" الفوضى الليبية والمؤتمرات الدولية ...ماذا عن عودة سيف الإسلام القذافي لواجهة المشهد!؟"

تحليلات 13:00 15.11.2018

بقلم :هشام الهبيشان.

*كاتب وناشط سياسي – الأردن .

يبدو أن المعلومة الأكثر أهمية والتي ولدت من رحم أعمال مؤتمر "من أجل ليبيا" في باليرمو الأيطالية "الذي تأكد فشله "،هي  التأكيد الروسي " أن سيف الإسلام يتصل بانتظام بالروس للتأكيد على دوره الرئيسي كمشارك في عملية التسوية الليبية" ، وهنا وليس بعيداً عن الحديث الروسي هذا ، بدأ انصار سيف الاسلام القذافي بحشد  قواهم السياسية والعسكرية في الداخل الليبي ، وبحراك غير مسبوق خارج ليبيا سياسياً ، لدعم مشروع ترشح سيف الاسلام  لرئاسة ليبيا ،واليوم  يجري الحديث عن عملية تجميع وحشد لأنصار نظام الزعيم الراحل معمر القذافي وفي مختلف مناطق الجغرافيا الليبية وبالخارج الليبي أيضاً .
 
وهنا ،وليس بعيداً عن ملف عودة سيف الإسلام لواجهة المشهد الليبي ،وفي الوقت الذي عادت فيه الأحاديث والتحليلات والتصريحات عقب فشل مؤتمر "من أجل ليبيا" في باليرمو الأيطالية ،عن محاولة إحياء مؤتمرات دولية جديدة خاصة لحلّ الأزمة الليبية ، تسود حالة من التشاؤم في خصوص الجدوى من عقد هذه المؤتمرات، لأنّ أغلب المطلعين على تداخلات الملف الليبي يعلمون ويدركون أنّ عقد جلسات مشاورات أو لقاءات أو مؤتمرات تضمّ شخصيات من اطراف المعادلة الليبية أو اطراف اخرى، لن ينجح بسبب وجود صعوبات ومعوقات كثيرة، ومن خلال استعراض اللقاءات والمؤتمرات التي عقدت، في هذا الإطار، نجد أنّ كلّ ما قامت به هو إشباع الإعلام بالصور النادرة عن نجاحات الأمم المتحدة والدول الوسيطة في التفاوض وعن فرص للتقدم المأمول، مع أنّ تلك الدول جميعها تدرك أنّ الوصول إلى نتائج فعلية ليس ممكنا في هذه المرحلة، وفي حال التوصل إلى حلّ ما فإنه سيكون مرحليا، أو خطوة في طريق طويل صعب ومعقد، ستبقي ليبيا في معمودية النار حتى وقت غير محدّد، فلايمكن انكار حقيقة، أن المشهد الليبي المعاش بمجموعة وبكل تجلياته المؤلمة والماسأوية ، والتي مازالت حاضرة منذ سبعة أعوام تقريباً ، توحي بحجم الماسأة والواقع الجديد الذي فرض على الشعب الليبي من قبل أطراف العدوان الناتو وحلفائه من العرب” ، بعد الحرب التي استهدفت ليبيا كل ليبيا ، والتي تسترت بشعار دعم الثورة لإسقاط نظام الزعيم الراحل معمر القذافي ، لتحقيق مصالحها وغاياتها بليبيا.
 
اليوم وبعيداً عن تلك المؤتمرات ، يبدو واضحاً لجميع المتابعين للحالة الليبية أن  جزء من الشعب الليبي بدأ يدرك حجم المأساة والكارثة التي أدخلت فيها ليبيا الجغرافيا والإنسان ، وأدرك كذلك الشعب الليبي وللأسف متأخراً الأهداف الحقيقية لأطراف العدوان التي أوصلت ليبيا لهذه الحالة المعاشة اليوم ، وبهذه المرحلة ، لايمكن لأي متابع أن ينكر حجم المأساة التي يعيشها الشعب الليبي منذ إسقاط أطراف العدوان الخارجي سلطة الراحل القذافي ، فهذه المأساة تتجلى تفاصيلها اليوم ، بواقع معيشي صعب يعيشه الليبيين وسط تمدد الميليشيات المسلحة وسطوتها على مفاصل صنع القرار بالمدن الليبية رغم الحديث عن توافقات هنا وهناك، إضافة إلى إنعدام شبه كامل للأمن بمعظم مناطق الجغرافيا الليبية.
 
