الخطوات الأمريكية لإنهاء الأزمة القطرية

أحمد عبد الوهاب

تحليلات 12:00 26.08.2018

ينشغل الكثيرون في العالم بتغيير الوجوه في الإدارة الأمريكية، وتطفو على أسطح شاشات الفضائيات الآمال الشخصية والأهواء، في محاولة لتكوين رأي مناصر لرؤية المحلل أو السياسي أو ما يطلق عليه الخبير، وقد طغى هذا الأمر بشكل كبير على العالم العربي بعدما انفردت واشنطن بالعالم في أعقاب الحقبة السوفيتية.

منذ التسعينات والانتخابات الرئاسية الأمريكية لم تنطفئ جذوتها. عامان نودع بهما الرئيس السابق وآخران نتحدث عن الرئيس القادم، تلك هى السنوات الأربع للرئاسة الأمريكية، وفي كل الأحوال تكون التغيرات في الوجوه مع ثبات كامل للسياسة الأمريكية تجاه ملفات الشرق الأوسط بصفة خاصة وإن اختلفت الأدوات، فلا فرق بين رحيل الجمهوري أو مجيء الديمقراطي، فالقرار في واشنطن لا يصنع في البيت الأبيض بل في دوائر صنع القرار التي لا تتغير ثوابتها، وما على الرئيس سوى اعتمادها بشكل بروتوكولي.

وحتى لا نذهب بعيداً عن فكرة المقال. الخطوات الأمريكية لإنهاء الأزمة القطرية، قد نختلف في التحليل، وقد يجانبني الصواب، ولكن لا نختلف جميعاً في أن السياسة لا تعرف "المستحيل". في الشهور الأخيرة للرئيس الأمريكي السابق أوباما، لم تكن علاقته بالرياض على المستوى المطلوب وكان يشوبها بعض "الفتور"، وظلت على تلك الحالة إلى جاءت الانتخابات الأمريكية بالرئيس ترامب، والذي كان يلقى كل الدعم من الخليج وبصفة خاصة السعودية أثناء حملته الانتخابية، ربما يرتبط الأمر بمصالح خاصة بين السعوديين وترامب "بيزنس"، فالجميع من أصحاب الأموال.

وما إن وصل ترامب للبيت الأبيض حتى أقيمت الأفراح في بعض الدول العربية في الوقت الذي احتشد فيه الآلاف من الأمريكيين في الشوارع احتجاجا على فوزه وطالبوه بالرحيل.

ظل ترامب عده أشهر يتخبط في التصريحات عبر "تويتر"، قبل أن يتم كبح جماحه، فقد قال في بدايه حملته الانتخابية إن الخليج يمتلك الكثير من المال ولا ينفقون سوى القليل، وبعد فوزه قال للأمريكيين إن كل شيء يجب أن يتم مقابل المال، وكانت أولى زياراته الخارجية للرياض، وتم استقباله بشكل أسطوري غير مسبوق، وبعد عودته لواشنطن غرد للأمريكيين بأنه جاء لهم بالكثير من المال والوظائف، ولم تمض ساعات طويله حتى نشب الخلاف وبشكل دراماتيكي بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر في جانب وبين قطر، وتوترت الأمور ووصلت لمراحل تصعيدية غير مسبوقة وتم حصار الدوحة براً وبحراً وجواً، وأيدت أمريكا بشكل غير مباشر، وسرعان ما عادت لتلعب دورها المعروف في إيجاد "الداء والدواء" في توقيت واحد.

فشلت كل مبادرات الصلح لأن واشنطن لا تريد ذلك، وما إن تدخلت تركيا وفتحت إيران مجالها الجوي، حتى عادت أمريكا لتعلن عن توقيع عقد توريد أسلحة لقطر بقيمة 13 مليار دولار، وبعدها يقوم وزير الخارجية الأمريكي وصانع السياسة الأمريكية "تيلرسون" بجولة في المنطقة ويوقع مع قطر المتهمة بالإرهاب من جانب دول المقاطعة الأربع "برتوكول لمكافحة الإرهاب"، وفي ظل تلك المجريات للأحداث تخفت الأصوات أمام السيد الأمريكي وتأتي بيانات دول المقاطعة "باهته"، ولا تحمل جديداً.

