" المنطقة العربية كانت ومازالت في قلب صراع النفوذ الروسي - الأمريكي!؟"

تحليلات 10:03 30.11.2018

بقلم :هشام الهبيشان.

*كاتب وناشط سياسي ـ الأردن.

اليوم وتزامناً مع تصاعد حدة الخلافات الروسية – الأمريكية،حول مجموعة ملفات دولية، يقرأ بعض المتابعين ان تسخين اجواء الحرب الباردة مجدداً بين الروس ورثة الاتحاد السوفيتي ،والأمريكان رأس حربة حلف الناتو والتي يعتقد البعض أنها قد انتهت منذ مطلع تسعينات القرن الماضي بين القوى الغربية وروسيا ،قد يصب بخانة احتدام الخلافات بين الروس والأمريكان،وبهذه المرحلة من الواضح ان تفاصيل هذه الحرب قد عادت اليوم بحرب سياسية أكثر سخونة ،والسبب بذلك هي مساعي الغرب ورأس الحربة له وهي أمريكا بمحاولة التعدي على مناطق النفوذ الروسي بالمشرق العربي والمشرق الأوروبي .
 
الروس بدورهم يعون ويدركون جيداً ان احتواء امريكا لحركة ما يسمى "تصاعد النفوذ الروسي" ماهو الا عاصفة امريكية وحرب خفية تقودها امريكا وبوجوه متعددة لتغيير شكل الخارطة الجغرافية والأمنية الاقليمية وحتى الدولية وسترسم وفق نتائجها المنتظرة طبيعة جديدة لشكل العالم الجديد سياسياً على الاقل، ولذلك أدرك الروس مبكراً أن هذه العاصفة الكبرى التي ضربت العالم والمشرق العربي بالتحديد هي تستهدف بجملة ما تستهدف تشكيل واقع جديد للمنطقة العربية بما يخص موازين القوى ومناطق النفوذ بما ينعكس على توزيع جديد لمناطق النفوذ والتحالفات والثروات والطاقة بالمنطقة على القوى العالمية الكبرى ، وهذا بدوره ما سيجعل الروس يخسرون الكثير من مناطق نفوذهم التي كانت ومازالت بعضها تحسب عليهم منذ آمد بعيد وخصوصاً ببعض مناطق اقصى المشرق العربي.
 
 
منذ انطلاقة تلك العاصفة على المشرق العربي ، بدأ هنا تشكيل مرحلة وخريطة جديدة فمراكز النفوذ بدأت بالتحول ومراكز القوى والنفوذ تغيرت، ومن هنا قررت القوى الغربية ورأس حربتها امريكا أن هذه الفرصة هي الفرصة الأنسب لأعادة تقسيم الكعكة العربية فيما بينها ، مما استفز حفيظة بعض القوى الشرقيه بالعالم التي تعتبر الاقرب للعرب ومنها الصين وروسيا، فهذه العاصفة"الربيع العربي" ، قد بدأت بإعادة ترتيب مواقع القوة والنفوذ بالمنطقة وبواقع جديد، مما اثار مجموعة من الخلافات بين القوى الغربية والشرقية حول مواقع القوة والنفوذ الجديدة بالمشرق العربي .
 
وأول هذه الخلافات حول الربيع العربي ومراكز القوى بين الغرب وروسيا كانت في ليبيا وعندها طعنت دول الغرب روسيا بالظهر في ملف ليبيا وحينها خسر الدب الروسي مركز نفوذ في المغرب العربي وشمال افريقيا كأن يشكل عامل أمان للروس وقوة في هذه القارة ومعبر أمن للدولة الروسية للاتساع والولوج اكثر بعلاقاتها مع باقي دول المغرب العربي وشمال افريقيا وجنوبها وشرقها ،وحينها ادرك الروس انهم خدعوا من دول الغرب وعندها ادركوا ان هناك مؤامرة كبرى تستهدف مراكز نفوذهم بالمنطقة العربية.
 
