عبد الباري عطوان: ترامب جاء بطلب استفزازي جديد للعراق!

تحليلات 16:24 03.12.2018
وقاحة ترامب وجشعه وابتزازه تمتد إلى العراق.. طلب تريليونات الدولارات نفطا من العبادي تعويضا عن الغزو والاحتلال فجاء رد الأخير صادما وغير متوقع.. لماذا؟ إليكم التفاصيل المذهلة..
العالم - العراق
 
لا يخامرنا أدنى شك في أن تركيبة شخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هي خليط من الغباء والحماقة والابتزاز والجشع، ولكن لم يخطر ببالنا مطلقا أن يصل به الأمر إلى درجة مطالبة السيد حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي السابق بضرورة دفع بلاده (العراق) تكاليف غزو الولايات المتحدة لها عام 2003، وبقائها فيه حتى عام 2011، وذلك عندما التقيا في واشنطن في آذار (مارس) الماضي.
 
والأغرب من طلب ترامب رد السيد العبادي الذي قال له “نحن نعمل عن كثب مع العديد من الشركات الأمريكية النفطية التي لها مصالح في العراق”، أي أن الثروات الكبرى التي تقدر بآلاف المليارات تكفي لتغطية هذا المطلب الابتزازي الاستفزازي.
 
كنا نتوقع من السيد العبادي، أن يعكس السؤال، ويطالب الرئيس الأمريكي بتعويضات بعدد من التريليونات من الدولارات عن الحصار الذي فرضته الولايات المتحدة على العراق لأكثر من 12 عاما بعد غزو الكويت، وهو الحصار الذي أدى إلى استشهاد أكثر من مليون طفل، وتدمير معظم مدن العراق وبناه التحتية بسبب القصف الأمريكي عام 1991، ثم بعد ذلك الإجهاز على ما تبقى من العراق، وقتل مليون عراقي إضافي على الأقل أثناء الغزو والاحتلال عام 2003، حسب مجلة “لانست” الطبية العالمية المحترمة.
 
لا نستغرب أن يصمت السيد العبادي إزاء هذا الطلب الاستفزازي الوقح من قبل الرئيس الأمريكي، ولم يرد عليه بالشكل المطلوب، لأنه كان يريد دعمه للبقاء في السلطة لدورة أخرى، وقد تأكد ذلك بكل وضوح عندما تعهد بالتزام العراق بتنفيذ العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران قبل أيام معدودة من فرضها، الأمر الذي أثار موجة غضب عارمة داخل العراق وخارجه.
 
موقع “إكسيوس” الأمريكي الإلكتروني الذي كشف المحادثة هذه بين الرئيس ترامب وضيفه العبادي في البيت الأبيض في آذار (مارس) الماضي، أكد أن هيربرت مكماستر، مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق الذي عزله ترامب، اعتبر تكرار رئيسه لهذا العرض أمرا مسيئا لسمعة الولايات المتحدة، بينما رأى فيه وزير الدفاع الحالي جميس ماتيس أنه يشكل انتهاكا للقوانين الدولية، وربما تكون معارضة ماكماستر هي التي عجلت بفصله، ولا نستبعد أن يدفع ماتيس الثمن نفسه لهذا السبب، بالإضافة لأسباب أخرى.
 
ترامب اشتكى أثناء حملته الانتخابية الرئاسية قبل عامين من أن الولايات المتحدة أنفقت تيرليونات الدولارات، وخسرت آلاف الأرواح (حوالي أربعة آلاف جندي و30 ألف جريح)، ولكنها لم تحصل على شيء في المقابل، وانتقد الحكومات السابقة التي لم تحتل آبار النفط العراقية وتسيطر عليها لعقود قادمة، ولهذا أراد من السيد العبادي تعويضات من عوائد النفط العراقي.
 
الشركات الأمريكية حصلت على عقود احتكار لاستغلال النفط العراقي والتنقيب عن آبار جديدة لمدة ثلاثين عاما، ويعود الفضل في هذا للسيد حسين شهرستاني، وزير النفط العراقي الذي اختاره الحاكم العسكري بول بريمر لهذا المنصب، ومن أجل هذا الغرض، ويبدو أن هذه المكافآة الثمينة لم تشبع جشع الرئيس ترامب، وربما لو استمر السيد العبادي في منصبه لحصل على هذه التعويضات كليا أو جزئيا، فالذين حكموا العراق بعد الاحتلال كان هدفهم الأساسي هو إرضاء المستعمر الأمريكي بكل الوسائل، حتى لو جاء ذلك على حساب الشعب وسيادة البلاد، ورهن ثرواتها.
 
بوب وودورد، مؤلف كتاب “الخوف… ترامب في البيت الأبيض”، كشف أن الأخير طالب مساعديه بالبحث واستخراج معادن نادرة في أفغانستان مثل الذهب والفضة واليورانيوم لتمويل تكلفة الحرب الأفغانية، وقوبل طلبه هذا بالاستهجان بسبب سيطرة الطالبان على أكثر من 74 بالمئة من الأراضي الأفغانية، وتدهور الأوضاع الأمنية في البلاد.
 
