هل تشكل هزيمة داعش في سوريا بداية لعودته في العراق؟ رأي

تحليلات 13:00 03.02.2019

لا خلاف على أن تنظيم داعش قد خسر جميع مناطق سيطرته في العراق وسوريا، وأنه يشهد حالة تراجع وانحسار غير مسبوقة، إلاّ أنه لم ينهزم بعد، ولم يتم القضاء على تهديداته التي يمتلك التنظيم ما يكفي من المرونة للتكيف مع واقع ما يمرّ به عبر مراحل متعددة بما يكفل ديمومة التهديدات التي يشكلها سواء في العراق وسوريا، أو عموم مناطق تواجد فروعه في قاراتٍ عدّة.

بعد سبع سنوات من انسحاب القوات الأمريكية، وأربع سنوات من الحرب على تنظيم داعش التي قادتها الولايات المتحدة بتحالف دولي من 68 دولة بين عامي 2014 و2018؛ لا يزال التنظيم يشكل تهديدًا جديًا على أمن العراق واستقراره بعد أن تحولت استراتيجيته من السيطرة على المدن وفرض أسلوبه في الحكم إلى ما يُشبه حرب العصابات التي أثبت أنه لا يزال يحتفظ بقدراتٍ عالية على تنفيذ الهجمات على المدن والقرى التي تقلُّ فيها مستويات الحماية الأمنية من القوات الأمنية والحشد الشعبي والحشد العشائري.

ويواصل تنظيم داعش الحفاظ على "جيوب" مقاومة للقوى المحلية، الاجتماعية أو السياسية أو العسكرية، في سياق خططه لإعادة هيكلته والتكيف مع البيئة المحيطة، وهي بيئة معادية في الغالب.
يمكن لتنظيم داعش إعادة هيكلة ما تبقى من مقاتليه ضمن مجموعاتٍ "متنقلة" تكون محصنة إلى حدّ ما من استهداف طيران التحالف الدولي الذي، وفقًا لمسؤولين أمريكيين، سوف يستمر في الحرب على التنظيم بعد قرار الانسحاب من سوريا.

قد لا يفكر قادة تنظيم داعش بإعادة السيطرة على أراضٍ أو مدنٍ في العراق وسوريا بعد فشله في الحفاظ على مناطق سيطرته خلال أربع سنوات من الحرب التي قادها التحالف الدولي، وحالة "الرفض" المجتمعي للسكان الذين خضعوا لسلطته نتيجة التطبيق الصارم لما يعتقده التنظيم بانها تعاليم الشريعة الإسلامية.

وتُشير تقارير إلى أنّ التنظيم يسعى لإعادة بناء قدراته في مناطق انتشاره في غرب وشمال غربي العراق وسيطرته المؤقتة على بعض الطرق الرئيسية بين المحافظات والمدن واستيفاء أموال على الشاحنات وأموال أخرى يقوم بالحصول عليها من فرض الإتاوات على أصحاب المهن ورجال الأعمال في بعض المدن، أو عمليات الخطف، لتمويل ما يكفي لإعادة هيكلة تنظيمه والسيطرة على ما تبقى من مقاتليه.

يُجدد تنظيم داعش آليات الحصول على الأموال اللازمة لإدامة مستلزمات الحفاظ على وجوده بما يكفي لإعادة بناء هيكلة جديدة تتضمن قيادات الصفوف الأولى بما يتيح لها إمكانيات السيطرة على الأفراد والمجموعات والفروع المرتبطة به في مناطق متفرقة ومتباعدة وتهيئتهم لظهور جديد في العراق أو سوريا، أو في كليهما في مرحلة لاحقة.

إذا كانت الولايات المتحدة تُدرك أنّ القضاء على تهديدات تنظيم داعش بشكل كامل لا يبدو أمرًا واقعيًا لدى الكثير من القادة العسكريين، فإن الأكثر واقعية هي مسألة تحجيم قدرات التنظيم إلى الحد الذي يمكن فيه لقوات الأمن المحلية، من دون دعم أمريكي مباشر، الحفاظ على الأمن والاستقرار ومنع سقوط المدن والمناطق ثانيةً بيد التنظيم.

ومن متابعة العمليات "الأمنية" التي ينفذها مقاتلو تنظيم داعش في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين وكركوك وديالى في العراق، يبدو بشكلٍ واضح أنه يسعى لإعادة بناء هيكلته وقياداته في مختلف الصفوف بالاعتماد على ما تبقى لديه من العنصر البشري والإمكانيات المالية والمعدات القتالية بما قد يشير إلى احتمالات عودته خلال سنوات بشكلٍ أكثر خطورة.

ويحتفظ تنظيم داعش بوجود شبه "مستقر" في مناطق متفرقة من شمال قضاء بيجي في محافظة صلاح الدين، وجنوب كركوك في مناطق الحويجة والرياض والرشاد ومناطق أخرى بالقرب من بحيرة حمرين في محافظة ديالى، إضافةً إلى معاقله الأصلية في نينوى شمال غرب العراق وفي الأنبار غرب العراق على الحدود المشتركة مع سوريا وبالقرب منها.

