ماكرون يسترضي المتظاهرين بـ«توزيع النقود»

العالم 17:00 11.12.2018
في 15 دقيقة من خطابه لـ«الأمة»، قدّم الرئيس المأزوم سلسلة «تنازلات» اقتصادية يعتقد فريقه أنها مفتاح احتواء تظاهرات «السترات الصفراء». الرئيس الذي تكلّم عن «جذور للأزمة عمرها 40 عاماً»، لم يحضر في «إصلاحاته» الموعودة حلولاً جذرية وواضحة تلبّي مطالب الشارع المتصاعدة. فرنسا ظهرت أمس أنها أمام أزمة بنيوية تمسّ كل النظام بتفرعاته. أزمة
 
يعتقد رئيسها أن التنازلات تكمن في صرف بعض من المال لموظفين لا في «دولة رفاه» تتآكل تقديماتها، وفي نموذج «جديد» يُقاتل عدداً ضخماً من الجمهور والساسة المعارضين لإسقاطه.
 
انتظر إيمانويل ماكرون شهراً كاملاً بعد «احتلال» البلاد من المتظاهرين لكي يُدليَ بسلسلة اعترافات و«تنازلات». أربع تظاهرات (كل سبت) نظّمتها جماعة «السترات الصفراء» بدت كأنها أيقظت شيئاً في رجل يشعر أن الأمور تفلت من يديه رغم سيطرته المطلقة على الحكومة والبرلمان. سيطرة جعلته «بعيداً» عن الشارع. أمس، أقرّ بأنه «حاول أن يعطي انطباعاً» أن
 
غضب المتظاهرين هو «آخر همومه»، وأنه يتحمّل «حصتي من المسؤولية»، متفهّماً «الغضب» و«المحنة» في الشارع.
 
منذ الانتخابات الرئاسية وبعدها البرلمانية، تعامل ماكرون مع النتائج كبطاقة عبور نحو تطبيق «نموذجه» السياسي والاقتصادي والاجتماعي. إلى جانب البُعد الشخصي لرئيس بدا منفصلاً عن الجمهور، جاء في خطابه ذي الخمس عشرة دقيقة رزمة إجراءات يُعوّل فريقه على أن تُنفّس الشارع. لكن ردود كل من زعيم كتلة حزب «فرنسا المتمردة» اليساري جان لوك ميلانشون،
 
ورئيسة حزب «التجمع الوطني» اليميني مارين لوبن تشي أن الأمور أبعد وأصعب من «حال طوارئ اقتصادية واجتماعية» أعلنها الرئيس.
 
«عندما ينطلق العنف، تتوقف الحرية»، هذه الجملة التي استخدمها في خطابه «الإصلاحي» المنتظر أمس، تعبّر عن تصوره لـ«الحل» المفترض للأزمة التي تعصف ببلاده. الرئيس المأزوم أصرّ على أنه يحمل تركة ثقيلة هي المسؤولة بشكل مباشر عما تعانيه بلاده، ليعود ويلوم عجزه عن تقديم حلول منذ توليه مفاتيح «الإليزيه»، في تموز/ يوليو 2017. ماكرون الذي أراد
 
الإيحاء بأنه على قدر مسؤولية ما يجري في الشارع، أعلن إذاً ما سماها «حالة طوارئ اجتماعية واقتصادية». وبالرغم من أنه أقرّ بأنّه يتحمّل جزءاً من المسؤولية، أصرّ على التذكير بأنّ جذور الأزمة قديمة عمرها 40 عاماً.
 
ومن ضمن «الحلول» التي اقترحها لـ«احتواء» الاحتجاجات، إعلانه زيادة طفيفة للحدّ الأدنى للأجور (100 يورو شهرياً) اعتباراً من العام المقبل، بالإضافة إلى إلغاء ضريبة التقاعد. لكنّه رفض إعادة فرض الضريبة على الثروة، أحد مطالب المحتجّين الأساسية. وقال: «سنردّ على الوضع الاقتصادي والاجتماعي الملحّ بإجراءات قوية من خلال خفض الضرائب بشكل أسرع،
 
ومن خلال استمرار السيطرة على إنفاقنا، ولكن دون التراجع عن سياستنا».
 
