خيارات إسرائيل بغزة بين المصلحة السياسية داخليا و"صفقة القرن" استراتيجيا

تحليلات 10:00 10.06.2018

تصاعد المواجهات في الشهرين الأخيرين في قطاع غزة، وعودة الحديث عن إمكانية اندلاع جولة جديدة من العنف بين إسرائيل وحركة حماس، بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في القطاع المحاصر، طرح الحديث عن إمكانية بحث خيارات أخرى للتعامل مع الأزمة.

آراء المحللين في هذا القضية، تباينت وتراوحت في سياقين، الأول وجود خلاف بين المستويين السياسي والأمني في إسرائيل، إذ ينظر قادة الحكومة الإسرائيلية إلى مصالحهم السياسية، ويتصرفون بناء عليها، فيما يرى المستوى الأمني القضية من وجهة نظر مهنية، تشير إلى ضرورة التخفيف من الأزمة التي يعيشها قطاع غزة لتجنب التصعيد. 

أما السياق الثاني فيرى أن تجنب إسرائيل خوض مواجهة شاملة مؤخرا في غزة، جاء في سياق استراتيجي هو تمرير الخطة الأمريكية للتسوية، المعروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن" التي يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى فرضها. 

في السياق الأول يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي د. أنطون شلحت مدير وحدة "المشهد الإسرائيلي" ووحدة الترجمة في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" في مدينة رام الله، أن أمام إسرائيل خيارين كبيرين للتعامل مع غزة، فالمستوى السياسي يميل للحل العسكري ومواجهة مسيرات غزة والطائرات الورقية الحارقة بالمزيد من العنف. 

أما الحل الثاني، فهو "موضعي" من خلال تحسين الأوضاع في غزة، وهذا ما يوصي به المستوى الأمني المتمثل بالجيش والمخابرات، اللذين يريان ألّا حل لأزمة غزة بمواجهة عسكرية. 

وذكّر شلحت في تصريحات للأناضول، بانتقادات مبطنة وجّهها مسؤول في الجيش الإسرائيلي للمستوى السياسي قال فيها، إن على إسرائيل أن تكون هي المبادرة للتحكم بالمواجهة العسكرية في غزة، لا أن تنجر لها بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية هناك. 

وعن سبب إصرار المستوى السياسي في إسرائيل على الخيار الأمني أو العسكري، قال شلحت إن أبرز متخذي القرار السياسي في إسرائيل هم قادة شعبويون، يعملون فقط على رفع مستوى تهديداتهم، ويرفضون الحلول القائمة على تسوية مع القطاع كي لا تحسب سياسيا عليهم. 

لكن المشكلة، يقول شلحت، تكمن في أن من يحسم هذا الجدل هم قادة المستوى السياسي، خاصة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، وباقي قادة اليمين في الحكومة الذين يميلون إلى الحلول العسكرية، لهذا لا يوجد في الأفق أية خطة ولا حتى مؤشرات أو أفق لحل غير عسكري. 

ويتفق المحلل الإسرائيلي في صحيفة "معاريف" العبرية "بن كسبيت" في تحليل له نشر بتاريخ 30 مايو/أيار 2018 مع هذه الرؤية، ويقول إن الحكومة الإسرائيلية لا تملك أي خطة مستقبلية للتعامل مع قطاع غزة، وهو ما قد يتسبب "باندلاع جولة جديدة من العنف في حال استمر تدهور الأحوال الإنسانية في القطاع". 

واعتبر "بن كسبيت" أن كل ما تقوم به حكومة نتنياهو هو "انتظار جولة العنف المقبلة، دون تقديم ما يمكن أن يخفف من أزمات غزة ويخلق شيئا من الأمل لسكانها". 

ومع التصعيد الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة ضد الإيرانيين في سوريا وقصف عدة مواقع عسكرية سورية، قُتل فيها ضباط إيرانيون ودمرت مخازن أسلحة وأنظمة عسكرية إيرانية، سعت إسرائيل إلى تجنب الدخول في مواجهة جديدة في غزة جنوبا كما يبدو، للتفرغ سياسيا، -وربما عسكريا إذا اقتضت الحاجة- لقضية التواجد الإيراني في سوريا شمالا. 

