"الإسلام الألماني".. مساعي برلين لقطع صلات المسلمين بالعقيدة رأي

بعد انعقاد النسخة الرابعة لمؤتمر "الإسلام الألماني" برعاية وزارة الداخلية الألمانية في نوفمبر 2018

تحليلات 13:00 09.12.2018

شهدت ألمانيا في 28 نوفمبر / تشرين الثاني 2018، انعقاد النسخة الرابعة لمؤتمر "الإسلام الألماني" برعاية وزارة الداخلية الألمانية.

في الوقت الذي يركز فيه الرأي العام نقاشاته المتعلقة بالمؤتمر حول تقديم لحم الخنزير للمشاركين من المسلمين، نلاحظ غياب المسألة الرئيسية في هذا الخصوص عن الأذهان.

قبل كل شيء فإن الترجمة الصحيحة عن الألمانية لعبارة "Deutsche Islam Konferenz" ليست "المؤتمر الإسلامي بألمانيا" بل "مؤتمر الإسلام الألماني"، وهذه هي الترجمة المعتمدة باللغة التركية على الموقع الإلكتروني لإدارة المؤتمر. هذه التسمية لم يتم اختيارها بشكل عشوائي، بل اختيرت عن قصد يعكس جوهر المشروع. الهدف من هذا المشروع (كما يتم الإفصاح عنه بشكل غير متعمد)، هو قطع صلات المسلمين بعقيدة الإسلام العالمية، وإنهاء العلاقة القائمة بين المسلمين المهاجرين وبين أوطانهم، ووضعهم ضمن صيغ معينة على المدى القريب والمتوسط.

لذا فإن هذا المشروع الذي يخالف في جوهره الدستور الألماني، قد أُعد لتحقيق هذا الهدف المعلن في مناسبات مختلفة، سواء من قبل وزير الداخلية الألماني أو مستشاريه. إلا أن مناقشة المكانة التي اختارتها الجماعات الإسلامية لنفسها تجاه هذا المشروع، سيكون أفضل من الحديث عن الأهداف التي وضعتها وزارة الداخلية الألمانية.

المنطق الذي تقوم عليه استراتيجية "المؤتمر الإسلامي الألماني"، لا تتضمن بأي شكل من الأشكال تأسيس منصة للحوار المفتوح، بل من الواضح أن الهدف من تأسيس هذا المكون هو تحقيق غاية معينة من جانب واحد. هذا المنطق يقوم أولا على فتح الباب أمام الالتزامات التي ظهرت مع الوجود الدائم للمسلمين، بالتزامن مع وجود أوهام تستند إلى فرضيات أيديولوجية، بدلا من اتباع نهج معتدل ضمن إطار النظام الاجتماعي التعددي الديمقراطي. ولتغطية هذا الأمر، يتم إسناد المشاكل إلى أطراف أخرى. لهذا السبب فإن المنطق المذكور لا يستطيع تجاهل خطاب الهيمنة الخاصة به. التصورات والتسلسلات الهرمية التي تم إنشاؤها، تستهدف التقسيم والصهر عبر القضاء على الهوية، وتعريف المسلمين على أنهم "الآخر"، مع التأكيد دوما على نقائصهم، فضلا عن التفضيل عليهم عبر الوعد بقبولهم في حال التغيّر أو التشبّه وفقد التمايز.

إحدى النتائج التي أدى إليها الخيال السياسي، هو النظر إلى الإسلام على أنه عنصر تهديد. ترسيخ هذه المخاوف وتناول المسائل من الناحية السلبية فقط بدل عرقلة مثل هذه النتائج، تؤدي إلى ازدياد النتائج السلبية. وبالتالي فإن هذا النهج يدفع الناس في مجتمع تعددي، إلى التفكير بأن توسع رقعة الإسلام أمر يعادي المسيحية والتأثير المسيحي للبلاد.

"مؤتمر الإسلام الألماني" هو في الأصل عبارة عن مشروع لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني، لذا يمكن استغلال هذه المنصة في سبيل الحسابات الاستراتيجية للحزب المذكور. وتعتبر دعوة النقاد المناهضين للإسلام الذين يتفوهون بما لا تستطيع قوله الدولة الألمانية، لحضور المؤتمر، بمثابة خطوة للتظاهر تجاههم بأنهم جزء من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وذلك بغرض عرقلتهم لتشكيل حزب جديد. وبهذا يكون المسلمون قد تم استغلالهم في سبيل غايات وأهداف الحزب السياسي وحساباته الاستراتيجية. حتى أن هذا المشهد يتم الترويج له على أنه "حفاظ على الوحدة الاجتماعية والحيلولة دون الاستقطاب".

