الناتو العربي الجديد – أمر مضحك

تحليلات 18:15 05.08.2018

أحمد مصطفى رئيس مركز آسيا للدراسات والترجمة عضو كودسريا ومجموعة رؤية استراتيجية روسيا والعالم الإسلامى حصريا Eurasia Diary

إنشاء الناتو العربي الجديد  أمر مضحك انه من المثير للضحك التحدث عن إنشاء بما يسمى بـ ناتو عربي جديد بعد محاولات فاشلة قام بها الرئيس السيسي لإنشاء قوة عربية مشتركة من خلال الكيان العربي المعترف به الجامعة العربية، حين قدم عرضه فى حضور وزير الخارجية السعودى الأسبق سعود الفيصل من خلال القمة السنوية للجامعة فى شرم الشيخ 2015، ثم قام بعرض رسالة فى شكل فيديو للسيد/ بوتين الرئيس الروسى – والتى تناولت جوانب عربية أمنية مهمة فيما يخص الشأنين السورى والليبي الأمر الذى أثار حفيظة سعود الفيصل، وجعلته يغادر الإجتماع دون انذار وسافر الى جدة، لأن ما قاله بوتين فى وقتها كان على غير هواه ولا يعجب حلفاءه خصوصا الولايات المتحدة تحت قيادة أوباما، واسرائيل حيث أنشات أمريكا وقتها ما يقال "تحالف امريكى دولى ستينى – للحرب على الإرهاب فى سوريا".

نتذكر ما قاله أوباما أن الحرب على الإرهاب ضد داعش الذى صنعوه بموجب تسريبات هيلاري كلينتون وزيرة خارجيته سيستمر عشرات السنين، إلا اننا وجدنا هذا التحالف الذى ضم فعليا دولا عربية، ولو بالإسم مثل مصر دون مشاركة فعلية، خدم الإرهاب وقتها دون أن يحاربه ولدينا واقعتين شديدتى الخصوصية حادثة الطيار الأردنى محمد الكساسبة، والذى للأسف قتل على يد داعش حرقا على مسمع ومرأى من العالم، حين أقر فى بعض وسائل الإعلام أن التحالف لم يكن يقصف مواقع الإرهابيين كداعش تحديدا فى سوريا بل كان يقصف مواقع عشوائية ومواقع مدنية للشعب السورى واهداف مدنية من محطات كهرباء ومياه بما كان يخدم الإرهاب.

 والحادثة الثانية العام الماضى حين تم قتل المراسل الصحفى لقناة روسيا اليوم والصديق الشخصي "خالد الخطيب" السورى فى منطقة حمص وبمساعدة أجهزة تصنت من هذا التحالف والذى وجه داعش ليقذفوا سيارة القناة التى كان يتنقل بها فى الجهات التى يحررها جيشنا العربي السورى، هذا لأن خالد كان يقوم بإجراء تقارير صحفية مصورة تثبت تورط التحالف الستينى فى قذف المواقع المدنية داخل سوريا، وخصوصا التى كان يسيطر عليها داعش مثل المدارس والمستشفيات، والأسواق بالصوت والصورة ومن خلال كاميرا روسيا اليوم أمام العالم الأمر الذى سبب حرجا لهذا التحالف المتواطىء مع الإرهاب.

