- تحفظات غربية صدرت متجنبة ذكر اسم حفتر أو إدانة تحركاته صوب طرابلس مباشرة.
- أعربت عن القلق وطالبت جميع الأطراف بضبط النفس.
- بريطانيا طالبت بعقد جلسة بمجلس الأمن ويتوقع عقدها الجمعة.
- خبراء للأناضول:
- تحركات حفتر تمت بضوء أخضر غربي.
- عمر عملية حفتر قصير في ظل صعوبة معركة طرابلس.
- الغرب لن يغامر في دعم عسكري صريح لأي طرف لكن سيقبل بالواقع.
- أي دعم عسكري صريح سيعتبر انقلابا وسيفاقم الأوضاع.
- تحركات حفتر رسالة مدعومة غربيا للمؤتمر الجامع قبيل الانعقاد.
- تحرك حفتر يتفق مع تطلعاته وعدم رضا غربي على المؤتمر الجامع.
بـ"ضوء أخضر غربي" سرا وبعيد أسبوع من زيارته للسعودية، تحرك خليفة حفتر، قائد القوات المدعومة من مجلس نواب طبرق، شرقي ليبيا، صوب العاصمة طرابلس، غربا، حيث مقر حكومة "الوفاق" المعترف بها دوليا، في عملية تواجه بتحفظ دولي علنا.
هذا التحفظ، والذي بدأ في اللحظات الأولى، "باردا" وفق خبراء تحدثت إليهم الأناضول، "ربما ينقلب" في لحظة قدرة حفتر على حسم الأمر عسكريا، بالعاصمة التي تعج بتواجد غربي عبر سفارات وبعثات إلى "تأييد علني" وقبول بالواقع الجديد.
ولم تفلح مبادرات دولية، قادتها دول غربية منغمسة في الشأن الليبي، لاسيما فرنسا في إحداث تقارب بين حفتر وحكومة الوفاق التي كانت تنتظر بلديهما الغنية بالنفط بين 14 و16 أبريل / نيسان الجاري، مؤتمرا للحوار في مدينة غدامس الليبية (جنوب غرب)، ضمن خارطة طريق أممية لحل النزاع منذ 2011 المتمركز حاليا على الشرعية والسلطة.
وفي وقت سابق الخميس، أعلن حفتر، رسميا، انطلاق عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة طرابلس، وسط تحفز من حكومة الوفاق لصد أي تهديد، ودعوة من بريطانيا لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث التطورات الأخيرة في ليبيا، عصر الجمعة.
** تحفظ غربي "يتجنب انتقاد" حفتر
خرجت تحفظات غربية، دون مواجهة مباشرة وصريحة لـ"حفتر" أو تسميته على اعتبار أنه صاحب التحرك الذي أثار الأزمة، وكان الأغلب على البيانات تعميم مخاطبة الأطراف والقلق ودعوات ضبط النفس، باستثناء موقف بريطانيا.
فحكومات كل من أمريكا والإمارات وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا، أعربت، عن "قلقها العميق"، داعين جميع الأطراف على وقف التصعيد فوراً، خشية أن تؤدي المواقف العسكرية والتهديدات باتخاذ إجراءات من جانب واحد "تهدد بإعادة ليبيا إلى الفوضى".
وفي وسط منخفض من التعليقات الغربية والدولية، ودون مواجهة صريحة أيضا لـ"حفتر"، أدانت السفارة الأمريكية بليبيا، "بشدة" التصعيد الجاري بالمناطق الغربية، وأعربت السفارة البريطانية وبعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا عن "قلقها العميق حيال التحركات العسكرية في ليبيا".
وحثت البعثة الأوروبية، في بيان عبر صفحتها على "فيسبوك"، جميع الأطراف على "تهدئة التوتر على الفور، ووقف جميع الأعمال الاستفزازية"، مؤكدة أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للأزمة الليبية.
أما الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، المتواجد حاليا بليبيا في زيارة مبرمجمة مسبقا فعبّر عن قلقه العميق إزاء التحركات العسكرية وخطر وقوع مواجهات في ليبيا، ودعا الجميع إلى التزام التهدئة وضبط النفس، وتلويح بتأثير التحركات على انعقاد المؤتمر الوطني.
وقبل نحو أسبوع، وتحديدا في 27 مارس / آذار الماضي، زار حفتر، المتطلع في تصريحات سابقة للدخول لطرابلس، السعودية لأول مرة، باحثا مستجدات الأوضاع الليبية.
** ضوء أخضر غربي سرا
كامل عبد الله، المحلل المصري البارز في الشؤون الليبية، يؤكد للأناضول أن "حفتر لم ولن يقدم على هذه العملية إلا بدعم غربي مفتوح، خاصة وأنه واضح في الفترة الأخيرة أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لا يراهنون على الحل السياسي في لبيبا منفردا".
المجتمع الدولي، وفق عبد الله، "لا يضع كل الحلول في سلة واحدة"، في ظل اعتراضات من بعض دول (لم يسمها) على ملتقى الحوار الوشيك.
