عُقد المؤتمر الصحفي بمشاركة المؤرخ الروسي البارز والمحلل السياسي والدكتور في العلوم التاريخية والخبير العسكري أوليغ كوزنتسوف في المركز الإعلامي الدولي في باكو. وأنه عثر على معلومات محفوطة في أرشيف :ك.ج.ب. (KGB) في أذربيجان والتي تخزي اللوبي الأرمني في سنوات ما بعد الحرب. قبل المؤتمر، وجه مراسلنا ثلاثة أسئلة للمؤرخ.
س. - ما رأيك، كمؤرخ، في الدبلوماسي السابق بلاتوشكين والمؤرخ سبيتسين اللذين يشاركان باستمرار في برامج مختلفة على التليفزيون الروسي، ويحظيان بشعبية اليوم في روسيا؟
ج. - لست على دراية بالأعمال الأساسية لهذين الشخصين، وبالتالي يصعب عليّ أن أحكم على أنشطتهما العلمية. نظراً لأنهما يشاركان على الدوان في برامج التلفزيون المركزي، يبدو لي أنهما سيشاركان في البرنامج التلفزيوني التالي أيضاً.
س.- ما موقفك في زميلك المؤرخ ستانيسلاف تاراسوف؟ حيث، كتابك "الحقيقة حول الخرافات في قاره باغ الجبلية" ليس سوى التكذيب الصادق لمقالات ستانيسلاف تاراسوف فيما يتعلق بالنزاع العسكري، أو بالتحديد، الحرب التي وقعت في قاره باغ ، ونتيجة لتلك الحرب احتلت أرمينيا 20 % من أراضي أذربيجان؟
ج- نعم ، أنا على علم جيد بتاراسوف. ألف مقالاته عن قاره باغ في عام 2013. أنا أعرف نهج هذا الشخص. عند كتابة المقالات، يستخدم المواد المعاد تدويرها، ولم يتعمق في الأرشيفات. بمعنى آخر اعتمدت على مواد محررة أعدها علماء السياسة الموالين للأرمن. كان هذا خطأه. ومع ذلك، تاراسوف لديه مهارات في البحث العلمي. ولكن بما أنه لا يمتلك مواد أكاديمية، فإن ما كتبه ليس علماً، ولكنه دعاية لأفكار أولئك الذين يقفون وراءه.
س. – ما رأيك في مدينة باكو؟ هل زرتها من قبل؟
ج. - على مدار السنوات الأربع أو الخمس الماضية، أزور عاصمتكم باستمرار للعمل في الأرشيفات. وفي كل مرة أجد أن المدينة تتغير، يظهر شيء جديد. لكن لا يمكنني المقارنة مع المدينة التي كانت قبل ثلاثين عاماً. لم أزرها في ذلك الحين. وانا متأسف جدا لذلك.
خلال المؤتمر، تحدث المؤرخ الروسي أوليغ كوزنتسوف عن خطط الأرمن لتوطين الشيشان بعد ترحيل الشيشان من أـوطانهم وخلق حكمهم الذاتي في شمال القوقاز كجزء من جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية. تستند المقالة التي ألفها بعد التعرف على معلومات القضية التي رفعت عنها السرية عام 1948 من أرشيف جهاز أمن الدولة في جمهورية أذربيجان (ك.ج.ب.). تم عرض عرض نسخة الوثائق من أرشيف KGB للصحفيين الذين تجمعوا في المؤتمر الصحفي. يعود تاريخ هذه القصة إلى 21 نوفمبر 1945، عندما تبنى مجلس المفوضين الشعبيين للاتحاد السوفييتي قراراً "بشأن الإجرءات الخاصة لعودة الأرمن الأجانب إلى أرمينيا السوفيتية". بعد ثلاثة أشهر، في 22 فبراير 1946، وافق المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي على قرار تم إعداده بالاشتراك مع المفوضية الشعبية للشؤون الخارجية السوفياتية "حول التدابير العملية لنقل الأرمن من الخارج إلى أرمينيا السوفيتية." في 29 يناير و24 مارس و10 ديسمبر 1947، اعتمد مجلس مفوضي الشعب في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية قرارات بشأن ما يسمى "عودة" الأرمن. لحل "القضية الأرمنية"، تم تشكيل لجنة خاصة برئاسة رئيس قسم بلدان الشرق الأوسط في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. كان التركيز الرئيسي لأنشطتها على إعادة توطين الأرمن من اليونان ورومانيا وبلغاريا إلى القوقازالسوفياتي؛ كان من المقرر أيضاً تحقيق "الإعادة إلى الوطن" من إيران ولبنان ورومانيا وسوريا ، ويمكن أن تشمل في المستقبل الولايات المتحدة وفرنسا ومصر وتركيا والعراق.
بشكل عام، في ذلك الوقت كان من المفترض إعادة توطين 360 ألف أرميني ونقلهم بشكل حصري إلى أراضي جمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفياتية. ومع ذلك، وفقا لبيانات يونيو 1948، تمت إعادة توطين 86 346 من الأرمن الأجانب في الاتحاد السوفياتي، وبموجب الإحصاءات أقام في أرمينيا منهم أكثر بقليل من 37 ألف. كان ثلث المستوطنين الأرمن من لبنان وسوريا وإيران واليونان وقبرص. كان تهجير الأرمن من فرنسا ومصر وبلغاريا ورومانيا مهماً أيضاً. تم تقييد إعادة توطين الأرمن بقرار من مجلس مفوضي الشعب في الاتحاد السوفياتي في 14 سبتمبر 1948. لكن في الحقيقة طلب الأرمن نقلهم إلى الشيشان. لم يكن هناك أي دليل على هذا الطلب قبل بحث أوليغ كوزنيتسوف في أرشيفات ك.ج. ب.
كما في المؤتمر تم التطرق للأحداث التي وقعت في شهر فبراير من هذا العام في موسكو. عندما وقعت المواجهة بين الشيشان والأذربيجانيين. رفض أوليغ كوزنيتسوف، كمواطن روسيا، كل التكهنات حول حقيقة أن روسيا كانت سبباً لمواجهة فبراير في موسكو. صرح رضوان حسينوف، مدير مركز تاريخ القوقاز، وكبير الباحثين في معهد القانون وحقوق الإنسان بالأكاديمية الوطنية للعلوم في أذربيجان، للحضور في المؤتمر صحفي بأن الأرمن استفادوا بنشاط من حادثة فبراير للتحريض على الكراهية والمواجهة بين ممثلي الشعبين على الشبكات الاجتماعية. تحت أسماء مختلفة من المستخدمين غير الموجودين في شبكة التواصل الاحتماعي، حاولوا إثارة التوترات المتزايدة بين الأذربيجانيين والشيشان، مستفيدين من الحادث الذي وقع في العاصمة الروسية. في نهاية المؤتمر الصحفي، تحدث رضوان حسينوف بروح الدعابة عن الاضطرابات بين الأرمن في أبريل 2016، في إشارة إلى الهجوم الذي شنه الجيش الأذربيجاني على أراضي أذربيجان والتي استولى عليها الغزاة الأرمن مؤقتاً قبل ثلاث سنوات.