جدير بالذكر وحسب تسريبات هيلارى كلينتون والمخابرات الأمريكية أن سعود الفيصل وزير الخارجية السعودى الأسبق كان من أكبر داعمى معسكرات داعش على الحدود السورية والأردنية، وبعلم ومعرفة النظام السعودى، وايضا كان هناك دعم إماراتى وقطرى وقتها والذى كان يشكل اكبر خطر على كل الدول المحيطة وخصوصا العراق ومصر ولبنان – ولكى يفضحه الله فقد نشرت نيوزويك الأمريكية وجريدة "له جورنال د ديمانش" الفرنسية بواقعة جنسية تورط فيها وزير الخارجية السعودى سعود الفيصل لعدم دفعه باقى مستحقات شركة كونسيرج الفرنسية التى كانت تصور له افلاما تنتج له خصيصا فى فرنسا مع عدد من نجمات البورنو الفرنسيات ولم يسدد حتى الآن سعود الفيصل مستحقات الشركة التافهة "110 الف دولار" ووصلت الدعوى القضائية للمحكمة العليا بفرنسا – وكان جزءا من زيارة محمد بن سلمان لفرنسا الأخيرة لإيقاف هذه الفضيحة بأى ثمن وبمحاولة الضغوط على ماكرون الرئيس الفرنسي لنفس الغرض.

 انتهى طبعا التحالف الستينى ودوره بوجود التحالف الروسي الإيرانى الصينى الذى دخل بإذن النظام السورى وقضى فعليا على الإرهاب ونشاهد انتصار الجيش العربي السورى حاليا وبسط نفوذه على كل الأراضى ولم تعد أمامه سوى ادلب فقط فى الشمال، وايضا بموجب قمة هلسنكى مؤخرا والتى سنرى منها كثيرا الأيام المقبلة.

كان يوجد أيضا اقتراحا فاشلا فى 2012 لتوسيع مجلس التعاون الخليجي ليضم "مصر والمغرب والأردن" وايضا بإيعاذ أمريكى للوقوف فى وجه إيران وروسيا وفشل الإقتراح، بالرغم من وجود الإخوان فى الحكم وقتها، ولكن دائما ما كان هناك خلاف ما بين الثلاثى الخليجى كالعادة "قطر والإمارات والسعودية" على الزعامة فى هذا المجلس الامر الذى ادى الى زوال هذا المجلس عمليا حاليا وانقسامه الى طرفين "سعودى – إماراتى – لن اقول بحرينى لأنها فى اعتقادى محافظة سعودية" وآخر "قطرى – كويتى – عمانى".

طبعا يعتبر ما يسمى تحالف الحزم أو التحالف السعودى الإماراتى محاولة فاشلة أخرى لهذا الناتو وضم دولا فقط بالإسم دون المشاركة كـ "مصر وباكستان"، وأنفقتا فيه ما يقرب من تريلليون دولار لحرب ما يسمى المتمردين الحوثيين ومن يتبعهم، والذين يمثلوا ما لا يقل عن 40% من الشعب اليمنى والجيش اليمنى الحقيقي، لصالح ما يسمى خطئا "شرعية" لرئيس مستقيل ليس له ادنى شرعية مغضوب عليه، عينته السعودية يعيش فى الرياض وبمساعدة مرتزقة حتى من إسرائيل لوضعه فى الحكم لخدمة مصالح ال سعود وزايد، بمخالفة كل الأعراف الدولية مع انتهاك كل حقوق الإنسان، وممارسة اشد العذاب على الشعب اليمنى المظلوم الأمر الذى ادى لانتشار الكوليرا فى اكثر من مليون يمنى بريء، وعلى الجانب الآخر ادى الى وجود حالة من التقشف فى كل من الإمارات والسعودية نفسها لوجود عجزا فى ميزانياتهما غير مسبوق وصل 800 مليار فى الميزانية السعودية ونصف هذا المبلغ فى الإماراتية، مع معاناة المواطن الخليجى من ارتفاع كلفة الخدمات الأساسية وضرب لسوق العقار وهبوط فى المرتبات والتعرض لضرائب لم يسبق لها مثيل مما ادى فى حالة كساد فى هذه البلاد الريعية التى تقوم فقط على النفط ومشتقاته والتى تستورد كل شىء من الخارج بما فيها المياه – يرجى الرجوع فى هذا الصدد لشهادة السفير الروسي الراحل السابق لدى الأمم المتحدة السيد/ فيتالى تشوركين.

