موسكو لتل أبيب: قواعد الاشتباك تغيّرت في سوريا..

تحليلات 09:51 22.10.2018
هل صدر القرار الروسي بكف يد "إسرائيل" عن سوريا؟ سؤال بات أكثر حضوراً بعد ثلاثين يوماً بلا هجمات إسرائيلية صاخبة في الساحة السورية، بعدما امتنعت تل أبيب طوعاً و/ أو قسراً في أعقاب إسقاط طائرة «إيل» الروسية، الشهر الماضي.
 
قبل أيام، ومن على منبر «الكنيست»، أكد رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو مواصلة "إسرائيل" «عملها» في سوريا، تماماً كما كانت تعمل في الماضي. وشدّد على أن «العمل» يأتي وفقاً لـ«التنسيق الكامل» مع روسيا، وبلا أي تغييرات.
 
تأكيد نتنياهو، وقبله وزير أمنه أفيغدور ليبرمان، أثار تساؤلات في الداخل الإسرائيلي عن الهدف من تصريحات كهذه، في ظل انتفاء معطيات ميدانية دالة عليها. أمس، أكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في ملحقها الأسبوعي، أن تصريحات نتنياهو «غير دقيقة». وأكدت أيضاً أن الحقيقة في مكان آخر مغاير لما ورد على لسان رئيس الحكومة، الذي يجب عليه أن «يقلق من الآتي، وأن يطلع الإسرائيليين على الحقائق كما هي دون مواربة»، تماماً كما ترد من الجانب الروسي.
 
وكشفت الصحيفة أن موسكو أبلغت تل أبيب، هذا الأسبوع وبأسلوب فظ جداً، أن قواعد الاشتباك باتت مغايرة في سوريا، وأن «ما كان لن يكون». ولفتت إلى أنها لن تسمح لإسرائيل بالمراوغة والعبث معها.
 
الكشف، كما يرد، يعدّ في ذاته معطى يؤشر إلى مرحلة جديدة من قواعد الاشتباك في سوريا، ويبتيّن من إشاراتها أنها ستكون مغايرة من جهة "إسرائيل" تماماً لما سبق، وتستلزم منها أحد خيارين: إما الانصياع إلى القواعد الجديدة التي ترد إشاراتها من جانب روسيا، وإما المجازفة في ما لا تريده ولا تقوى عليه.
 
الموقف الروسي القاضي بتغيير «قواعد الاشتباك» في سوريا مبني في الأساس على ضرورة الحؤول دون أي خطأ يؤثر سلباً على الوحدات الروسية المنتشرة ميدانياً في سوريا، جنباً إلى جنب الجيش السوري وحلفائه، حيث الاستهداف الإسرائيلي. أي حادثة جديدة تطاول الوحدات الروسية، وإن نتيجة خطأ، ستكون ذات مفاعيل كارثية على القيادة الروسية، مع تبعات سلبية جداً تجاه مكانة روسيا وحضورها في سوريا والمنطقة.
 
في تقرير «يديعوت أحرونوت» إشارة إلى هدف روسي بمستويات استراتيجية من وراء كف اليد الإسرائيلية: «تهدف روسيا إلى إخراج القوات الأميركية من سوريا. إخراج سلاح الجو الإسرائيلي من الميدان ومنعه من العمل في سوريا، يعد مقدمة في سياق تحقيق هذا الهدف».
 
وكانت "إسرائيل" قد أقرت عبر أحد وزرائها البارزين تقلص نافذة الفرص بعد حادثة الطائرة الروسية الشهر الماضي، في منع ما قال إنه «التمركز الإيراني» في سوريا.
 
كلام الوزير إشارة إقرار، سبقت معطى «يديعوت أحرونوت» حول القرار الروسي، وهو يرجح فرضية وصول المفاوضات بين الجانبين إلى نقطة إشكالية، بلا اتفاق حولها. العضو الوزاري المصغر، وزير الداخلية ارييه درعي، قال في مقابلة بثت قبل يومين مع «إذاعة الجيش»: «التهديد الحقيقي الذي يواجه "إسرائيل" هو في الشمال، وتحديداً في سوريا. لدينا نافذة فرص باتت محدودة، ويوجد خطر كبير في أن تنجح إيران في التمركز في سوريا. نحن نواجه بصعوبة تطورات ما بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية، ولهذا السبب ننتظر ما سيحدث جراء العقوبات على إيران والتطورات بنتيجتها، سواء في إيران نفسها، أو في الساحة الشمالية».
في ذلك، تجدر الإشارة إلى الآتي:
 