وعندما أتسع نطاق هذه العاصفة " الربيع العربي" ،ووصل الى الدولة السورية وبدأت القوى الغربية بالتجهيز لتشكيل واقع جديد للدولة السورية يستهدف بناء قاعدة نفوذ لها هناك على حساب الروس، ومن هنا برز الملف السوري كواجهة أولى للصراع بين قوى الشرق والغرب ، وهنا استمات الروس بالدفاع السياسي والامداد اللوجستي للدولة السورية ولجيشها ، من مبدأ انها اذا خسرت سورية فأنها ستخسر نفوذها وقاعدتها الاخيرة وحلفها الاخير مع دول المشرق العربي . ولذلك فمواقف الروس اليوم بسورية تسير بخط ونهج مستقيم غير قابل للتشكيك لانها تدافع عن نفسها اليوم من سورية فاذا سقطت سورية فالروس يعلمون جيداً ويدركون ان الهدف القادم للغرب ولو بعد حين سيكون روسيا ولذلك هم اليوم يستميتون بسورية ، فهم ادركوا حقيقة المؤامره الكبرى عليهم اولاً ،وثانياً على الدولة السورية، ولذلك يدرك الروس اليوم وأكثر من أي وقت مضى انهم اصبحوا بشكل اكثر واقعية تحت مرمى وتهديد الدول الغربية فهم اليوم بأتوا بين مطرقة الدرع الصاروخية الأمريكية التي باتت بحكم الواقع قريبة من الحدود الروسية، وتشكل خطر محدق بأمن المنظومة العسكرية والمجتمعية الروسية ، وخطر خسارة مناطق نفوذها بسورية واواكرانيا لصالح الغرب، وما سيتبع ذلك من احتمالات لفقدها لكثير من مناطق نفوذها بالشرق الاقصى والشرق الأوروبي وبالعالم العربي، وسندان تقويض جهودها الساعية للوصول الى مناطق ومراكز نفوذ جديدة .
 
ختاماً، هنا علينا أن نعلم جميعاً انه لايمكن أبداً للروس ان يقدموا الملف السوري لأمريكا على طبق من ذهب ،بمقابل تنازل امريكا عن الملف الأوكراني واعادته للروس،فالروس يعلمون جيداً ان سورية بالنسبة لهم كما اوكرانيا بل قد تكون أكثر اهمية من اوكرانيا نفسها بالنسبة لهم ، فاليوم لاندري تحديداً ان كانت نقاشات واتفاقات "التفاهمات"التي جرت مؤخراً بين الروس والامريكان قد وصلت لنقاط التقاء بين البلدين ،ام ان الدب الروسي سيضطر للتكشير عن أنيابه من جديد ليعيد الكره الى الملعب الاول عن طريق الولوج بحرب ساخنة جديدة مع امريكا وستكون نوأة انطلاقتها على الاغلب من سورية، والسؤال هنا ،أن دخل الروس فعلاً بهذه الحرب الساخنة من جديد هل سيستطيعون ايصال رسائلهم للغرب والى الجميع بأن الروس موجودين ولن يتنازلوا وسيستمروا بالتوسع بكل الاتجاهات؟، ام أننا فعلاً سوف نرى انكفاء روسي واعادة تموضع لروسيا لأعادة ترتيب اوراقها من جديد وخصوصاً بالداخل الروسي الذي بدأت ملامح الفوضى الامريكيه تحرك بعض من فيه ؟!، ومن هنا سنترك كل هذه الاسئلة للقادم من الايام لتجيبنا عليها وتعطينا صورة وملامح وشكل موازين القوى بالعالم الجديد التي يتم صنع موازين القوى ومراكز النفوذ فيه من جديد وتحديدآ من سورية ..

