كيف تربح الصين من العقوبات على إيران؟

تحليلات 17:44 30.11.2018

إسلام المنسي

في حين تتضرر الشركات الغربية الكبرى بشدة من العقوبات الأميركية على إيران، بعد خسارتها لاستثماراتها ومبيعاتها هناك، يبدو الأمر مختلفاً بالنسبة إلى بكين، التي باتت تمتلك سجلاً حافلاً في الإتجار بأزمات الدول.
 
فالصينيون أصبحوا يمتلكون براعة شديدة في استثمار الفراغات التي تصنعها الولايات المتحدة، بحيث لم يعد لسلاح العقوبات الاقتصادية التأثير السابق نفسه، في تغيير سلوك الدول، فلطالما كانت بكين حاضرة باستمرار طوال الفترة الأخيرة، تمد يد العون إلى الدول المغضوب عليها أميركياً، وتمدها بالاستثمارات والتكنولوجيا بل والدعم السياسي والديبلوماسي، واستخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لصالحها، كما حدث مع نظامي كوريا الشمالية وميانمار، وفي المقابل حصدت الصين مكاسب سياسية واقتصادية هائلة من جراء تلك السياسات.
 
وفي الحالة الإيرانية اهتبل الصينيون الفرص كافة ببراعة يحسدون عليها؛ ففي فترة العقوبات السابقة، استمروا في العمل سراً مع طهران اتباعاً لاستراتيجية تهدف لتشتيت قوة واشنطن عبر دعم الدول التي تمثل تحدياً لنفوذ الولايات المتحدة، وراوغت شركاتهم منظومة العقوبات الأميركية. فعلى سبيل المثال كانت مدينة داليان الصينية، التي تضم مخازن ضخمة للنفط، هي منصة تصدير النفط الإيراني للدول الآسيوية ككوريا الجنوبية والهند، واستمرت الشركات الصينية في أعمال تطوير البرنامج الصاروخي، ما أوقع عدداً من تلك الشركات تحت طائلة العقوبات الأميركية، عام 2014، وتعرض عدد من رجال الأعمال الصينيين للملاحقة.
 
وعند توقيع الاتفاق النووي ورفع العقوبات في 2015، دشنت بكين خطة علاقات تعاون موسعة بين البلدين لمدة 25 عاماً، وتضاعف التبادل التجاري بين البلدين، وتوسعت الاستثمارات الصينية داخل إيران، وظهر التعاون العسكري إلى العلن، وازداد حجمه. وعندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، انسحابه من الاتفاق النووي، في الثامن من أيار (مايو) الماضي، وقرر إعادة فرض العقوبات على طهران، سارت بكين في الاتجاه العكسي، وضاعفت من تعاملاتها التجارية مع إيران، فبعد يومين فقط من الخطوة الأميركية، تم افتتاح خط جديد للسكك الحديد لنقل البضائع، يربط بين مدينة بايانور في منطقة منغوليا الداخلية شمالي الصين، وبين مدينة طهران، وبعد يومين آخرين استقبلت بكين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، لتكون أول عاصمة يزورها بعد قرار ترامب.
 
وفي حين تتابع هروب الشكات العالمية الكبرى من السوق الإيرانية قبل حلول موعد فرض العقوبات، ازداد توافد الصينيين عليها، ما عزَّز المخاوف من احتكارهم لهذه الأسواق، مع تزايد حاجة الإيرانيين إليهم في تلك الظروف، وترسيخ مكانة بكين كأكبر شريك تجاري لطهران، وأكبر مُصَدِّر لها وأكبر مستورد منها، فمثلا عندما انسحبت شركة توتال الفرنسية من حقول منطقة بارس الجنوبية، أخذت شركة صينية حصتها كاملة، وعاد النفط الإيراني ليتدفق على صهاريج داليان، استباقاً لفرض الحزمة الثانية العقوبات في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، والتي للمفارقة تم استثناء بكين منها والسماح لها بمواصلة استيراد النفط من إيران لفترة من الوقت إلى أن تستطيع دول أوبك إمداد السوق العالمية بكميات تعوض انقطاع ثالث أكبر دولة في المنظمة عن التصدير، منعاً لارتفاع أسعار برميل البترول إلى مستويات قياسية. وبدا ارتياب واشنطن من الدور الصيني في إيران جلياً، في الحزمة الثانية من العقوبات، والتي شملت إلى جانب النفط والمصارف، حظر التعامل مع الموانئ، إذ تم استثناء ميناء تشابهار المطل على بحر العرب، الذي تتولى الهند إدارته وتطويره، خوفاً من أن ترضخ طهران لرغبات الصين في إحلال شركاتها محل الهنود في إدارة الميناء الاستراتيجي، بعد تعثرهم وتلكؤهم في المشروع، وهو السيناريو الذي سيؤدي -حال حدوثه- لاحتكار الصين للهيمنة على الجانب الشرقي من مضيق هرمز، بعد سيطرتها على ميناء جوادر الباكستاني القريب من المضيق، فجاء هذا الاستثناء بمثابة دعم للهند في منافستها مع التنين الأصفر.
 