ــــ من المنطقي أن يستتبع القرار الروسي خضوع إسرائيلي وامتناع عن شن هجمات. هذه النتيجة منطقية جداً ربطاً بقدرات الجانبين وإمكاناتهما. إلا أن هذا الخضوع غير مطلق مع بقاء هامش تحرك ميداني لدى "إسرائيل" حتى مع تقلصه قياساً بما مضى. لا يبعد أن ترى تل أبيب أن بإمكانها استخدام هذا الهامش، وتفعيله إلى أقصاه في وجه أعدائها، بصرف النظر عن النتيجة الفعلية الممكن تحقيقها.
 
من ناحية مادية بحتة، قد يكون لإسرائيل القدرة العسكرية على فعل شيء ما، مع أو من دون سلاح الجو الذي يتبيّن من تقرير «يديعوت أحرونوت» أنه محور القرار الروسي. فالقرار كما يرد، لا يلغي إمكان وقوع القيادة الإسرائيلية في تقديرات خاطئة، تستتبعه محاولة استكشاف حدود هامش المناورة المسموح به في سوريا، عبر خطف ضربة أو ضربات. لكن هل تجازف تل أبيب في إثارة الروسي و«فظاظته»؟ سؤال تبقى الإجابة عنه ضمن الإمكان.
 
ــــ لم يترك الروسي لسطوته وأن تدرك "إسرائيل" بنفسها حدود القدرة لديها على مواجهة قراراته، بل عزّزها ميدانياً بوسائل فرض ومنع، عبر تزويد الجيش السوري بمنظومات دفاعية (اس ٣٠٠) التي بإمكانها عملياً ردع الاعتداءات ومنعها، إن قررت "إسرائيل" تجاوز الإرادة الروسية، ودون إمكان تحميل موسكو المسؤولية المباشرة عنها.
 
ــــ يفترض بروسيا أن تتمسك بقرارها وتحفظه جيداً، وخاصة إن صحت النظرية الإسرائيلية بأن المقصود من قرار المنع وتغيير قواعد الاشتباك، هو الجانب الأميركي. الواضح أن أي تراخ، من شأنه التأثير سلباً على قدرة روسيا في مواجهة الأميركيين وصدهم، ضمن المواجهة الكلية بين الجانبين حول مستقبل سوريا، وتوجّه روسيا إلى تعزيز موقع الدولة السورية فيها مع ترسيخ قيادتها الحالية.
 
ـــ استراتيجياً، لقرار المنع تداعيات سلبية جداً على قدرة "إسرائيل" في فرض إرادتها على أعدائها. والواضح أن تل أبيب وكل مقاربتها للساحة السورية أمام منعطف، لا يبعد أن يكون مقدمة لمرحلة جديدة تستدعي منها إعادة موازنة قدراتها الفعلية وإمكان استخدامها في مواجهة أعدائها. وهو ما يصعب عليها، مقارنة بالتهديدات المتشكلة في سوريا ومنها، ما يلزمها في المقابل عدم مغادرة دائرة المواجهة، وإن بأساليب مقلصة أو مغايرة.
 
وعلى هذه الخلفية، لن تسلم "إسرائيل" وستبحث عن خيارات بديلة مع إدراكها المسبق أنها أقل فاعلية في تحقيق الأهداف. في الوقت نفسه، ستعمل على استغلال هامش المناورة المقلصة التي تركت لها في سوريا، بعد استكشاف حدودها إن قررت المجازفة في إثارة الروسي، وإن كان الإدراك المسبق لديها تواضع تأثيرها.
 