وبالعودة إلى صلب ملف الأزمة الليبية ، فقد تعلمنا من التاريخ دروسا بأنّ أزمات دولية – إقليمية - محلية مركبة الأهداف، كالأزمة الليبية، انه لا يمكن الوصول إلى نتائج نهائية لها بسهولة، لأنها كرة نار متدحرجة قد تتحول في أي وقت إلى انفجار إقليمي - دولي، وحينها لا يمكن ضبط تدحرجها أو على الأقلّ التحكم بمسارها، فالحلول والتسويات تخضع للكثير من التجاذبات والأخذ والردّ قبل وصول الأطراف الرئيسية المعنية إلى قناعة شاملة بضرورة الوصول لتفاهمات مكتملة، وفي هذه الحال، لا يمكن التوصل إلى حلّ في المدى المنظور، ما لم تنضج ظروف التسويات الإقليمية والدولية، واليوم من الواضح أنّ جميع المعطيات الإقليمية والدولية في هذه المرحلة، تشير إلى تصعيد واضح بين الفرقاء الإقليميين والدوليين، وهذا بدوره سيؤدي إلى المزيد من تدهور الوضع في ليبيا، وهذا ما تعيه بعض القوى الوطنية الليبية بشكل واضح ،وهنا يمكن القول أنه بات من الواضح أن مسار الحلول السياسية وتحديداً منذ مطلع عام 2018 ، قد نعتها مسارات ومشاريع الحلول العسكرية لأطراف العدوان على ليبيا والداعمة على الأرض للقوى المتصارعة على الساحة الليبية ، فقد عشنا منذ مطلع العام الحالي تحديداً على تطورات دراماتيكية دموية” ، عاشتها الدولة الليبية من شمالها إلى جنوبها ، ومن غربها إلى شرقها .
 
ختاماً ، يمكن القول أن المشهد الليبي يزداد تعقيداً مع مرور الأيام ، فالأحداث والتطورات الاخيرة في ليبيا  ، تؤكد أن تطورات الوضع الليبي متجهة مستقبلاً لمزيد من التصعيد والتطورات الخطرة التي قد تطيح بليبيا الدولة وتحولها إلى إمارات وأقاليم وولايات متناحرة ومتصارعة فيما بينها ، فالمرحلة المقبلة سيدفع بها الليبيين كل الليبيين ضريبة دعمهم أو حيادهم أو صمتهم على مشروع معادي إسقط ليبيا كل ليبيا بنار الفوضى ، والحل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية الليبية هو إعادة بناء وتشكيل نموذج وطني ليبي ، يمثل كل أطياف القوى الوطنية الليبية وعلى رأسها القوى الوطنية التي تمثل نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والتي لازالت تحظى للآن بثقل شعبي ليبي كبير رغم حالة التعتيم الإعلامي عليها ، والتي يمثلها اليوم بشكل أو بأخر سيف الإسلام القذافي ، ومن هنا نقول ، أن عودة سيف الإسلام القذافي للمشاركة بمشروع بناء ليبيا سيكون له أثر إيجابي لتفعيل الحلول الوطنية الليبية التوافقية الخاصة بوضع حد للماسأة الليبية.
 