 

وفي حين يعلن الأميركيون أنهم يهدفون من تلك العقوبات في الأساس لإجبار نظام الملالي على إعادة التفاوض معهم للخروج باتفاق جديد يتضمن بنوداً تحد من قدرات برنامج الصواريخ الباليستية الذي يهدد الأمن الإقليمي والدولي، تواصل الصين تعاونها مع طهران، في تطوير تلك القدرات الصاروخية التي أزعجت واشنطن، وتستضيف علناً الباحثين الإيرانيين لتدريبهم على التقنيات الجديدة في مجال الفضاء والصواريخ، تحت مسمى التعاون العلمي والأكاديمي بين البلدين. تدرك بكين أن تعاملها مع الدول المنبوذة، والتي لديها خيارات محدودة، يعطيها فرصاً ذهبية، ويعزز قدراتها على توسيع قاعدة نفوذها حول العالم، على حساب النفوذ الأميركي والغربي
الشيخ علي جمعة يحذر العالم من خطر يأجوج ومأجوج القادم من أرمينيا

أحدث الأخبار

لماذا تقوم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بتسليح أرمينيا؟
13:00 29.03.2024
هولوكوست بدون يهود
12:00 29.03.2024
من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبنان؟
11:45 29.03.2024
أناتولي أنتونوف : العلاقات مع الولايات المتحدة لن تتحسن
11:40 29.03.2024
مصر تسجل أقل معدل نمو زيادة سكانية خلال نصف قرن
11:30 29.03.2024
ما لم يقال عن زيارة وفد الاتحاد الأوروبي إلى جنوب القوقاز
11:25 29.03.2024
حكمت حاجييف: أذربيجان هي حلقة الوصل بين آسيا الوسطى وأوروبا
11:20 29.03.2024
محكمة العدل الدولية تمهل إسرائيل شهرا لإرسال تقريرها حول مجازر غزة
11:15 29.03.2024
روسيا تمنع التجديد لمراقبي العقوبات على كوريا الشمالية
11:00 29.03.2024
أرمينيا توقف بث برنامج سولوفيوف
10:57 29.03.2024
انتخاب السعودية لرئاسة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة
10:45 29.03.2024
أرمينيا : سيتم إعادة هذه القري إلي أذربيجان
10:44 29.03.2024
العدل الدولية تأمر إسرائيل بإجراءات لإيصال المساعدات إلى غزة
10:30 29.03.2024
السجن 25 عاماً لملك العملات المشفرة بتهمة سرقة 8 مليارات دولار
10:15 29.03.2024
الأمين العام لأوبك حاجة العالم للنفط ستستمر لسنوات وعقود
10:00 29.03.2024
إعصار في مدغشقر يودي بـ11 شخصاً
09:45 29.03.2024
إسرائيل تتخذ خطوات فعلية لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم التحذيرات الدولية
09:30 29.03.2024
إثيوبيا تتوقع الانتهاء من مشروع سد النهضة العام المقبل
09:15 29.03.2024
إبراهيم تراوري يمدد حربه على الإرهاب في بوركينا فاسو
09:00 29.03.2024
تدشين اتحاد عمال مستقل في مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
18:30 28.03.2024
هل يتم التوقيع على اتفاقية سلام بين أذربيجان وأرمينيا؟
17:33 28.03.2024
إلمان مصطفى زاده: لا يمكن المساس بكرامة الأذربيجانيين
16:12 28.03.2024
علي ناغيف: فرنسا تحرض أرمينيا على حرب جديدة
16:02 28.03.2024
وساطة أفريقية لحل الصراع المسلح في الكونغو الديمقراطية
13:45 28.03.2024
المعارض ديوماي يفوز بانتخابات الرئاسة السنغالية
13:30 28.03.2024
قائد كتائب القسام يحث العرب والمسلمين على الزحف نحو فلسطين
13:15 28.03.2024
هل تبدأ الحرب العالمية الثالثة ؟
12:53 28.03.2024
حالة من الفوضي تعم مطار باريس
12:28 28.03.2024
مستقبلات إسرائيل على ضوء الحرب الراهنة
12:15 28.03.2024
وكالة الإغاثة التركية تقدم سفينتين لنقل المساعدات مباشرة إلى غزة
12:00 28.03.2024
ذكري تأسيس الأجهزة الأمنية في أذربيجان
11:53 28.03.2024
واشنطن لا تدعم مشروع خط أنابيب الغاز بين باكستان وإيران
11:45 28.03.2024
مؤسسة دولية تتوقع انخفاض الجنيه المصري أمام الدولار بنهاية 2024
11:30 28.03.2024
مصر: مفاوضات سد النهضة استنزاف للوقت.. وإثيوبيا ستدفع الثمن
11:15 28.03.2024
محطة الضبعة النووية ستوفر لمصر 7.7 مليار متر مكعب غاز سنوياً
11:00 28.03.2024
رئيس الصين ينتقد الحواجز التكنولوجية خلال زيارة رئيس وزراء هولندا لبكين
10:45 28.03.2024
نشر معلومات جديدة عن الهجوم الإرهابي في روسيا
10:34 28.03.2024
رياح الجنوب تحمل الرمال الساخنة إلى جنوب شرق أوروبا
10:30 28.03.2024
آيرلندا تعتزم التدخل في قضية الإبادة المرفوعة ضد إسرائيل
10:15 28.03.2024
الفلبين تؤكد الإفراج عن طاقم ناقلة نفط محتجزة في إيران
10:00 28.03.2024
جميع الأخبار