 يرجى العلم أن الضربات الموجعة التى وجهها الحوثى مؤخرا للسعودية والإمارات وخصوصا مع ضرب آخر بارجة سعودية فى مياه باب المندب، والتى كذب الإعلام السعودى فيها وقال أنها ناقلة نفط، وجهت بعدم إكتراث أمريكى مشغول أكثر بمحاولة التقرب لإيران، حتى لا تتأثر مصالحه فى المنطقة، إلا أنها أدت فقط الى مناورات تمت فى البحر الأحمر ما بين مصر والسعودية والإمارات وأمريكا الإسبوع الماضى، مصر فقط تستفيد منها ماديا بالإفراج عن 195 مليون دولار كبقية معونة عسكرية معطة لصالح مصر، وايضا للحفاظ على تأمين مرور الملاحة من باب المندب الى قناة السويس، نفس الأمر الذى شدد عليه الحوثى وانه قال أنه ضرب بارجة سعودية وليست ناقلة نفط والذى اكده استئناف السعودية تسيير ناقلات النفط من البحر الأحمر مجدداً.

الأمر الذى يؤكد فشل هذا الناتو، والذى لن ينجح دون مصر، حيث ان العقيدة العسكرية المصرية والدستور المصرى يمنع مشاركتنا فى أى حروب خارج الحدود المصرية طالما لا توجد تهديدات مباشرة علينا، وهذا ما أكده رئيس الجمهورية السيسي ورئيس المخابرات عباس حلمى، الذى لا زال يحفظ مكانة مصر فى الإقليم واللجوء للحلول السياسية والسلمية سواء فى الوضع السورى أو اليمنى – وكذلك بالنسبة للخلاف السابق الذى حدث بين لبنان والسعودية، وقلناها بصراحة وعلى الملأ ليس لنا دخل بخلافات الأشقاء البينية نحن نصلح لا نخرب.

وإذا كان الناتو الحقيقى، بين امريكا وغالبية دول أوروبا، قد فشل مع الروس والصينيين والإيرانيين وهو الذى يمتلك القدرات العسكرية والبشرية والمالية الضخمة – هل سينجح هذا الإقتراح الذى قتل منذ ولادته مع وجود ازمات اقتصادية طاحنة فى كل من امريكا والسعودية والإمارات – وسيوجه ضد من هل سيوجه ضد الكيان الصهيونى كنا دعمناه بدمنا – أم ضد ايران الدولة الإسلامية لمصلحة السعودية والإمارات واسرائيل – عمليا أمريكا لن ترض - أمريكا تريد بيع سلاح فقط، ولكن لا يمكنها مواجهة ايران التى تخشى منها أن تصيبها فى مقتل وتمح وجودها فى المنطقة مع حليفاتها وخصوصا أن روسيا والصين اصبحتا فى المنطقة بقوة، ولا يمكن القيام بأى تغيير فى رقعة الشطرنج دون الرجوع اليهما، بالإضافة إلى تركيا تلك القوة الإقليمية التى قاب قوسين أو أدنى أن تدخل فى تحالف رباعى "صينى – روسي – ايرانى – تركى" يضرب كل مخططات أمريكا واسرائيل فى المنطقة خصوصا مع الطلب التركى الأخير فى قمة جوهانسبرج بالإنضمام الى بريكس. وهذا للعلم،،،

 

 

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
مارتن ليجون : فرض العقوبات علي إيران ليس حلًا
15:00 17.04.2024
دميتري سولونيك : هذا لن يساهم في استقرار المنطقة
14:00 17.04.2024
خبير سياسي: أرمينيا تسعي إلي أن تكون السعودية وسيطًا في أزمتها مع أذربيجان
13:00 17.04.2024
راي كريم أوغلو : الادعاءات التي قدمتها أرمينيا في محكمة العدل ليست إلا "أكاذيب"
12:25 17.04.2024
جميع الأخبار