Hashim Mammadov

 
الشيخ علي جمعة يحذر العالم من خطر يأجوج ومأجوج القادم من أرمينيا

أحدث الأخبار

العراق يتجه إلى استخدام الطاقة النووية
10:15 19.03.2024
إسرائيل تمنع مدير أونروا من دخول غزة
10:00 19.03.2024
الصين تتهم الولايات المتحدة بتهديد الأمن العالمي
09:45 19.03.2024
إسرائيل تطلب من محكمة العدل الدولية عدم إصدار أوامر جديدة بشأن غزة
09:30 19.03.2024
إجراءات تركية ضد ميتا بسبب البيانات
09:15 19.03.2024
70% من سكان غزة قد يواجهون جوعاً كارثياً
09:00 19.03.2024
رحلة الجنيه المصري من الذهب إلى التعويم
18:00 18.03.2024
الحائز على جائزة نوبل للسلام محمد يونس يزور مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
17:35 18.03.2024
الجزائر تؤكد أهمية التعاون الإقليمى والدولى لمكافحة المخدرات
17:00 18.03.2024
شكري يؤكد رفض مصر لأي تدخلات خارجية فى الأزمة السودانية
16:00 18.03.2024
بيراموف يجتمع مع الأمين العام لحلف الناتو
بيراموف يجتمع مع الأمين العام لحلف الناتو
15:34 18.03.2024
وزيرة التجارة وتنمية الصادرات التونسية تستقبل السفير الأمريكي بتونس
15:30 18.03.2024
الدبيبة يرفض قرار عقيلة صالح فرض ضريبة على الدولار
15:00 18.03.2024
علييف يهنئ بوتين بفوزه في الإنتخابات الرئاسية
14:45 18.03.2024
من قراباغ... علييف يهنئ الشعب الأذربيجاني بعيد النوروز
14:42 18.03.2024
التيار الوطني الحر خسر الشراكة مع حزب الله
14:30 18.03.2024
المعارضة الروسية تنغص فوز بوتين بتحركات احتجاجية رمزية
14:16 18.03.2024
بأقل من أسبوع.. مقتل شاب يمني ثان في أميركا بسطو مسلح
14:00 18.03.2024
مقتل 11 وإصابة 82 في قصف أوكراني لمقاطعة بيلغورود
13:45 18.03.2024
اعتقال 9 أشخاص بعد مهاجمتهم مركزاً للشرطة في باريس
13:30 18.03.2024
هيومان رايتس ووتش تطالب بفرض عقوبات على إسرائيل
13:16 18.03.2024
مزارعون بولنديون يغلقون طريق سريع رئيسي بالقرب من الحدود الألمانية
13:00 18.03.2024
طهران مستعدة لاستخدام كافة قدراتها لتعزیز القوة الردعية لسوریا
12:45 18.03.2024
توقيع عقود نفطية بقيمة تزيد عن 13 مليار دولار لتعزيز إنتاج النفط بإيران
12:30 18.03.2024
ترتيب أمريكي للاستحواذ على تيك توك
12:15 18.03.2024
تحولات تاريخية لضبط مواقيت الصلاة في قبلة المسلمين
12:00 18.03.2024
بوتين يفوز بالرئاسة الروسية بنسبة 87 % من الأصوات
11:45 18.03.2024
إيجاس المصرية تخطط لبدء الإنتاج من 20 بئراً للغاز في السنة المالية المقبلة
11:30 18.03.2024
أول زعيم أسود لدولة أوروبية
11:15 18.03.2024
أوسيتيا الجنوبية تبحث الانضمام إلى روسيا
11:00 18.03.2024
الغرب يخسر قيادة الحرب على الإرهاب في الساحل
10:45 18.03.2024
الصومال: انتهاء هجوم الشباب على فندق في مقديشو ومقتل كل المسلحين
10:30 18.03.2024
باكو تدعو إلى تعزيز حوار الأديان
10:29 18.03.2024
السنغال تطلق سراح المعارضين سونكو وفاي وأنصارهما يحتفلون
10:16 18.03.2024
السعودية تقرر منع تكرار العمرة في رمضان لتخفيف الازدحام
10:00 18.03.2024
الحرب الإسرائيلية تخلف 23 مليون طن من الحطام بغزة
09:45 18.03.2024
الجزائر تدين بشدة مشروع مصادرة ممتلكات سفارتها بالمغرب
09:30 18.03.2024
أطباء بلا حدود: الوضع في غزة كارثي وتعجز الكلمات عن وصفه
09:15 18.03.2024
أردوغان نفاق الغرب حوّل غزة إلى أكبر مقبرة للأطفال
09:00 18.03.2024
عشرات القتلى والجرحى في حادث سير بأفغانستان
12:30 17.03.2024
جميع الأخبار