العراقيون هم الذين يجب أن يطالبوا أمريكا بالتعويضات المالية عن كل ما لحق بهم وبلادهم من قتل ودمار جراء غزوها لبلدهم واحتلاله لثماني سنوات تحت أسباب ثبت كذبها وهي أسلحة الدمار الشامل، ولكن الأمر المؤسف أن حكام العراق الحاليين، أو معظمهم، لا يجرؤون فقط على المطالبة بهذه التعويضات المشروعة، وإنما أيضا بإخراج 6000 جندي أمريكي ما زالوا يتواجدون في قواعد على الأرض العراقية، ويشكلون انتهاكا لسيادة البلاد.
 
أمريكا دمرت العراق، ونهبت ثرواته، ومزقت وحدته الوطنية الترابية والديموغرافية، وحولته من دولة إقليمية عظمى إلى دولة متسولة مستدينة غارقة في الفساد والطائفية، وبدون هوية وطنية جامعة، ومع ذلك هناك من يدافع عنها، ويقدم الحكم هدية لمن أوصلوا بلدهم إلى هذا الوضع المزري والمخجل.
 
كلنا ثقة بأن الشعب العراقي الذي قاوم الاحتلال الأمريكي وهزمه، وأجبره على الرحيل مهزوما سينتفض في وجه هذه الغطرسة الأمريكية، وسيثأر لشهدائه الأبرار، وسيعيد العراق إلى المكانة التي يستحقها في صدر الأمم.. ونراها قريبة بإذن الله.. والأيام بيننا.
 
* عبد الباري عطوان
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
مارتن ليجون : فرض العقوبات علي إيران ليس حلًا
15:00 17.04.2024
دميتري سولونيك : هذا لن يساهم في استقرار المنطقة
14:00 17.04.2024
خبير سياسي: أرمينيا تسعي إلي أن تكون السعودية وسيطًا في أزمتها مع أذربيجان
13:00 17.04.2024
راي كريم أوغلو : الادعاءات التي قدمتها أرمينيا في محكمة العدل ليست إلا "أكاذيب"
12:25 17.04.2024
مصر وتركيا لترسيخ العلاقات بعد إنهاء القطيعة
12:00 17.04.2024
كيف تتعامل مصر مع تداعيات استمرار التوتر في البحر الأحمر؟
11:45 17.04.2024
سلطنة عمان: سيول تودي بحياة أكثر من 16 شخصا جلهم من التلاميذ
11:30 17.04.2024
رئيسي يتوعد برد واسع وموجع على أدنى عمل يستهدف مصالح طهران
11:15 17.04.2024
رئيس وزراء باكستان يستقبل وزير الخارجية السعودي
11:00 17.04.2024
تركيا تدير علاقاتها مع إيران وأمريكا بحذر
10:45 17.04.2024
فريق التوعية بمخاطر الذخائر المنفجرة يجري دورات للتوعية بمخاطر الذخائر المنفجرة
10:36 17.04.2024
بوتين يبحث هاتفيا مع الرئيس الإيراني الأزمة في الشرق الأوسط
10:30 17.04.2024
العمانية للغاز توقع اتفاقية توريد مع جيرا اليابانية لمدة 10 أعوام
10:15 17.04.2024
السعودية وباكستان تبحثان تكثيف التعاون الأمني والاستراتيجي
10:00 17.04.2024
الأمم المتحدة تعثر على قنابل غير منفجرة تزن ألف رطل في مدارس بغزة
09:45 17.04.2024
الأمم المتحدة تدعو إسرائيل للتوقف عن المشاركة في عنف المستوطنين
09:30 17.04.2024
استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي
09:15 17.04.2024
أردوغان: نتنياهو هو المسؤول الوحيد عن أحدث توتر في الشرق الأوسط
09:00 17.04.2024
"ضد الهجوم الإيراني".. السعودية تعترف بمساعدة إسرائيل
22:12 16.04.2024
مطار دبي الثاني عالمياً بقائمة أكثر المطارات ازدحاماً في 2023
18:00 16.04.2024
توفيق عباسوف : هكذا تتعامل القوي العالمية مع قضايا المنطقة
16:00 16.04.2024
خبير إسرائيلي : إذا اندلعت حرب فإن إيران ستكون الخاسر الأكبر
14:21 16.04.2024
استمرار جلسات الاستماع في القضية التي رفعت ضد أذربيجان في محكمة العدل
13:34 16.04.2024
مركز ترتر الإقليمي للتدريب المهني يعقد دورة تدريبية لفريق إزالة الألغام النسائي
12:41 16.04.2024
لماذا شنت إيران أول هجوم مباشر لها على إسرائيل؟
12:15 16.04.2024
فاسيليس ماراجوس : يجب أن تكون الحدود السوفيتية حدود رسمية
11:58 16.04.2024
مسؤولي الاتحاد الأوروبي يجتمعون مع شارل ميشيل
11:34 16.04.2024
البنك المركزي الصيني يضخ ملياري يوان في النظام المصرفي
11:30 16.04.2024
جميع الأخبار