قبل خطابه المنتظر، تشاور، طوال ساعات، في قصر «الإليزيه» مع 37 شخصية، بينها رئيس الوزراء إدوار فيليب، و12 من أعضاء الحكومة ورؤساء النقابات الرئيسية ومنظمات أصحاب العمل، إضافة إلى رئيسي الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ. وفيما كان يُنتظر أن يقدّم اقتراحات وردوداً مفهومة وواضحة على مطالب حركة «السترات الصفراء» بعد 48 ساعة من نهاية
 
اليوم الرابع لتحركهم، لم يأتِ الخطاب على مستوى المطالب التي نادى بها المحتجّون.
 
النقاط الرئيسية التي حاول الزجّ بها في خطاب «التهدئة» مع المحتجين، ركّزت بداية على فكرة استنكار العنف والشغب، وعدم تبريره بالغضب، إلى جانب التلميح إلى جذور الأزمة التي تتطلب إصلاحاً عميقاً للدولة الفرنسية، على حد قوله.
 
رد الفعل الاقتصادي المباشر كان عبر زيادة الحد الأدنى للدخل، بمقدار 100 يورو في الشهر، اعتباراً من 2019، من من دون أن تتحمل الشركات أي كلفة إضافية، وتحييد ساعات العمل الإضافية «في الفترة المقبلة» عن مقصّ الضرائب.
 
كذلك فقد وعد بإدخال حوافز مالية وتدابير عاجلة لمساعدة من تقلّ رواتبهم عن 2000 يورو وإلغاء زيادة الضرائب على بدلات تقاعدهم، مشيراً بتعبير عام إلى أن «من يحققون الأرباح عليهم دفع الضرائب المناسبة»، من دون إيضاح آلية ذلك. وأتبع ذلك بدعوة من يستطيعون من أصحاب العمل إلى «رصد مكافأة لنهاية العام» على أن تعفى من الضرائب.
 
ومع تعهده بإجراء العديد من المشاورات لاستكمال حلحلة هذه الأزمة، لمّح إلى إمكانية إجراء إصلاح في التمثيل السياسي، على اعتبار أن فرنسا «تمر بمرحلة تاريخية». غير أنه أكد رفضه «التساهل مع مثيري الشغب ومرتكبي أعمال العنف». وتبقى النقطة التي قد تسهم في استمرار غضب واحتجاج «السترات الصفراء» هي إصرار ماكرون على قرار إلغاء الضريبة على
 
المواطنين الأكثر ثراءً، والذي يعتبر المحتجون إلغاءه على رأس المطالب التي يتطلعون إلى تحقيقها، باعتباره قراراً جائراً بحق الفقراء وضعاف ومتوسطي الدخل. وكان تبرير الرئيس لموقفه مستنداً إلى أن فرض هذه الضريبة في الماضي لم يغيّر من حال البلاد في شيء.
 
وجاء أبرز ردود الفعل السريعة على «إصلاحات» ماكرون من جان لوك ميلانشون الذي اعتبر في تغريدة عبر «تويتر»: «ظنّ الرئيس أنّ توزيع النقود سيكفي لتهدئة تمرّد المواطنين المستمر»، ليعود ويضيف في تغريدة ثانية: «كلّ ما أعلنه ماكرون سيُدفَع من أموال المواطنين، لا من أموال الأغنياء... ليس هناك في الخطاب ما يخصّ العاطلين من العمل، ولا الموظفين بدوام
 
جزئي، ولا المتقاعدين ولا الطلّاب». وبدورها، غرّدت مارين لوبن قائلة إنه «أمام التحدّي، يتخلّى ماكرون عن بعض أخطائه الضريبية، لكنه يرفض الاعتراف بأنّ النموذج الذي يمثّله هو المرفوض».
 
من جهته، رأى أستاذ المعلومات والاتصالات في جامعة باريس الثانية، أرنود مرسييه، في تعليق نقلته صحيفة «لو باريسيان»، أن ماكرون «لا يزال يواجه مشكلة في الاعتراف بأخطائه». ولفت إلى أنه «لم يستطع على الفور تلبية بعض المطالب الأساسية، مثل الخفض الحقيقي في الضرائب»، مشككاً في تأثير تلك الإجراءات في اقتناعات «السترات الصفراء».
 