ثم يأتي تقرير الخارجية الأمريكية بشأن الحريات "الدينية" في العالم ليضع السعودية بجانب إيران وكوريا الشمالية ضمن أكثر البلدان التي تنتهك فيها حرية العقيدة، وهذا يدعونا لتساؤل مهم، هل عمليات الانتهاك هذه جديدة أم أنها إحدى أوراق الضغط القديمة التي تستخدمها أمريكا لترويض التابعين لها ولا أقول "الحلفاء"، فهل تريد أمريكا بعد صدور التقرير إنهاء الأزمة في الخليج بعدما حصلت على ما تريد من السعودية ومن قطر ومن الإمارات.

الواضح أن الحل الأمريكي لأزمة الخليج قادم، لأن أمريكا هى من تحرك "الدمى" في مسرح العرائس بالشرق الأوسط والشمال الأفريقي. عانت قطر بعض الشيء وأنفقت الكثير من الأموال لأن رصيدها يسمح بذلك، سوف تنتهي أزمة قطر وستكون هناك سيناريوهات جديدة لما بعد الحصار. لن تطول الأزمة وسيربح الرابحون وسيخسر من لم يمارسوا السياسة.

لقد زرعت أمريكا العلاقات الخليجية — الخليجية والعربية الخليجية بالوسائل والتقنيات التي تجعلها تدمر نفسها في الوقت المطلوب والتوقيت المناسب، فواشنطن لديها مخطط للمنطقة ما بين شرق أوسط كبير إلى شرق أوسط جديد، وها هى اليوم تجني الثمار، فالخليج بأمواله وقدراته أصبح مدينا لأمريكا، نعم أمريكا تريد تفكيك المنطقة وإعادة ترتيبها بالشكل الذي يتوافق مع خططها.

وفي نفس السياق يرى الكاتب رائد عمر العيدروسي، أن ما أسهل وأسهل على الرئيس ترامب أن يرغم الأمير تميم على الاستسلام وتنفيذ الشروط الخليجية الـ13، لكن الواضح أنّ الأدارة الأمريكية طلبت أو أملت على قطر لإدامة الأزمة واستمراريتها وديمومتها والإبقاء عليها لأجل إدامة الفتنة العربية — العربية، وما يفرزه ذلك من دولاراتٍ ملياريةٍ خليجية تشدّ الرحال إلى امريكا! فعدا الصفقة السعودية — الأمريكية التي أعقبت القمة الإسلامية — الأمريكية والتي تجاوزت 400 مليار دولار لشراء طائرات أمريكية للمملكة، فعقدت قطر صفقة الـ12 مليار دولار لشراء مقاتلات F 15 من الولايات المتحدة!.

ونشر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بحثاً تحت عنوان "أزمة العلاقات الخليجية- القطرية: في أسباب الحملة ودوافعها" جاء فيه: من المستحيل أن تقبل قطر بفرض الوصاية عليها بالتراجع عن سياستها المستقلة في ظروفٍ من التهديد وفرض العقوبات وشنّ الحملات الإعلامية عليها بناء على فبركات، ويتطلب أيّ خروجٍ من الأزمة حوارًا بين أنداد، يجري فيه التفاهم على جميع القضايا، وليس بلغة التهديد وتقديم التنازلات.

وتبقى نتائج الهجمة ومداها على قطر مرتبطة بنهاية المطاف بالموقف الأميركي، ومع أنه من الصعوبة تصور قيام دول الخليج الثلاث، إضافة إلى مصر، بالإقدام على قطع العلاقات مع قطر وعزلها من دون تشاور أو تنسيق مع الولايات المتحدة، وقد صرّح وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بأن بلاده 'تشجع الأطراف جميعًا على الجلوس معًا ومعالجة هذه الخلافات'، وعرض الوساطة لمساعدة الدول الخليجية على رأب الصدع، مشددًا على أنّ مجلس التعاون الخليجي عليه أن يحافظ على وحدته.

كما يبدو أن واشنطن سوف تظل تعارض أيّ محاولةٍ للقيام بما من شأنه أن يغيّر التوازنات الإقليمية التي تحرص على استمرارها في منطقة الخليج، خاصة أنها تحتفظ بأكبر قواعدها العسكرية، وربما ترى أنه ليس من المفيد كثيرًا الدفع، مثلًا، بحركة حماس للارتماء مجددًا في أحضان إيران، في حال اشتد الضغط على قطر.

