هناك حديث منذ زمن طويل عن احتمال وحتمية الاجتماع لزعيمي الدولتين المتحاربتين. ظهر بعض الأمل في تسوية العلاقات الثنائية بعد تغيير النظام السياسي نتيجة لأحداث تسمى "الثورة المخملية" في أرمينيا.
ومع ذلك، فإن توقعات الجانبين مختلفة ومتناقضة تماما. قال رئيس قسم شئون السياسة الخارجية بإدارة الرئيس جمهورية أذربيجان، حكمت حجييف: "لأول مرة بعد انقطاع طويل، تم عقد الاجتماع الرسمي بين رئيس أذربيجان إلهام علييف والقيادة الأرمنية بوساطة الرؤساء المشاركين لمجموعة لمجموعة منسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. يؤكد هذا مرة أخرى أن شكل المفاوضات لم يتغير، وأن عملية التفاوض تتواصل بين أذربيجان وأرمينيا ".
قال الخبير الإسرائيلي المعروف آريي غوت لـوكالة أذرتاج (AZERTAC) إن الاجتماع الأخير للرئيس الأذربايجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان قد أكد مرة أخرى أن شكل المفاوضات لن يتغير، على الرغم من أن رئيس الوزراء الأرمني كان يأمل في ذلك. يدل هذا النوع من النوايا الفارغة لزعيم "الثورة المخملية" في أرمينيا على عدم كفاءة رئيس الوزراء الجديد وافتقاره إلى التفكير الاستراتيجي والأهمية القصوى للسياسة الكبيرة. مباشرة بعد الاجتماع بين الرئيس إلهام علييف ونيكول باشينيان في فيينا، أدلى وزير الدفاع الأرميني دافيد تونويان ببيان استفزازي وقال إن صيغة "الأراضي مقابل السلام" قد تغيرت. وقال تونويان: "كوزير للدفاع ، قمت بتغيير صيغة "الأراضي مقابل السلام" وسنفعل عكس ذلك:" الحرب الجديدة للأراضي الجديدة". لن تكون هناك تنازلات. الحلول الوسطية ممكنة. سنخرج من وضع الخنادق والدفاع المستمرة".
في رأي أريي غوت، فإن مثل هذه البيانات ستؤدي إلى حقيقة أن الحرب ستكون طريقة وحيدة لتحقيق العدالة لأذربيجان. ويؤكد الخبير الإسرائيلي: "قبل شهرين كنت على خط المواجهة وشعرت حقاً أنه لا ثقة بنظام وقف إطلاق النار. لسوء الحظ، فإن الشعبويين الذين يأتون من الشارع مثل نيكول باشينيان ووزير دفاعه، في الواقع، لا يفهمون أن أذربيجان القوية والمستقلة اليوم ليست هي نفس البلد في نهاية التسعينيات، فالكل يعرف جيداً أن أرمينيا الفقيرة التي هي في وضع سيء، لا يمكنها احتلال 20 % من أراضي أذربيجان دون دعم دولة ثالثة. لقد نفد صبر أذربيجان، وقد صرّحت باكو الرسمية مراراً وتكراراً وحذر أرمينيا من أنها لن تتفق أبداً مع الوضع القائم، لكن التصريحات القاسية للقيادة العسكرية والسياسية لأرمينيا تظهر أنه قد دخل فيهم الرعب والخوف والرهبة".
أكد الخبير أن الجيش الأذربيجاني مستعد لأي نوع من الأعمال على خط المواجهة. وقول: "وهذا يعني أن الجيش الأذربيجاني الآن أقوى ومزود بأحدث المعدات والأسلحة ووأنه على أعلى درجات الاستعداد القتالي والانضباط وويتمتع أفراده بالروح القتالية العالية. يعكس الفرق في الإمكانيات المالية لأذربيجان وأرمينيا الفرق في قدراتهما العسكرية والقتالية. بموجب الإحصاءات الرسمية لموقع Globalpower.org، من حيث العوامل العسكرية والسياسية والاقتصادية، بما في ذلك امتلاك باكو الرسمية موارد للعائدات العامة الدائمة، وغياب مثل هذه الموارد لدى أرمينيا، فإن القوة العسكرية لأذربيجان تفوق ب1.5 ضعفاً على القدرة الدفاعية لأرمينيا. تتمكن أذربيجان المستقلة اليوم من تحمل الاستثمار في قطاع الدفاع في البلاد بمبلغ متساو لميزانية الدولة في أرمينيا، ويثبت التاريخ أن أولئك الذين لديهم مواد أكثر تطوراً وعالية التقنية للقيام بعمليات قتالية سينتصرون في الحرب الحديثة، وهو ما يكفي لتذكر الاستخدام الفعال للطائرات الهجومية الإسرائيلية بدون طيار ضد الغزاة الأرمن خلال عمليات أبريل 2016، ويمكننا التحدث كثيرا عن ذلك.
لم ينس أحد أنه في بداية أبريل 2016، ردت القوات المسلحة الأذربيجانية على الاستفزازات العسكرية لأرمينيا ووجه ضربة قاتلة على الجيش الأرمني من أجل ضمان أمن مواطنيها. ليس سراً أن أذربيجان اليوم هي البلد أكثر قوة وقدرة في جنوب القوقاز. يعلم رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأرميني جيداً أن المواجهة العسكرية المباشرة مع أذربيجان ستؤدي إلى إفلاس وأرمينيا. لا أريد مقارنة إمكانات أذربيجان العسكرية مع أرمينيا، لأنها غير قابلة للمقارنة على الإطلاق. أعتقد أن باشينيان سيحاول الحفاظ على الوضع كما هو، لأنه بالنسبة له وأرمينيا، إلا أن المواجهة قد تؤدي إلى نتائج غير متوقعة. "
يرى أريي غول أن اجتماع فيينا للزعيم الأذربيجاني والأرمني أثبت مرة أخرى أنه في تسوية النزاع الأرمني الأذربيجاني في قاره باغ الجبلية، فإن أذربيجان تتبنى موقفاً صحيحًا وبناءً يعكس مصالح كلا البلدين ومنطقة جنوب عموماً".
في مقابلة مع وكالة تاس، أكد رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف هذا النهج وقال إنه من الضروري جعل عملية التفاوض إلى نتائج مثمرة. وقال: "إن الأولوية المفضلة لأذربيجان هي تحرير الأراضي المحتلة المعترف بها دولياً بموجب القانون الدولي، ووثيقة هلسنكي الختامية، وقرارات مجلس الأمن الأربعة التي تطالب بالانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات المسلحة الأرمنية من الأراضي المحتلة". في الوقت نفسه، على الرغم من التقدم المحرز في عملية التفاوض واقتراح الجانب الأرمني الأخير، فإن شكل عملية التفاوض لم يتغير. قال الرئيس إلهام علييف إن عملية التفاوض كانت بمثابة قوة دفع جديدة.