أما مشاركة المسلمين في مؤتمر الإسلام الألماني فيضفي الشرعية عليه، إذ أنه في حال عدم مشاركتهم ستنتهي شرعية المؤتمر، وستتشكل الأرضية اللازمة لمناقشة القضايا والمسائل التي يجب الحديث عنها أصلا.

لهذا السبب فإن مشاركة الجماعات الإسلامية في ألمانيا أمر ذو أهمية بالغة بالنسبة إلى وزير الداخلية الاتحادي. لكن وللأسف، فإن بعض المؤسسات والشخصيات التي شاركت في المؤتمر، بعيدة عن أن ترى نفسها عنصرا فاعلا، بل حتى أنهم يعتبرون الدعوة لهذا المؤتمر بمثابة تفضل عليهم. وكنتيجة لمشاركتهم هذه، أضفوا الشرعية على هذا المشروع وعلى الخطابات الموجهة للمسلمين، والتي تستهدف فرض الهيمنة عليهم ضمن المجتمع الألماني. وبالتالي يكون المسلمون قد تقبلوا وجهة النظر التي تعتبرهم مشكلة بحد ذاتها.

الخلاصة، لا يمكن أن يكون "المؤتمر الإسلامي" مشروعا بناء إلا في حال إعادة تصميمه على أساس مجتمع قائم على التعددية والثقافية المعاصرة. ويجب أن يكون هذا المفهوم الجديد موافقا لالتزامات المجتمع التعددي، وأن يتضمن سياسة اعتراف تركز على البنود الآتية:

يجب التخلي عن النظر إلى امتلاك الأديان المختلفة حقوقا متساوية على أنه تهديد تجاه الوحدة الاجتماعية، إذ أن هذه الوحدة تترسخ مع حرية التنوع، والاندماج يجب ألا يعني "التشبّه وفقدان التمايز".

الاندماج له علاقة مباشرة مع منح الحقوق المتساوية لكافة المؤسسات الاجتماعية في مجال الأعمال، والتعليم، والإعلام والسياسية وغيرها، وتأمين مشاركتها في المجتمع بشكل عادل أيضا. وانطلاقا من هذا يجب السماح للمسلمين بمزاولة كافة حقوقهم التي يتمتعون بها.

بإمكان الدولة تحديد الإطار من أجل الانصهار الاجتماعي التطوعي، لكن عليها أن تتيح البدائل أيضا، وألا تجعل الانصهار أمرا محتما عبر الطرق السياسية.

على الدولة ألا تحفز تشكيل رأي عام ضد المسلمين، وأن تحترمهم كما تفعل ذلك مع الكنائس. وأن تترك المباحثات للمجتمع المدني.

يجب مكافحة التمييز والعنصرية: يجب التصدي لمعاداة الإسلام كما يتم التصدي لكافة أنواع التمييز والعنصرية ضد الإنسان.

كما أن قوانين تحديد نمط اللباس لا مكان لها في المجتمعات الحرة، لذا يجب إزالة هذه القوانين أيضا.

[مصطفى يانار أوغلو، خريج كلية الحقوق من جامعة كولن الألمانية، ونائب في البرلمان التركي عن مدينة إسطنبول. يواصل منذ عام 1987 وحتى الآن مشاركته في فعاليات منظمات المجتمع المدني خارج تركيا]

 