جريدة الأخبار
تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي  التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر

أحدث الأخبار

تفعيل نظام مير الروسي في مصر.. انعكاسات مهمة على السياحة والتبادل التجاري
18:00 23.04.2024
مشروع مسام ينتزع 857 لغماً في اليمن خلال أسبوع
17:30 23.04.2024
علي موسي إبراهيموف : الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل
17:07 23.04.2024
شنجن للخليجيين لمدة 5 سنوات من أول طلب
17:00 23.04.2024
مسجد باريس يعرب عن قلقه بشأن تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي حول التسلل الإسلامي
16:00 23.04.2024
مصر تؤكد السيطرة على حدودها مع غزة
15:30 23.04.2024
وصول المعتمرين الإيرانيين المدينة المنورة بعد توقف 9 سنوات
15:00 23.04.2024
ميرزاييف: "السياسات الأرمينية العدائية قادتها إلى الهاوية"
14:00 23.04.2024
تورال إسماعيلوف : إيران تري أن أذربيجان تمثل تهديدًا لها
13:00 23.04.2024
تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر
12:15 23.04.2024
وفد من البنتاجون يزور النيجر لمناقشة انسحاب القوات الأمريكية
12:00 23.04.2024
بدأ عملية تحديد إحداثيات الحدود الأذربيجانية الأرمينية
11:50 23.04.2024
سلطان عُمان يزور الإمارات ويبحث مع محمد بن زايد التعاون والعمل المشترك
11:45 23.04.2024
زيارة أردوغان للعراق. دلالات على مرحلة جديدة من التعاون
11:30 23.04.2024
إيران وباكستان تبحثان إصلاح العلاقات بعد توترات حدودية
11:16 23.04.2024
أمير قطر يبدأ اليوم زيارة لبنجلاديش لتعزيز التعاون الاقتصادي
11:00 23.04.2024
القمة الثلاثية في تونس تناقش تحديات أمنية واقتصادية مشتركة
10:46 23.04.2024
الشيخ مشعل الأحمد يبدأ زيارة دولة للأردن
10:30 23.04.2024
الرئيس الألماني يزور تركيا حاملاً 60 كيلوجراماً من الشاورما
10:16 23.04.2024
الإنفاق الدفاعي العالمي بلغ 2443 مليار دولار عام 2023 وسط 55 نزاعاً
10:00 23.04.2024
إطلاق صواريخ من العراق باتجاه قاعدة للتحالف الدولي بسوريا
09:45 23.04.2024
استقالة رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية
09:17 23.04.2024
بغداد وأنقرة تتجهان لطيّ صفحة الخلافات السياسية
09:00 23.04.2024
سيول تحتج على إرسال الزعماء اليابانيين قرابين لضريح ياسوكوني
18:00 22.04.2024
مشاهد قاسية لجثامين انتُشلت من مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي
17:30 22.04.2024
هل حان وقت احلال السلام في القوقاز؟
17:00 22.04.2024
مشتريات الصين من الذهب تعزز ارتفاع أسعاره وتحطيمه أرقاماً قياسية
16:30 22.04.2024
منتدى خليجي- أوروبي يبحث الأمن والتعاون الإقليمي
16:00 22.04.2024
باسل الحاج جاسم : ترسيم الحدود بين اذربيجان وأرمينيا خطوة لتجاوز عقبات السلام الدائم في القوقاز
15:09 22.04.2024
هنية إدارة غزة يجب أن تتم بإرادة فلسطينية
15:00 22.04.2024
فكرت صادقوف: " جنوب القوقاز اقترب من السلام الدائم
13:51 22.04.2024
شابنام حسنوفا : زيارة الرئيس إلهام علييف إلي روسيا ليست صدفة
13:00 22.04.2024
تحديد 29 يونيو موعدا لإجراء الانتخابات الرئاسية في موريتانيا
12:00 22.04.2024
انتخابات تشريعية في المالديف على خلفية منافسة بين الهند والصين
11:00 22.04.2024
أمير الكويت يعين الشيخ أحمد العبد الله نائباً للأمير
10:30 22.04.2024
أمير قطر يصل إلى الفلبين في مستهل جولة آسيوية تشمل بنجلاديش ونيبال
10:15 22.04.2024
الغارات الإسرائيلية تقتل 48 شخصاً في غزة خلال 24 ساعة
10:00 22.04.2024
العراق يتباحث مع أردوغان بشأن حصة عادلة من المياه لنهري دجلة والفرات
09:45 22.04.2024
الرئيس الإيراني يزور باكستان
09:30 22.04.2024
الأردن: نتنياهو يريد جر الولايات المتحدة لمواجهة مع إيران
09:15 22.04.2024
جميع الأخبار