 
 
 

 

 

علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

حزب الله ينفي مقتل نصف قادته
17:00 25.04.2024
ماكرون يحذّر: "أوروبا تموت
16:20 25.04.2024
انفجار وتصاعد للدخان جرّاء هجوم على سفينة قرب عدن
16:00 25.04.2024
أرمينيا تتهم أذربيجان بزرع ألغام في قراباغ
15:46 25.04.2024
السعودية والكويت ترحبان بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن الأونروا
15:30 25.04.2024
الجيش الأمريكي يتصدى لهجوم حوثي في البحر الأحمر
15:15 25.04.2024
الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة
15:00 25.04.2024
دافكوفا تتصدر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بمقدونيا الشمالية
14:45 25.04.2024
بين أفول نظام دولى وميلاد آخر.. سنوات صعبة
14:19 25.04.2024
وصول سفينة عسكرية تركية إلى ميناء مقديشو
14:00 25.04.2024
مركز تركي- عراقي ضد العمال الكردستاني
13:45 25.04.2024
استمرار الاكاذيب الأرمينية ضد أذربيجان في محكمة العدل الدولية
13:25 25.04.2024
علييف وجباروف يزوران مدينة أغدام
13:00 25.04.2024
غضب وعمليات توقيف في جامعات أمريكية باحتجاجات مؤيّدة للفلسطينيين
12:45 25.04.2024
علييف وجباروف يطلعان علي الخطة الرئيسية لمدينة فضولي المحررة من الإحتلال الأرميني
12:20 25.04.2024
جنوب إفريقيا تدعو لتحقيق عاجل بالمقابر الجماعية في غزة
12:15 25.04.2024
تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العالم في 2023 بسبب النزاعات
12:00 25.04.2024
رئيس قيرغيزستان يصل فضولي
11:46 25.04.2024
زيارة رئيس قيرغيزستان إلي أذربيجان
11:18 25.04.2024
حول زيارة رئيس طاجيكستان إلى إيطاليا والفاتيكان
11:00 25.04.2024
أردوغان لا ينبغي السماح لإسرائيل بإخفاء المجازر في غزة
10:45 25.04.2024
أمير الكويت يتلقى رسالة من رئيس وزراء باكستان حول العلاقات الثنائية
10:30 25.04.2024
السيسي يحذر من التداعيات الكارثية لأي عملية عسكرية في رفح
10:16 25.04.2024
الأردن يحدد 10 سبتمبر موعداً لإجراء انتخابات مجلس النواب
10:00 25.04.2024
الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق مستقل في التقارير عن مقابر جماعية بمستشفيين بغزة
09:45 25.04.2024
أردوغان يعلن وقف العلاقات التجارية المكثفة مع إسرائيل
09:30 25.04.2024
ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 34 ألفا و262
09:15 25.04.2024
الصحفيين الأوزباك يزورون مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
09:00 25.04.2024
الملك سلمان يدخل المستشفى لإجراء "فحوصات روتينية"
17:00 24.04.2024
بلينكن يزور الصين للمرة الثانية في أقل من عام
16:30 24.04.2024
علييف يتحدث عن حرب غزة
16:00 24.04.2024
قري قازاخ الأذربيجانية الأربع في الإعلام العالمي
15:00 24.04.2024
مصر ترحب بالقرار الأذربيجاني الأرميني
13:45 24.04.2024
الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
13:30 24.04.2024
تزايد الدين العام يهدد التصنيف الائتماني لفرنسا
13:00 24.04.2024
جامايكا تعترف رسميا بدولة فلسطين
12:30 24.04.2024
ذعر أممي من المقابر الجماعية في غزة... ومطالبات بتحقيق
12:00 24.04.2024
في زيارة علنية نادرة... مسؤولون من كوريا الشمالية يصلون إلى إيران
11:00 24.04.2024
موسكو: تدريبات الناتو في فنلندا "عمل استفزازي"
10:30 24.04.2024
ميرزايف يتحدث عن حرق العلم الأذربيجاني والتركي في أرمينيا
10:00 24.04.2024
جميع الأخبار