Hashim Mammadov

 
الشيخ علي جمعة يحذر العالم من خطر يأجوج ومأجوج القادم من أرمينيا

أحدث الأخبار

وساطة أفريقية لحل الصراع المسلح في الكونغو الديمقراطية
13:45 28.03.2024
المعارض ديوماي يفوز بانتخابات الرئاسة السنغالية
13:30 28.03.2024
قائد كتائب القسام يحث العرب والمسلمين على الزحف نحو فلسطين
13:15 28.03.2024
هل تبدأ الحرب العالمية الثالثة ؟
12:53 28.03.2024
حالة من الفوضي تعم مطار باريس
12:28 28.03.2024
مستقبلات إسرائيل على ضوء الحرب الراهنة
12:15 28.03.2024
وكالة الإغاثة التركية تقدم سفينتين لنقل المساعدات مباشرة إلى غزة
12:00 28.03.2024
ذكري تأسيس الأجهزة الأمنية في أذربيجان
11:53 28.03.2024
واشنطن لا تدعم مشروع خط أنابيب الغاز بين باكستان وإيران
11:45 28.03.2024
مؤسسة دولية تتوقع انخفاض الجنيه المصري أمام الدولار بنهاية 2024
11:30 28.03.2024
مصر: مفاوضات سد النهضة استنزاف للوقت.. وإثيوبيا ستدفع الثمن
11:15 28.03.2024
محطة الضبعة النووية ستوفر لمصر 7.7 مليار متر مكعب غاز سنوياً
11:00 28.03.2024
رئيس الصين ينتقد الحواجز التكنولوجية خلال زيارة رئيس وزراء هولندا لبكين
10:45 28.03.2024
نشر معلومات جديدة عن الهجوم الإرهابي في روسيا
10:34 28.03.2024
رياح الجنوب تحمل الرمال الساخنة إلى جنوب شرق أوروبا
10:30 28.03.2024
آيرلندا تعتزم التدخل في قضية الإبادة المرفوعة ضد إسرائيل
10:15 28.03.2024
الفلبين تؤكد الإفراج عن طاقم ناقلة نفط محتجزة في إيران
10:00 28.03.2024
العراق يبرم اتفاقا لتوريد الغاز مع إيران لمدة 5 سنوات
09:45 28.03.2024
إسرائيل استهدفت 212 في غزة مدرسة بشكل مباشر
09:30 28.03.2024
أردوغان نبذل قصارى جهدنا لينعم إخواننا في غزة بالسلام
09:15 28.03.2024
ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 32 ألفا و490 شهيدا وأكثر من 74 ألف إصابة
09:00 28.03.2024
بيتر ثيس: أذربيجان أصبحت شريكًا مهمًا للناتو بعد الحرب الأوكرانية
18:30 27.03.2024
توفيق عباسوف: أرمينيا تسعي إلي دعم التوجهات المناهضة لأذربيجان في جورجيا
17:38 27.03.2024
الولايات المتحدة تفرض عقوبات علي الصين
16:09 27.03.2024
تواصل ردود الفعل على اتفاق جوجل وإسرائيل
16:03 27.03.2024
هجوم سيبراني صيني يضرب المملكة المتحدة ونيوزيلندا
15:06 27.03.2024
أوكرانيا وبولندا تكملان عقد المتأهلين إلى نهائيات يورو 2024
14:59 27.03.2024
من التالي بعد هجوم موسكو؟
14:07 27.03.2024
تحذير من رئيس صربيا بشأن خطر محتمل قد يعم البلاد
13:30 27.03.2024
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
13:23 27.03.2024
خبراء ينجحون في إذابة الثلج من على عدسة تليسكوب إقليدس
10:30 27.03.2024
الهجرة تتسبب بهلاك أو اختفاء أكثر من 63 ألف شخص في العقد الماضي
10:15 27.03.2024
هنية يلتقي عبد اللهيان في طهران... ويؤكد إسرائيل فشلت بتحقيق أهدافها
10:00 27.03.2024
الكاكاو يكسر حاجز الـ10 آلاف دولار للطن عالميا
09:45 27.03.2024
السعودية تستهدف دخول قائمة أكبر 10 دول في مجال السياحة
09:30 27.03.2024
الأزمة الطبية في مستشفيات قطاع غزة وصلت لمستوى لا يمكن تصوره
09:15 27.03.2024
18 قتيلا في إنزال جوي خاطئ للمساعدات على غزة
09:00 27.03.2024
المسجد الأقصي... أقدس المساجد الإسلامية الذي يضم 200 معلم و14 بابا
19:00 26.03.2024
ألف ليلة وليلة... الكتاب الأكثر سحرا في الشرق والغرب
18:00 26.03.2024
تعادل أذربيجان مع بلغاريا وديا
17:30 26.03.2024
جميع الأخبار