صرح العالم السياسي الأذربيجاني المعروف والدبلوماسي السابق فكرت صديقوف لـ Trend يوم الجمعة أن تصريحات رئيس وزراء أرمينيا حول إعادة قاره باغ الجبلية إلى طاولة المفاوضات ليس اقتراحاً لتغيير الشكل، بل هو يهدف لاستعادة صيغة التفاوض" وأنه عبارة عن تبجح شفهي آخر خال من أي منطق وصلاحية.
وفي رأيه، فإن البيان الأخير للرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بشأن الشكل غير المتغير لعملية التفاوض، وكذلك البيانات المتعلقة بالمحتوى المتماثل للمسؤولين رفيعي المستوى في الاتحاد الأوروبي هي رسالة جادة إلى الجانب الأرميني.
وقال العالم السياسي إنه "يدل على أن موقف المجتمع الدولي الذي لا لبس فيه بشأن هذه القضية يهدف إلى دعم الموقف الأذربيجاني في تسوية قضية قاره باغ. مع ذلك، تثبت تصرفات وخطوات رئيس الوزراء الأرميني أن باشينيان ليس فقط من الهواة في السياسة، بل إنه أيضاً، وهو لا يفهم لم يتعمق تماماً إلى جوهر الصراع الأرمني الأذربيجاني، يمارس أكثر الاستفزازات العادية شكلاً مثل رحلات إلى قاره باغ الجبلية المحتلة "، صور صلفية مع اأعضاء الجاليات عند السفر إلى الخارج وهلم جرا".
في تقدير فكرت صديقوف أن تصريحات باشينيان المثيرة للجدل المتعلقة بتسوية نزاع قاره باغ تثير غضب المجتمع الأرميني.
"هناك العديد من الأسئلة التي تطرح في أرمينيا لباشينيان نفسه، فأنها مرتبطة بنتائج المفاوضات مع أذربيجان، وخططه ورؤيته لتسوية هذا الصراع. يدلي بتصريحات بأنه يستطيع التشاور مع رؤساء أرمينيا السابقين، ويسميهم. على سبيل المثال، لا أستطيع أن أتخيل كيف سيتشاور مع الرئيس السابق كوتشاريان المعتقل. أي كل هذا الكلام المحسوب، ربما، على بعض المواقف المبتكرة ، يقول إن باشينيين ليس جاهزاً للمفاوضات ولم يطور موقفا واضحاً في اتجاه التسوية ، ولا يعرف كيف يتصرف مع أذربيجان، ولا سيما في ظل الظروف التي لم تكم أرمينيا فيها في موقف رابح".
يعتقد العالم السياسي أن ثرثرة باشينيان التي لا تتوافق مع مستوى رئيس الحكومة الأرمنية، تنطلق من فهمه لحتمية عودة الأراضي الأذربيجانية المحتلة.
وقال فكرت صديقوف إنه "ينبغي على باشينيين القيام بعمل جاد، واعتماد مبادئ توجيهية للسياسة الخارجية والتفاوض مع أذربيجان في اتجاه حل النزاع. بدلاً من التلويح بيديه والإدلاء ببيانات واعدة في الشوارع، يجب عليه اتباع القرارات المعتمدة والموافقة عليها في إطار مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في قرارات متخذة في كازان ومدريد وغيرها من المواقع الجغرافية. هذا ما يجب عليه ان يفعله. لكن على ما يبدو، يعتقد أنه ما زال من الممكن اليوم مواصلة النهج القديم الذي في الواقع، لا يلزمه بأي قرارات أو اتخاذ موقف محدد بشأن النزاع. لذلك، أعتقد أنه لا يزال يناور في مقام ما، في انتظار ظهور نوع من الموقف المريح من أجل طمأنة وتهدئة جمهوره، الذي يتوقع عموماً بعض الخطوات الملموسة والحقيقية منه ".
وأشار المحلل السياسي إلى أن قرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة تشكل أساساً قانونياً لحل النزاع، وتؤكد بشكل لا لبس فيه سيادة الحدود الدولية لأذربيجان وسلامة أراضيها وحرمتها، كما تطلب الانسحاب الفوري والكامل وغير المشروط لقوات الاحتلال الأرمنية من أراضي أذربيجان.
وأوضح المحلل أنه "في قرار قضية شيراغوف والآخرين ضد أرمينيا، أكدت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أيضاً أن النظام الانفصالي القائم في الأراضي المحتلة بأذربيجان موجود بسبب الدعم العسكري والسياسي والمالي وغيره من أشكال الدعم لأرمينيا. وفي الوقت نفسه، أشارت إلى أن أرمينيا مارست سيطرتها على الأراضي المحتلة في أذربيجان، وفي الواقع ، فإن هذا القرار وضع حداً لإنكار أرمينيا المستمر لمسؤوليتها عن هذه الحقيقة ".
من الجدير بالذكر أن الصراع بين بلدي القوقاز الجنوبية قد بدأ في عام 1988 بسبب المطالبات الإقليمية لأرمينيا ضد أذربيجان. تقع قاره باغ الجبلية وسبع مناطق متجاورة أو 20 % من أراضي أذربيجان تحت سيطرة القوات المسلحة الأرمينية.
في أيار / مايو 1994، توصل الطرفان إلى وقف لإطلاق النارالمتواصل حتى الآن، تحت رعاية مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وفي ظل الرئاسة المشتركة لروسيا وفرنسا والولايات المتحدة، لا تزال هناك مفاوضات السلام غير الناجحة.
إن القرارات الأربعة التي تبناها مجلس الأمن الدولي بشأن تحرير قاره باغ الجبلية المحتلة والأراضي المجاورة لم تنفذها أرمينيا بعد.
الترجمة من الروسية:د. ذاكر قاسموف