عطوان: ما معنى العناق بين وزيري الخارجية السوري والبحريني ولما بثته قناة “العربية”؟

تحليلات 15:23 01.10.2018
كان العناق الذي تم في أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة بين السيد وليد المعلم، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية السوري، مع نظيره البحريني، الشيخ خالد بن احمد آل خليفة، نادرا بالفعل وغير مسبوق، ليس بسبب حرارته وتبادل القبلات بين الرجلين، وانما لان قناة “العربية” وشقيقتها قناة “الحدث” هي من بثته، ولأكثر من مرة على شاشاتها مع تعليق لافت يقول “انها خطوة تأتي ضمن جهود إعادة الدور العربي الى الملف السوري”، دون أي توضيحات أخرى لهذه العبارة المثيرة للاهتمام والتأمل معا.
 
لا نعتقد بأن هذه الخطوة التي اقدم عليها وزير خارجية البحرين بعد سبع سنوات، او اكثر، من تصويت الدول الخليج الفارسي على تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، وضغوط حكوماتها على دول عربية أخرى للسير في الطريق نفسه، جاء بمبادرة بحرينية صرفة معزولة، وانما بالون اختبار متعمد من قبل الشق السعودي في منظومة مجلس التعاون، ولم يكن من قبيل الصدفة ان تحتفي قناة “العربية” التي كانت “رأس الحربة” في التحريض ضد السلطات السورية ودعم محاولات اسقاطها، والامر المؤكد ان الحكومة السعودية هي التي سربت هذا الشريط، واوعزت ببثه مصحوبا بالتعليق المذكور.
 
هناك عدة ملاحظات يمكن التوقف عندها، ونراها ضرورية لاي محاولة لتفسير، او قراءة هذه الخطوة، لا بد من اخذها في عين الاعتبار:
 
ـ أولا: ان البحرين لا يمكن ان تقدم على خطوة كهذه دون اخذ الضوء الأخضر من المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، ولا نستغرب ان يكون صدر تكليف لوزير خارجيتها، باعتبارها الحليف الأقل تورطا في الازمة السورية، سياسيا وعسكريا وماليا، لفتح قناة حوار وتواصل مع دمشق.
 
ـ ثانيا: ان هذا العناق جاء بعد عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الست الى جانب وزيري خارجية مصر والأردن، اجتماعا مغلقا مع مايك بومبيو، وزير خارجية الولايات المتحدة، يوم امس الأول على هامش اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك للتحضير للقاء على مستوى القمة بين قادة هذه الدول الثماني في كانون الأول (يناير) المقبل لإطلاق “الناتو العربي” الذي سيضم هذه الدول مجتمعة بزعامة دونالد ترامب.
 
ـ ثالثا: بات واضحا ان دول الخليج الفارسي ادركت ان الازمة السورية تلفظ أنفاسها الأخيرة، وان التحالف الأمريكي تلقى هزيمة كبرى، واصبح بقاء الرئيس الأسد ونظامه حتميا وخارجا عن أي نقاش، وباتت مسألة استعادة الجيش العربي السوري لمحافظة إدلب مسألة أيام، وربما أسابيع على الأكثر.
 
لعلها محاولة لاستقطاب النظام السوري، وابعاده عن محور المقاومة بزعامة ايران، خاصة في ظل التسريبات الإخبارية التي أفادت بأن المملكة العربية السعودية عرضت صفقة بأكثر من عشرة مليار دولار على الرئيس الأسد مقابل ابتعاده عن ايران، وكشف عنها السيد نواف الموسوي، النائب في البرلمان اللبناني، واحد المقربين جدا من السيد حسن نصر الله زعيم “حزب الله”.
 
السعودية التي تقود حاليا نصف مجلس التعاون، وتخوض حربا خاسرة في اليمن الى جانب الامارات، باتت تشكل عبئا ماليا واخلاقيا صعب الفكاك منه بالوسائل العسكرية، تدرك جيدا، ان سوريا تتعافى، وبدأت تخرج من هذه الحرب اكثر قوة بفعل الدعمين الإيراني والروسي (الى جانب حزب الله)، وإقامة جسور حوار معها ربما يفيد في اكثر من ميدان، خاصة ميدان الوساطة مع ايران في المستقبل، سواء لتخفيض التوتر مع طهران، او إيجاد مخرج من مأزق اليمن.
 
واللافت ان القيادة السعودية غسلت يديها كليا من المعارضة السورية، وخفضت من حملاتها الإعلامية ضد الحكومة السورية، وجمدت، ان لم يكن انهت، صلاتها مع الهيئة العليا للمفاوضات السورية التي استضافت مقرها في الرياض، ولم يلتق أي مسؤول سعودي بقيادة الهيئة منذ ستة اشهر، ان لم يكن اكثر.
 
ربما يكون من غير المفيد الإغراق بالتفاؤل، وتوقع مصالحة وشيكة بالتالي، لان الولايات المتحدة باتت هي صاحبة القرار الأهم في معظم دول الخليج الفارسي، والسعودية والامارات خصيصا، ومن الحكمة انتظار معرفة ما تطبخه إدارة ترامب للمنطقة تحت ما يسمى التحالف الاستراتيجي في الشرق الأوسط (الناتو العربي) ، وردود الفعل العربية والإقليمية المتوقعة على خطوة فرض الحظر على النفط الإيراني مطلع تشرين ثاني (نوفمبر) المقبل.
 