أما عاموس هارئيل فكتب في صحيفة "هآرتس"، قول إن الاتفاق الضمني بين حماس وإسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة بعد التصعيد الأخير لا يزال قائما، لسبب واضح هو التحدي الذي يشغل رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه وهيئة الأركان العامة، أي النفوذ الإيراني في سوريا. 

وعن ذلك، يقول "بن كسبيت" إن وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان حين كان يشغل منصب وزير الخارجية كان من دعاة اجتياح قطاع غزة عام 2014، لكن مع توليه وزارة الدفاع واضطراره للتعامل بشكل مباشر، عبر هذا المنصب، مع التحديات العسكرية التي تواجهها إسرائيل فإن ليبرمان نفسه بات يقول "إن إسرائيل سترد على إطلاق الصواريخ من غزة، بقصف المواقع التي تطلق من الصواريخ فقط"، دون الحديث عن اجتياح لغزة ونزع لسلاح حماس وغيره من التهديدات. 

ويذكّر بن كسبيت بوعود نتنياهو التي أطلقها بداية حرب 2014، حينما تعهد بـ"انتصار الجيش، وبالقضاء على حماس في غزة، وبوضع حد للإرهاب"، ويقول إن نتنياهو فشل في تحقيق أي من هذه الأهداف، وحاليا فإن "كل ما تستطيع إسرائيل فعله هو الرد على مصادر النيران فقط". 


في السياق الثاني، يرى محمد بركة العضو العربي في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) عن القائمة المشتركة أنه لا يجوز قراءة التعامل الإسرائيلي مع غزة من خلال ما يقال عبر وسائل الإعلام، بل يجب قراءته بناء على "المصالح الاستراتيجية كما تفهمها الحركة الصهيونية اليمينية المتطرفة التي تقود إسرائيل". 

ويضيف بركة في تصريحات خاصة لوكالة الأناضول:" هذا الأمر لو ترك لبعض المسؤولين لذهبوا باتجاه اجتياح غزة او تنفيذ اغتيالات لقيادات فيها، لكن إسرائيل في عهد (الرئيس دونالد) ترامب تعيش في مرحلة ذهبية في العلاقات بينهما، وهذا بات المعيار الأساسي وحجر الزاوية في سلوك إسرائيل حاليا، والذي يقضي بترسيخ المبايعة الشاملة من قبل إدارة ترامب للصهيونية المتطرفة في إسرائيل". 

ويضيف بركة:" يجب أن نقرأ كل خطوة بالأساس في سياق (خطة) صفقة القرن، وما جرى التفاهم عليه بين نتنياهو وبين ترامب، وليس سرا أن هناك من يبني على إقامة دولة فلسطينية في غزة، وسلطة مدنية على المواطنين في الضفة الغربية من أجل الاستيلاء على أراضيها والتخلص من المسؤولية عن السكان فيها". 

لذلك يقول بركة:" أنا لا أرى أن الحسم العسكري في غزة هو رأس سلم أولويات الحكومة الإسرائيلية وفق هذا الفهم، فقد تكون هناك محاولات لقص أجنحة حماس في غزة لكن دون كسر رأسها، اعتقادا من إسرائيل أن هذا قد يمكنها من تمرير صفقة القرن". 

ويضيف بركة أضاف أنه "يجب أن نقرأ موقع الأردن في الخريطة السياسية وما يتعرض له الآن، ويجب أن نقرأ خارطة الاستيطان، وكذلك إعلان ترامب فيما يخصّ القدس، كل هذه الأمور تسير نحو هدف واحد هو إنزال القضية الفلسطينية عن الطاولة، وخلق مسخ يسمونه دولة فلسطينية لكن ليس فيه الحد الأدنى من قواسم الإجماع الفلسطيني خاصة في قضايا الثوابت (حق العودة والقدس وحدود عام 1967)". 

ويكمل:" لذلك، لا يمكن قراءة الأمور من خلال تهديدات أو مزاج ليبرمان أو نتنياهو، بل يمكن أن نقرأها من ناحية ما يصدر عن أجهزة الأمن الإسرائيلية، وفي ذات الوقت يجب أن تكون القراءة الاستراتيجية من خلال عنوان هذه المرحلة وهو (صفقة القرن)، وكل ما يخدم هذه الصفقة ستقوم به إسرائيل". 