بما فيها الحكومة الجديدة، حكومة عادل عبد المهدي، لم تلتفت الحكومات العراقية إلى عوامل الخطر ومسببات ظهور وقوة التنظيمات المتطرفة التي من بينها، في مرحلة ما بعد الانتهاء من الحرب على تنظيم داعش، إعادة الإعمار والخدمات الأساسية في المحافظات السُنيّة، وإعادة بناء الثقة بين المجتمع السُنّي والحكومة المركزية من خلال خطوات عملية تبدأ بسحب فصائل الحشد الشعبي من المحافظات السُنيّة واطلاق المعتقلين دون مذكرات قبض قانونية، وهم عدّة آلاف بينهم نساء، وتوزيع عادل للسلطات الأساسية والثروات ومنح تلك المحافظات استحقاقاتها الدستورية في موازنة الدولة، إضافةً إلى توفير فرص عمل للعاطلين وإعادة النازحين الذين لا تزال القوات الأمنية وفصائل الحشد الشعبي تحولُ دون عودتهم إلى مدنهم المحررة.

إنّ استمرار انتشار فصائل الحشد الشعبي في المحافظات السُنيّة وسيطرتها على الملف الأمني سيفاقم التوترات الطائفية السنية ـــــ الشيعية، وهي التوترات التي تُشكل عامل جذبٍ للتجنيد في صفوف تنظيم داعش التي تزداد وتيرتها بالتناسب مع زيادة حدّة التوترات الطائفية.

لعبت فصائل الحشد الشعبي دوراً محورياً في هزيمة تنظيم داعش من مناطق سيطرته في المحافظات السُنيّة ما أتاح لها البقاء في هذه المحافظات، ورفض الدعوات التي تطلقها مجالس المحافظات لسحب تلك الفصائل وتسليم المدن والمناطق للقوات الأمنية، وهو ما ترفضه قيادات الحشد الشعبي التي ترفض أيضاً أيّ دعواتٍ لحل نفسها وإدماج مقاتليها بالقوات الأمنية.

وإذا كانت سيطرة تنظيم داعش على المحافظات السُنيّة قد خلقت حالة من عدم الاستقرار، فإنّ تمسك قيادات الحشد الشعبي بعدم الانسحاب من تلك المناطق يُعد عاملاً من أهم عوامل عدم الاستقرار الذي يُشكل بيئة مؤاتية لتنظيم داعش من أجل إعادة تشكيله، أو تنفيذ هجمات أو ظهوره بشكلٍ جديد.

إنّ خسارة التنظيم لمناطق سيطرته أتاح له الاستفادة من قوى قتالية كانت "معطلة" لانشغالها بإدارة المدن وحماية المقرات ونقاط التفتيش وتقديم الخدمات، كما أنه سيتمتع بفائض مالي كان ينفقه على تقديم الخدمات ونفقات الإعانة الاجتماعية للسكان الخاضعين لسلطاته من غير المنتمين للتنظيم، ونفقات أخرى، سيوظفها جميعاً في الإنفاق فقط على إعداد المقاتلين وتسليحهم وشراء الآليات والمعدات، إضافةً إلى رواتب مقاتليه.

يمكن القول، مع انتهاء الحرب على تنظيم داعش وإعلان النصر عليه في سوريا والعراق قبل أكثر من عام، إنّ التنظيم نجح في التأقلم مع البيئة التي يتواجد فيها، وهي بيئة معادية في الغالب، حيث تحوَّل من قوةٍ شبه نظامية تخوض حروباً مع جيوش نظامية إلى منظمةِ حرب عصابات تعمل على شكل مجموعات صغيرة متنقلة.

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

وزير الخارجية المصري يبحث الملفات الإقليمية والدولية مع نظيرته الجنوب أفريقية
14:00 20.04.2024
مباحثات تركية- مصرية تتناول جهود وقف النار في غزة
13:30 20.04.2024
دولة فلسطين نحو اعترافات إضافية غداة الحجب الأمريكي لعضويتها الأممية
13:00 20.04.2024
ثوران جديد لبركان روانغ في إندونيسيا. وخطر تسونامي لا يزال قائماً
12:30 20.04.2024
انفجارات أصفهان.. القصة الكاملة للهجوم الإسرائيلي على إيران
12:00 20.04.2024
انطلاق الانتخابات العامة في الهند... وحزب مودي الأوفر حظاً
11:30 20.04.2024
الأمم المتحدة تستنكر التحطيم المتعمد للأجهزة الطبية بمستشفيات غزة
11:00 20.04.2024
أسطول الحرية مستعد للإبحار من تركيا لغزة. وتحذير لإسرائيل من أي هجوم
10:30 20.04.2024
إسرائيل تسعى إلى منع صدور أمر اعتقال بحق نتنياهو
10:00 20.04.2024
ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34 ألفا و12 شهيدا
09:30 20.04.2024
ميرزايف : نشهد أحداثًا تاريخية
09:00 20.04.2024
أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
جميع الأخبار