ويدلل الخبير في الشأن الليبي على هذا الضوء الأخضر بالعودة إلى البيانات الغربية الصادرة فور تحرك حفتر، قائلا: "بيانات باردة متأخرة تفضى لتأكيد لا تلميح أنهم مع هذا الخيار العسكري سرا ولا ممانعة حتى وإن لم يقولوا علنا".
** ترقب غربي
يؤكد، ناصر الهواري، مدير المرصد الليبي لحقوق الإنسان (غير حكومي)، في حديث للأناضول، أن الوضع الميداني لحفتر لم يحرز تقدما لذا هناك ترقب غربي لهذا المجريات الغامضة، وبالتالي لم تصدر بيانات واضحة وقوية.
ويستدرك "لكن حفتر لا يستطيع أن يتحرك إطلاقا صوب عاصمة (طرابلس) فيها سفارات ومقار دولية دون هذا الضوء الغربي والإقليمي، بخلاف دعم مادي ولوجيستي".
ويفسر الهواري تحرك حفتر مدعوما بضوء أخضر غربي سرا، مقابل تحفظات غربية علنية، قائلا: "حفتر على الدوام يتم دعمه دوليا من تحت الطاولة ولا يقدم أحد على إعلان ذلك"،
ويربط الهواري، بين زيارة حفتر للسعودية التي عقدت لأول مرة، وتصاعد الأحداث المفاجئ من جانب حفتر بعد وقت قصير من الزيارة، في المقابل عادة ما تقول السعودية إنها لا تتدخل في شؤون الدول.
ولا يفصل الخبير الليبي، بين تطلعات حفتر للحكم، ومخاوفه من أن يفقد دوره وسلطته مع انعقاد مؤتمر جامع ليبي، والموافقة الغربية "غير المعلنة" على عملية طرابلس، ويقول: "فكلاهما (حفتر والغرب) تحرك مسبقا للتأثير على سير المؤتمر ومحاولة للإفشال".
** أزمة في الكواليس
أنس القصاص، الباحث المصري في الشؤون الاستراتيجية وقضايا الأمن الدولي، يؤكد للأناضول، أن الموقف الأممي السريع "يعبر عن أزمة في الكواليس وأن الموقف ملتهب وقد يؤدي لانفجارات أكبر".
ويرى أن "حفتر تجرأ على التوجه نحو طرابلس، في ظل اتصالات من موسكو معه، وعدم ممانعة فرنسية من أي تغير سياسي يحدث داخل ليبيا في ظل عدم قبول نسبي دولي لحكومة السراج حاليا".
** عملية محدودة
القصاص، يستشرف المستقبل، قائلا: "لو حفتر استطاع تأمين المصالح الغربية لاسيما الفرنسية والإيطالية، لن يكون للغرب مشكلة أنه يستمر صوب طرابلس ويمضي في هذه الحملة العسكرية"، مستدركا "لكن هناك تخوفات دولية من عدم قدرة حفتر على السيطرة منفردا أو تأزم الموقف الداخلي أكثر".
ويوضح أن "الموقف الدولي غير مستعد حاليا للدخول في مواجهات عسكرية مع أحد ضد الآخر، خاصة وهناك تقديرات عسكرية سابقة تشير لخطأ الدخول في ليبيا عسكريا قبيل الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011".
ويتابع: "قد تكون عملية محدودة للقضاء على مليشيات في طربلس بالاتفاق مع قوى دولية" تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، مستبعدا أن يتغير الموقف الاستراتيجي الدولي خاصة في ظل ما يحدث في الجزائر جارة ليبيا، وهو تغير جديد لا يتحمله الوضع الدولي حاليا لأنه سيتبعه خلل كبير.
الخبير الليبي، ناصر الهواري، هو أيضا يرى أن "حفتر لن يتوجه لنزهة في ظل صعوبة معركة طرابلس".
ويضيف: "الأمم المتحدة والدول الكبرى لن تدعم حفتر علنا وإن فعلت ذلك مع انتصاره غير المؤكد سيعد ذلك انقلابا بالرغم من الاعتراف الدولي المتكرر بحكومة الوفاق، في إطار القبول بالأمر الواقع".
دبلوماسي ليبي مخضرم عمل سابقا في أحد العواصم العربية، تحدث للأناضول، مفضلا عدم الكشف عن هويته، يرى أن هناك تصورا خاطئا يعتبر من يسيطر على العاصمة طرابلس يحكم، مضيفا:" ليبيا ليست دولة بالمعنى المتعارف عليه للحديث عن ذلك الأمر".
ويؤكد أن الغرب لن ينحاز لأي طرف في ظل أي تقاتل داخلي، خاصة والموجود "مجموعات ضعيفة لا تستطيع أن تقيم دولة"، متوقعا استمرار المشهد الذي وصفه بـ"العبثي" في ليبيا لفترة في ظل الواقع الحالي.