 

علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

حزب الله ينفي مقتل نصف قادته
17:00 25.04.2024
ماكرون يحذّر: "أوروبا تموت
16:20 25.04.2024
انفجار وتصاعد للدخان جرّاء هجوم على سفينة قرب عدن
16:00 25.04.2024
أرمينيا تتهم أذربيجان بزرع ألغام في قراباغ
15:46 25.04.2024
السعودية والكويت ترحبان بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن الأونروا
15:30 25.04.2024
الجيش الأمريكي يتصدى لهجوم حوثي في البحر الأحمر
15:15 25.04.2024
الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة
15:00 25.04.2024
دافكوفا تتصدر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بمقدونيا الشمالية
14:45 25.04.2024
بين أفول نظام دولى وميلاد آخر.. سنوات صعبة
14:19 25.04.2024
وصول سفينة عسكرية تركية إلى ميناء مقديشو
14:00 25.04.2024
مركز تركي- عراقي ضد العمال الكردستاني
13:45 25.04.2024
استمرار الاكاذيب الأرمينية ضد أذربيجان في محكمة العدل الدولية
13:25 25.04.2024
علييف وجباروف يزوران مدينة أغدام
13:00 25.04.2024
غضب وعمليات توقيف في جامعات أمريكية باحتجاجات مؤيّدة للفلسطينيين
12:45 25.04.2024
علييف وجباروف يطلعان علي الخطة الرئيسية لمدينة فضولي المحررة من الإحتلال الأرميني
12:20 25.04.2024
جنوب إفريقيا تدعو لتحقيق عاجل بالمقابر الجماعية في غزة
12:15 25.04.2024
تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العالم في 2023 بسبب النزاعات
12:00 25.04.2024
رئيس قيرغيزستان يصل فضولي
11:46 25.04.2024
زيارة رئيس قيرغيزستان إلي أذربيجان
11:18 25.04.2024
حول زيارة رئيس طاجيكستان إلى إيطاليا والفاتيكان
11:00 25.04.2024
أردوغان لا ينبغي السماح لإسرائيل بإخفاء المجازر في غزة
10:45 25.04.2024
أمير الكويت يتلقى رسالة من رئيس وزراء باكستان حول العلاقات الثنائية
10:30 25.04.2024
السيسي يحذر من التداعيات الكارثية لأي عملية عسكرية في رفح
10:16 25.04.2024
الأردن يحدد 10 سبتمبر موعداً لإجراء انتخابات مجلس النواب
10:00 25.04.2024
الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق مستقل في التقارير عن مقابر جماعية بمستشفيين بغزة
09:45 25.04.2024
أردوغان يعلن وقف العلاقات التجارية المكثفة مع إسرائيل
09:30 25.04.2024
ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 34 ألفا و262
09:15 25.04.2024
الصحفيين الأوزباك يزورون مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
09:00 25.04.2024
الملك سلمان يدخل المستشفى لإجراء "فحوصات روتينية"
17:00 24.04.2024
بلينكن يزور الصين للمرة الثانية في أقل من عام
16:30 24.04.2024
علييف يتحدث عن حرب غزة
16:00 24.04.2024
قري قازاخ الأذربيجانية الأربع في الإعلام العالمي
15:00 24.04.2024
مصر ترحب بالقرار الأذربيجاني الأرميني
13:45 24.04.2024
الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
13:30 24.04.2024
تزايد الدين العام يهدد التصنيف الائتماني لفرنسا
13:00 24.04.2024
جامايكا تعترف رسميا بدولة فلسطين
12:30 24.04.2024
ذعر أممي من المقابر الجماعية في غزة... ومطالبات بتحقيق
12:00 24.04.2024
في زيارة علنية نادرة... مسؤولون من كوريا الشمالية يصلون إلى إيران
11:00 24.04.2024
موسكو: تدريبات الناتو في فنلندا "عمل استفزازي"
10:30 24.04.2024
ميرزايف يتحدث عن حرق العلم الأذربيجاني والتركي في أرمينيا
10:00 24.04.2024
جميع الأخبار