا تحقيقه في السنوات القادمة. من يدري، ربما يمكنني حتى طهي بيض مخلوط مع طماطم.