القيادة السورية في دمشق تعيش افضل ايامها، فقد تمكنت من استعادة اكثر من ثمانين في المئة من الأراضي الى سيادة الدولة السورية، ورمت بلغم ادلب شديد الانفجار الى أحضان خصمها اردوغان بدهاء روسي، وها هي دول الخليج  الفارسي التي قادت تمويلها الفصائل المسلحة للإطاحة بها ونظامها، تحاول كسب ودها، وتعرض عليها العودة الى الجامعة العربية فترفض وتتدلل!
 
سبحان مغير الأحوال.. ومغير المواقف.. ومن يضحك أخيرا يضحك كثيرا.. والله اعلم.
 
* عبد الباري عطوان
تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي  التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر

أحدث الأخبار

قري قازاخ الأذربيجانية الأربع في الإعلام العالمي
15:00 24.04.2024
مصر ترحب بالقرار الأذربيجاني الأرميني
13:45 24.04.2024
الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
13:30 24.04.2024
تزايد الدين العام يهدد التصنيف الائتماني لفرنسا
13:00 24.04.2024
جامايكا تعترف رسميا بدولة فلسطين
12:30 24.04.2024
ذعر أممي من المقابر الجماعية في غزة... ومطالبات بتحقيق
12:00 24.04.2024
في زيارة علنية نادرة... مسؤولون من كوريا الشمالية يصلون إلى إيران
11:00 24.04.2024
موسكو: تدريبات الناتو في فنلندا "عمل استفزازي"
10:30 24.04.2024
ميرزايف يتحدث عن حرق العلم الأذربيجاني والتركي في أرمينيا
10:00 24.04.2024
7 قتلى و15 جريحاً في حادث سير بالجزائر
09:30 24.04.2024
الصليب الأحمر: إجلاء مليون مدني من رفح "غير ممكن"
09:00 24.04.2024
تفعيل نظام مير الروسي في مصر.. انعكاسات مهمة على السياحة والتبادل التجاري
18:00 23.04.2024
مشروع مسام ينتزع 857 لغماً في اليمن خلال أسبوع
17:30 23.04.2024
علي موسي إبراهيموف: الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل
17:07 23.04.2024
شنجن للخليجيين لمدة 5 سنوات من أول طلب
17:00 23.04.2024
مسجد باريس يعرب عن قلقه بشأن تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي حول التسلل الإسلامي
16:00 23.04.2024
مصر تؤكد السيطرة على حدودها مع غزة
15:30 23.04.2024
وصول المعتمرين الإيرانيين المدينة المنورة بعد توقف 9 سنوات
15:00 23.04.2024
ميرزاييف: "السياسات الأرمينية العدائية قادتها إلى الهاوية"
14:00 23.04.2024
تورال إسماعيلوف : إيران تري أن أذربيجان تمثل تهديدًا لها
13:00 23.04.2024
تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر
12:15 23.04.2024
وفد من البنتاجون يزور النيجر لمناقشة انسحاب القوات الأمريكية
12:00 23.04.2024
بدأ عملية تحديد إحداثيات الحدود الأذربيجانية الأرمينية
11:50 23.04.2024
سلطان عُمان يزور الإمارات ويبحث مع محمد بن زايد التعاون والعمل المشترك
11:45 23.04.2024
زيارة أردوغان للعراق. دلالات على مرحلة جديدة من التعاون
11:30 23.04.2024
إيران وباكستان تبحثان إصلاح العلاقات بعد توترات حدودية
11:16 23.04.2024
أمير قطر يبدأ اليوم زيارة لبنجلاديش لتعزيز التعاون الاقتصادي
11:00 23.04.2024
القمة الثلاثية في تونس تناقش تحديات أمنية واقتصادية مشتركة
10:46 23.04.2024
الشيخ مشعل الأحمد يبدأ زيارة دولة للأردن
10:30 23.04.2024
الرئيس الألماني يزور تركيا حاملاً 60 كيلوجراماً من الشاورما
10:16 23.04.2024
الإنفاق الدفاعي العالمي بلغ 2443 مليار دولار عام 2023 وسط 55 نزاعاً
10:00 23.04.2024
إطلاق صواريخ من العراق باتجاه قاعدة للتحالف الدولي بسوريا
09:45 23.04.2024
استقالة رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية
09:17 23.04.2024
بغداد وأنقرة تتجهان لطيّ صفحة الخلافات السياسية
09:00 23.04.2024
سيول تحتج على إرسال الزعماء اليابانيين قرابين لضريح ياسوكوني
18:00 22.04.2024
مشاهد قاسية لجثامين انتُشلت من مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي
17:30 22.04.2024
هل حان وقت احلال السلام في القوقاز؟
17:00 22.04.2024
مشتريات الصين من الذهب تعزز ارتفاع أسعاره وتحطيمه أرقاماً قياسية
16:30 22.04.2024
منتدى خليجي- أوروبي يبحث الأمن والتعاون الإقليمي
16:00 22.04.2024
باسل الحاج جاسم : ترسيم الحدود بين اذربيجان وأرمينيا خطوة لتجاوز عقبات السلام الدائم في القوقاز
15:09 22.04.2024
جميع الأخبار