يحيى دبوق - الاخبار
تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي  التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر

أحدث الأخبار

تفعيل نظام مير الروسي في مصر.. انعكاسات مهمة على السياحة والتبادل التجاري
18:00 23.04.2024
مشروع مسام ينتزع 857 لغماً في اليمن خلال أسبوع
17:30 23.04.2024
علي موسي إبراهيموف : الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل
17:07 23.04.2024
شنجن للخليجيين لمدة 5 سنوات من أول طلب
17:00 23.04.2024
مسجد باريس يعرب عن قلقه بشأن تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي حول التسلل الإسلامي
16:00 23.04.2024
مصر تؤكد السيطرة على حدودها مع غزة
15:30 23.04.2024
وصول المعتمرين الإيرانيين المدينة المنورة بعد توقف 9 سنوات
15:00 23.04.2024
ميرزاييف: "السياسات الأرمينية العدائية قادتها إلى الهاوية"
14:00 23.04.2024
تورال إسماعيلوف : إيران تري أن أذربيجان تمثل تهديدًا لها
13:00 23.04.2024
تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر
12:15 23.04.2024
وفد من البنتاجون يزور النيجر لمناقشة انسحاب القوات الأمريكية
12:00 23.04.2024
بدأ عملية تحديد إحداثيات الحدود الأذربيجانية الأرمينية
11:50 23.04.2024
سلطان عُمان يزور الإمارات ويبحث مع محمد بن زايد التعاون والعمل المشترك
11:45 23.04.2024
زيارة أردوغان للعراق. دلالات على مرحلة جديدة من التعاون
11:30 23.04.2024
إيران وباكستان تبحثان إصلاح العلاقات بعد توترات حدودية
11:16 23.04.2024
أمير قطر يبدأ اليوم زيارة لبنجلاديش لتعزيز التعاون الاقتصادي
11:00 23.04.2024
القمة الثلاثية في تونس تناقش تحديات أمنية واقتصادية مشتركة
10:46 23.04.2024
الشيخ مشعل الأحمد يبدأ زيارة دولة للأردن
10:30 23.04.2024
الرئيس الألماني يزور تركيا حاملاً 60 كيلوجراماً من الشاورما
10:16 23.04.2024
الإنفاق الدفاعي العالمي بلغ 2443 مليار دولار عام 2023 وسط 55 نزاعاً
10:00 23.04.2024
إطلاق صواريخ من العراق باتجاه قاعدة للتحالف الدولي بسوريا
09:45 23.04.2024
استقالة رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية
09:17 23.04.2024
بغداد وأنقرة تتجهان لطيّ صفحة الخلافات السياسية
09:00 23.04.2024
سيول تحتج على إرسال الزعماء اليابانيين قرابين لضريح ياسوكوني
18:00 22.04.2024
مشاهد قاسية لجثامين انتُشلت من مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي
17:30 22.04.2024
هل حان وقت احلال السلام في القوقاز؟
17:00 22.04.2024
مشتريات الصين من الذهب تعزز ارتفاع أسعاره وتحطيمه أرقاماً قياسية
16:30 22.04.2024
منتدى خليجي- أوروبي يبحث الأمن والتعاون الإقليمي
16:00 22.04.2024
باسل الحاج جاسم : ترسيم الحدود بين اذربيجان وأرمينيا خطوة لتجاوز عقبات السلام الدائم في القوقاز
15:09 22.04.2024
هنية إدارة غزة يجب أن تتم بإرادة فلسطينية
15:00 22.04.2024
فكرت صادقوف: " جنوب القوقاز اقترب من السلام الدائم
13:51 22.04.2024
شابنام حسنوفا : زيارة الرئيس إلهام علييف إلي روسيا ليست صدفة
13:00 22.04.2024
تحديد 29 يونيو موعدا لإجراء الانتخابات الرئاسية في موريتانيا
12:00 22.04.2024
انتخابات تشريعية في المالديف على خلفية منافسة بين الهند والصين
11:00 22.04.2024
أمير الكويت يعين الشيخ أحمد العبد الله نائباً للأمير
10:30 22.04.2024
أمير قطر يصل إلى الفلبين في مستهل جولة آسيوية تشمل بنجلاديش ونيبال
10:15 22.04.2024
الغارات الإسرائيلية تقتل 48 شخصاً في غزة خلال 24 ساعة
10:00 22.04.2024
العراق يتباحث مع أردوغان بشأن حصة عادلة من المياه لنهري دجلة والفرات
09:45 22.04.2024
الرئيس الإيراني يزور باكستان
09:30 22.04.2024
الأردن: نتنياهو يريد جر الولايات المتحدة لمواجهة مع إيران
09:15 22.04.2024
جميع الأخبار