الشيخ علي جمعة يحذر العالم من خطر يأجوج ومأجوج القادم من أرمينيا

أحدث الأخبار

حالة من الفوضي تعم مطار باريس
12:28 28.03.2024
وكالة الإغاثة التركية تقدم سفينتين لنقل المساعدات مباشرة إلى غزة
12:00 28.03.2024
ذكري تأسيس الأجهزة الأمنية في أذربيجان
11:53 28.03.2024
واشنطن لا تدعم مشروع خط أنابيب الغاز بين باكستان وإيران
11:45 28.03.2024
مؤسسة دولية تتوقع انخفاض الجنيه المصري أمام الدولار بنهاية 2024
11:30 28.03.2024
مصر: مفاوضات سد النهضة استنزاف للوقت.. وإثيوبيا ستدفع الثمن
11:15 28.03.2024
محطة الضبعة النووية ستوفر لمصر 7.7 مليار متر مكعب غاز سنوياً
11:00 28.03.2024
رئيس الصين ينتقد الحواجز التكنولوجية خلال زيارة رئيس وزراء هولندا لبكين
10:45 28.03.2024
نشر معلومات جديدة عن الهجوم الإرهابي في روسيا
10:34 28.03.2024
رياح الجنوب تحمل الرمال الساخنة إلى جنوب شرق أوروبا
10:30 28.03.2024
آيرلندا تعتزم التدخل في قضية الإبادة المرفوعة ضد إسرائيل
10:15 28.03.2024
الفلبين تؤكد الإفراج عن طاقم ناقلة نفط محتجزة في إيران
10:00 28.03.2024
العراق يبرم اتفاقا لتوريد الغاز مع إيران لمدة 5 سنوات
09:45 28.03.2024
إسرائيل استهدفت 212 في غزة مدرسة بشكل مباشر
09:30 28.03.2024
أردوغان نبذل قصارى جهدنا لينعم إخواننا في غزة بالسلام
09:15 28.03.2024
ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 32 ألفا و490 شهيدا وأكثر من 74 ألف إصابة
09:00 28.03.2024
بيتر ثيس: أذربيجان أصبحت شريكًا مهمًا للناتو بعد الحرب الأوكرانية
18:30 27.03.2024
توفيق عباسوف: أرمينيا تسعي إلي دعم التوجهات المناهضة لأذربيجان في جورجيا
17:38 27.03.2024
الولايات المتحدة تفرض عقوبات علي الصين
16:09 27.03.2024
تواصل ردود الفعل على اتفاق جوجل وإسرائيل
16:03 27.03.2024
هجوم سيبراني صيني يضرب المملكة المتحدة ونيوزيلندا
15:06 27.03.2024
أوكرانيا وبولندا تكملان عقد المتأهلين إلى نهائيات يورو 2024
14:59 27.03.2024
من التالي بعد هجوم موسكو؟
14:07 27.03.2024
تحذير من رئيس صربيا بشأن خطر محتمل قد يعم البلاد
13:30 27.03.2024
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
13:23 27.03.2024
خبراء ينجحون في إذابة الثلج من على عدسة تليسكوب إقليدس
10:30 27.03.2024
الهجرة تتسبب بهلاك أو اختفاء أكثر من 63 ألف شخص في العقد الماضي
10:15 27.03.2024
هنية يلتقي عبد اللهيان في طهران... ويؤكد إسرائيل فشلت بتحقيق أهدافها
10:00 27.03.2024
الكاكاو يكسر حاجز الـ10 آلاف دولار للطن عالميا
09:45 27.03.2024
السعودية تستهدف دخول قائمة أكبر 10 دول في مجال السياحة
09:30 27.03.2024
الأزمة الطبية في مستشفيات قطاع غزة وصلت لمستوى لا يمكن تصوره
09:15 27.03.2024
18 قتيلا في إنزال جوي خاطئ للمساعدات على غزة
09:00 27.03.2024
المسجد الأقصي... أقدس المساجد الإسلامية الذي يضم 200 معلم و14 بابا
19:00 26.03.2024
ألف ليلة وليلة... الكتاب الأكثر سحرا في الشرق والغرب
18:00 26.03.2024
تعادل أذربيجان مع بلغاريا وديا
17:30 26.03.2024
منتخب كرواتيا يزور أهرامات الجيزة
17:00 26.03.2024
هل حان وقت انسحاب القوات الأمريكية من سوريا؟
16:30 26.03.2024
قتلى وجرحى في قصف أمريكي على محافظة دير الزور السورية
16:00 26.03.2024
كوريا الجنوبية وماليزيا تستأنفان محادثات اتفاقية التجارة الحرة
15:30 26.03.2024
وزراء زراعة الاتحاد الأوروبي يبحثون سبل إعادة المزارعين إلى حقولهم
15:00 26.03.2024
جميع الأخبار